كلام الأمريكيّين الأول هو أنّه يجب ألّا تكون لديكم صناعة نوويّة من الأساس... إنّ ردّنا على ترّهات الإدارة الأمريكيّة التي تثير الصخب وتفتقر إلى التدبير واضح. هؤلاء الذين يتولّون زمام أمور السّلطة اليوم من الصهاينة والأمريكيّين، يجب أن يعلموا أيضًا أنّهم يخسؤون عن فعل شيء في هذا الشأن.
يركّز أعداؤنا على قضيّة تخصيب اليورانيوم هذه، وقد وضعوا إصبعهم عليها تحديدًا. الصناعة النوويّة بتلك العظمة هي أمرٌ بلا طائل من دون امتلاك القدرة على التخصيب، لأنّه سيكون علينا أن نمدّ أيدينا إلى الآخرين من أجل توفير الوقود لمحطاتنا.
تتحمّل الحكومات الإسلاميّة مسؤوليّة كبرى اليوم. أخاطب الحكومات بصراحة: لم يعد ثمة مجال للمجاملة، ولا مكان للتقيّد بالتحفّظات والحياد، واليوم ليس يوم التزام الصمت. إذا قدّمت أيّ حكومة إسلامية الدعم لهذا الكيان الغاصب، بأيّ نحوٍ كان، وتحت أيّ ذريعة – سواء من خلال تطبيع العلاقات، أو منع إيصال الدعم إلى الشعب الفلسطيني، أو حتى تبرير جرائم الصهاينة – فلتعلم يقينًا بأنّ هذا العار الأبدي سيبقى موسومًا على جبينها.
فلتعلم الحكومات أنّ الركون إلى الكيان الصهيوني لا يوفّر الأمان لأيّ حكومة، لأنّ الكيان الصهيوني في طور الانهيار وفق الحكم الإلهي القاطع، ولن يستمرّ كثيرًا، إن شاء الله.
العار الأبدي سيبقى موسومًا على جباه الحكومات الإسلاميّة الداعمة للكيان الصهيوني.
لبّ كلام الأمريكيّين هو أنّه يجب ألّا تكون لديكم صناعة نوويّة من الأساس. فلتكونوا بحاجتنا في إنتاج النظائر المشعة، ولتلجؤوا إلينا في مجال الطاقة، ولتحتاجوا إلينا في أجهزة تحلية المياه، وكونوا تابعين لنا في عشرات الاختصاصات المهمّة الأخرى. يكرّر زعماء أمريكا الوقحون وعديمو الأدب هذا الطلب بمختلف الأساليب.
جرائم الكيان الصهيوني في غزّة مذهلة حقًّا! في السابق، كانوا يرمون قنبلة فتدمّر منزلًا أو اثنين، ويُستشهد عشرة أو خمسة عشر شخصًا مثلًا. رأوا أن هذا قليل؛ فماذا يفعلون الآن؟ الآن ينشئون مركزًا لتوزيع الغذاء – لأن الطعام لا يصل إلى غزّة – فيحتشد الناس للحصول عليه، فيرمونهم بوابل من الرصاص، ويُقتَل عشرة أضعاف من كانوا يُقتلون بالقنابل!
الصناعة النوويّة لا تقتصر على إنتاج الطاقة فقط. بعض الأشخاص يظنّون أنّ الصناعة النوويّة مخصّصة فقط من أجل الكهرباء النظيفة؛ وهذا صحيح طبعًا، فهي طاقة نظيفة ورخيصة، وهذه من ثمار الصناعة النوويّة... الصناعة النوويّة هي صناعةٌ أُمّ؛ صناعةٌ أم... هناك مجالات علميّة متعدّدة متأثّرة بالصناعة النوويّة، مجالات علميّة متنوّعة، من بينها التقنيّات الدقيقة والحسّاسة، مثل الأجهزة الطبيّة والجو-فضاء وأجهزة الاستشعار الدقيقة والإلكترونيّات؛ هذه كلّها مرتبطة بالصناعة النوويّة.
الإمام [الخميني] علّمنا أن نقول ونؤمن بأنّنا قادرون. كانوا في النظام السابق قد صرّحوا وجعلوا الناس يصدّقون أنّنا غير قادرين، ولا يمكننا فعل أيّ شيء، وعلى الآخرين أن يقدموا على الأمور من أجلنا، [ثمّ] غرس الإمام في الهوية الوطنية للشعب الإيراني ما هو على النقيض تمامًا من ذلك: «نحن قادرون»، أي إنّه أحيا الثقة بالنفس لدى الشعب وفي أوساط الشباب. لا بدّ لي أن أقول هنا إنّ «نحن قادرون» هذه على درجة من الأهميّة إذ يخطّطون من أجل نبذ «نحن قادرون».