لقد كان [الإمام علي عليه السلام] في كافة مراحل حكومة وسلطته والقدرة التي وهبه الله عزّوجل إياها، يفكّر بأضعف الشرائح في المجتمع. لقد كان هو يفكر بهم وكان يوصي أيضاً أولئك الذين يرسلهم إلى مختلف الأماكن تحت عناوين الحكم ورئاسة المحافظات والسفارات وغيرها. يقول أميرالمؤمنين لمالك الأشتر: "إبحث واعثر على من لا تراهم أعين أمثالك!" فالبعض يدورون على الدوام حول مالك الأشتر، الذي بيده مقاليد الحكم، ويتقرّبون منه على الدوام، ويصلون إليه، هم المتمكّنون، والأذكياء، ولديهم أساليب في التكلم ولديهم سلطة. لا أقول أنهم سيّئون، ولو كانوا أناساً جيّدين، لكنّهم لديهم القدرة على الوصول. فالبعض في المجتمع ليست لديهم هذه القدرة وليست لديهم وجاهة وأموال ومعارف. يقول عليه السلام: "إبحث واعثر على هؤلاء وتفقّد أحوالهم."
أميرالمؤمنين الذي يوصي حاكمه على هذا النحو، هو أيضاً يتصرّف بهذا النحو، فيتفقّد منزل فقير ويطعم بيده طفلاً يتيماً. (إلى أن قال أحدهم: لقد وضع أميرالمؤمنين الطعام داخل أفواه الأطفال اليتامى لدرجة أن تمنينا لو كنا أيضاً أطفالاً يتامى.) حسناً، ذاك الذي يدّعي أنه إمامي؛ في الوقت الذي لا يتذكّر خلال فترة حكومته وسلطته ورئاسته وإن كانت على بقعة صغيرة، وإن كان يرأس قرية أو بقعة من بقاع البلاد، إن كان لا يتذكّر هذه الشريحة من الناس، أي المستضعفين والفقراء والمحرومين! فهل يمكن لشخص كهذا أن يدّعي أنه إمامي؟! هذا تناقض!
~الإمام الخامنئي ١٩٩٣/١٢/٢٧
وردت رواية عن شخص يُدعى "أبوالطفيل" يقول فيها: كان أميرالمؤمنين يهتمّ خلال حياته بالأيتام كثيراً ويلاطفهم ويعطف عليهم. كان علي (عليه السلام) يقول: "أنا أبُ اليتامى وينبغي أن أعاملهم بمحبّة لكي يشعروا بمعاملة الأب لابنه". ثمّ يقول أبوالطفيل: قام أميرالمؤمنين (عليه السلام) باستخراج العسل بإصبعه المبارك من الصحن مرّات عديدة ووضعه في أفواه الأطفال اليتامى لدرجة أنّ أحد المسلمين قال حينها "لقد تمنّيت لو كنت يتيماً لكي أنال محبة ولطف أميرالمؤمنين (عليه السلام)!
كان أميرالمؤمنين (عليه السلام) يقول: "أنا أبُ اليتامى وينبغي أن أعاملهم بمحبّة لكي يشعروا بمعاملة الأب لابنه". يُروى أنه عندما تم الإعلان عن أن أميرالمؤمنين (عليه السلام) يحتاج الحليب لتسمّمه وجرحه، رأوا أن عدداً من الأطفال اليتامى قد جاؤوا ويحملون بأيديهم أواني مملوءة بالحليب واجتمعوا حول منزل أميرالمؤمنين (عليه السلام).
~الإمام الخامنئي ١٩٩٢/٣/٢٧
أودّ هناك أن أؤكّد على مؤسسة الرعاية الاجتماعية بشأن الأيتام. ينبغي على هذه المؤسسة التي تضمّ عدداً من الأيتام أن تهتمّ بهم بشكل مضاعف. احذروا أن يُهمل يتيم ويضيع حقّه في النظام الإسلامي! لقد أكّد القرآن في عدّة مواضع على رعاية اليتيم وهذا لما لليتيم من خصائص. قضيّة اليتيم هي قضيّة إنسانية في غاية الأهميّة. طبعاً لم يستطع العالم لحدّ اليوم الوصول إلى حلول بشأن قضيّة الأيتام. فقضية الأيتام هي قضية غير محلولة في العالم اليوم؛ لكنّ الإسلام قد جاء بتعاليم تخصّ الأيتام وإذا تمّ التقيّد بها فسوف تُحلّ هذه القضيّة. لذلك فإنّني أشدد على قضيّة الأيتام ونسأل الله أن يوفقكم جميعاً في سبيل مدّ يد العون لهم.
~الإمام الخامنئي ١٩٩٤/٧/٢٠