بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا و نبينا أبي القاسم المصطفى محمد، و على آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين، سيّما بقية الله في الأرضين.
أبارك يوم المبعث لكم أيها الحضور المحترمون، و الإخوة و الأخوات الأعزاء، و لمسؤولي البلاد المحترمين و لسفراء البلدان الإسلامية الحاضرين في هذا الاجتماع، و لكل الشعب الإيراني، و لكل الأمة الإسلامية، و لجميع البشرية، و الحق أن البشرية اليوم أحوج لفهم معنى البعثة و حقيقتها.
خاطب القرآن الكريم البشرية كلها بهذه الآية الشريفة: «لَقَد جآءَكم رَسولٌ مِن اَنفُسِكم عِزيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم حَريصٌ عَلَيكم»، و في فقرتها الأخيرة «بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيم» (2). آلام البشرية و المشكلات التي يعانيها الإنسان و المجتمعات البشرية ثقيلة على الروح المباركة لرسول الإسلام، حَريصٌ عَلَيكم، إنه مشتاق لهدايتهم و سعادتهم. البعثة لكل البشر. ثم تأتي تتمة لهذه الآية فيها تطمين و تسلية من القرآن للرسول الأكرم: «فَاِن تَوَلَّوا فَقُل حَسبِي اللهُ لآ اِلهَ اِلّا هُوَ عَلَيهِ تَوَكلتُ وَ هُوَ رَبُّ العَرشِ العَظيم» (3)، خاطِب البشرية و اعمل على صلاحها و إصلاحها، و توكّل على الله الواحد الأحد، فكل شيء في يده و السنن الإلهية موظفة لخدمة هذه الحركة. نحن اليوم بحاجة إلى معنى البعثة، و البشرية بحاجة لها، و خصوصاً الأمة الإسلامية.
عيد المبعث عيد الانبعاث لمحو آلام البشر و معاناتهم، فهو إذن عيد حقاً. الآلام البشرية الأساسية التي تواصلت و استمرت طوال التاريخ، و هي اليوم أيضاً مستمرة بأشكال متنوعة، هي عبودية غير الله، و سيادة الظلم و اللاعدالة، و الفوارق بين طبقات الناس، و معاناة الضعفاء و عسف المتعسفين، هذه هي آلام البشرية المستمرة. هذه أحوال فرضت على البشر دوماً بدوافع العتاة الفاسدين المفسدين، و البعثة من أجل محو هذه الآلام و إزالتها. و الواقع أن يوم المبعث يوم العودة إلى الفطرة الإلهية، لأن كل هذه الآلام و الأوجاع و الاعوجاجات مرفوضة في الفطرة الإلهية المودعة في أعماق البشر. الفطرة الإلهية المودعة في البشر هي مناصرة الحق و مناصرة العدل و معاضدة الجهاد في سبيل المظلومين، هذه هي الفطرة الإنسانية.
للإمام أمير المؤمنين عبارة في نهج البلاغة الشريف حول سبب بعثة الرسل و الأنبياء، ينبغي التأمل فيها كثيراً، يقول: «لِيستَأدُوهُم ميثاقَ فِطرَتِه»، الرسل يدفعون البشر نحو العمل بتلك المعاهدة الفطرية المودعة في أعماق البشر، و الاعتراف بها. لقد أراد الله من البشر أن يكونوا أحراراً، و يعيشوا بعدالة و صلاح، و لا يعبدوا غير الله. «لِيستَأدُوهُم ميثاقَ فِطرَتِهِ وَ يذَكروهُم مَنسِيّ نِعمَتِه»، و ليذكّروا البشر بالنعم الإلهية التي نسوها، هذه نعم إلهية. إننا نغفل عن نعمة الوجود و نعمة السلامة و نعمة العقل و نعمة الأخلاق الحسنة التي أودعها الله تعالى في صميم الإنسان، البشر ينسون هذه النعم و الأنبياء يذكّرونهم بها. «وَ يذَكّروهُم مَنسِيّ نِعمَتِه وَ يحتَجّوا عَلَيهِم بِالتَّبليغ»، أي إن الأنبياء يتمّون الحجّة على الناس، و يسمعوهم كلام الحق، و يكشفوا لهم عن الحقيقة. التبيين و البيان أهم واجبات الأنبياء و الرسل. أعداء الأنبياء يستغلون حالات الجهل و الاستتار، و يستخدمون أغطية النفاق، و الأنبياء يخرقون أستار الجهل و النفاق. «وَ يثيرُوا لَهُم دَفائِنَ العُقول»، إنهم يستخرجون للبشر كنوز العقل الدفينة. بعث الأنبياء ليحضّوا البشر على التعقل و التفكير، لاحظوا أية أهداف كبيرة. هذه هي أهداف بعثة الأنبياء. و كم تحتاج البشرية اليوم إلى هذه الأمور! و بعد أن تحصل إثارة دفائن العقول «وَ يرُوهُم آياتِ المَقدِرَة» (4)، يهدون عقل البشرية نحو التوحيد و نحو الآيات الإلهية، و يضعون آيات القدرة الإلهية أمام أعين الناس. العقل غير المهديّ لا يستطيع من دون هداية الرسل و الأنبياء إدراك الحقيقة كما هي. الأنبياء يأخذون بيد العقل الإنساني و يهدونه و يرشدونه ليقطع بالقدرات التي حباها الله له درب الحياة الصعب هذا، و يكشف للإنسان حقائق العالم. هذه هي قدرة العقل، و التعقل حالة مهمة في الإنسان، و لكن بالهداية و الإرشاد الإلهيين. هذه هي البعثة.
الجبهة المقابلة للبعثة هي جبهة الجاهلية. ينبغي أن لا نعتبر الجاهلية حالة خاصة بفترة تاريخية محددة و مشخصة فنقول إن الرسول وقف ذلك الحين بوجه الجاهلية و قد انقضى ذلك الحين، فالجاهلية لا تختص بذلك الزمن، الجاهلية مستمرة و البعثة مستمرة.
جداول هذه المياه الحلوة و المالحة متداخلة
و هي جارية على الخلائق إلى نفخ الصور (5)
هاتان جبهتان موجودتان بين البشر. هذه الجاهلية القائمة مقابل بعثة الأنبياء ليست بمعنى انعدام العلم. هذا الجهل ليس جهلاً مقابل العلم. أحياناً يعمل العلم في خدمة الجهل، و هذا ما يفعله في الوقت الحاضر. العلم البشري في العالم اليوم متطوّر و متقدم، لكنه في خدمة تلك الجاهلية التي بعث الأنبياء لمحوها. تقف هذه الجاهلية في النقطة المعاكسة للعقل المهدي بواسطة الأنبياء و الخالق. عندما يسود العقل حياة البشر، و هو العقل الناشط في ظل هداية الأنبياء، ستكون الحياة سعيدة. ينبغي السعي نحو هذا الهدف. يوم لا يتوفر هذا الشيء و لا يكون العقل البشري هو السائد ستسود الشهوة و الغضب، و ستسود الأنانيات و الأهواء النفسية. و عندها ستحترق البشرية في أتون مسجّر من التعاسة. و هذا ما شاهدناه على مدى التاريخ و نشاهده اليوم أيضاً.
عندما تسود الشهوة و الغضب على سلوكيات الإنسان، تلاحظون أن ملايين البشر يقتلون في الحربين العالميتين، و تغدو أرواح الناس غير ذات قيمة، و تزول حرمة الإنسان. هذه الحالة من سيادة الشهوة و الغضب، و في مقابلها سيادة العقل المهدي بهدى الأنبياء، حالتان موجودتان على كافة المستويات، على المستوى الفردي و على المستوى الاجتماعي و على المستوى الدولي. على المستوى الدولي أيضاً إذا كان السائد على سلوك الأقوياء الدوليين هو العقل الذي منّ الله به على الإنسان و هداه لما كان العالم على هذا النحو. عندما تسود الأنانيات و التعطش للسلطة و القوة و إثارة الفتن، فستكون القضية على نحو آخر. هذه هي مشكلات البشر. البعثة على الضدّ من التيار الجاهلي الذي قد يكون موجوداً في كل الأزمنة، و جميع البشر يتحملون المسؤوليات حياله.
الاستعمار و إذلال الشعوب و نهب مصادرها المالية و إفساد مصادرها البشرية ناجم كله عن سيادة الجاهلية هذه. حينما تسود الجاهلية ترون أن شعوباً كثيرةً على مستوى العالم تسحق تحت أحذية الاستعمار، و تنهب مصادرها، و تتعرض للإذلال و تتخلف سنين طويلة. الشعوب المستعمرة تأخرت بعض الأحيان عشرات السنين، و تأخرت في بعض الأحيان قروناً من الزمان.
يقول نهرو (6) في مذكراته إنه قبل أن يتسلط البريطانيون على الهند، كان للهند حضارة متطورة بالقياس إلى ذلك العصر، بل لقد كان لها حتى صناعة متطورة، و منتوجات متطورة. و دخل البريطانيون و استولوا على سيادة ذلك البلد الكبير المترامي الأطراف، و أعادوه إلى الوراء من أجل تقدمهم هم. الحكومة البريطانية الصغيرة و البعيدة تحولت إلى قوة نتيجة نهب مصادر بلد كبير مثل الهند، و تركت ذلك البلد في تعاسة و بؤس. هذا هو الاستعمار، و هذه هي سيادة الشهوة و الغضب.
بعد الحربين العالميتين الأولى و الثانية، حسب ما قالوا و كتبوا، نشبت عشرات الحروب المحلية، و كان ذلك كله من قبل الأقوياء. لاحظوا اليوم ما الذي يحدث في منطقة غرب آسيا هذه، و ما الذي يحدث في شمال أفريقيا! من الذي أشعل هذه الحروب؟ و من الذي يوصل الأسلحة و الإمكانيات للأفراد الشريرين الفاسدين و يشجعهم على أن يثيروا الفتن في البلدان و يدمروا البنى التحتية للبلدان؟ هذا هو الشيطان. «وَ كذٰلِك جَعَلنا لِكلِ‌ّ نَبِي‌ّ عَدُوًّا شيٰاطينَ الاِنسِ وَ الجِنِ‌ّ يوحي بَعضُهُم إلى بَعضٍ زُخرُفَ القَولِ غُرورًا» (7). هذا هو الحال. عندما يتعاون الشياطين و يتعاضدوا يخلقون نظاماً، و حينما يتسلطون على التيارات السائدة في العالم سيكون حال البشرية هذا الحال الذي تشاهدونه اليوم.
عداء المؤمنين الحقيقيين و الجمهورية الإسلامية للصهيونية ناجم عن هذه الحقائق. ليست لدينا أحقاد شخصية مع أحد. عندما يهيمن الكيان الصهيوني و الشبكة الواسعة للرأسماليين الصهاينة على الحكومات، و على حكومة مثل حكومة الولايات المتحدة الأمريكية - و يكون تقدم أي شخص و تولي أي حزب أو شخص للسلطة منوطاً بدعمهم - سيكون العالم ما تشاهدونه اليوم. هذه هي جذور الحركة العظيمة للأمة الإسلامية و لشعب إيران و الصحوة الإسلامية في العالم. ثم إنهم يجدون العلاج في تشويه سمعة الإسلام و تشويه سمعة إيران، و تشويه سمعة الشيعة.
محاربة الإسلام و محاربة إيران و محاربة الشيعة هي اليوم من السياسات الأكيدة للحكومة الأمريكية و الحكومات الدائرة في فلكها. إنهم يتحركون و يعملون على هذه الشاكلة. هذه هي سياستهم الأكيدة. عندما تكون الشعوب غافلة سوف يتقدمون، و حينما تكون الشعوب واعية يقظة ستخلق العقبات و الموانع أمامهم، و عندها سيغضبون و يصرخون لماذا تتواجدون في منطقة غرب آسيا، و لماذا لا تدعونا نفعل ما نريد؟ بالأمس أو قبل أمس أعلن الناطقون الأمريكان أن معارضة إيران للسياسات الأمريكية في منطقة غرب آسيا - التي يسمونها الشرق الأوسط - هي التي تجعلنا نفرض الحظر على إيران أو نجابه إيران. ما معنى هذا؟ معناه أيها الشعب الإيراني الواعي البصير الذي تفهم ما الذي يحدث في المنطقة، تراجع و اسمح لنا أن نفعل أفعالنا و نصنع ما نريد، أي مواصلة الشيطنة. هذا هو الوضع الجاهلي، و هذه الجاهلية قائمة و موجودة في الزمن الراهن.
عندما تكون الجاهلية و هيمنة القوى الشيطانية سيكون هناك طغيان و سيكون هناك طاغوت «اَلَّذينَ ءَامَنُوا يقاتِلونَ في سَبيلِ اللهِ وَ الَّذينَ كفَروا يقاتِلونَ في سَبيلِ الطّاغُوت» (8). هذا هو المعيار. أية خطوة يتخذها شخص لتقوية الطاغوت تصب لصالح جبهة الطاغوت. هذا هو فعل الطاغوت: الفساد و الإفساد «وَ اِذا تَوَلّي‌ٰ سَعى‌ٰ فِي الاَرضِ لِيفسِدَ فيها وَ يهلِك الحَرثَ وَالنَّسلَ وَ اللهُ لا يحِبُّ الفَسادَ» (9). الله يريد صلاح البشر، و الطاغوت يروم فساد البشر. يقتل بقنبلة واحدة مئات الآلاف من البشر في مدينتين و يمحوهم، و بعد سنين طويلة لا يكونوا على استعداد للاعتذار. يقال لهم اعتذروا لحادثة هيروشيما فيقولوا: لا، لا نعتذر. ليسوا مستعدين حتى للاعتذار. يدمرون البنى التحتية لبلدان مثل أفغانستان و العراق و بلدان أخرى في هذه المنطقة، إما هم مباشرة أو عملاؤهم، و لا يطرف لهم جفن، و لا كأنه حدث شيء، و يواصلون طريقهم، و هذا هو «اِذا تَوَلّى‌ٰ سَعى‌ٰ فِي الاَرضِ لِيفسِدَ فيها وَ يهلِك الحَرثَ وَالنَّسل». هذا التيار و هذه الجبهة هي جبهة الجاهلية. جاهلية اليوم في روحها و معناها هي نفس جاهلية زمن الرسول، و هي طبعاً بأدوات جديدة و بأشكال جديدة و بتدابير جديدة. هذا الوضع يلقي على عاتق كل المسلمين و كل الأمة الإسلامية واجباً أكيداً محتماً هو واجب المواجهة.
الجمهورية الإسلامية لم تبدأ بأيّ حرب، و لم تقم بأية حركة عسكرية ضد أي بلد، لكنها أعلنت كلمتها و شعارها بصوت عال. لقد وضع إمامنا الخميني الجليل الإسلام الأمريكي و الإسلام المتحجر إلى جوار بعضهما، و كلاهما يقف على الضد من الإسلام الأصيل. إنهم يخافون من الإسلام الأصيل.
هذه الجماعات الفاسدة المفسدة التي تمارس الفساد في البلدان الإسلامية و تشوّه سمعة الإسلام و تستخرج باسم الإسلام أكباد الناس من صدورهم و تقطعها بأسنانها أمام أنظار الناس و أمام الكاميرات، و تحرق الناس و هم أحياء مقابل الكاميرات و أمام أنظار مليارات البشر، هذه الجماعات تحظى بدعم و اهتمام و تأييد و إسناد القوى الغربية الغامضة. يشكلون في الظاهر تحالفاً لمحاربة داعش لكن الأخبار و المعلومات الصحيحة تشير إلى أن هذا التحالف ليس تحالفاً حقيقياً، و هذه المحاربة ليست محاربة حقيقية، إنما هي عملية صورية. و حينما يريدون التحدث في الإعلام عن هذه الجماعات الفاسدة المفسدة يسمّونها الدولة الإسلامية. بمعنى أن هؤلاء الذين يتصرفون مع الناس بهذه الطريقة و يدمرون الأطفال بهذه الطريقة و يخدعون الأطفال بهذا الشكل و يستخدمونهم للأعمال الانتحارية، هؤلاء دولة إسلامية! هذه هي محاربة الإسلام.
واجبنا نحن المسلمين اليوم هو الوعي و اليقظة و توعية العالم بحقيقة البعثة. البعثة معناها العمل و الانبعاث لإنقاذ الإنسان و خلاصه. البعثة معناها تكريس نظام الصلاح و السداد في المجتمع البشري. هذا هو معنى البعثة. البعثة تعني طلب الخير لكل أبناء الإنسانية، نحن نريد الخير لكل أبناء البشرية، و ندعو حتى لرؤساء تلك الأنظمة الطاغوتية الفاسدين المفسدين بأن يهديهم الله، إما أن يهديهم و يعيدهم عن طريق الخطأ، أو يقصّر أعمارهم لكي لا يفسدوا أكثر من هذا و لا يبعثوا على الغضب الإلهي أكثر من هذا. هذا فعلاً دعاء خير. الإسلام و الرسول الأكرم (ص) يريدان خير كل البشرية.
و حركة الأمة الإسلامية هذه، هذه الحركة التي انطلقت في العالم بتأسيس نظام الجمهورية الإسلامية، و لم يستطيعوا مهما حاولوا أن يقضوا عليها، و هي تزداد قوة يوماً بعد يوم، و تتعمق يوماً بعد يوم، هذه النهضة سوف تنتصر بالتأكيد، و عداء الأعداء لا يمكنه القضاء على هذه الحركة العظيمة.
هنا ينبغي أن نعمل بتوصية و أمر الآية القرآنية الشريفة التي تلوتها: «فَقُل حَسبِي الله». إذا شاهدتهم يعارضونك و يعرضون عنك، و إذا وجدتهم يحاصرونك من كل الأطراف بأدوات متنوعة «فَقُل حَسبِي اللهُ لآ اِلهَ اِلّا هُوَ عَلَيهِ تَوَكلتُ وَ هُوَ رَبُّ العَرشِ العَظيم». إنه توكل إمامنا الخميني الجليل الذي دلنا على الطريق و أوصلنا إلى هنا، و سوف يواصل الشعب الإيراني الطريق بهذا التوكل إن شاء الله، و سوف تجسد الأمة الإسلامية بصحوتها الإسلامية هذه الحقائق يوماً بعد يوم أكثر فأكثر.
و انتصار الإسلام و المسلمين في النهاية أمر أكيد قطعي، و لكن هناك واجبات تقع على عواتقنا، كل الأفراد تقع على عواتقهم واجبات، و كل الجماعات توجد واجبات تقع على كواهلهم، و كل النخب السياسية في البلدان تقع على عواتقهم مسؤوليات، و رؤساء الحكومات الإسلامية عليهم واجبات، و أي واحد منهم عمل بواجبه كان مأجوراً عند الله تعالى، و إذا لم يعمل «فَسَوفَ يأتِي اللهُ بِقَومٍ يحِبُّهُم وَ يحِبُّونَه» (10). لن تبقى المهمات الإلهية من دون من يحملها على عاتقه، و هذا الدرب سوف يستمر. نتمنى أن نكون إن شاء الله من الذين لا يتركون هذه الأعباء على الأرض أبداً.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
الهوامش:
1 - في بداية هذا اللقاء تحدث حجة الإسلام و المسلمين الشيخ حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
2 - سورة التوبة، الآية 128 .
3 - سورة التوبة، الآية 129 .
4 - نهج البلاغة، الخطبة رقم 1 .
5 - جلال الدين المولوي، مثنوي معنوي، الدفتر الأول.
6 - جواهر لعل نهرو، أول رئيس وزراء في الهند بعد استقلال الهند من الاستعمار البريطاني.
7 - سورة الأنعام، شطر من الآية 112 .
8 - سورة النساء، شطر من الآية 76 .
9 - سورة البقرة، الآية 205 .
10 - سورة المائدة، شطر من الآية 54 .