بسم الله الرحمن الرحيم
أرحب بالحضور المحترمين، خصوصاً الضيوف الأعزاء و القراء و الحفاظ المحترمين المشاركين في هذه المراسم من بلدان إسلامية شتى. كما أبارك للذين حازوا على مراتب عليا في هذه المسابقات. و أشكر القائمين على هذه المراسم و أتمنى أن يتقبل الله تعالى جهود المشاركين و الضيوف و القائمين على العمل، و أسأله أن يوفقكم ثانية لمواصلة أنشطتكم و خدماتكم القرآنية.
أقول كلمة واحدة هي أن على مسلمي العالمي الاهتمام بالقرآن أكثر في ضوء كل هذا العداء الذي يواجهونه. القرآن هو علاج آلامنا. كل الضعف و الذلة و التأخر الذي نشاهده في العالم الإسلامي ناجم عن الابتعاد عن القرآن. علينا جميعاً - نحن و سائر البلدان الإسلامية - الاقتراب إلى القرآن أكثر.
التوصية القرآنية الأولى هي التوحيد و التوجه إلى الله و تحطيم أصنام المال و العسف بأي شكل كانت. التوصية القرآنية الثانية هي وحدة الكلمة. إذا لم نهتم لنهي القرآن حيث يقول: » و لا تفرقوا « (1) ، و سرنا بذرائع مختلفة وراء الاختلاف و التفرقة و بضّعنا الأمة الإسلامية أوصالاً، ستكون النتيجة هذا الوضع الذي تشاهدونه: يهجم العدو على جزء من الجسد الإسلامي و تبقى الأجزاء الأخرى نائمة مهملة و كأن شيئاً لم يحدث! ينامون نومة العافية! هذه تفرقة و تمزق. علينا العودة إلى القرآن. العودة إلى القرآن ليست بتلاوته و حفظه فقط. تلاوة القرآن و قراءته و حفظه مقدمة لفهمه و العمل به.
طبعاً، التلاوات التي تقدمونها بأساليب حسنة و جميلة مشوِّقة و ذات قيمة و تحض الشباب على التوجه للقرآن. لذا فنحن نشجع هذه المسابقات التي ينبغي إقامتها بمزيد من الاحتفاء و الحماس.
نسأل الله تعالى أن يصلح أمور الأمة الإسلامية، و يجعلنا من المتوسلين بالقرآن، و ينوّر قلوبنا بنور القرآن، و لا يبعدنا عن القرآن في حياتنا و مماتنا في هذه الدنيا و تلك النشأة.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
الهوامش:
1 - سورة آل عمران، الآية 103.