بسم الله الرحمن الرحيم

في البدء أرحب بكم أيها الأخوة و الأخوات الناشطون في ميادين العمل المختلفة. و إني لأجد ذلك فرصة ثمينة أن يحالفني التوفيق أنا العبد الحقير للقاء بكم و لو لدقائق معدودة من كل عام، و تبادل أطراف الحديث معكم.
إن موضوع العمل و مكانة العامل و تعريفه، من المواضيع التي تكتسب أهميّة بالغة سواء على الصعيد الإسلامي أو على صعيد المنطق العقلائي. فبحسب المنطق العقلائي لو يلاحظ الإنسان سلسلة متطلباته الحياتية، سيجد هناك حلقة متصلة بالعمل، و هي حلقة أساسية و مصيرية أيضاً. بمعنى أنّه لو جُمعت ثروة العالم بأسره دون أن يكون بضمنها عنصري العمل و العامل، فإنّ حاجة من حاجات الإنسان لن تتحقّق. إذ المال لا يمكن أكله، أو لبسه، أو الانتفاع به. و العنصر المسؤول عن تأمين حاجات البشر من خلال استثمار الثروة الإنسانية و النعم التي تزخر بها الأرض، هو عنصر العمل. و العمل بطبيعة الحال يعتمد على العامل. لذلك فالدور المهم الذي تلعبه الأذرع القوية و الأيدي الماهرة و الذهن الخلاّق و الذوق الرفيع للعامل في الحياة البشرية ـ فردية كانت أم اجتماعية ـ أمر واضح و عقلائي. و مَن أغفل دور الطبقة العمالية أو أهملها، فهو في واقع الأمر إمّا لا يرى هذا الدور الحقيقي و إمّا يتجاهله. و هذا ينطبق أيضاً على مَن ينظر إلى العامل كآلة أو أداةً إلى جانب أدوات العمل التي يستخدمها. إنّ ذلك هو منطق العقلاء، و هو منطق سليم دون أدنى شك؛ لكن ما يفوقه سموّاً هو منطق الإسلام. فالإسلام يعدّ عملنا هذا، و كفاح العامل من أجل لقمة العيش، عبادة، و يصنّفه ضمن العمل الصالح. و هذا يعني أن موضوع العامل و العمل الذي يقوم به، ليس محصوراً في نطاق الحياة الدنيا، و إنّما جعل الله تبارك و تعالى لهذه الظاهرة ـ ظاهرة العمل ـ منزلة رفيعة في مسيرة الحياة البشرية الخالدة في الدنيا و الآخرة. و قد قال رسولنا الكريم: «هذه يد لا تمسّها النّار». عندما أمسك النبي الكريم يد العامل و قبّلها استغرب الجميع. لكن النبي قال: هذه يد لا تمسّها النار؛ أي يد لا تصل إليها النار. فعندما نؤدي صلاة الليل، و نتلو القرآن، و نتضرّع إلى الله تعالى، فإنّنا في واقع الأمر نبتغي وضع حواجز و حجب بيننا و بين النار. و هذا شأن العمل أيضاً، فعندما نؤدي عملاً، فبعملنا هذا نضع بيننا و بين النار حجباً و حواجز. و هذا أمر كبير و سامٍ جدّاً. و هو مهم للغاية. إنّه يجسّد رؤية الإسلام للعمل.
و لنأتِ الآن إلى المجتمع العمّالي. و سأستعرض لكم كل ما هو متعلّق ببلدنا، و خصوصاً فترة الثورة و النضال. أولاً: كان للعمّال دور مهم في إنجاح نضال الشعب الإيراني. فلو لم تشارك الطبقة العاملة ـ في مجال النفط و غيره من المجالات الأخرى ـ مشاركة فعلية في أحداث الثورة لكان هناك الكثير و الكثير من العقبات التي كان على الثورة الإسلامية مواجهتها. أعقب هذه المرحلة مرحلة الدفاع المقدس. لكن المرحلة التي سبقت مرحلة الدفاع المقدّس شهدت أحداث بدء الثورة ـ التي لم يكن أغلبكم أيها الشباب قد عهدها، أو عهدها لكنّها تلاشت من ذاكرته بسبب النسيان، أمّا نحن فقد عايشنا أحداثها ـ و قد ساهم فیها العمّال و الطبقة العمالية في تلك الفترة مساهمة فعالة. و قد كنت بنفسي متواجداً بین العمّال أيام العشرين و الحادي و العشرین و الثاني و العشرين من بهمن، في أحد المصانع القريبة من العاصمة طهران، و قد شاهدت عن كثب كيف كانت العناصر اليسارية المدفوعة في ذلك الوقت ـ أي الشيوعيون و أذنابهم ـ تؤسس و تعمل لإطلاق ما يسمّى حركة عمّالية لاحتواء الثورة الإسلامية و استبدالها بثورة شيوعية و ماركسية. و كان هذا المشروع قد بدأ يتبلور في طهران، لكنّ الذي حال دون تقدّمه، هم العمّال. طبعاً لم يكن ذلك المصنع يضم سوى عدّة مئات من العمّال، لكنّهم وضعوه ليشكل نقطة انطلاق بالنسبة لهم. و قد ذهبنا إلى هناك و التقينا بالعمّال، فاعتبروا نداء الدين هو النداء المألوف بالنسبة لهم. إنّهم لم يعرفوني ـ فقد كنت طالب علم بسيط ـ لكنّهم سمعوا نداء الدين، و قد بدا لهم نداءً مألوفاً، و سمعوا نداء الإلحاد و استغربوه و بدا لهم نداءً أجنبياً منكراً. و إنْ كان بينكم بعض عمّال ذلك المصنع يصغون إلى حديثي، و یشرحون لكم أحداث تلك الأيام الثلاثة أو الأربعة التي تردّدنا فيها علی ذلك المکان ـ و كنا نمضي ساعات طويلة ـ لكانت تجربة عجيبة و مهمّة للبلد. لقد لعب العمّال دورهم على هذا النحو. بمعنى أنّ من كان يريد استخدام الطبقة العاملة كورقة ضد الإسلام و الجمهورية الإسلامية، قد تلقّى صفعة في وجهه من العمّال أنفسهم. و استمر هذا الموقف طيلة تلك السنوات، و لا يزال إلى يومنا هذا أيضاً. أعقب ذلك مرحلة الدفاع المقدّس التي استمرّت ثمان سنوات و شهدت مشاركة واسعة للعمال فيها. و أخيراً جاءت مشاركتهم في ميدان العمل.
هناك فقرة تضمّنتها أنشودة هؤلاء الإخوة الأعزاء: ((ميدان عملنا، ميدان كفاحنا))، و هذه الجملة صحيحة. فالعامل الإيراني يعمل بشرف و غيرة، و هو يعتبر عمله كفاحه. إنّكم بعملكم تقاتلون من يريد أن يدفع البلد نحو هاوية الانحدار و الركود و الخسائر الاقتصادية. و لتعلم الطبقة العمّالية في أرجاء البلد كافة، إنّ عملكم اليوم ـ العمل الجاد، المبدع، النابع من الذوق الذي يميّز العقل الإيراني الخلاق ـ يمثل قتالاً و كفاحاً. بعملكم هذا تقاتلون الاستكبار العالمي. فليلتفت الجميع لهذه الحقيقة.
إذن، فما جرى في بلدنا و في نظام الجمهورية الإسلامية و ما يجري بحمد الله حالياً أيضاً، أجواء ملؤها الصفاء و الأخوة بين الأطراف العاملة. لا يعني ذلك أن الجميع لا يريد ظلم العامل، و أن كافة الحقول و المجالات لا تنتهك فيها بعض الحقوق، و تلبّى فيها كافة المطاليب، طبعاً، فإنّ مثل هذه الأمور موجودة، لكن ما نقصده هو أن السياسة العامة للنظام، و سياسة القادة و المسؤولين، و التيار العام المهيمن على النظام الإسلامي، يعمل جاداً لتكريس حالة الوئام و الانسجام و التعاون و الحميمة بين أطراف العمل المختلفة، أي بين ربّ العمل، و العامل من جهة، و بين المسؤولين الحكوميين من جهة أخرى. فالأمور التي استعرضها الآن وزير العمل و الشؤون الاجتماعية المحترم العزيز، تعتبر أموراً هامة، تم إنجاز بعضها، فيما يحتاج البعض الآخر إلى الصبر و التأني و الخبرة و السرعة بالقدر الذي يسمح به الموقف. و لا بدّ لطبقتنا العمالية إن شاء الله و بفضله سبحانه أن تتحوّل إلى واحدة من أفضل الطبقات الاجتماعية رفاهية و أكثرها نفعاً.
هذا العام هو عام الجهاد الاقتصادي. و الجهاد الاقتصادي يتناول مسألة حساسية و أساسية تتصل بإدارة البلد؛ ذلك أنّ العدو قد ركّز اليوم على الجانب الاقتصادي لمحاربة الإسلام و الجمهورية الإسلامية. و لا يعني ذلك أنّه أغفل الجوانب الأخرى؛ كلا، فالعدو يعمل كل ما بوسعه لمواصلة نشاطاته العدوانية ضد الجمهورية الإسلامية مستهدفاً بذلك الجانب الثقافي و الأمني و السياسي و سائر الجوانب الأخرى ـ أمّا كونه سيهزم، فهذا بحث آخر، لكنّه على كل حال يواصل مساعيه العدوانية ـ لكن الجانب الأكثر استهدافاً في الوقت الحاضر و الذي تتمركز عليه المساعي العدوانية هو الجانب الاقتصادي. فمن أجل عزل الشعب عن النظام و إيجاد شرخ بينهما يحاول العدو زعزعة الوضع الاقتصادي عبر إيجاد المشاكل و افتعال الأزمات في هذا الجانب. من هنا يصبح الجهاد الاقتصادي واجباً إلزامياً؛ أي الكفاح و القتال الذي أشرنا له، لكن في إطار جهادي، بكل ما أوتينا من قوة، بكل وجودنا، و بإخلاص، و بفهم و بصيرة و دراية بما نفعل. و هذا هو المراد من عام الجهاد الاقتصادي. فإذا تمكنت كافة القطاعات الاقتصادية في البلد، عامة كانت أو خاصة، بتوفيق الله سبحانه من الالتزام و التمسك بهذا الجهاد، سيكون لدينا طفرة نوعية يساهم فيها كافة أطياف الشعب.
إنّ وصيتي للطبقة العمالية هي الإتقان في العمل. و هناك حديث نبوي شريف يوصي بذلك و قد قرأته مرات عديدة: ((رحم الله امرءاً عمل عملاً فأتقنه)).
علينا أن نخطو خطوات جادّة تضمّن تحوّل البضاعة الإيرانية إلى بضاعة مضمونة الجودة و المتانة، و الأناقة، بضاعة رصينة موثوق فيها من قبل المستهلك الإيراني و الأجنبي. و هذا الأمر كما يتطلّب تظافر جهود و همم أرباب العمل و العمّال و ذوي الشأن، يتوقف على جملة مقدّمات أيضاً. فقد يكون تطوير المهارات اللازمة، و الدورات التدريبية و التطويرية مهم ـ و التي تقع على عاتق القطاع العام و المشترك ـ لكن لا بدّ أن يكون الهدف هو هذا. فالعامل الإيراني عندما يضع لمساته و يستخدم ذوقه و مهاراته، سيكون لدينا منتج جميل رائع.
و لطالما كان المزج بين الفن الرفيع و العمل الدقيق الذي يميّز البضاعة و المنتج و الأعمال الفنية الإيرانية مشهوداً و ملموساً لدى الجميع في الماضي و الحاضر. فعندما يتدخّل الذوق و الفن الإيراني ـ أي إبداع، و ذوق، و فن و مهارة العامل الإيراني ـ يتحوّل العمل إلى قطعة فنية رائعة. و لحسن الحظ فهناك الكثير من المنتجات التي يتم إنتاجها في البلد تتفوق على نظيراتها الأجنبية، و هناك ما يفوق الأجنبي بمرات عديدة؛ فهو أجمل، و أمتن، و أروع، و هذا الأمر يجب تعميمه ليشمل كافة المنتجات، من مواد غذائية و ألبسة و مواد منزلية، و أثاث و ديكور و غير ذلك، فعلينا التركيز على هذا الأمر، و نحن قادرون على ذلك. فالطبقة العمالية، و المصممون و المهندسون، و المستثمرون، و أصحاب الحرف اليدوية و الآلية، بإمكانهم فعل ذلك. علينا أن نستفرغ هممنا في إيجاد منتوج يتمتع بجودة و متانة عالية و يكون جميلاً في الوقت نفسه. و هذا لا بدّ أن يكون عملاً شاملاً.
الملاحظة الأخرى التي أتوجه بها إلى الشعب كافة، تتعلّق باستهلاك المنتوج المحلي. فمن الآفات الاجتماعية التي تعود جذورها إلى عهد الطاغوت و تعتبر من مخلفات سنوات الظلام، هي الرغبة في اقتناء البضاعة الأجنبية. ففي مرحلة من المراحل لم يكن لدينا إنتاج محلي، أو كان لكنه لم يكن قابلاً للاستهلاك، لكنّ اليوم قد اختلف الوضع؛ فالبضاعة المحلية أصبحت بضاعة مرغوبة و جيّدة. و هناك أيضاً مَن يتفاخر بوجود علامة أو ماركة أجنبية على ألبسته، أو أواني طعامه، و هذا مرض بحد ذاته؛ مرض لا بدّ من علاجه. فسلوك كهذا يعكس تجاهلاً لكوننا نعيش في هذا البلد و نأكل من خيراته التي أنعم الباري تعالى بها علينا. و هذا يعني أنّ الأموال و الدخل الذي نحصل عليه و يردنا من هذا البلد، نفرغه في جيب الأجنبي، و في الوقت ذاته نضرّ بالعامل المحلي. و هذا معناه أنّنا نتجاهل الحاجة المحلية، نتجاهل جهود العامل المحلّي الذي يكدّ و يتعب و ينتج، و نقبل على العامل الأجنبي. و هذه عادة سيئة للغاية.
إنّ أحد أوجه الجهاد، و نحن في عام الجهاد الاقتصادي، أن يقبل الشعب على البضاعة المحلية. طبعاً في قبال ذلك، لا بدّ لهذه البضاعة أيضاً أن تكون مقنعة، لا بدّ لجودتها و إتقانها أن يقنع المستهلك؛ و هذان الأمران لا بدّ أن يسيرا بشكل متوازٍ، و هذا أمر واجب و ملزم.
طبعاً، في عام الجهاد الاقتصادي هناك أيضاً قضايا أخرى لا بدّ للمسؤولين و المتصدّين من متابعتها بهمّة و عزم إن شاء الله. كموضوع البطالة و هو موضوع هام جداً؛ و موضوع تطوير الخبرات و هو مهم أيضاً؛ و موضوع البنى التحتية الاقتصادية في سائر أرجاء البلد، طبعاً هناك أشخاص أكفاء ذوو خبرة و اختصاص جلسوا و ناقشوا و درسوا و حدّدوا هذه البنى، لكن يبقى أمر متابعتها و هو موضوع لا يقل أهمية عن سابقيه. يضاف إلى ذلك مواضيع التصنيع، و الزراعة، و غيرها من المواضيع المهمة للغاية. فكل تلك تعتبر مواضيع أساسية، و المباشرة بأيّ منها ضرب من الجهاد في سبيل الله.
و ما يلاحظه المرء أنّ التوفيق و العناية الإلهيتين بهذا البلد و بهذا الشعب قد مكّناهما و سيمكّنانهما في المستقبل من تذليل العقبات التي تقف في طريقه واحدة تلو الأخرى، و يضمنان لهما الاستمرار في التقدّم. التقدّم الذي يعبّر عن مصير هذا الشعب. أمّا المساعي العدوانية لأعداء الشعب الإيراني، فهي ستنعكس سلبياً عليهم، و ستؤذيهم، و ستعرضهم أكثر من غيرهم للغضب الإلهي و لخسران الدنيا و الآخرة؛ و لن يحرزوا شيئاً.
إنّ الأجهزة الاستكبارية اليوم، الأجهزة القمعية الظالمة، الأجهزة التي تنتهك حقوق الإنسان، الأجهزة التي افتضحت أمام الرأي العام العالمي، قد اصطفت و تحالفت جميعها ضد الجمهورية الإسلامية، أملاً منها في استهداف رمز العظمة و الشرف الإسلامي و الإنساني، و يمنعوا تحوّله إلی ملهم للآخرين. إنّهم يكرّسون كل جهودهم و قواهم لذلك الغرض، لكن النتيجة ستكون فشل جميع الجهود في إحراز أي نفع أو تقدّم بالنسبة لهم. لقد أرادوا أن يعزلوا الشعب الإيراني، لكنّ ما حصل هو عكس ذلك. فكم تردّدوا على هذه المنطقة ذهاباً و إياباً، و كم جلسوا، و كم نسقوا مع عناصر فاسدة في هذه المنطقة، عسى أن يتمكنوا من عزل إيران. لكن الله سبحانه و تعالى قد أجرى الأمور على نحو بحيث أصبح الشعب الإيراني و نظام الجمهورية الإسلامية في هذه المنطقة، مع وجود الثورات الشعبية الصاخبة و العظيمة التي شهدتها هذه البلدان، محطاً لأنظار الشعوب، و أضحى اسم إيران يتردد على كل لسان أكثر من ذي قبل، بكل احترام و اهتمام، بالضبط عكس ما أرادوا لها أن تكون.
لقد سعت الحكومة الأمريكية التي تعدّ أحد أكثر الحكومات إدانة و أكثرها انتهاكاً لحقوق الإنسان، لعزل الجمهورية الإسلامية. و قد ألقى الرئيس الأمريكي العام الماضي كلمة في القاهرة وجّهها للعالم الإسلامي، و قد اعتقد أن كلمته المنمّقة والمعسولة ستستقطب و تستميل القلوب و تعيد لأمريكا ماء وجهها الذي فقدته في هذا المنطقة. لكن ماذا كانت النتيجة؟ النتيجة هي أنّ أكثر دولة تعدّ مرفوضةً لدى شعوب المنطقة اليوم هي الولايات المتحدة الأمريكية.
إنّ طبيعة العمل هي هكذا. فإنّ الشعب عندما يبتدأ مسيرته باسم الله، و بذكر الله، و لأجل الله، و في سبيل الله، و نحو أهداف و غايات إلهية، فإنّ يد العون الإلهي سوف تمتد إليه. و هذا هو حال شعبنا اليوم و لله الحمد. فمسؤولونا، و شعبنا، و حكومتنا، الجميع يعمل و يسعى و يكد. فالعمل في هذا البلد متواصل باتجاه تحقيق الأهداف الإلهية، لذلك يد العون الإلهي ممتدّة و مستمرة.
و في مقابل ذلك، هناك مَن يتعرّض لعباد الله، و يصدّ عن سبيل الله، و يحول دون تحقيق الأهداف الإلهية. مصير هؤلاء مصير سیئ و نهايتهم محتومة. و قد يكون لهم جولات لأيام قلائل. فـ ((للباطل جولة))، لكنّها جولات عقيمة لا طائل من ورائها. و نتيجتها ما يشاهده المناوئون و الأعداء و المستكبرون اليوم بأعينهم. و بحول الله و قوته، فإنّ غد المنطقة هذه أفضل من يومها بكثير، و سيضاعف الله سبحانه فضله إن شاء الله على هذه الشعوب ببركة همتها و عزمها و حركتها في سبيل الإسلام.
و علينا أن نسأله سبحانه التوفيق في مواصلة المسير على هذه الجادة و أن یمدّ لنا ید العون للثبات على هذه النية، و على هذا الطريق، و هذا الإخلاص في الاستمرار بمسيرتنا. و لا يحرمنا إن شاء الله من ألطاف المولى بقية الله (أرواحنا فداه) و دعائه و خيره. راجياً أن يتغمّد سبحانه أرواح شهدائنا الأعزاء، و شهداء الطبقة العاملة في كافة أرجاء البلد بلطفه و رحمته، و يحشرهم جميعاً و إمامنا الراحل الكبير مع أوليائهم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.