عيد الفطر هو يوم نيل الثواب ومشاهدة الرحمة الإلهية بعد شهر رمضان. الحمد لله أنكم أمضيتم شهر رمضان -الذي كان شهر الصبر والصلاة- بالعافية وقد وفّقكم الله عزّوجل من خلال الدعاء والذكر والمناجاة لأداء فريضة الصوم والتوسّل والخشوع أمام الحضرة الإلهيّة. اليوم هو ذلك اليوم الذي سوف يجزيكم فيه الله عزّوجل أجركم. لعلّ واحدة من أعظم العطايا الإلهية هي أن يوفّقنا الله جميعاً لأن نبقي أنفسنا واسطة للرحمة الإلهيّة حتى حلول شهر رمضان القادم. الرّحمة الإلهية في شهر رمضان تنشأ من الحسنات التي تُوفّقون لها في هذا الشهر المبارك. ففي شهر رمضان هناك الإنابة إلى الله عزّوجل، والإحسان للمساكين، وصلة الرحم، والاهتمام بالضعفاء، والتقوى، والطهارة، ومصالحة الذين ابتعدتم عنهم، وإنصاف من كانت لديكم عداوة معهم. هو شهر الرقّة والتوجّه والتوسّل؛ فيه تلين القلوب وتستنير الأرواح بنور الفضل والرحمة الإلهية ويُوفّق الإنسان لاكتساب هذه الحسنات. واصلوا هذه الأمور حتى العام القادم؛ فلنستلهم درس شهر رمضان ونطبقه على مدى العام. هذا سيكون أعظم ثواب إلهي إذا ما وُفّقنا له. فلنطلب من الله عزّوجل الرّضا والرحمة والقبول والعفو والعافية. هذا ما سيكون عيداً حقيقيّاً.
~الإمام الخامنئي ٢٠٠١/١٢/١٦