ينبغي التوصُّل إلى أنّ قيمة وعظمة تلاوة القرآن، هي من عظمة القرآن. انظروا في القرآن نفسه، بأيّ الألقاب وبأيّ الأوصاف عُرِّف القرآن؛ وقد دوّنت عدة أمثلة على ذلك: «القرآن العظيم»، «القرآن الكريم»، «القرآن المبين»، «القرآن المجيد»، «القرآن الحكيم»، «القرآن شفاءٌ»، «القرآن رحمةٌ»، «القرآن نورٌ»، وأوصاف من هذا القبيل. وإذا أضفى اللهُ المتعالي الذي هو معدن العظمة، ومنشأ العظمة، وخالق العظمة، صفة «العظيم» على شيء - {وَالقُرْآنَ العَظِيمَ} (الحجر، 87) – فمعناه أنّه بمنتهى الرِّفعة، وبمنتهى العُلو، وقيّمٌ للغاية. وهذا هو الذي تتلونه أنتم!

 

مقتطفات | محفل الأنس بـ«القرآن الكريم»

 

القرآن أسمى وأرفع من كلّ ما خلقه الله المتعالي تحت السماء؛ فالقرآن هو «الثَقَلُ الأكبر»؛ تأمّلوا في الأمر! «إِنِّي تارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَين»؛ الثَقَل الأكبر - «الثَقَل» معناه الشيء النّفيس – هو عبارة عن القرآن؛ أي إنّ أئمّة الهدى (عليهم السّلام)؛ الأنوار الطيّبة، والمنوّر بنورهم عالم الوجود بأكمله،هم في الرّتبة اللّاحقة بعد القرآن.

 

مقتطفات | محفل الأنس بـ«القرآن الكريم»

 

إنّكم أنتم الذين تتلون القرآن، كل واحد منكم يا قرّاء القرآن، رُسُل العرش الإلهي إلينا نحن الأرضيّين؛ هذا هو معنى تلاوة القرآن. أنتم تبيِّنون لنا مضمون الكلام الإلهي؛ كلّ واحد منّا له قلب، وأنتم تنزلون هذا القرآن على قلوبنا؛ وكل واحد منّا له سمع، وآذاننا تستفيض بسماعكم. فقدّروا قيمة أنفسكم.

 

مقتطفات | محفل الأنس بـ«القرآن الكريم»

 

إحدى واجباتنا هي تلاوة القرآن. وبرأي هذا [العبد] الحقير، لا ينبغي على أحد في العالم الإسلامي أن يمضي عليه يوم دون قراءة آياتٍ من القرآن؛ علينا جميعاً أن نتلو [القرآن].

 

مقتطفات من كلام الإمام الخامنئي خلال محفل الأنس بـ«القرآن الكريم»

 

ينبغي قراءة القرآن بتدبُّر. ولا شك أنّ للتدبّر درجات. والتدبّر يعني الوصول من الظاهر الأنيق للقرآن إلى الباطن العميق له: «ظاهِرُهُ أنيقٌ، وَباطِنُهُ عَميقٌ»؛ وهذا الظاهر هو جماليات عملكم هذا، وألفاظ القرآن نفسه، والجماليّات الخاصّة بالقرآن. والباطن العميق هو ما يُنال بالتدبُّر. فحينما تُمعنون التفكير والتدقيق والفهم في الموضوعات المتعلّقة بآية أو كلمة من القرآن الكريم ستتوصّلون إلى معارف ومفاهيم أكثر؛ هكذا يكون التدبّر.

 

مقتطفات من كلام الإمام الخامنئي خلال محفل الأنس بـ«القرآن الكريم»

 

حينما يقولون لنا تدبّروا، فمعناه أنّ الله الذي هو خالقنا، يعلم أنّنا نملك القدرة على الوصول إلى ذلك العمق، وإلّا لَما قالوا تدبّروا. فأنْ يقول الله المتعالي تعمّقوا في القرآن، معناه أنّه بمقدوركم ذلك؛ فهذه القدرة على التعمُّق في القرآن موجودة فيكم. طبعاً على الجميع أن ينتبهوا إلى أنّ التعمُّق في القرآن يختلف عن التفسير بالرأي، ويختلف عن فرض الآراء الشخصيّة على القرآن، ويختلف عن الاعتماد على المعارف الشخصية الناقصة وقصيرة النظر.

 

مقتطفات من كلام الإمام الخامنئي خلال محفل الأنس بـ«القرآن الكريم»

 

ليت كل مسجد يكون محفلاً لتلاوة القرآن! يجب أن يكون قارئ القرآن حاضراً في المسجد، ليس كل ليلة؛ على سبيل المثال، فليجتمع شباب الحيّ وليقرأوا القرآن ويتلوه مرة في الأسبوع، ليلة في الأسبوع، مرة أو مرتين في الأسبوع.

 

مقتطفات من كلام الإمام الخامنئي خلال محفل الأنس بـ«القرآن الكريم»