* نحن الآن في أيّام الإمام الحسين (ع) وقيامه - سلام الله عليه - ضدّ ظلم يزيد وأصحابه. في مثل هذه الأيّام التي تلت عاشوراء، كان تبيين السيّدة زينب (س) من أجل إبقاء قيام الإمام الحسين (ع) حيّاً، فكيف كان الإمام الحسين (ع) سيتعامل لو كان بيننا اليوم مع الظلم في أنحاء العالم الذي يمثّل الظلمُ بحقّ الشعب الفلسطينيّ من الصهاينة المصداق الأكبر له؟

بسم الله الرحمن الرحيم، والسلام والصلاة على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين. طبعاً الموقف هو الموقف نفسه: لا بد أن يقف الإمام الحسين (ع) انطلاقاً من الأسس التي يتحرك بها، والقواعد التي انطلق منها تدعو إلى رفض الظلم والطغيان ومواجهة الظالم، فمن الطبيعي أن ينطلق الإمام الحسين (ع) بالروحية نفسها، وسوف يعمل على مواجهة هذا العدو ومنعه من أن يستقر في هذه الأرض نظراً إلى ما يشكله وهو يحتل أرض شعب كان فيها. أيضاً هذا الكيان جاء ليشكّل المشكلة للعالم العربي وللعالم الإسلامي والمشكلة أساساً للعالم نظراً إلى الطغيان الذي يحمله والتسلط، ولأنه يشعر أنه شعب الله المختار. من الطبيعي أن الموقف هو الموقف نفسه، وطبعاً الشعارات التي أطلقها الإمام الحسين (ع) تنطبق على الواقع الحالي، عندما قال برفض التسليم للحاكم الظالم وبرفض التسليم للظلم. كان قوله: «والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر إقرار العبيد»، كما يُراد لنا أن نعطي إعطاء الذليل وأن نقر هذا الواقع وأن نقبله وأن نعمل على أساسه.

كذلك كان قوله عندما أُريد له أن يُقتل أو أن يقبل هذا الواقع، فقال: «هيهات منا الذلة»؛ لا يمكن أن أقبل، وأفضّل أن استشهد في هذا الطريق. نعتقد أن هذه الروح التي انطلقت عند الإمام الحسين (ع) هي الروحية التي يتحرك بها الذين يقفون في مواقع التحدي، وهي التي تنطلق منها الجمهورية الإسلامية والمقاومة سواء في لبنان أو فلسطين أو أي موقع من المواقع التي تواجه العدو الصهيوني.

 

* «رُهاب الإسلام» يشكّل أحد مخطّطات الأعداء من أجل إضعاف الأمّة الإسلاميّة، وجزءٌ منه يتجلّى في الشّكل والظاهر ضمن إطار «رُهاب الشيعة». ما الدور الذي يمكن أن يلعبه علماء الشيعة من أجل التصدّي لهذا المشروع الاستكباري؟

بطبيعة الحال، علماء الشيعة عليهم مسؤولية لأنهم ينطلقون من خط أهل البيت (ع) الذي هو دائماً الخط الذي يقف في مواجهة الانحراف والظلم والاستكبار، وقدم تضحيات كثيرة، سواء بأئمته أو بالذين ساروا على نهج أئمة أهل البيت (ع). طبعاً المطلوب منهم أن يكونوا في المقدمة ليعبّروا عن ولائهم وانتمائهم إلى أهل البيت (ع) لأن هذا هو التعبير العملي الذي يعبّرون به. هناك طبعاً مسؤولية على عاتق علماء المسلمين كلهم لأنهم مدعوون انطلاقاً من الإسلام نفسه إلى مواجهة الظلم؛ جاء في القرآن الكريم: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ}. المطلوب دائماً الوقوف في وجه ذلك [الظلم]. المرحلة تحتاج إلى توحيد الجهود، توحيد جهود العلماء، سواء المنتمين إلى خط أهل البيت (ع) أو علماء الإسلام، لأن هناك عملاً جدياً من أجل إسقاط هذه القضية الإسلامية وجعلها على الهامش، أو التطبيع مع العدو وجعل وجوده أمراً واقعاً يُفرض على هذه المنطقة. المطلوب هو استنفار الجهود والتحرك ورفض هذا الواقع. إن في ذلك تعبيراً عن هويتهم [العلماء] الحقيقية الإسلامية أو هويتهم في الانتماء إلى خط أهل البيت (ع) وأيضاً حفظهم أوطانهم، لأن هذا الكيان منذ وُجد بدأت المشكلة على مستوى العالم العربي والعالم الإسلامي خاصة وعلى مستوى العالم عامة.