وفي التفاصيل التقى المشاركون في الملتقى العام لقادة الحرس الثوري بقائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي. هذا اللقاء الذي جرى في حسينية الإمام الخميني (رحمه الله) ضم أبرز قادة الحرس الثوري وعلى رأسهم قائد الحرس اللواء محمد علي جعفري وقائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني.

وخلال اللقاء أكد سماحة الإمام الخامنئي على أن الحرس الثوري هو حصن الثورة الإسلامية الحصين والدعامة البارزة للدفاع عن الأمن الداخلي والخارجي والهوية البارزة والمتميزة واللازمة لتقدم البلاد والتحرك نحو تحقيق المبادئ.

الحرس الثوري هو حصن الثورة الإسلامية الحصين والدعامة البارزة للدفاع عن الأمن الداخلي والخارجي

وأكد قائد الثورة الإسلامية أن أي إنسان عاقل لا يتخلى عن قدراته الدفاعية ومن هنا ينبغي العمل على تعزيز القدرات الردعية للبلاد يوماً بعد يوم وأشار سماحته إلى بعض الإنحرافات لمواجهة الأجزاء الرئيسية للقوى الناعمة والمعنوية للنظام الإسلامي للعمل على تحريفها وقال إن واحدة من الأجزاء المهمة للقوة الناعمة للجمهورية الإسلامية تتجسد في عدم الثقة إطلاقاً بالقوى السلطوية وعلى رأسها أمريكا وينبغي العمل على تكريس عدم الثقة هذه يوماً بعد يوم.  

واعتبر قائد الثورة الإسلامية تحقيق مبادئ الثورة الإسلامية المتمثلة ببناء الحضارة الإسلامية الحديثة والدفاع عن النظام الإسلامي في مواجهة المؤامرات رهنٌ بالحركة الثورية والجهادية وقال : اليوم وبعد مضي 37 عاماً على انتصار الثورة الإسلامية ولاسيما عقب مرحلة الدفاع المقدس تتجلى حقيقة كلام هذا الإنسان العظيم والمجرب والمتوكل على الله حول الحرس الثوري أكثر فأكثر وينبغي علينا القول أن الحرس الثوري هو حصن الثورة الحصين.

وشدد سماحته على أن الدفاع عن الأمن داخل وخارج الحدود يعد من الواجبات الأساسية للحرس الثوري وقال إن الحرس الثوري وإلى جانب مهمته في الحفاظ على الأمن والدفاع عن البلاد يلعب دوراً مؤثراً في مجالات أخرى مثل حركة البناء والإعمار وتقديم الخدمات إلى المحرومين فضلاً عن القضايا الثقافية والفنية وتوليد الفكر الثوري وينبغي أن تتواصل هذه الخطوات وأن يجري اطلاع الجماهير عليها.

الحرس الثوري يلعب دوراً مؤثراً في حفظ الأمن والدفاع عن البلاد إلى جانب مجالات أخرى مثل حركة البناء والإعمار وتقديم الخدمات إلى المحرومين

ووصف الإمام الخامنئي الإجراءات الدفاعية والعمرانية والثقافية للحرس الثوري بأنها جلية ومتميزة وضمن تأكيده على أن مثل هذا التقييم لخطوات الحرس الثوري هو تقييمٌ واقعيٌ وغير منحاز قال سماحته إنه حتى أعداء النظام والثورة لديهم هذا التقييم حول الحرس الثوري.

وأكد سماحة الإمام الخامنئي أن الحفاظ على هوية الحرس الثوري خطوة مهمة تستلزم اليقظة ومعرفة التحديات بشكل دائم وقال إن الحفاظ على هوية الحرس الثوري لا يعني عدم مواكبة الزمن بل يستدعي أن يتماشى تقدم الحرس الثوري مع تقدم العدو وتغيير وسائله وأن يواصل تقدمه على الصعيد العلمي والتقني وعلى صعيد الابتكارات.

ووصف الأمن بأنه قضية مهمة للغاية ومنطلقٌ لتقدم المجتمع مادياً ومعنوياً وقال إن من مهام الحرس الثوري ضمان الأمن الداخلي والخارجي ، فلو غاب الأمن في الخارج ولم نتمكن من الوقوف بوجه العدو في خارج الحدود فإن ذلك سيقود إلى زعزعة الأمن الداخلي أيضاً.

 وتابع سماحته إن من مستلزمات درء التهديدات العسكرية تعزيز اقتدار القوات المسلحة بشكل مستمر مؤكداً أن الاقتدار الدفاعي والعسكري وزرع الرعب والخوف لدى العدو هو سر درء التهديدات العسكرية .

وأشار إلى بعض التصريحات التي تذهب إلى أن تقدم بعض الدول كان رهناً بالتخلي عن مؤسساتها العسكرية وقال إن من الصعوبة بمكان التصديق بأن هذه التصريحات صدرت من قبل من نسبت إليهم ولكن إن صح صدور هذا الكلام عنهم فإنهم مخطئون.

وقال سماحته إن الدول التي يقال أنها تخلت عن مؤسساتها العسكرية، لم يكن ذلك باختيار منهم بل فرض عليهم ذلك بعد أن خرجوا مهزومين من الحرب العالمية.

وأكد قائد الثورة الإسلامية إن أي إنسان عاقل لا يتخلى عن قدراته الدفاعية ومن هنا ينبغي العمل على تعزيز القدرات الردعية للبلاد يوماً بعد يوم .

واعتبر قائد الثورة، الإيمان بأنه العنصر الأساس لإرساء دعائم القدرة الردعية للبلاد وقال إن معنى الحرب غير المتكافئة يكمن في أن الطرف المقابل ورغم امتلاكه الوسائل والمعدات الحديثة يفتقر إلى عنصر الإيمان

الحشد الشعبي بإيمانه العالي وبرغم افتقاره للأجهزة العسكرية المتطورة تمكن من تحرير مناطق عجز الجيش الأمريكي وحلفاؤه عن السيطرة عليها طيلة فترة تواجدهم في العراق

وتابع إن الإنموذج البارز للحرب غير المتكافئة تجلى في العراق عندما تمكن الحشد الشعبي بإيمانه العالي وبرغم افتقاره للأجهزة العسكرية المتطورة من تحرير مناطق عجز الجيش الأمريكي وحلفاؤه عن السيطرة عليها طيلة فترة تواجدهم في العراق.

وتطرق سماحته أيضاً إلى موضوع تحريف أجزاء القدرة الناعمة للنظام الإسلامي، وقال إنه إلى جانب التصريحات الخاطئة حول القدرة الردعية للبلاد تجري بعض المغالطات والتشويه لمفاهيم الثورة. وأكد سماحته على أن خطر هذه المغالطات والتشويه لمفاهيم الثورة أكبر من خطر تلك التصريحات.

واعتبر السيد الخامنئي إلغاء مفهوم الاستقلال ومساواته مع العزلة بأنه واحدٌ من هذه التشويهات وقال إن الهدف الرئيس من إلغاء الاستقلال هو السير على النهج الذي ترسمه القوى السلطوية وللأسف إن البعض من حيث يعلم أو لا يعلم يقوم بتكرار هذه القضية.

واعتبر قائد الثورة، الاستقلال والثقافة والمعتقدات بأنها أساس هوية أي شعب وقال متسائلاً لأي سبب يجب أن نتنازل عن هويتنا الحقيقية وأن نسير على النهج الخاطئ والشائن للغربيين ؟.

وقال سماحته إن قضية المثلية تعد من القضايا التي تتعارض مع المصلحة ومع خلق الإنسان وأضاف إن الدعاية العالمية تثير الأجواء بشكل تجعل الذي ينكر المثلية يشعر بالعزلة ومن هذا المنطلق يبادر بعض الساسة الغربيين ومن أجل كسب أصوات الجمهور إلى تأييد مثل هذه الأفكار الخاطئة.

وتابع سماحته، إن نتيجة غياب الاستقلال الذي يؤكد عليه الغربيون هو الانزلاق إلى مثل هذا الوضع، والآن هل علينا التخلي عن الفكر الإلهي والإسلام النير واتباع مثل هذا الفكر المخزي؟ .   

وأشار قائد الثورة إلى تحريف آخر لأجزاء القدرة الناعمة للنظام الإسلامي والمتمثل بمساواة المثالية مع اللاعقلانية وقال إن المثالية والمبدئية هي عين العقلانية لأن الشعب الذي يفقد مبادءه سيكون على غرار وضع المجتمعات الغربية الخاوية من الداخل.

وأكد سماحة الإمام الخامنئي أن المبادئ هي التي تحفز الشعوب على التقدم والتحرك فكلما كانت المبادئ أرفع وأكثر نورانية كانت الحركة أكثر صوابية. كما أكد سماحته على عدم الثقة إطلاقاً بالقوى السلطوية في العالم والتي تتجلى اليوم في أمريكا.

وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى ضرورة تكريس عدم الثقة إطلاقا بأمريكا، وقال للأسف إن البعض لا يبدي استعداده لقبول عدم الثقة بأمريكا رغم أنه يقول أن أمريكا عدوة ولكن لا تجد الشعور الواقعي لعدم الثقة بأمريكا في وجودهم .

وأوضح : إنه عندما يشعر الإنسان بالعداء وعدم الثقة الحقيقية بالطرف الآخر فإنه لن يثق بتعهداته وتصريحاته أبداً عندما يجلس معه على طاولة الحوار.

واعتبر عدم الثقة أبداً بأمريكا بأنه نتيجة عقلانية للفكر والتجربة، وقال لقد رأينا قضية عداء أمريكا طيلة السنين بعد انتصار الثورة وفي القضايا الأخيرة التي شهدتها المفاوضات النووية وفي غيرها من القضايا الاخرى.

الإمام الخامنئي مخاطباً دول المنطقة: إن لم تتحلوا باليقظة وانطلت عليكم أحابيل أمريكا، فإنكم قد تواجهون نفس المصير وتتراجعون إلى الوراء 50 أو حتى 100 سنة

وتطرق سماحته الى أنموذج تاريخي وقال في قضية الثورة الدستورية في إيران عندما تم الوثوق بالانجليز والتوجه الى سفارتهم تلقينا ضربة قاصمة أعادت البلاد إلى الوراء 75 سنة.

وخاطب قائد الثورة بعض دول المنطقة بالقول إن لم تتحلوا باليقظة وانطلت عليكم أحابيل أمريكا، فإنكم قد تواجهون نفس المصير وتتراجعون إلى الوراء 50 أو حتى 100 سنة .

وأكد أنه لو فتحنا الطريق اليوم للحوار مع الأمريكان ووساوسهم في مختلف المجالات فإن ذلك سيمهد الأرضية لتغلغلهم سراً وعلانية فضلاً عن أننا لن نتمكن من تحقيق التقدم للبلاد أبداً وسنبقى رهن التخلف .

وأكد ضرورة أن يتحلى المسؤولون باليقظة والحذر حيال محاولات تغلغل العدو، وقال إن الأمريكيين يصرون على الحوار معهم حول قضايا منطقة غرب آسيا ولا سيما سوريا والعراق ولبنان واليمن، فما هي الأهداف الحقيقية وراء دعواتهم للجلوس على طاولة الحوار معهم؟ فهم ليس لديهم هدف سوى الحؤول دون تواجد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة باعتبارها العامل الأساس لاخفاقات أمريكا .

وأشار قائد الثورة إلى حيل الأمريكان ومكرهم في الحوار وعدائهم الصارخ والذي تجلى في المفاوضات النووية وقال إن العقلانية تقضي بأن لا نثق اطلاقاً بمن يعلنون عداءهم لنا .

وأشار إلى همس البعض للتفاوض مع أمريكا حول القضايا الإقليمية، مؤكداً إن التفاوض مع أمريكا فضلاً عن أنه لا فائدة فيه فإنه سيعود علينا بالضرر أيضاً.

وشدد قائد الثورة على أن التفاوض لن يحد من العداء بل سيفتح الطريق امام التغلغل.

وأشار إلى الأمن المستتب في البلاد وقال إن العدو يبذل قصارى جهده لزعزعة الأمن في البلاد ومن هنا يتعين على جميع المؤسسات العسكرية والأجهزة التابعة لها أن يصونوا هذا الأمن باعتباره مكسباً مهماً في عالمنا المعاصر الذي يفتقر للأمن .

ولفت إلى أنه إلى جانب أهمية أمن البيئة المعيشية فإن الأمن الثقافي والفكري يحظى بأهمية بالغةٍ جداً مؤكداً ضرورة أن يمارس الحرس الثوري دوره الخلاق في جميع هذه المجالات

العدو يبذل قصارى جهده لزعزعة الأمن في البلاد ومن هنا يتعين على جميع المؤسسات العسكرية والأجهزة التابعة لها أن يصونوا هذا الأمن باعتباره مكسباً مهماً في عالمنا المعاصر الذي يفتقر للأمن

إلى ذلك اعتبر قائد الثورة أن الإيمان والروح الثورة والجهادية هي محور جميع قدرات الحرس الثوري وقال لا ينبغي إضعاف الروح الثورية بالتعلق بالدنيا والخوض في سباق البذخ والإسراف .

وأوصى سماحته بضرورة ربط الأجيال الصاعدة للحرس الثوري بمفاهيم الثورة وايلاء الأهمية لقضية التعليم والتأهيل .

ووصف التعبئة الشعبية بأنها طاقة وطنية، معرباً عن ارتياحه للنشاطات الجمة لهذه المنظمة الشعبية مؤكداً ضرورة تكريس نشاطاتها.

وأشار إلى الدور المثالي للشعب الإيراني في التطورات العالمية وقال، لو استطاع المسؤولون والشعب تحقيق الاقتصاد المقاوم بمعناه الحقيقي وتخليص البلاد من الهيمنة المالية والنقدية للعدو وكسر قيمة وهيمنة الدولار على الحياة الاقتصادية فانهم سينقذون سائر البلدان أيضاً وسيتحولون إلى نبراس لها.

وعزا قائد الثورة غضب الأعداء على الشعب الإيراني إلى هذه الخصوصية الملهمة للجمهورية الإسلامية وقال إن حركة الشعب الإيراني ورغم الضغوط الكبيرة والحظر والتهديدات تزداد شفافية وشجاعة وإن شجرة الثورة الطاهرة والمباركة تترسخ أكثر فأكثر يوماً بعد يوم.

وأشار إلى مساعي الأجهزة الدعائية التي تخضع لهيمنة الصهيونية للتغطية على هذه الحقائق الوضاءة والترحيب الشعبي بالمسؤولين الإيرانيين خلال زياراتهم الخارجية ما هو الا دليلٌ آخر على تحول الشعب الإيراني إلى أسوة يحتذى بها وقال إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مازالت في أول الطريق لنيل الأهداف والمبادئ السامية ولكن هذا القدر من الحركة والتمسك بالاستقلال والصمود والعزم الراسخ قد نفذ في قلوب الشعوب.

النصر على الأعداء مرهون بالدوافع الخيرة والإيمان والعزم الراسخ والعقلانية والتدبير

وأكد قائد الثورة على ضرورة مواصلة هذا الطريق النير باقتدار وجهوزية مادية ومعنوية متزايدة وقال إن القرآن علمنا أن نطلب العون من الله وأن نصمد بوجه الأعداء .

واعتبر أن النصر على الأعداء مرهون بالدوافع الخيرة والإيمان والعزم الراسخ والعقلانية والتدبير، وأضاف: حتى لو حاصرونا فسوف ننتصر عليهم ونمرغ أنوفهم بالتراب.

وأعرب سماحته عن تفاؤله بالمستقبل وأنّ الله تعالى سيوفق الشعب الإيراني بحيث سيصبح الغد أفضل من اليوم.

وقبل كلمة سماحته ألقى ممثل قائد الثورة في الحرس الثوري، سماحة الشيخ سعيدي كلمة أشار فيها إلى أن قوات حرس الثورة الإسلامية سخرت جميع قابلياتها لتنفيذ مهامها والحفاظ على راية الثورة الإسلامية مرفوعة لكون هذه الثورة ستبني حضارة عظيمة.

بدوره عرض قائد قوات الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري تقريراً عن نشاطات الحرس الثوري والمهمة التي تتكفل بها قوات حرس الثورة في الحفاظ على مكاسب الثورة الإسلامية وتوسيع قدراتها في العالم الإسلامي ومد يد العون لتحقيق أهداف الثورة الإسلامية والتصدي لكافة مظاهر حياة الإسراف والبذخ والفساد والتمييز الطبقي والعمالة.

وأوضح أن البنية الأساسية لتنمية قابلية الردع لدى حرس الثورة تكمن في العمل على تحقيق الرقي المعنوي والحفاظ على الروح الثورية في مختلف المجالات.

وأكد اللواء جعفري على تصدي الحرس الثوري لكافة المحاولات الأمريكية الخبيثة للتغلغل في إيران والإطاحة بنظامها الإسلامي، مؤكداً أن الحرس الثوري سيجتث جذور تلك الشجرة الخبيثة التي تسعى إلى تمرير السياسة الأميركية في بلدنا.