بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً أرحب بكم فرداً فرداً أيها الإخوة و الأخوات الأعزاء فقد شكّلتم اليوم هذا الاجتماع الصميمي و الودّي و ذي المعاني العميقة في هذه الحسينية، و أحيّي الروح الطاهرة للسيدة زينب الكبری ( سلام الله عليها ) و هي محور إحدی المناسبات الثلاث اليوم أي يوم الممرض. كما أدعو بلعو الدرجات للشهيد الغالي المرحوم آية الله مطهري و هو أيضاً محور و عنوان واحدة أخری من مناسبات اليوم.
الشرائح الثلاث المجتمعة هنا أراها - كلما نظرت في الأمر - أهم شرائح مجتمعنا. أحد الجوانب هو جانب التربية و التعليم؛ المعلمون هم الأمناء علی أبناء هذا الشعب طوال السنين المتمادية و هم الذين بوسعهم أن يخطوا السطور الحسنة أو السيئة الأولی علی اللوح الأبيض المتقبِّل لأذهاننا و أذهان أطفالنا. ربما لا يسعنا أن نجد دوراً أرقی من دور المعلم - بالمصطلح الدارج في زماننا، أي معلم المرحلة الإبتدائية و المتوسطة و الثانوية - بين كل المهن الموجودة في مجتمعنا. منزلة المعلمين الذين يزاولون التدريس في المراكز العلمية العليا - في الحوزة و الجامعة - منزلة سامقة جداً بالطبع وصولاً إلی المعلمين الأرقی، إلا أن نفس معلمي التربية و التعليم لهم دور استثنائي فريد. الشكل الأساسي لشخصياتنا أنا و أنتم يرسمه و يوجده في الواقع - و إلی جانب التربية العائلية - هؤلاء المعلمون الذين يتعاملون مع أطفالنا و أبنائنا طوال اثنتي عشرة سنة. كلما فكرنا في الأمر نجد أن هذا الشيء له قيمة عالية جداً و هو يستوجب أن يعرف مجتمعنا و شعبنا و حكومتنا و مسؤولونا قدر المعلم و يعلموا أن التعليم بهذا المعنی‌ قيمة عالية جداً، و علی المعلمين أنفسهم أيضاً أن يعرفوا قدر هذا الدور بدقة و يعتبروه موهبة إلهية و يتنبهوا أي عمل كبير يتم إنجازه علی أيديهم بالإذن و الإرادة الإلهيين.
و شريحة الممرضين أيضاً شريحة مؤثرة و مهمة جداً من زاوية أخری. دور الممرضين، و كذلك القوابل، مهم و عظيم جداً في نظام سلامة البلاد. إذا لم يكن هناك ممرض مخلص و عطوف إلی جانب المريض فمن المحتمل جداً أن لا يؤثر علاج الطبيب في ذلك المريض. العنصر و الشخص الملائكي الذي يعبر بالمريض من طريق المرض و الشدّة الطويل العصيب هو الممرض. هذا ما شعر به عياناً كل واحد منا نحن الذين تمرّضنا و تعرّضنا لأمراض شديدة و عمليات جراحية صعبة، و أنا واحد من هؤلاء. دور الممرِّض دور الشخص الذي يبعث الحياة في الإنسان. و كذلك القوابل. دورهن حيوي و مصيري في سلامة الوليد و الأم. و أقول هاهنا للممرضين - سواء الإخوة منهم أو الأخوات - و كذلك للقوابل المحترمات أن يعرفوا قدر هذه الخدمة و النعمة الكبيرة. فكما يجب علی الناس النظر إليهم بعين التكريم يجب عليهم هم أيضاً النظر لمهنتهم بعين التكريم، و تكريم الذات هذا و معرفة قدرها له دور هائل في جودة العمل لدی كافة الشرائح.
دور العامل أيضاً من الأدوار المعروفة في العالم اليوم تقريباً. مع أن حقوق العمال تغمط في كثير من أنحاء العالم، إلا أن العمال هم في الواقع ذلك العنصر المحوري في نظام أنشطة المجتمع. العامل هو الذي ينهض بالأعمال و ينتج المصنوعات و يسد احتياجات المجتمع الضرورية بيديه و عيونه و عقله و مهارته و خبرته. كلما دقق الإنسان أكثر كلما تجلت له أهمية هذه الشرائح الثلاث أكثر. طبعاً قضية العمل لها طرفان: العامل في طرف و في الطرف الثاني مدراء العمل و المستثمرون و كلهم أصحاب دور و تأثير في العمل.
اعتقد أنها نقطة مهمة أن تعرف هذه الشرائح الثلاث قدر نفسها و كرامتها. إذا تبيّنت للإنسان أهمية العمل الذي يقوم به فلن يتهاون فيه و لن ينتابه الخمول و القنوط. حينما نفهم مدی أهمية العمل الذي نقوم به لحياة المجتمع و البلاد فسيخلق هذا في داخلنا طاقة تتغلب علی كل العقبات الخارجية.
لذا فإن توصيتنا الأولی للجميع هي أن يعرفوا قدر المهنة الملقاة علی عاتقهم بكل شوق و رغبة مهما كان السبب الاجتماعي أو الفردي لتوجههم نحو تلك المهنة، و أن يثمّنوها و يهتموا بها و ينجزوا أعمالهم بصورة صحيحة. كثيراً ما ذكرنا قول الرسول العظيم: « رحم الله امرأ عمل عملاً فأتقنه »، و هذا ما يصدق عليّ و عليكم و علی كل واحد من العمال و المعلمين و الممرضين و سائر المشاغل و المهن و المسؤوليات. علينا إنجاز العمل الذي نتولاه بإتقان و بشكل كامل.
بخصوص مسألة العمل فإن ما أكدت و أؤكد عليه اليوم أيضاً هو أن ننسِّق و ننظم و نتقدم بثقافة بلدنا نحو تشجيع الإنتاج الداخلي. هذا شيء علی جانب كبير من الأهمية. في الماضي قصف شعبنا لأعوام طويلة بثقافة الركض وراء المنتجات و الصناعات الأجنبية. حينما يقال إن هذه البضاعة أجنبية فسيكون هذا دليلاً تاماً و كاملاً علی تفوقها في الجودة. ينبغي تغيير هذه الثقافة. طبعاً جودة البضاعة الداخلية مؤثرة في هذا التغيير، و عدم الدعاية الاعتباطية المنفلتة للمنتجات الأجنبية مؤثر أيضاً، و تشجيع المنتج الداخلي مؤثر أيضاً، و الإخلاص لدی المنتج - سواء كان عاملاً بسيطاً أو عاملاً صاحب خبرة أو مهندساً - مؤثر أيضاً. و للحكومة دورها في هذا و للمسؤولين دورهم و للعامل نفسه دوره و للمنتج و رب العمل دوره و للتاجر الذي يستورد البضائع الأجنبية دوره.علی الجميع أن يتكاتفوا لترجح كفة الإنتاج الداخلي و تزداد قيمته و تسود في مجتمعنا و أذهاننا ثقافة تثمين استهلاك الإنتاج الداخلي. إننا نحضّ العامل الأجنبي علی العمل عبر استهلاك إنتاجه و الثمن هو بطالة العامل في الداخل. علی‌ جميع المسؤولين في البلاد و الذين يرسمون السياسات و المسؤولين الإعلاميين و المنتجين أنفسهم و أرباب العمل و العمال أنفسهم و الحكومة و القطاعات ذات الصلة الاهتمام لهذه النقطة.
الكثير من المنتجات و الصناعات الداخلية‌ اليوم هي لحسن الحظ أفضل و أحياناً أفضل بكثير من مماثلاتها الخارجية. لِمَ يجب أن لا نكترث لصناعاتنا الداخلية ؟ مضی‌ ذلك العهد الذي كان فيه عملاء أجهزة السلطة يبثون الدعايات المسمومة التي توحي بأن الإيراني غير قادر علی الإنتاج و البناء. إنهم جعلوا إيران تتخلف. لقد وجهوا ضربة لروح الإبداع و الرغبة في العمل داخل البلاد. و جاءت الثورة فغيرت الوضع. شبابنا اليوم ينجزون أعقد الأعمال. كل هذه البنی التحتية التي أنشئت في البلاد من أجل المشاريع الكبری و كل هذه الأعمال التقنية المعقدة يتم إنجازها بذهنية الشباب الإيراني و إبداعه. المسؤولون يتابعون هذا الأمر. علی الجميع اليوم أن يتوجهوا صوب الصناعات و المنتجات الداخلية. و ينبغي أن تصبح هذه ثقافة. طبعاً جزء ملحوظ من هذا يتعلق بالأمن المهني للعمال و هذا أيضاً ما يجب أن يلتفت له الجميع. يجب أن يكون العمال فارغي البال و مطمئنين و شاعرين بالأمن المهني. و لا بد أن يتعاضد رب العمل و العامل، و المستثمر و العامل، و مدير الورشة و العامل بأخوة و يتقدّموا بعجلة‌ العمل إلی‌ الأمام. هذا ما يتعلق بمسألة العمل.
و في مجال التربية و التعليم ما أوكد و أصر عليه هو بالدرجة الأولی مشروع التحول في نظام التربية و التعليم؛ و هي القضية‌ التي أشار إليها الوزير المحترم و شددنا عليها في الماضي مراراً. نظامنا التربوي و التعليمي نظام تقليدي قديم. فيه صفتان سيّئتان. أولاً منذ اليوم الأول الذي أطلقوا فيه نظام التربية و التعليم في بلادنا خلال العهد البهلوي الأسود و قبل ذلك بفترة قصيرة لم يأخذوا احتياجات البلاد و تراثه بنظر الاعتبار. لا بد لركيزة التراث الوطني أن تبقی، كما ينبغي الاستفادة من تجارب الآخرين إلی‌ أقصی‌ حد. لا أن نقتبس لبلادنا النموذج المعتمد في البلد الغربي الفلاني - بكل ما قد يكون فيه من أخطاء - بعينه مع أنه موضوع لمقتضيات ذلك البلد. لقد فعلوا هذا للأسف و كان تقليداً محضاً. هذا أولاً و ثانياً حتی ذلك النظام أصبح اليوم بالياً. الذين كانوا ذات يوم مراجع تقليد مسؤولي بلادنا التابعين للأجنبي تجاوزوا اليوم تلك الأساليب و أطلقوا أساليب أحدث و بقينا نحن ملتصقين بتلك الأساليب القديمة! لا بد من تحوّل.
الفرصة لحسن الحظ متاحة اليوم لهذا الإنجاز. يعيش البلد ظروف الاستقرار و الأمن و الهدوء و قد تم إنجاز العديد من المهام. استطاع الشعب الإيراني في هذا العالم الصاخب و المضطرب أن يحافظ علی اتزانه و وقاره و سكينته و هدوئه. تتوفر الفرصة اليوم للخوض في هذه الأمور المهمة. من الإيجابي جداً ما أخبر به الوزير المحترم بأنهم فكروا و عملوا في هذا الموضوع و هو شيء جدير بالتقدير و لكن ينبغي نقله إلی حيز التنفيذ و التقدم به إلی الأمام و البدء به عملياً. إنها مهمة تقتضي الشجاعة و المبادرة و الإبداع و الأفكار الصالحة. كانت هذه إحدی المسائل و هي التحول النوعي في نظام التربية و التعليم.
النقطة الأخری و هي مهمة بدورها عبارة عن العناية بنظام التربية في منظومة التربية و التعليم في البلاد. البعض و بسبب عدم التفطن للنظام التربوي استبعدوا عن منظومة التربية و التعليم البناء الذي أرسي بداية‌ الثورة و بدّدوه تدريجياً و يمكن القول إنهم ألغوه. أما أنتم اليوم فتؤمنون بهذا الشيء فانقلوه إلی حيز التنفيذ و العمل. إذا لم تكن التربية‌ أهم من التعليم فهي ليست أقل أهمية منه. اللوح الأبيض المتقبِّل المتمثل بذهنيات أطفالنا و طلابنا لا يصلح بمجرد التخطيط عليه و كتابة الأعداد و الأرقام؛ إنما يحتاج إلی بناء. و هذا البناء يتمثل بالتربية. يجب الاهتمام بقضايا التربية و سياقاتها بكل الأشكال التي يمكن بواسطتها النهوض بها، و لن نتحدث هنا عن هذه الأشكال؛ في الكتب المدرسية و في اختيار المعلمين و في تربية المعلمين و في عملية التخطيط و التنظيم نفسها. كلما استطاعت التربية و التعليم اجتناب التوسع الكمّي - سواء في المؤسسات أو الكوادر الإنسانية - لكان هذا أفضل، فالاتساع الكمّي في التربية و التعليم ليس علی رأس الأولويات راهناً، إنما التنمية النوعية هي المهمة. يجب تلبية الاحتياجات و تأمين الحاجة للمعلمين و المدارس. لتكن الأولوية الأولی التنمية النوعية و رفع مستوی المعلمين من حيث الاستعداد و التجربة و العلوم و الثقافة.. هذه هي الأمور المهمة في التربية و التعليم.
أتمنی أن يوفقكم الله تعالی و أنتم و الحمد لله تعملون و تجهدون. و ينبغي معرفة قدر هذه الجهود. التقدم الذي أشار إليه الوزراء المحترمون في قطاع الصحة و قطاع العمل و قطاع التربية و التعليم هو من مفاخر النظام.. النظام هو الذي يبدي عن نفسه هذه القدرات. لا أدري لمَ ينكر البعض هذه الحقائق؟! ليسوا علی استعداد لتصديق هذا التقدم. كلما ازدادت هذه الحقائق كلما تضاعفت مفاخر الشعب الإيراني و نظام الجمهورية الإسلامية.
أذكر هنا نقطة خارج نطاق المسائل المهنية و تتعلق بكل الشعب الإيراني و بهذا المقطع الزمني ألا و هي مسألة الانتخابات. أعزائي، كان شعبنا طوال تاريخه الممتد لعدة قرون من الزمن عنصراً عديم التأثير في نظام إدارة البلاد. لماذا؟ لأن هذه هي طبيعة الحكم الاستبدادي و الحكم الملكي. لم يكن الشعب ذا دور يذكر. أما كيف سيكون واقع الشعب و الحال هذه فهذا يرجع إلی إنصاف الشخص الذي يتولی زمام الأمور. إذا كان الشعب محظوظاً فسوف يتولی الحكم دكتاتور في قلبه شيء من الرحمة، يذكرون في تاريخنا مثلاً كريم خان زند، و عندها سيكون حال الناس أفضل بعض الشيء. أما إذا تولی الحكم أمثال رضا خان أو ناصر الدين شاه أو غيرهما من السلاطين المستبدين فإنهم سيعتبرون البلاد ملكهم، و الشعب الذي لم يكم له أي دور سيعتبرونه رعيتهم. لاحظوا التاريخ - لا أقول تاريخ القرون الطويلة بل تاريخ عصر الثورة الدستورية فصاعداً - و ستجدون أن الدستور ظهر في بلادنا بالاسم فقط، و لكن منذ أن تولی النظام البهلوي زمام السلطة أصبحت الانتخابات عملية استعراضية محضة باستثناء فترة قصيرة جداً خلال النهضة الوطنية علی مدی عامين حيث تحسّنت الحال قليلاً، لكن ذلك العهد أيضاً صاحبته مشكلات عديدة فأغلقوا المجلس و منحوا صلاحياته للحكومة، و هذا ما حدث في عهد مصدق. و في سائر ذلك العصر كانت الانتخابات محض مسرحية. في تلك الفترة التي أتذكرها و من هم في سنّي، كان الجميع يعلم أن الانتخابات لم تكن تعني علی الإطلاق انتخابات شعبية. بل كانت هناك جماعة يشخصهم جهاز السلطة و البلاط الملكي يومذاك و تدور المنافسات و الصدامات بينهم لكن الذي يريدونه عضواً في المجلس يجب أن يكون مطيعاً خاضعاً و يضمن مصالحهم و حقوقهم المالية الغصبية.. مثل هذا الشخص يأتون به ليشغل مقعداً في المجلس. و الناس يذهبون لحالهم. طوال كل هذه المدة نادراً ما شعر الناس أن عليهم التوجّه لصناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم من أجل التأثير في إدارة البلاد. لم يكن مثل هذا الشيء علی الإطلاق. كنا نسمع اسم الانتخابات في الصحف حيث يقولون: الآن موسم الانتخابات. و لا ندري متی يوم الانتخابات، و لا يدري الناس بذلك. و في موعد الانتخابات يضعون عدة صناديق في موضع ما و يثيرون ضجيجاً و حوارات قليلة و يفعلون أخيراً ما يريدونه و ينتهي الأمر. لم يكن للجماهير دور حقيقي.
قلبت الثورة الإسلامية الصفحة تماماً و صار للجماهير دورهم لا في انتخابات نواب المجلس و حسب بل في انتخاب رئيس الجمهورية، و انتخاب الخبراء الذين يعينون القائد، و في انتخاب المجالس البلدية التي تضطلع بتنصيب رؤساء البلديات. في كل هذه الأطوار الحساسة أضحت أصوات الجماهير حاسمة. علی هذا الأساس تم تدوين الدستور و قد مضیت عليه ثلاثون سنة. و أقول لكم إن هذا السياق مستمر إلی اليوم بكل قوة و اقتدار.
في فترة ما قبل الثورة كانت إيران مرتعاً للأجانب. النفط الإيراني و الأسواق الإيرانية و المنتوجات الإيرانية و الطاقات البشرية الإيرانية، و كل ما كان و ما لم يكن، كان تحت تصرف المهيمنين و الأقوياء. الانجليز ذات يوم و الأمريكان و الصهاينة في يوم آخر. و بعد ذلك عندما انتصرت الثورة تولی الشعب زمام الأمور فانقطعت مصالح الأجانب و كان من الطبيعي أن يناصبوا هذا النظام العداء و هم يناصبونه العداء منذ ثلاثين عاماً. و من ممارساتهم العدائية أن ينكروا هذه الظاهرة القيمة أو يتجاهلوها في إعلامهم؛ ظاهرة مشاركة الشعب و دوره و تأثيره في أدارة البلد. طالما شككوا في انتخابات بلادنا في إدلائاتهم الصريحة أو الكنائية. كلا ؛ إن انتخابات بلادنا أكثر حرية و حماساً من غالبية هذه البلدان التي تدعي الديمقراطية، كما أن اندفاع الجماهير للمشاركة فيها أكبر. أنها انتخابات ملحمية و جيدة و نزيهة. الأعداء بثون الشبهات و نحن لا نتوقع من الأعداء سوی العداء؛ ما الذي نتوقعه منهم؟ إنما لا نتوقع مثل هذا الشيء من الأصدقاء و مَن هم جزء من هذا الشعب و يشاهدون الحقائق و يرون كيف تقام هذه الانتخابات بنزاهة و دقة لكنهم مع ذلك يتحدثون بنفس ما يتحدث به العدو! توقعي هو أن الذين هم مع الشعب الإيراني و جزء من الشعب الإيراني و يتوقعون أن يلتفت لهم الشعب، توقعي منهم أن لا يصرحوا ضد شعب إيران و لا يشككوا في انتخابات الشعب الإيراني. لا يكرروا دوماً إن هذه الانتخابات ليست نزيهة و أنها ليست انتخابات. لماذا يكذبون؟ لماذا لا ينصفون؟ لماذا يتحدثون خلاف الواقع؟ لِمَ يتجاهلون كل هذه الجهود التي تحمّلها الشعب و المسؤولون طوال هذه الأعوام؟ لماذا؟ لماذا ينكرون الفضل؟
الانتخابات كانت نزيهة في الدورات السابقة. و في الحالات التي تطرح بعض الشبهات بعثنا من حقق و تابع الموضوع. في إحدی‌ دورات المجلس انتشرت إشاعات و قدم البعض أدلة و طرحوا كلاماً معيناً يفيد أن الانتخابات لم تكن سليمة و كان توقعهم إلغاء الانتخابات في بعض المدن المهمة مثل طهران. و بعثنا أشخاصاً ذوي خبرة و اطلاع و حققوا و درسوا القضية و وجدوا أن الأمر ليس كذلك و أن الانتخابات سليمة. من بين آلاف الصناديق قد ترد إشكالات علی صندوقين أو خمسة صناديق. هذا لا يهدم الانتخابات. ثم أن هذا خاص ببعض الأحيان. أحياناً يكون هناك تيار أو مجموعة - من التيارات العادية في البلاد و التي تعرفونها - تتولی السلطة و تنتهي الانتخابات لغير صالحهم بل لصالح التيار المنافس، و قد حدث هذا مراراً. كيف يمكن لأحد التشكيك في هذه الانتخابات؟ (1) حسناً إذا كنتم مستعدين شاركوا كلكم إذن في الانتخابات إن شاء الله، و سيحضر الشعب الإيراني كله عند صناديق الاقتراع علی الرغم من أنف العدو ليشارك في الانتخابات بكل حماس و رغبة و صميمية و سيخلق انتخابات تغضب الأعداء.
اللهم أنزل رحمتك و فضلك علی هذا الشعب العزيز. ربنا أفض توفيقاتك علی هذا الشعب أكثر فأكثر. اللهم ثبت أقدام و خطوات هذا الشعب يوماً بعد يوم في طريق الكمال. ارفع دوماً من درجات الروح المطهرة لإمامنا الجليل و أرواح شهدائنا الأبرار.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الهوامش:
1- هنا أطلق الحضور شعار: أيها القائد الحرّ، نحن مستعدون مستعدون.