بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا و نبينا أبي القاسم المصطفى محمد و على آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين سيما بقية الله في الأرضين.
السلام عليك يا سيدتي و مولاتي يا فاطمة يا بنت موسى بن جعفر أيتها المعصومة سلام الله عليك و على آبائك الطيبين الطاهرين المعصومين.
نحن مسرورون جداً للقائنا الطيب اليوم بالخدمة الصميميين المخلصين لشعب إيران و مدينة قم. إنني أشكر هيئة الوزراء المحترمة لجهودها و تدابيرها من أجل عمارة قم و المساعدة على رفاهية هؤلاء الأهالي الأعزاء و قدومهم إلى قم و الحضور أمام مرقد السيدة المعصومة (سلام الله عليها). و أشكركم شكراً جزيلاً جميع الحضور المحترمين العاملين على تقديم الخدمة في أي قطاع من القطاعات، و أرجو أن يوفقكم الله تعالى و يكون راضٍ عنكم، و أن تستطيعوا إن شاء الله إرضاء هؤلاء الناس الأعزاء المؤمنين المتحمسين عنكم بكل معنى الكلمة.
الخدمة توفيق كبير لكل من يتوفّق لها. تقديم الخدمة للناس هو بحد ذاته قيمة و حسنة عند الله تعالى. و إذا كان أولئك الناس الذين تخدمونهم ذوي سمات و خصال كالإيمان و الجهاد و الدوافع السامية في الأنشطة الاجتماعية، فستكون خدمتهم قيمةً مضاعفة. و خدمة أهالي قم من هذا القبيل.. الأهالي الذين خرجوا مرفوعي الرأس من الامتحانات و في مواجهة المسؤوليات الجسيمة طوال العقود الماضية. خدمة هؤلاء الناس توفيق كبير حقاً. فاعرفوا أيها الإخوة و الأخوات الأعزاء المحترمون قدر هذه الخدمة.
كانت قم مبغوضة في عهد حكومة الطاغوت. و قد كانت مبغوضة تحديداً بسبب خصالها المعنوية و الواقعية، بسبب تدين أهلها و ارتباطهم برجال الدين، و بسبب الحوزة العلمية الموجودة في هذه المدينة. انطلق أول نداء لمجابهة ظلم رضا خان من مدينة قم. من أجل أن يستطيع المرحوم الحاج آقا نور الله إصفهاني مواجهة استبداد رضا خان في بداية حكمه جعل من قم مقراً و ملاذاً له، فجاء إلى قم، و اجتمع علماء المدن المختلفة في قم، و قد واجهوا طبعاً قمع الحكومة البهلوية العسكرية المستبدة، و جرى سمّ المرحوم الحاج آقا نور الله فاستشهد. بعد ذلك، رفع عالم دين متق نداءه في هذا الصحن الطاهر ضد كشف الحجاب و فرض السفور، و لفت إليه كل الأنظار، فقام رضا خان من طهران و انهال بالضرب على هذا الرجل العالم التقي الورع المجاهد المعنوي.. لمجابهة الأجهزة البهلوية سابقتها في قم.. إذن، القضية لا تعود إلى بداية فترة كفاح رجال الدين في سنة 41. [1962 م]. أدى كل هذا إلى أن تتعامل حكومة الطاغوت مع قم كما لو أنها عدو. لذلك لم يكن ثمة عمران في قم، و لم تكن تنفق لها الميزانيات اللازمة و لا تتوفر فيها الإمكانيات المختلفة، أي إنهم قلّما كانوا يهتمون بقم. كثير من احتياجات الناس كان يجري تجاهلها خلال فترة الطاغوت، فلا يعملون للناس و لا يخدمونهم، إنما كانت لهم مشاغل أخرى، لكن مع ذلك كانت قم محترمة أكثر من كثير من المدن الأخرى. هذا هو وضع قم.
و بعد الثورة جرى اهتمام و إقبال خاص على قم. و لكن للحق و الإنصاف - كما جاء في التقارير، و أنا أصدِّق و أؤيّد هذه التقارير - فقد ازدادت و تسارعت حركة العمران في قم و المساعدة على بناء هذه المدينة، و تحقق نمو ملحوظ فيها منذ خمسة أعوام، و هذا أمر مغتنم طبعاً، و لكن يجب أن يستمر. لو استمرت هذه الهمم و هذا الشوق و الرغبة التي يبديها المسؤولون المحترمون اليوم تجاه قم فمن المأمول إن شاء الله تلافي حالات التأخر المتراكمة عن الماضي تدريجياً.. و هذا أمر مهم بالنسبة للبلاد. تقديم الخدمة لقم ليس مجرد تقديم الخدمة لمدينة معينة، إنما هو تقديم الخدمة لكل البلد و لسمعة البلد، فهنا معقل الثورة، و معقل رجال الدين، و في هذه المدينة أكبر حوزة علمية، و فيها شخصيات علمية و دينية بارزة، و هي محط أنظار الكثيرين في العالم. لاحظوا أن جميع الأجهزة الإعلامية في العالم تركزت خلال هذه الأيام القليلة على قم و أهالي قم و رجال الدين في قم. هذا مؤشر على أهمية هذه المدينة و قطبيتها. و بالتالي فتقديم الخدمة لهذه المدينة هو في الحقيقة خدمة لسمعة الجمهورية الإسلامية.
من المخططات الإعلامية للأعداء على امتداد سنوات الثورة هو تضعيف رموز الثورة و الإسلام و الحطّ و النيل منها. كل ما يوجد في البلاد ممّا يرمز للإسلام و الثورة على المستوى الوطني يحاولون النيل و الحطّ منه، كتضعيف رجال الدين و الاستهزاء بهم، و تضعيف الكثير من المعارف الإسلامية و إهانتها و النيل منها من قبل أشخاص مختلفين.. و كذا الحال بالنسبة لتضعيف قم.
لقد خططوا لمدينة قم. و كما قلت بالأمس في اجتماع هنا كان قرار جبهة الأعداء أن تخلق في قم نفسها مضاداً للثورة بعد أن كانت مقراً و معقلاً لعظمة الإسلام و رفع راية الثورة، و أن يجعلوا هذا المعقل معقلاً لمناهضة الثورة. و قد سعوا في هذا الاتجاه و خططوا له، و استخدموا مختلف الأساليب، و منها العمل على أفكار أهالي قم و مشاعرهم عسى أن يستطيعوا إخماد هذه المشاعر أو تقليل جذوتها. جرت الكثير من الأعمال و الجهود بهذا الاتجاه خلال هذه الأعوام.
و إذا كنتم تجدون ردّ الناس على كل هذه الجهود و الأعمال العدائية رداً حماسياً عظيماً هكذا - الملحمة التي صنعها و أبداها أهالي قم في هذه الأيام الأخيرة - فما هذا إلا بسبب يقظة هؤلاء الناس، و مؤشر على عمق إيمانهم و رسوخه في القلوب. و إلا فالعدو لم يقصّر في شيء و لم يتوان عن شيء. الاهتمام بقم كبير، و يجب فعل ما يجهض هذا الإعلام، و هذا ما يتاح عن طريق خدمة هؤلاء الأهالي و مساعدتهم و تشخيص المشكلات الحقيقية التي تعاني منها هذه المدينة و أهاليها. لذا فإن توصيتي المهمة اليوم في هذا الاجتماع لكم أيها المسؤولون المحترمون هي أن تبذلوا قصارى جهدكم لخدمة هؤلاء الأهالي و حلّ معضلات حياتهم.
بالطبع فإن إمكانيات الأجهزة الحكومية محدودة و هي ليست إمكانيات لا محدودة. ينبغي ترتيب الأولويات.. و قد كان الأمر كذلك دائماً. ينبغي النظر ما هي الأولويات.. و هذه إحدى الأولويات. اعتقد أن القضايا المهمة في مدينة قم - و هي على جادة التنفيذ لحسن الحظ - يجب أن تفهرس بدقة. هذه القرارات التي أتخذتها هيئة الوزراء اليوم هنا، و القرارات التي اتخذت في زيارات رئيس الجمهورية المحترم إلى هذه المدينة، يتعيّن تنفيذها بدقة و بحذافيرها. يجب أن يحاول المسؤولون المحترمون متابعة هذه القرارات بدقة و اهتمام إلى أن يفرغوا منها. قضية مياه قم و هي قضية جد أساسية و حيوية بدأت أعمالها منذ أعوام و الحمد لله، و قدت وصلت إلى نتائج إيجابية بنحو نسبي، و لكن يتوجب مواصلة هذه المهمّة و هذا السعي إلى أن تصل مياه الشرب العذبة إن شاء الله إلى مدينة قم و يتنعّم أهاليها بحلاوتها.
و قضية المناطق الفقيرة في قم التي أشار لها السادة في كلامهم - السيد المحافظ و السيد النائب الأول المحترمان - قضية على جانب كبير من الأهمية. المناطق التي ذكروا أسماءها و مناطق أخرى لم يذكروا أسماءها. ثمة في قم مناطق فقيرة كثيفة السكان، و أهاليها محبّون للثورة. منطقة »نيروگاه« التي ذكروها و بكل ما فيها من الحرمان، و الأهالي هناك عشاق و محبّون للثورة و سائرون في طريق مبادئها.. نحن على إطلاع بذلك. و قد كان الوضع كذلك في سنوات الدفاع المقدس أيضاً، و ما بعد ذلك إلى يومنا هذا. أو منطقة «شاه إبراهيم» و المناطق الأخرى الفقيرة و المتأخرة في قم.. يجب التفكير بطريقة أساسية و جذرية لتوفير الإمكانيات الرفاهية و الصحية و التعليمية و الخدمية لهذه المناطق. يتعين القيام بخطوات كبيرة و قفزات سريعة كبيرة إلى أن تسير الأمور بعد ذلك في سياقها و سرعتها الطبيعية.
من قضايا قم قضية الصحة و العلاج. و قد سمعتُ خلال الأيام التي كنتُ فيها هنا آراء متعددة من طرق مختلفة حول حاجة مدينة قم لمزيد من الإمكانيات الصحية و العلاجية. و قد اتخذت قرارات معينة و سوف يتم تنفيذها إن شاء الله، و لكن يتوجب الاهتمام. سمعت أن من المجالات التي تنقصها الإمكانيات العلاجية هو مجال النساء، و يجب الاهتمام بهذا المجال إن شاء الله.
و قضية الصناعات اليدوية في قم - التي أشرت لها في كلمتي في اليوم الأول - قضية مهمة هي الأخرى. منذ أن كنا في قم سابقاً و ما قبل ذلك، اشتهرت هذه المدينة بصناعتها و نسجها للسجاد الجميل و الفاخر جداً. و لا بد من مدّ يد العون لهذه الصناعة. هذه من إمكانيات المدينة و هي فرصة مهمة جداً. سمعنا في كل مكان، و كان نساء قم و رجالها يفخرون بالسجاد الذي يحاك هنا، و كان مشهوراً و يسمى سجاد »نخ فرنگ«. و لا أدري هل لا يزال مشهوراً كما كان و بنفس التسمية أم لا. يتوجب الاهتمام بصناعة السجاد هنا و بباقي الصناعات اليدوية. إذ بوسع ذلك توفير الرفاهية للناس بنحو ذاتي داخلي.
و أشاروا إلى قطاع الصناعة و هو أمر حسن جداً. و سمعت بخصوص قضية الزراعة أن من المقرر نقل مقادير من الماء من طهران و ورامين إلى منطقة »مسيله« الزراعية، و كان هذا من مشاريع الحكومة و قد اتخذ قراره مسبقاً.. إنه مشروع جيد جداً و عملية مهمة للغاية ستتم إن شاء الله. لقد تم إنجاز أعمال كبيرة على يد هذه الحكومة و الحمد لله. في الحكومتين التاسعة و العاشرة - كما سبق أن أشير - تم القيام بأعمال و مشاريع قيمة و بأضعاف ما أنجز من الأعمال سابقاً، لكن الاحتياجات لا تزال قائمة، و قد قلّت و تقلّصت، إلا إنه لا بد من مزيد من المساعي و الجهود لأجل رفع جميع الاحتياجات.. و هذا ما يقع على عاتقكم.
من الأمور المهمة جداً طريقة تعامل المسؤولين على اختلاف مستوياتهم مع الناس و المراجعين.. و لا بد أن يكون هذا التعامل بوجه بشوش. يقول الشاعر:
إذا لم تستطع حلّ العقد، فلا تعقِّد حاجبيك، كن منبسط الوجه و الحاجبين إن لم تكن منبسط اليد.
أحياناً لا يستطيع المسؤول تحقيق الأمور و المطاليب المتوقعة منه. قد تكون اعتمادات المؤسسة و إمكانياتها و ميزانيتها قليلة.. لا إشكال في ذلك.. إذا تمّ التعامل مع الناس بقدر المستطاع و لكن بوجه بشوش و أذرع مفتوحة و بصميمية فإن الناس سوف يرضون و يفرحون. أحياناً يراجعوننا إلى مكتبنا في طهران، و بعضهم لديهم مطاليب لا يمكن لنا تحقيقها، فيقال لهم: نعم، وصلنا طلبكم، و لكن ليس في وسعنا إنجاز هذا الطلب، أو أنه بخلاف القانون، أو لمشكلات و عقبات أخرى. فيقولون: نحن راضوان لمجرد أنكم اهتممتم بطلبنا و تابعتموه حتى لو لم ينجز الطلب. الناس يفرحون لشعور المسؤولين بآلامهم و أوجاعهم و مشاركتهم همومهم. طبعاً، يجب عليهم السعي و العمل و رفع احتياجات الناس بقدر الإمكان. و قد ذكرنا أن إمكانيات الحكومة محدودة. يجب أن لا نتصور أن جميع الأعمال و المهام الضرورية بوسع الحكومة تحقيقها كيفما تريد، لا، ثمة قيود متنوعة لأسباب عديدة، و لكن يجب العمل بالقدر الممكن، و ما نعمله ينبغي أن نعمله بوجه منفتح.. يجب أن تكون وجوهنا منفتحة بشوشة. هذه من أهم الأعمال التي تقع على عاتقنا و على عاتق جميع المسؤولين.
أنتم المسؤولين المحترمين في القطاعات المختلفة - سواء في القطاعات التعليمية أو الخدمية أو الصناعية أو الزراعية أو الثقافية أو الصحية و العلاجية أو العسكرية و الأمنية و سواها - اعلموا أن ثواب هذه الخدمة التي تقدمونها ليس مجرد الأجر الذي تتقاضونه من المؤسسة التي تعملون فيها، إنما ثوابها عند الله. الثواب الذي يعطيه الله تعالى أعلى و أحلى و أعظم بكثير من الأجور التي تمنح للإنسان في الدنيا، سواء الأجور الدنيوية المادية أو حتى الشكر و التقدير. قد نفعل أحياناً ما يستدعي شكر الناس لنا، و هذا بدوره أجر، بيد أن الأجر الإلهي أكبر من هذا بكثير. إنكم تقدمون خدمة و تخلصون في عملكم، و تخصصون وقتكم للعمل أكثر من أوقات العمل العادية، و قد لا يعلم بذلك أي إنسان، لكن الله به عليم. كثيراً ما يحدث - و قد شاهدنا ذلك كثيراً طوال خدمتنا على مدى إحدى و ثلاثين سنة - أن يكون هناك أفراد يعملون عملاً مخلصاً من دون أن يدري بذلك أحد، و من دون أن يعلم حتى رئيس الشخص أو مرؤوسيه بذلك. ينظر الشخص في ملف معين أو يتابع عملاً معيناً، و حينما ينتهي وقت الدوام، يقول لنفسه: سأبقى نصف ساعة أخرى أو ساعة أخرى لأنهي هذا العمل. و لا يعلم بالأمر أي شخص و لا يشكره أي شخص. اعلموا أن هذا باق عند الله. إن لم يعلم أي إنسان بذلك، فالكتاب الإلهيون و الكرام الكاتبون يعلمون و يكتبون ذلك و يسجلونه. يوم تحتاج كل العيون و القلوب للطف الله و رحمته و مغفرته، ستكون هذه الأعمال قرة عين و طمأنينة قلب لكم.. ستكون هذه الأعمال في يوم القيامة المهول العسير ظلاً على رؤوسكم. إذن، الأجر الإلهي أعلى بكثير.. خذوا هذا الأجر بنظر الاعتبار. أي عمل تقومون به و أية خدمة تقدمونها للناس فهي محفوظة مسجلة عند الله تعالى. حينما تعملون بهذه الروح فلن تتعبوا من العمل و سوف لن يستنـزفنا العمل، خصوصاً في ضوء أن بلادنا تحتاج إلى العمل حقاً. علينا التقدم و السير بسرعة كبيرة في كافة الميادين.
لقد فرضوا علينا التأخر في المجال العلمي طوال مائة عام أو مائة و خمسين عاماً. و كذا الحال على صعيد الصناعة، و نفس الحالة تصدق على المجالات الاجتماعية المختلفة. الحكومات الفاسدة المستبدة اللاهثة وراء شهواتها و بطونها، و في العقود التي سبقت الثورة كانت هناك حكومات عميلة و تابعة بشدة، أذاقت تلك الحكومات البلاد الويل. ذات يوم كان هناك الاستبداد و الدكتاتورية فقط - دكتاتورية ناصر الدين شاه، و فتح علي شاه - و لم تكن هناك تبعية. و لكن في وقت لاحق كان في البلد استبداد و عسف و ضغط على الشعب، و إلى جانب كل ذلك خدمة الأجانب و العمالة لهم. رضاخان الشقي الذي كان يتهجم على الشعب كالذئب المتوحش، أعطى لأسياده الإنجليز أي امتياز طلبوه منه. أخذ معاهدة النفط و ألقاها في المدفئة حسب الظاهر، و لكن بعد أيام وقع معاهدة أسوء و أخزى و لمدة طويلة - أضاف ثلاثين سنة أخرى على فترة المعاهدة السابقة - و سلّمها لهم! و كان مسؤولو حكومته تبعاً له. بعد زوال رضا خان قالوا لتقي زاده الذي كان وزير المالية آنذاك لماذا وقعت تلك المعاهدة في ذلك الحين؟ فقال إنما كنتُ آلة الفعل. أي إن رضا خان نفسه هو المسؤول. الشخص الذي يتعامل مع شعبه بكل هذه الوحشية و الوقاحة و العدوانية، كان ذليلاً صاغراً أمام الإنجليز. هم الذين جاءوا به إلى السلطة. في فترة من الفترات أراد الانتقال من قطب دولي إلى قطب دولي آخر - حيث مال نحو الألمان - فعزلوه و أخرجوه من إيران كعبد ذليل و نصّبوا ابنه مكانه.
هكذا عاش بلدنا سنين طوالاً. كان هذا الشعب تحت ضغط الحكومات المستبدة الفاسدة الدكتاتورية الجشعة سنين طوالاً. أينما كان في هذا البلد ملك عامر سجله رضا خان باسمه.. في مازندران، و في خراسان، و في الكثير من المناطق الأخرى.. جمعوا الثروة و الأموال و الأملاك و المجوهرات، و في النهاية أخذوا مبالغ من الثروة الوطنية و هربوا. أخذت إلى أمريكا الآن مليارات الدولارات من أموال هذا الشعب. في بداية الثورة طلبنا من أمريكا إعادة الثروة التي أخذتها العائلة البهلوية معها إلى الخارج، فلم يسمعوا، و كان واضحاً أنهم لن يسمعوا، فهم جميعاً من سنخ واحد.
و ببركة الثورة فكّر هذا الشعب في تجديد حياته، و سار في طريق تجديد الحياة، و أنجز أعمالاً كبيرة، لكن أمامه أعمالاً أكبر. لا تزال أمامنا أعمال كبيرة يجب أن ننهض بها من الناحية العلمية و التقنية و الخدمية، و من حيث المؤسسات المختلفة و تنظيم البلاد. ليس بكثير كل ما تقومون به من أجل هذا الشعب. هذا ما أقوله لكم و أوصيكم به.
أشكركم جميعاً مرة أخرى أيها المسؤولون المحترمون المتواجدون في هذه المدينة - المحافظ المحترم و غيره من المسؤولين - و أكرر الشيء الذي قلته في اليوم الأول: لتحذر المؤسسات و الأجهزة الحكومية من أن تضرّ الاختلافات فيما بينها بالناس. يجب أن لا تطال نيران الاختلافات الناس.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته