بسم الله الرحمن الرحیم

أرحب السادة المحترمین الخبراء الکرام الأجلاء فی نظام الجمهوریة الإسلامیة. و أشکرهم علی ما أدلوا به من أفکار و کلمات فی هذا الاجتماع، و الدالة علی حساسیتهم تجاه قضایا البلاد و أحداثها، و شعورهم بالمسؤولیة حیال مستقبل البلاد. أسأل الله تعالی أن یوفقکم، و أن یعیننا جمیعاً لنستطیع بذل جهودنا و مساعینا لإنجاز واجباتنا التی نتحملها علی عاتقنا و بنوایا خالصة. تأثیر هذه الجهود رهن بمشیئة الله، و قبولها منوط بکرمه و لطفه، لکن علی کل واحد منا فی أی موقع کان أن یبذل کل جهده و یعقد عزیمته و همته للتقدم بالأمور إلی الأمام.

أری لزاماً علی قبل أن أدلی بالنقاط التی سجلتها أن أقدم الشکر و التقدیر و الإکبار لشعبنا العزیز لتواجده فی هذه الانتخابات فی الوقت المناسب، و مشارکته ذات التأثیر البالغ فیها. الحق أن شعبنا لم یدخر أی جهد، و قام بالأمر علی أتمّ وجه، و أخذ إلی ساحة مجابهة المعارضین و أعداء البلاد و الشعب کل قواه و قدراته الناجمة عن إیمانه و بصیرته. کل من یعلم حجم المساعی التی بذلها الأعداء طوال هذه الشهور الماضیة من أجل التقلیل من أهمیة یوم الثانی عشر من إسفند و تبدیده.. کل من یعلم کم أنفقوا من الأموال و کم استخدموا و وظفوا من الطاقات، و کم خططوا، و کم نحتوا من الجمل و العبارات فی غرف عملیاتهم لنقلها إلی أذهان الناس من أجل التأثیر فی أداء الجماهیر، سیدرک کم هو عظیم ما قام به الشعب، و کم کان تحرکه هائلاً و ضخماً.

أولاً یجب أن یشکر الإنسان الله، لأن الأمر منه و له و ناجم عن إرادته و رحمته و فضله. ثم یجب أن یتقدم بالشکر من الأعماق للشعب، لأن تلک الرحمة الإلهیة لا تمنح لأحد و لشعب و لأمة و لبلد من دون سبب. نقرأ فی الدعاء: «اللهم إنی أسألک موجبات رحمتک». یجب أن نوفر موجبات رحمة الله، و عندها ستفیض أمطار و سیول رحمة الله و فضله علی رؤوسنا. لقد وفر شعبنا موجبات الرحمة الإلهیة. تواجد شعبنا فی الساحة و وقوفهم مقابل هجمات الأعداء و بصیرتهم، هذه کلها موجبات الرحمة الإلهیة. و توفیق توفیر هذه الموجبات هو أیضاً بید الله تعالی. نشکر الله تعالی و نمرّغ أمامه جباه الشکر و الحمد فی التراب، کما نشکر من کل وجودنا شعبنا العزیز و نتمنی أن یمنّ الله علیه بالثواب الکافی و الکامل.

القضیة التی أروم ذکرها تتعلق بالانتخابات. لیست الانتخابات حادثة عابرة بل هی حدث مؤثر، لذلک ینبغی التأمل فیها. أولاً الانتخابات رکن مهم من أرکان النظام. نظام الدیمقراطیة الدینیة یعتمد علی الانتخابات. من دون الانتخابات لن تکون هناک دیمقراطیة و حکومة شعب. معیار الاعتماد علی الشعب.. المعیار المشهود و المحسوس و الممکن القیاس هو هذه الانتخابات. و علیه، کل من یؤمن بالنظام الإسلامی و کل صادق فی هذا الإیمان یعتبر المشارکة فی الانتخابات واجبه، حتی لو کانت له اعتراضاته علی شیء ما أو علی نفس هذه الانتخابات أو علی جانب من جوانبها، لکنه رغم اعتراضه یشارک فی ساحة الانتخابات.. هذا واجب. و علیه فإن کل الذین خاضوا غمار هذه الساحة فی کل أنحاء البلاد إنما عملوا بهذا الواجب و أدّوا هذه الوظیفة، و عبّروا عن فهمهم الصحیح. و هذا الفهم الصحیح یدل علی أن قضیة الانتخابات رکن من أرکان النظام. لا نستطیع أن نغض الطرف عن هذه القضیة لمجرد أن لدینا اعتراضاتنا علی زید و عمرو، أو علی هذا الشیء و ذاک. هذه الاعتراضات لا تمنع من المشارکة فی الانتخابات. هذه نقطة أساسیة و أصلیة.

من الآثار التی کانت للانتخابات - و غالباً ما یکون للانتخابات هذا التأثیر - هو تبدیدها للأوهام. الانتخابات أشبه بسیل موقظ و عامل علی التوعیة و الصحوة للذین یسبحون فی أوهامهم و أخیلتهم، و من لهم أوهامهم و أخیلتهم التی یغرقون و یتخبطون فیها بخصوص مستقبل النظام و أساس النظام و الشعب و البلاد و الأعداء. الانتخابات تخرجهم من هذه الأوهام، و تضع الحقیقة نصب أعینهم.

سمعنا قبل یومین أن رئیس جمهوریة أمریکا قال إننا لا نفکر بالحرب مع إیران. طیّب، هذا شیء جید، و هو کلام عقلائی و خروج من الأوهام. و قال إلی جانب ذلک إننا سوف نخضع الشعب الإیرانی عن طریق الحظر الاقتصادی - نقلاً بالمضمون - و هذه أوهام. ذلک الخروج عن الأوهام فی القسم الأول کان جیداً، لکن البقاء فی الأوهام فی القسم الثانی سوف یوجّه لهم ضربة. حینما تکون حسابات المرء علی أساس الأوهام و لیس علی أساس الواقع، فمن الواضح أنه سینهزم فی مخططاته و برامجه التی یقوم بها توکّؤاً علی هذه الحسابات.

منذ سنة و هم یفرضون کما یسمونه الحظر الشالّ و ما إلی ذلک - و الحظر طبعاً مفروض علینا منذ ثلاثة و ثلاثین سنة - و قالوا إن الهدف من الحظر فصل الشعب عن النظام الإسلامی، لکنهم شاهدوا أن الشعب جاء و حضر و صوّت للنظام الإسلامی. مهما کان المرشح الذی منحته الجماهیر أصواتها فإن المجیئ عند صنادیق الاقتراع هو تصویت للنظام الإسلامی. هذا ما أثبته الشعب. لقد قلنا إن الانتخابات صفعة، و هذه الصفعة لها أنواع و صنوف، و من أنواع الصفعات الصفعة الموقظة الباعثة علی وعی الإنسان علی نفسه. و إذن، فانتخاباتنا هذه کان لها خصوصیة الصفعة.

النقطة الثانیة التی ذکرت علی عجل هی أن الانتخابات مؤشر و دلیل ثقة الشعب بالنظام. بعد انتخابات سنة 88 الکثیرة الضجیج و الصخب، راح البعض یخمّن أن ثقة الشعب بالنظام قد زالت، و لن یعود الناس یحضرون عند صنادیق الاقتراع. و کانت هذه الانتخابات رداً حاسماً و واضحاً علی هذا التصور الخاطئ و الاستنتاج المغلوط و التحلیل الخطأ. لقد خطّأ الشعب هذه التحلیلات، و أثبتوا أنهم ملتزمون بالنظام الإسلامی و یثقون به و یستجیبون لندائه - حین یقول إننی وضعت صنادیق اقتراع فهبّوا للإدلاء بأصواتکم فیها و المشارکة فی تنظیم البرامج و الأمور - و یتواجدون فی ساحة الانتخابات. و کما قلنا فإن کل صوت هو فی الواقع صوت لنظام الجمهوریة الإسلامیة. هذه الأکثریة الأکیدة التی تواجدت فی الساحة من أعلی الأرقام و النسب فی الانتخابات التی أقمناها طوال هذه الأعوام الثلاثة و الثلاثین. بعد مضی ثلاثة و ثلاثین عاماً یتواجد الشعب فی الساحة علی هذا النحو.. هذا دلیل ثقة تامة.

النقطة الأخری التی یلاحظها المرء فی هذه الانتخابات و کانت مشهودة هی البصیرة و التفکیر المتسامی لجماهیر الشعب. خاض الشعب ساحة الانتخابات و أدلی بأصواته علی أساس تحلیلات، فقد کانت له تحلیلاته. کنتم ترون أنه من الشاب الذی یقترع لأول مرة إلی ذلک الرجل و المرأة المسنین حینما یسألون لماذا تقترع کانوا یجیبون بتحلیل معین و یقدمون أدلة و أسباباً، و لم یکن الأمر مجرد انتخابات یجب أن نشارک فیها، لا، کانوا یذکرون لماذا نرید أن نقترع.. لأن أعداءنا یکمنون لنا، و لأن الذئاب الجائعة فی کمائنها، و سوف أشرح فی کلمة أخری إن شاء الله کیف أن الأعداء فی الکمائن للابتلاع و التمزیق ظناً منهم أن هذا حمل یمکن تمزیقه و افتراسه، و لا یعلمون أنه أسد و لا یمکن الاقتراب منه. شاهد الشعب هذه الجبهة، و شاهد الأعداءَ، و شاهدوا ما یستهدفه العدو و الجبهة المعاندة، لذلک جاءوا لساحة الانتخابات ببصییرة و تحلیل، و هذا شیء علی جانب کبیر من الأهمیة.

النقطة الأخری المترتبة علی هذه الانتخابات هی أن مجلس الشوری المنبثق عن هذه الانتخابات یتحمل مسؤولیات جسیمة و ثقیلة. و قد کان الحال هکذا دوماً. و رؤساء الجمهوریة عندنا و هم منتخبون من قبل الشعب، و أی مسؤول فی أی مستوی ینتخبه الشعب یتحمل ثقل المسؤولیة بمقدار ثقل أعباء الانتخاب. فی مثل هذه الظروف و بهذا الضجیج الذی یثیره الأعداء و مجیئ الشعب إلی الساحة فإن المجلس الذی سیتشکل یتحمل مسؤولیات کبیرة. إننا نقول من الآن للإخوة و الأخوات الذین سیشکلون مجلس الشوری إن شاء الله - الذین تمّ انتخابهم و الذین سوف ینتخبون فی المرحلة الثانیة - إنهم یجب أن یعلموا أیة أعباء ثقیلة یتحملونها علی عاتقهم، و علیهم أن یؤدوا واجباتهم بعقلانیة و تدبیر.

أهمیة البلاد رهن بتنظیم و تشریع قوانین البلاد. إننا بحاجة إلی قوانین تحلّ المشکلات فی کل الأمور و القضایا. علی نواب مجلس الشوری أن یشاهدوا الحقائق و یتعرفوا علی الاحتیاجات، و ینطلقوا من الاحتیاجات و یوفروا بدقة العلاج اللازم لکل ألم و شکوی و یضعوه فی متناول أیدی المسؤولین. القوانین یجب أن تکون حلالة للمشاکل. القانون الذی یسدّ الطریق و یعرقل الأمور، أو الذی لا یکون ممکن التنفیذ، أو القانون الذی یخلق مشاکل کثیرة، أو الذی یکون فیه تناقض، لا فائدة منه. مجرد أن نجلس و نعدّ قانوناً فهذا لا یکفی. یجب أن نعلم أن القانون ینبغی أن یکون حلالاً للمشاکل و مدبراً للأمور.

تشکیل الحکومات أمر تتولاه مجالس الشوری. لیعلموا - فی انتخابهم - من الذی ینتخبونه و لأیة حاجة و لأی غرض و بأیة ممیزات و خصوصیات. لیکونوا دقیقین و لیکونوا فی نفس الوقت منصفین. لا نوصی بالدقة إذا کانت هذه الدقة و التفحّص الشدید یؤدی أحیاناً إلی مجانبة الإنصاف. لیکونوا دقیقین إلی جانب مراعاة الإنصاف. لیسیروا و یعملوا بطریقة واعیة ذکیة إلی جانب الإخلاص. الحق أن أساس القضیة هو الإخلاص. أشار سماحة الشیخ مهدوی فی کلمته إلی أن نفوذ کلمة الإمام الخمینی و نجاح ما صممه کان بسبب إخلاصه. و هذا هو الواقع. کان رجلاً مخلصاً، و کان کل وجوده من رأسه إلی أخمص قدمیه أخلاصاً. إذا کنا مخلصین نجحنا فی مهامنا و أعمالنا و تقدمنا إلی الأمام. الشیء الضروری للمسؤولین فی السلطة التشریعیة و فی السلطة القضائیة و فی مناصب رجال الدین و فی المناصب العسکریة - و فی مختلف المناصب - هو أن نعرف الواجب و نقوم بأعمالنا من أجل أداء الواجب، و لا نأخذ شیئاً آخر بنظر الاعتبار.

و بالطبع فلابد أن أنوّه هنا و أقدم الشکر للقائمین علی أمر الانتخابات. أشار سماحة الشیخ یزدی بتقدیم الشکر لمجلس صیانة الدستور. و هذا هو الواقع و الحق. حینما یشاهد المرء عن کثب حجم العمل و دقته و صعوبته یکرّم هؤلاء الأشخاص و یجلهم فی قلبه. کنت أقول لسماحة الشیخ جنتی و بعض السادة إننی کلما تذکرت العمل الذی تقومون به أکرّمکم فی قلبی. و قد دعوت الله مراراً و تکراراً بأن یعینهم و یقوّیهم و یزید فی قدراتهم، و کذلک الحکومة و وزارة الداخلیة، و المسؤولون عن الأمن و الحراسة الذین استطاعوا تأمین الأمن للانتخابات، و کذلک المسؤولون عن الإعلام و فی الإذاعة و التلفزیون و سواهم. لقد قام هؤلاء بأعمال کبیرة و ممیزة حقاً، و استطاعوا إنجاز هذه المسؤولیة الکبیرة و العمل الکبیر و المشروع الجسیم و المهم و الحیوی جداً علی أفضل وجه. هذا هو نموذجنا.. نموذج الدیمقراطیة الدینیة.

فی الدیمقراطیة الإسلامیة یمثل الإسلام روح المسألة و لبابها و مادتها الأصلیة. یجب عدم تخطی هذا الشیء علی الإطلاق، و لا یوجد أی تجاوز لهذه الحدود و لن یوجد بعد الیوم أیضاً إن شاء الله. معیارنا فی سنّ القوانین و فی اختیار الأفراد هو الإسلام. شکل العمل و قالبه و أسلوب الإدارة هو الدیمقراطیة. أی إن الشعب هو الذی ینزل إلی الساحة و هو شعب مؤمن بالإسلام من أعمق أعماقه، حتی لو کان البعض یظنون من بعض الظواهر لدی فریق من الناس أنهم غیر ملتزمین بالإسلام و النظام الإسلامی، لکنهم فی الواقع ملتزمون و یحبون الإسلام.

و قد أثبتت تجربة هذه الأعوام الثلاثة و الثلاثین أن بوسع الإسلام منح البلد العزة و منح الشعب الشموخ، و بمقدوره رسم أهداف جیدة، و بمستطاعه تمهید الأرضیة و السبل لهذه الأهداف، و باستطاعته إطلاق حرکة علمیة، و إیجاد حراک تقنی و صناعی، و بمستطاعه إطلاق حرکة تقوی و أخلاق، و بوسعه رفع رأس أصحابه أمام الشعوب الأخری. هذه أحداث وقعت فی بلادنا. هذه أعمال کبیرة أنجزت فی هذا البلد بفضل الإسلام. لا یزال الإسلام اللباب و المحتوی و المادة الأصلیة لحرکة نظامنا. و الشکل هو شکل الدیمقراطیة. إنهما لیسا منفصلین عن بعضهما. أی إن هذه الدیمقراطیة تنبع بدورها من الإسلام.

من الخطأ القول إننا أخذنا الدیمقراطیة من الغربیین. الصورة الظاهریة واحدة. لکن دیمقراطیتنا لها جذورها فی معرفة دینیة أخری و رؤیة کونیة أخری غیر التی یتحدثون عنها. إننا نری للإنسان کرامة و نری قیمة لرأیه و صوته، و نعتقد أن مشارکة الناس وسیلة لتحقیق الأهداف الإلهیة التی لا یمکن تحقیقها من دون هذه الوسیلة.

الغربیون یعملون بطریقة أخری. طبعاً لدینا نحن أطر و لدیهم هم أطر. أطرهم ظالمة. فی بلد من البلدان یعترض شخص علی أسطورة الهولوکاست و یقول إننی أرفضها فیسجنونه و یدینونه بسبب إنکاره هذا الذی یتوهمونه حدثاً تاریخیاً ! و حتی لو لم یکن وهماً بل واقعاً.. لا بأس، و هل هی جریمة إنکار حدث تاریخی واقعی؟ إذا لم یکن الأمر قد اتضح و ثبت لشخص فأنکره أو شکک فیه فإنهم یلقون به فی السجن ! هذه هی الحالة الیوم فی البلدان التی تزعم التحضر فی أوربا.. إذا اعترض شخص أو شکک أو لم یوافق فإن المحاکم تدینه. ثم یوجهون الإهانات بصراحة للرسول الأعظم (ص) هذا الإنسان الکبیر علی طول التاریخ، و هذه طبعاً إهانة لمقدسات ملیار و نصف الملیار مسلم، و لیس من حق أحد الاعتراض علی ذلک و مسآلتهم لماذا تفعلون هذا ! لاحظوا أیة أطر خاطئة و فاضحة هذه. هذه هی أطرهم. إذا ظهرت أمرأة بالحجاب هناک - فی الجامعة أو مکان العمل - فهذه جریمة ! هذا بالتالی إطار، لکنه إطار مغلوط و أعوج و خلاف الفطرة الإنسانیة و علی الضد من الفهم الإنسانی الصحیح. أطرنا أطر إلهیة.. إننا نعارض الفساد و نعارض الفحشاء و نعارض مختلف صنوف الانحرافات البشریة حسب ما علمتنا إیاه الشریعة و الدین. نعتقد أنه یجب الوقوف بوجه هذه الانحرافات، و استلهام سبل الحیاة من الإسلام و القرآن و الإلهام و الوحی الإلهیین. هذا هو إطارنا. و هذه هی الدیمقراطیة الدینیة. هذا هو نموذجنا.

و الشعوب الإسلامیة إذا أرادت أن تعلم ما الذی تقوله و تنادی به الجمهوریة الإسلامیة فلیعلموا أن ما ننادی به هو: إننا لن نصرف النظر عن الإسلام، و نری الأحکام و الشریعة الإلهیة و هی الشریعة الإسلامیة واجبة الاتباع فی کل أمور الحیاة و شؤونها. و جهودنا و مساعینا تنصب علی الوصول إلی هذه الغایة. و إطارنا و قالبنا للدخول إلی هذه الساحة هو الدیمقراطیة الدینیة. یجب أن یشارک الناس فی الانتخاب. الناس هم الذین یجب أن یعینوا المقنن الذی سوف یضع القوانین علی هذا الأساس. و المنفذ أیضاً یجب أن یختاره الناس. کل شیء باختیار الناس و مشارکتهم و عزتهم و کرامتهم.

أتمنی أن یوفقنا الله تعالی لأن نواصل هذا الدرب بشکل صحیح، و نصون أنفسنا من الانحرافات، و نستطیع أن نصل إن شاء الله إلی تلک الأهداف السامیة، و نکون ممن تشملهم الأدعیة الزاکیة لإمامنا المهدی المنتظر (أرواحنا فداه).

و السلام علیکم و رحمة الله و برکاته.