فيما يخصّ القضايا العالميّة فإنّ الاستكبار يرتكب أخطاء جسيمة. إحدى هذه الأخطاء هي حالة أمريكا في دعمها للكيان الصهيوني اليوم. بالإمكان اليوم ملاحظة ظاهرتين في الكيان الصهيوني: إحداهما هي القسوة والخشونة والبربريّة الزائدة عن حدّها. البربريّة التي ينتهجها الصهاينة في تعاملهم مع أصحاب الأرض الفلسطينيّة اليوم هي بحقّ قصّة عجيبة ومحيّرة وغير مسبوقة. الظاهرة الثانية هي أنّ الكيان الصهيوني بات يقع في طريق مسدود ولا يملك أيّ حلّ لذلك. خطأ أمريكا هو أنّها وفي خضمّ هذه الأوضاع تدعم الكيان الصهيوني بشكل علني وواضح وقد منحت إسرائيل ومسؤوليها صكّاً على بياض يسمح لهم بارتكاب أيّ حماقة يشاؤونها وأيّ جريمة يريدونها! هذه من أخطاء أمريكا التي لا يمكن تعويضها وسوف يُجازون عليها. لقد أثبت الشعب الفلسطيني أنّه شعبٌ جديرٌ ومقاوم؛ أثبت أنّ صمود ومقاومة [شعبٍ] خالي الوفاض أمرٌ ممكن في وجه كيانٍ مسيطرٍ ومسلّح وقاسٍ وعديم الرحمة مثل الكيان الإسرائيلي. وهذا درسٌ لسائر الشعوب.

~الإمام الخامنئي ٢٠٠٢/١١/٢٢

 

بعض الأمور والقضايا التي نشاهدها اليوم تتعلق بالأجواء المحيطة بنا، أي قضايا المنطقة. ليست قضايا المنطقة منفصلة عن قضايا البلاد. ومن قضايا الساعة المهمة والأساسية قضية فلسطين وغزة. قضايا غزة والمصائب التي تنزل اليوم بأهالي غزة - ومثل هذه الأعمال لها سوابقها - يجب أن تُعالج وتُدرس من ناحيتين: إحدى الناحيتين هي أن هذه الأعمال تدلّ على حقيقة الكيان الصهيوني، فهذا هو الكيان الصهيوني. وهذا حسب رأيي هو الجانب الأقل أهمية في القضية. الكيان الصهيوني كيان قرّر منذ ولادته غير الشرعية أن ينتهج العنف العلني، وهو لا ينكر عنفه. انتهجوا نهج القبضة الحديدية، وهم يذكرون هذا في كل مكان، ويفخرون به، وهذه هي سياستهم. منذ سنة ١٩٤٨م حيث ظهر هذا الكيان الزائف بصورة رسمية وإلى اليوم، هكذا كان الكيان الصهيوني طوال ٦٦ عاماً. طبعاً قبل أن يعرف هذا الكيان رسمياً وقبل أن يفرضه المستعمرون على العالم والمنطقة، ارتكب الصهاينة الكثير من الجرائم في فلسطين، لكنهم على مدى هذه الأعوام الـ 66 فعلوا كل ما استطاعوا كنظام سياسي، ومارسوا كل عنف يخطر على الأذهان ويمكن لدولة أن تمارسه ضد الناس، وهم لا يتحرّجون من هذا أبداً. هذه هي حقيقة الكيان الصهيوني. ولا علاج له سوى زوال هذا الكيان. وزوال الكيان الصهيوني لا يعني أبداً ارتكاب مذابح ضد اليهود في تلك المنطقة، فالمنطق الذي طرحه الإمام الخميني الجليل «إسرائيل يجب أن تزول من الوجود» هو منطق إنساني، وقد عرضنا آليته العملية على العالم، ولم يستطع أحد تسجيل مؤاخذة منطقية على هذه الآلية. 
قلنا ليجروا استفتاء لأهالي هذه المنطقة التي يعيشون فيها وينتمون إليها، وتكون نتيجة الاستفتاء النظام الذي يحكم هذه المنطقة، أي يختار أهاليها نظامهم الحاكم. هذا هو معنى زوال الكيان الصهيوني، وهذه هي آليته. إنها عملية يستوعبها المنطق السائد في العالم اليوم ويفهمها ويتقبلها، وهي عملية ممكنة. بل إننا حددنا حتى شكلها في ما يرتبط بمنظمة الأمم المتحدة وبعض الأوساط الدولية، وأعلنا ذلك، وقد نوقشت المسألة. أي إن هذا الكيان الوحشي المفترس الذي ينتهج سياسة القبضة الحديدية، ويتعامل مع الناس بقسوة وعنف، و لا يهمه إطلاقاً قتل الناس والأطفال والهجوم على المناطق وتدميرها، بل ولا ينكر ذلك، ليس له من علاج سوى أن يزول ويُمحى. وإذا حلّ ذلك اليوم إن شاء الله وزال هذا الكيان فنعمّا ذلك، ولكن طالما كان هذا الكيان قائماً ولم يُمحَ بعد فما هو العلاج؟ العلاج هو المقاومة الحاسمة والمسلحة ضد هذا الكيان. يجب أن يبرز الفلسطينيون يد قوّتهم في مواجهة الكيان الصهيوني. لا يخال أحد أنه لو لم تكن صواريخ غزة لتنازل الكيان الصهيوني، لا، أنظروا ما الذي يفعلونه في الضفة الغربية؟ لا صواريخ في الضفة الغربية ولا أسلحة ولا بنادق، والسلاح الوحيد والأدوات الوحيدة بيد الناس هناك هي الحجارة، فانظروا ما الذي يفعله الكيان الصهيوني هناك. إنه يخرّب بيوت الناس ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، ويخرّب مزارعهم، ويفسد حياتهم ويهدمها، ويذلّهم ويهينهم. و إذا اقتضت الضرورة قطع عنهم الماء وقطع عنهم الكهرباء.

~الإمام الخامنئي ٢٠١٤/٧/٢٣