بسم الله الرحمن الرحيم (1)

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله الطاهرين، سيما بقية الله في الأرضين. قال الله الحكيم في كتابه: «هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم و لله جنود السماوات و الأرض و كان الله عليماً حكيماً». (2)
أرحب بالإخوة الأعزاء السادة المحترمين، و أتقدم بالشكر لتلطفكم و تنويركم و تعطيركم محل عملنا بحضوركم. أهمية المجلس و أعضاء المجلس بشكل يشعر معه الإنسان حقاً بأن تواجدكم و حضوركم في أي مكان مبعث خير و بركة إن شاء الله. يمكن لمجلس الخبراء أن يكون المظهر التام و الكامل لنزول السكينة، لإن نزول السكينة هذا من علامات الإيمان: «هُوَ الَّذي اَنزَلَ السَّكينَةَ في قُلوبِ المُؤمِنينَ لِيزدادوا ايمانًا مَعَ ايمانِهِم». هذه السكينة الإلهية سبب في ازدياد الإيمان، و عامل على تقوية الإيمان. و معنى السكينة هو الاستقرار و الهدوء مقابل التلاطم و الاضطراب. الأحداث المختلفة و الأخبار المتنوعة و العداوات و الأوضاع المتعددة تخلق بشكل طبيعي تلاطماً في روح الإنسان. و هذه الطمأنينة في كثير من الأحيان تبعث على الاستقرار الفكري و الذهني و الاستقامة على الدرب. الله تعالى يعطي هذه السكينة و الهدوء للمؤمنين ببركة إيمانهم، و يمنحهم الثقة و راحة البال، «وَ للهِ‌ جُنودُ السَّمٰوٰتِ وَ الاَرض». من ماذا يخشى الإنسان؟ كل قوى الأرض و السماء و كل سنن الطبيعة هي جنود و ملك لله. إذا كنا مؤمنين، و إذا كنا عبيداً لله، فإن هذه القوى ستعمل لخدمة المؤمنين. هذه هي السكينة التي يكتسبها الإنسان. ثم في آية أو آيتين لاحقتين يقول: «وَ للهِ‌ جُنودُ السَّمٰوٰتِ وَ الاَرضِ وَ كانَ اللهُ عَزيزًا حَكيمًا» (3). هذه العزة و القدرة الإلهية علامة هذه الحقيقة القائلة «للهِ‌ جُنودُ السَّمٰوٰتِ وَ الاَرض». يسير المؤمنون و يعيشون و يتنفسون في مثل هذا العالم و المناخ. مجلس خبراء القيادة من المواطن التي يمكنها أن تكون مصدر و مبعث مثل هذه السكينة.
يحصل في هذا المجلس انتخابان مهمان: الأول قيام الناس بانتخاب معتمديهم، و أهم عمل يقوم به هؤلاء المعتمدون هو الانتخاب الذي سيقومون به لاحقاً. و الانتخاب الثاني هو انتخاب القيادة. يوجد هنا انتخابان، بمعنى أن مجلس الخبراء مظهر مشاركة الشعب و الحالة الشعبية و تدخل أصوات الناس و أذواقهم. و ليس لدينا أي مؤسسة أخرى على هذا الشكل يحصل في داخلها انتخابان يدلان على الإرادات و النوايا المستقلة. الانتخاب الثاني هو انتخاب القيادة. و الفارق مع سائر الانتخابات الجماعية هو أن المعيار و الملاك هنا هو الفقه، أي القيم الإسلامية. إذن، انتخابهم انتخاب لسيادة القيم الإسلامية، و لتطبيق الأحكام الإسلامية، و لتحقيق الإسلام في واقع الحياة. لم تأت الأديان الإلهية لتبقى في الأذهان فقط، بل يجب أن تتحقق في واقع الحياة. طيب، هذا يحتاج لأدوات و وسائل، و الأداة هنا هي مجلس الخبراء الذي يضمن عن هذا الطريق سيادة القيم الإلهية و تطبيق أحكام الله و سيادة دين الله و سيادة الإسلام. كما أن هذا المجلس تجسيد لأصوات الشعب و الديمقراطية الدينية أو الديمقراطية الإسلامية، أي إن تجسيد الديمقراطية الإسلامية بشكلها الكامل التام هو في الواقع هذا المجلس. هنا تكمن أهمية المجلس. عندما يتشكل هذا المجلس و يعبر عن جهوزيته و استقلاله الفكري و وعيه فهذا ما سيبعث السكينة و الطمأنينة في قلوب المؤمنين. و الواقع أن هذه السكينة تنتشر و تعمّ من هذا المجلس في عموم المجتمع. و عليه فالمهم هو التدقيق اللازم في مراحل كلا الانتخابين، في انتخاب الشعب للخبراء، و في انتخاب الخبراء للقائد، ينبغي مراعاة التدقيقات اللازمة و الاستقلال الفكري بشكل كامل. و لدينا في باب الانتخابات نقاط سنذكرها لاحقاً، و لا نروم الخوض هنا في ذلك الموضوع.
مجلس الخبراء يجب أن يتصف بالاستقلال الفكري، و سوف أذكر على أي أساس يقوم هذا الاستقلال الفكري. المهم أن لا يكون أسيراً للكليشات المفروضة من قبل نظام الهيمنة. هناك أفكار و مفاهيم تبث من قبل إعلام نظام الهيمنة الواسع ليل نهار في كل العالم، و من أهم الأمور أن لا نقع أسرى في هذا الشراك. و هذه التوصية ليست فقط لمجلس الخبراء، بل هي توصية لكل مسؤولي البلاد و لكل أركان النظام، بل هي توصية لكل المتخصصين - المتخصصين السياسيين و الاجتماعيين و الدينيين - بأن يحذروا: «وَ اِن تُطِع اَكثَرَ مَن فِي الاَرضِ يضِلّوك عَن سَبيلِ الله» (4)، ليعلموا هذا. ليس الأمر بحيث أنهم إذا ركزوا بحجم هائل من الإعلام على موضوع بعينه و شددوا عليه و كرروه و ذكروه بأساليب و لغات مختلفة، فسنكون مضطرين نحن أيضاً للسير مع التيار و طرح نفس الشيء و تكراره، لا، نحن لدينا مبانينا الخاصة، و فكرنا الخاص.
يريد الاستكبار أن يفرض كليشاته الخاصة على كل الناس في العالم، على كل واحد من الشعوب، و خصوصاً على المسؤولين و المؤثرين في البلدان، أي الحكومات و نواب المجالس و أصحاب القرار و صناع القرار، و على حد تعبير غرف العمليات و الأفكار، يريدون فرض تلك الكليشات على كل هؤلاء، و إدخالها إلى أذهانهم و أجوائهم الذهنية. يرغبون في أن ينظر الجميع للعالم من زواية نظرهم، و أن يشخّص الجميع و يعرفوا المفاهيم التي يشددون عليها و بنفس المنحى و بنفس نظرتهم. هذا المنحى منحى سلطوي، بهذا المنحى السلطوي الهيمني إما أن يزيفوا بعض المفاهيم أو يحرفوها أو يفسروها، و يريدون أن يفهم الجميع تلك المفاهيم و يستخدموها طبقاً للمعنى الذي يخلعونه هم عليها، و يطرحوها في أدبياتهم. مثلاً الإرهاب مفهوم يستخدمه الاستكبار بمعنى خاص، أو حقوق الإنسان أو الديمقراطية. افترضوا مثلاً أن ستة أشهر من قصف اليمن و هدم البيوت و المدارس و المستشفيات و ما إلى ذلك ليس إرهاباً، و الهجوم المتكرر دائماً على مناطق الفلسطينيين في غزة و غير غزة و قتل مئات بل آلاف الأطفال و النساء و الرجال الأبرياء و البشر المدنيين ليس بإرهاب. أن يقول شعب البحرين ليكن لكل شخص داخل هذا البلد صوت واحد في الاقتراع فهذا لا علاقة له بحقوق الإنسان و هو ليس مطالبة من مطالبات حقوق الإنسان، لكن دفاع القوى المقاومة في فلسطين و لبنان إرهاب. الجماعات التي تقاوم في لبنان أو فلسطين و يقاتلون المحتل و يدافعون عن أرضهم و بيوتهم، هذا اسمه إرهاب!
ما يحصل في البلدان المستبدة في العالم - من حاشية نظام الهيمنة و أمريكا و حلقتها في هذه المنطقة - ليس ضد حقوق الإنسان، و لكن معاقبة مجرم اعترف و يعترف بجريمته، أو مجازاة عامل خلل يعمل على إدمان عشرات أو مئات أو آلاف الأشخاص في بلد من البلدان على المخدرات، هذه ضد حقوق الإنسان! هكذا هم هؤلاء، أي إنهم هم الذين يفسرون المفاهيم، و يريدون للآخرين أن يفهموها بالشكل الذي يفسرونه هم، و أن يتكلموا بأدبياتهم. اغتيال العلماء النوويين ليس إرهاباً - و الحال أن الصهاينة اعترفوا بصراحة تقريباً أن هذا العمل من فعلهم، و اعترفت بعض البلدان الأوربية تقريباً بأنها دعمت هذا العمل - و لا يعدّ من الإرهاب أساساً و لا يحتاج إلى إدانة، و لكن حادثة أصغر من ذلك بكثير تقع في لبنان مثلاً أو مكان آخر، يعقدون لأجلها اجتماعاً في مجلس الأمن! هذه هي نظرتهم للقضايا العالمية، يعبثون بالمفاهيم، و يختلقون مفاهيم، و يطرحون فهماً حول مفهوم معين بشكل استبدادي، و يتوقعون أن يفهم العالم كله بما في ذلك نحن في الجمهورية الإسلامية الأمور حسب فهمهم و نرى الأمور من زاويتهم و نتحدث طبقاً لأدبياتهم، هذا ما يتوقعونه منا، و هذه من العلامات و المظاهر الواضحة للهيمنة و الاستكبار، و الحال أن الثورة الإسلامية نفسها منظومة فكرية.
أهمية هذه الثورة و السبب في أن هذه الثورة أوجدت زلزالاً في العالم، لم يكن بسبب أنها أسقطت حكماً، لا، إنما السبب هو أنها عرضت على العالم منظومة فكرية جديدة، و هذه المنظومة الفكرية تتقدم و تتطور في أكناف العالم. على الرغم من المساعي التي يقومون بها لإخفائها و كتمانها، إلا أن هذه المنظومة الفكرية تتداول من يد ليد و تجتذب الكثير من القلوب في العالم - سواء في العالم الإسلامي أو في خارج العالم الإسلامي بحدود أقل - إليها، القلوب لا تزال منجذبة لهذه المنظومة، و هذه المنظومة الفكرية لا تزال تحتفظ بطراوتها و جدتها.
من الجوانب المهمة في هذه المنظومة الفكرية و التي تتمتع بجاذبية كبيرة، رفض الظلم و الاستكبار و الاستبداد - و الاستبداد يشمل الاستبداد الذي يمارسه الحكام و الحكومات في بلدانهم ضد شعوبهم، و يشمل أيضاً ذلك الاستبداد و الدكتاتورية الذي خلقه نظام الهيمنة على مستوى العالم - هذا جانب و جزء من هذه المنظومة الفكرية. عزة الشعوب و العزة الوطنية و العزة الإسلامية في البلدان المسلمة و استغناء الشعوب عن الاعتماد على الآخرين و التعلق بالقوى الكبرى، هذه من جوانب المنظومة الفكرية الإسلامية. الاستقلال الشامل - و الاستقلال قضية على جانب كبير جداً من الأهمية - الاستقلال الفكري و الاستقلال السياسي و الاستقلال الاقتصادي، و الأهم منها جميعاً الاستقلال الفكري و الذي يمكنه تحقيق باقي صنوف الاستقلال تبعاً له، هذه من الأمور و الجوانب المتفاعلة في النظام الفكري الإسلامي و تلك المنظومة الفكرية الإسلامية، و هذه هي الأشياء الجذابة الطرية التي لا تبلى و لا تخلق، هذه أشياء لا تنتهي.
هذا الشعار المعروف «استقلال، حرية، جمهورية إسلامية» يمثل نوعاً من السير من الخاص إلى العام، أي فيه ذكر للعام و من ثم الخاص. نقول أولاً «استقلال» ثم نقول «حرية». الاستقلال جزء من الحرية، بمعنى أننا إذا لاحظنا الحرية الفردية لكان ذلك وجه واحد من العملة، أما الحرية من هيمنة القوى و القوى الكبرى فهو الوجه الآخر للعملة، و هو أيضاً نوع من الحرية، إذن الاستقلال جزء من الحرية، و الذين يريدون الحرية إذا رفضوا الاستقلال - و للأسف يشاهد المرء أحياناً بعض أشباه المثقفين يرفضون مفهوم الاستقلال و مصاديق الاستقلال بسفسطة منطقية في ظاهرها لكنها في الواقع غير منطقية - فهم في الواقع يرفضون الحرية. الاستقلال جزء لا يتجزأ من الحرية. استقلال بلد من البلدان جزء من مفهوم الحرية، إنه الحرية بمقاييس شعب، هذا هو معنى الاستقلال. و هذه كلها موجودة في الجمهورية الإسلامية، بمعنى أن هناك أيضاً جمهورية إسلامية، فليس الأمر حرية فقط، و لا استقلال فقط، بل يشمل هذه أيضاً و يشمل الكثير من المعارف الأخرى. عندما نشرح هذه الأمور لمتلقينا نجد أنها جذابة و تجتذب القلوب إليها.
نتيجة هذه النظرات الفكرية هي أن يكتسب الشعب ثقة بذاته، و قد اكتسب شعبنا اليوم هذه الثقة بالذات. لقد تنامت هذه الثقة بالذات في بلادنا و الحمد لله يوماً بعد يوم. مع أنهم خلقوا الموانع و العقبات دائماً و وجهوا الضربات دائماً و عرقلوا مسيرة هذا الشعب بمختلف الأساليب و الطرق، لكن الثقة بالذات لحسن الحظ تتنامى في بلادنا يوماً بعد يوم. هناك ثقة بالنفس، و هناك حرية فكرية، و هناك حرية عملية - أي الحرية الفردية لا بمنطق الحرية الفردية الغربية و الأمريكية، فهم ضد الحرية، بل الحرية بالمعنى الحقيقي للكلمة - و هناك أسلوب الحياة الإسلامي، و هناك التجديد، و هناك التكامل و التعاضد، و هناك الاتحاد الوطني. هذه أمور تتحقق بالتوفر على تلك الأفكار في ذهنية المجتمع و في ممارسات المجتمع، و في واقع المجتمع، و هذه كلها خطوات باتجاه القيم الإسلامية. هذه أشياء تعمل على نمو الشعب و رشده. حينما تتوفر في شعب من الشعوب نظرة فكرية مستقلة و ثقة بالنفس الوطنية و إبداع و تجديد و جدّ و جهود و عمل، و حينما تتوفر بين جميع القوى وحدة كلمة و حركة مستمرة فإن هذه الخصوصيات ستعمل على رشد ذلك الشعب و نموّه. و قد شهد شعبنا رشداً و نمواً لحسن الحظ. و قد كان العقبات كثيراً كما ذكرنا.
تصوروا اليوم الذي تكون فيه إيران من حيث التقدم المادي في مستوى البلدان المتقدمة اليوم، من حيث العلم و من حيث التقانة و من حيث إنتاج الثروة. بلد بهذه الخصوصيات: بعلوم متقدمة و بصناعة متطورة و بسكان يبلغ عددهم 150 أو 200 مليون نسمة، و يتمتع بالمعنوية، أي إنه لا يريد الهيمنة على أحد و لا يريد فرض منطق القوة على أحد، و لا يروم فرض رأيه على الآخرين، و يساعد المظلومين، و يقف بوجه تشدقات العتاة في العالم، تصوروا بلداً بهذا الشكل، و لاحظوا كم سيكون هذا ثقيلاً على الاستكبار العالمي! كل المساعي التي تبذل اليوم لمواجهة الجمهورية الإسلامية هي من أجل أن لا يأتي مثل ذلك اليوم، و من أجل أن لا يتحقق للجمهورية الإسلامية مثل هذا المستقبل. بلد متقدم يتمتع بكل مؤشرات التقدم المادي و بالروح المعنوية في الوقت ذاته، و يتحلى بالصفاء المعنوي و يعيش نمط الحياة الإسلامي، و يتحلى بالأخوة و الوحدة الوطنية و التكامل الوطني، و من دون اعتداء و تطاول على الآخرين؛ يريدون أن لا يأتي مثل هذا اليوم على إيران الإسلامية، و كل نشاطاتهم و مساعيهم و مؤامراتهم من أجل هذا الهدف، هذا هو سبب المعركة. المعركة سببها أنه إذا ظهر بلد إسلامي بهذه الخصوصيات، فسوف لن تبقى للاستكبار و الكفر باقية. البلد الذي يستطيع التقدم بهذه الصورة و تأمين الظواهر المادية لنفسه بهذه الطريقة، و يكون في الوقت نفسه معتمداً على الله تعالى، ذاكراً لله، شاكراً لله، عابداً الله، ساجداً لله، و مسلماً خاضعاً حيال أحكام الله، أتعرفون أية جاذبية و مغناطيس سيكون له في العالم، و كيف سيستقطب القلوب؟! يريدون أن لا يحصل هذا الشيء، هذا هو محل الخلاف. إذا كانوا يعارضون تقدمنا العلمي، و إذا كانوا يجابهون تواجدنا السياسي في البلدان - و هم يقولون صراحة إن لإيران نفوذها في المنطقة و البلدان و في الشعوب - و إذا كانوا يمارسون هذه الضغوط الاقتصادية، فكل هذا من أجل عدم حصول ذلك الوضع، و لكي لا يأتي ذلك اليوم.
و نحن على الجهة المقابلة، نحن شعب إيران، و نحن الشباب، و نحن أهل الإبداع و الابتكار، و نحن علماء الدين، و نحن المثقفين الجامعيين، نحن الذين يجب أن نتقدم إلى الأمام في مسيرتنا حول محور تلك المنظومة الفكرية، مقابل تحركاتهم. على الجميع أن يبذلوا مساعيهم و جهودهم و يعملوا، و على الجميع أن يعلموا ما الذي يريده العدو، و يكونوا يقظين فطنين. هذه هي تلك الحساسية التي أريد أن تتوفر لدى كل المسؤولين في البلاد، فيعلموا ما الذي يفعله العدو، و يعلموا ما هو هدف العدو، و لا ننخدع بابتسامة من العدو، أو بمساعدته القصيرة الأمد في قضية معينة أحياناً، أو في مسألة معينة، أو معونة في موضع من المواضع مثلاً، أو مماشاته التي قد يبديها، أو ربما كلمة - و هذا مستبعد جداً - تصدر عن لسانه لصالح الجمهورية الإسلامية، لنعلم ما الذي يريد أن يفعله العدو.
العدو اليوم هو الاستكبار العالمي طبعاً. و الاستكبار العالمي ليس شيئاً وهمياً، بل أمر واقعي و له مصاديق واضحة، و أمريكا أكبر مصاديقه، و من خلف الهيئة الحاكمة في أمريكا هناك الشركات و الكارتلات و الرأسماليون، ناهبو العالم، الصهاينة غالباً، المنتشرون في كل مكان، و الأمر لا يختص بأمريكا، فلهم نفوذهم الكبير في أوربا أيضاً، و كذلك الحال في أماكن أخرى، هذا هو معنى الاستكبار. زجاجة عمر هذا الاستكبار ستنكسر بمثل هذا التحرك الإسلامي الذي ظهر بالثورة الإسلامية و استمر بالجمهورية الإسلامية و باستمرار حركة الجمهورية الإسلامية على خط الثورة، و هي ماضية على هذا النحو في المستقبل أيضاً. يشاهد الإنسان أموراً تبعث فيه التفاؤل و الأمل حقاً. أحياناً يأتوننا بهذه المعارض الخاصة بنماذج التقدم في مختلف المجالات و القطاعات - بعضها يمكن الإعلان عنه فيعلن عنه، و بعضها لا يمكن الإعلان عنه فلا يعلن عنه، لكننا نشاهده عن قرب - الحق أن أيدي هؤلاء الشباب تصنع المعجزات. شباب في مقتبل العمر متحفزون مؤمنون قادرون موهوبون بمعنويات جيدة يقومون بأعمال كبيرة و جيدة بالتوكل على الله و بالصلوات و بأداء الصلاة و التوجه إلى الله و قراءة آيات القرآن؛ و هذه الحالات من التقدم تنتظر الجمهورية الإسلامية إن شاء الله.
قلت إننا بلد بكل هذه الإمكانيات و الثروات. قبل أيام قلتُ في اجتماع مع الإخوة المحترمين في هيئة الحكومة (5) إنهم رفعوا لي تقريراً يقول إننا نستثمر أربعة عشر بالمائة من معادن البلاد - و المعادن الجوفية من أهم مصادر الثروة في بلادنا - و قال وزير الصناعة و المعادن من هناك إن هذا صحيح و هو ما يقوله التقرير. طيب، نحن مثل هذا البلد، و استخدمنا لحد الآن أربعة عشر بالمائة من المصادر الجوفية في بلادنا. الموقع الجغرافي و الإمكانيات الثقافية المتنوعة و عمق و نفوذ الثقافة الإسلامية و معارف أهل البيت في العالم، هذه ليست بالأشياء الصغيرة القليلة، هذه ثروات عظيمة جداً و كلها تحت تصرفنا. إذن، ما نقوله هو إننا كمجلس خبراء و كمسؤولين في البلاد و كشخصيات مؤثرة لها منابرها في الأجواء العامة - سواء في الصحافة أو في مراكز الخطابة و البيان - الذين يستطيعون الكلام و التأثير يجب عليهم شرح هذا المستقبل أكثر ما يمكن، و توجيه القلوب صوب هذا المستقبل، و بث الأمل في القلوب، و إفشاء السكينة و الطمأنينة اللازمة في قلوب المؤمنين حتى نتقدم إلى الأمام، و نحن و الحمد لله في حال تقدم.
هناك قضية أو قضيتان من قضايا الساعة مهمة و جديرة بالانتباه، سأذكرها على نحو الإجمال: المسألة الأولى قضية برجام (6)، و الثانية قضية ما بعد برجام، و اعتقد أن قضية ما بعد برجام أهم من قضية برجام. في خصوص قضية برجام قلنا رأينا و ما يجب أن نقوله خلال هذه الأيام، سواء قبل أن يحصل هذا الاتفاق أو بعد ما حصل. و النقاش الدائر اليوم هو النقاش حول مجلس الشورى الإسلامي، و الوضع الحقوقي و القانوني و ما إلى ذلك مما يجب على المختصين أن يدرسوه ليروا المقتضيات الحقوقية و ما هي اللوازم الحقوقية و القانونية لهذه القضية حتى يجري العمل وفقاً لها، و نحن لا نخوض فيها. لكن ما أقوله بنظرة عامة - و قد قلت هذا للسيد رئيس الجمهورية - هو أننا لا نرى من المصلحة أن نستبعد مجلس الشورى الإسلامي من هذه القضية، لأنها بالتالي قضية بقي البلد لمدة سنتين يهتم بها و وصلت الآن إلى نتائج، لذا ينبغي أن يخوض فيها مجلس الشورى. أما ما الذي يفعله مجلس الشورى؟ فهذا ما لا توصية لديّ بخصوصه أبداً لمجلس الشورى الإسلامي و كيف يجب أن يعمل و يتصرف. أولاً كيف يكون نوع القرار؟ على نحو المصادقة أم الرفض، أم يقررون على نحو آخر؟ هل يرفضون، هل يصادقون؟ ليس لديّ أية توصية. الرأي المتبع هو رأي نواب الشعب في مجلس الشورى، و لا كلام لنا حول ما يفعله المجلس و ما لا يفعله. نعتقد أنه من المناسب على كل حال أن لا نستبعد المجلس و يجب على نواب الشعب أن يتخذوا قراراً.
أما قضايا ما بعد برجام، فنعتقد أن هناك بعض المسائل ينبغي لمسؤولي البلاد - و بالطبع نحن نطرح و قد طرحنا هذه المسائل على إخوتنا الأعزاء الصميميين في الحكومة، و نقولها لاطلاع السادة - الاهتمام بها. أولاً مع أنه تقف في مقابلنا حسب الظاهر ستة حكومات، لكن الواقع هو أن الحكومة النشطة و الفعالة بينها حكومة واحدة هي الحكومة الأمريكية التي نزلت إلى الساحة بشكل كامل في هذه القضية، و راحت تكدّ و تعمل و تتصبب عرقاً و تنشط و تسعى. المسؤولون الأمريكيون يتكلمون بطريقة سيئة جداً، و ينبغي حلّ قضية هذا الكلام، فنحن بالتالي طرف في القضية و الطرف الآخر هم الأمريكان. مرة يقولون إن إطار الحظر سيبقى، إذن لماذا جلسنا هذه المدة و تفاوضنا؟ تفاوضنا من أجل رفع إطار الحظر و رفع الحظر. المقرر أن يحفظ إطار الحظر! و أنا لا أدري الآن ما معنى «أن يحفظ إطار الحظر»؟ قد يفسرون هذا بطريقة معينة لكن ما يفهم من هذا الكلام معارض تماماً لذلك السبب الذي جعلنا نذهب للمفاوضات، و إلّا فلماذا تفاوضنا؟! كنا نواصل عملنا و قد صنعنا تسعة عشر ألف جهاز طرد مركزي، و كان بمقدورنا خلال فترة غير طويلة أن نصل إلى خمسين ألف جهاز طرد مركزي أو ستين ألف جهاز، لم يكن في الأمر أية مشكلة بالنسبة لنا كي نقوم بهذا. كنا ننتج الوقود بنسبة عشرين بالمائة و كان بمستطاعنا أن نواصل ذلك. و كنا نقوم بالبحث العلمي و التنمية و كان بوسعنا أن نواصل ذلك بنفس الشكل و بنفس السرعة، و كذلك باقي الأمور و الأشياء. حين اجتمعنا و تفاوضنا و تنازلنا في بعض الحالات و منحنا بعض الامتيازات، فقد كان ذلك عموماً من أجل رفع الحظر، و إذا تقرر أن لا يرفع الحظر إذن لا تكون هناك معاملة، و لن يكون لهذا الشيء معنى أساساً. على المسؤولين أن يحددوا هذا الشيء و لا يقولوا إنهم يطلقون هذا الكلام من أجل إقناع منافسيهم الداخليين. نعم، الخلاف في أمريكا خلاف حقيقي، و أنا لا اعتقد أنه خلاف صوري و ظاهري، هم على خلاف حقاً، و سبب اختلافهم واضح بالنسبة لنا، لكن ما يقال رسمياً يحتاج إلى رد على كل حال ، و إذا لم يكن هناك رد فإن ذلك الكلام سوف يتكرس و يثبت. هذه نقطة.
النقطة الثانية هي أنهم حينما يتحدثون حتى عن ذلك الجزء من الحظر الذي سوف يرفع، يقولون إنه سيتوقف أو يعلق، و هذه لم تكن قضيتنا و كلامنا. واضح أن الحظر الاقتصادي يجب أن يرفع، و قلنا إنه يجب أن يرفع فوراً! و قد فسروا كلمة فوراً بطريقة ما و لم نعارض، فلا إشكال في ذلك، أصدقاؤنا هنا فسروا كلمة «فوراً» بشكل و اختاروا لها ترتيباً معيناً و لم نعارض. لكن الحظر يجب أن يرفع بالتالي، ليس لدينا إيقاف حظر أو تعليق حظر. إذا أرادوا أن يعلقوا فسوف نعلق نحن أيضاً هنا. إذا كان الأمر هكذا فلماذا نقوم بخطوة أساسية على الأرض. إذن، القصد هو إلغاء الحظر. طبعاً في بعض الحالات قالوا إن الإلغاء ليس بيد الحكومة الأمريكية التي هي الطرف الآخر في المفاوضات. قالوا إننا سنوقف ذلك الحظر و نستخدم حقوقنا القانونية و أعمال من هذا القبيل؛ و لكن الأمور التي بيد الحكومة الأمريكية نفسها أو بيد الحكومات الأوربية نفسها، يجب رفعها بشكل كامل.
نقطة أخرى هي أنهم يقولون في تصريحاتهم أشياء خارجة تماماً عن قضية الاتفاق النووي و ما إلى ذلك، كلام بعيد تماماً عن هذه الأمور. السادة و السيدات في مجموعة الهيئة الحاكمة الأمريكية يتحدثون مثل البريطانيين في القرن التاسع عشر، أي إنهم متخلفون حقاً عن العالم و التاريخ قرنين من الزمان! يتحدثون بطريقة كان يتحدث بها مثلاً اللورد كرزون (7) في زمن من الأزمان في الخليج الفارسي عن إيران أو عن المنطقة، هكذا هو كلامهم، لكن العالم اختلف. لم تعد للقوى الكبرى اليوم مثل تلك القوة و القدرة و الشجاعة ليفعلوا مثل هذه الأمور. ثم إن الطرف الآخر هو الجمهورية الإسلامية، ليس الطرف الآخر فلان من البلدان المتخلفة في القارة الفلانية لتقولوا كل ما يطيب لكم، لا، إنها الجمهورية الإسلامية، بقدرات تعرفون أنتم أنفسكم بعضها، و بعضها لا تعرفونها، و قد تعرفونها إثناء العمل. ليس الأمر بحيث يجلسون و يهددون دائماً.
من جملة ما يقولونه إننا نتوقع من المسؤولين في الجمهورية الإسلامية أو حكومة الجمهورية الإسلامية القيام بعمل مختلف! ما معنى مختلف؟ مختلف عن ماضي الجمهورية الإسلامية؟ لا، لن يحدث مثل هذا، مختلف بمعنى تجاوز القيم الإسلامية و التخلي عن الالتزام بالأحكام الإسلامية، هذا هو معنى المختلف من وجهة نظرهم، و مثل هذا لن يحدث. لا الحكومة و لا مجلس الشورى الإسلامي و لا المسؤولين لن يفعلوا مثل هذا الشيء مطلقاً، و إذا أراد شخص القيام بمثل هذا العمل فلن يقبله الشعب منه و لن يقبله منه نظام الجمهورية الإسلامية، و مثل هذا الشيء لا معنى له. مرادهم من المختلف أن تدخل إيران في إطار سياسات أمريكا في المنطقة، و لأمريكا في هذه المنطقة سياسات و آراء. و من آرائها أنه يجب محو و إلغاء قوات المقاومة في هذه المنطقة بالكامل، و من آرائهم أنه يجب أن تتسلط الحكومة الأمريكية على العراق و سورية و غيرهما من البلدان تسلطاً كاملاً، هذه هي آراؤهم، و الأعمال التي يريدون القيام بها هي تلك التي تنتهي بهذه النتائج. و يتوقعون أن يعمل مسؤولونا و حكومتنا و سياسيونا باتجاه هذه السياسات؛ مثل هذا الشيء لن يحدث.
من جملة ما يقولونه و يثيرون حساسيتنا قولهم إن برجام وفر لأمريكا فرصاً - في داخل إيران و في خارج إيران و في المنطقة - هذا ما يقوله الأمريكان و هو من كلامهم و تصريحاتهم. ما أقوله لأصدقائنا في الحكومة و باقي المسؤولين هو أن لا تسمحوا لأمريكا بمثل هذه الفرص في الداخل على الإطلاق، و حاولوا في الخارج أيضاً أن لا تتوفر مثل هذه الفرص لأمريكا. كلما اقتربوا من فرصهم هذه فمن المتيقن منه أن ذلة الشعوب و تخلفها و محنها ستبدأ من هناك، ينبغي عدم السماح لهم مطلقاً بالاستفادة من فرص في داخل البلاد. لقد قلنا هذا و أعلناه بأننا لا نكون طرفاً في حوار مع الأمريكيين في أية قضية ما خلا القضية النووية. قلنا ذلك لمسؤولي السياسة الخارجية الإيرانية، و قلناه لباقي المسؤولين بأننا لن ندخل في هذا الإطار. و السبب هو أن توجهاتهم على الضد تماماً من توجهاتنا، و نحن نختلف عنهم 180 درجة. هذا جانب من القضية.
و هناك الجانب الاقتصادي، حيث تعتبر قضايانا السياسية جانباً من القضية، و الأمور الاقتصادية بدورها قضية مهمة. لقد رجونا إخوتنا في الحكومة إعداد خطة عملية جامعة و تطبيقية لتحقيق سياسات المقاومة الاقتصادية. هذا ما قلناه في اجتماعنا بهيئة الحكومة و قلناه أيضاً للسيد رئيس الجمهورية المحترم، و نتوقع أن يتم إعداد هذه الخطة إن شاء الله. الاقتصاد المقاوم لا يقبل التجزئة لنقول إننا نعمل بهذا الجزء منه، لا، إنه كل واحد، و مجموعة كاملة تكمل أجزاؤها بعضها بعضاً، و يحتاج إلى خطة عملية واحدة تعنى بكل أجزائه. طبعاً أخوتنا في الحكومة لديهم هذه الهمّة و هذه النية، و سوف يسعون إن شاء الله و تتحقق هذه المهمة. إذا حدث هذا فلن يكون من المهم بالنسبة لنا بأن تكون الأموال التي تعود لإيران مائة مليار دولار أو خمسة مليارات دولار، أي إن أهمية هذا الشيء ستكون بالدرجة التالية. طبعاً ما نطلبه من العالم و ما لدينا من أموال في أيدي الآخرين - و التي حيل دون وصولها لحد الآن بنحو ظالم - يجب أن نستفاد منه، و هذا ما لا نقاش فيه، بيد أن أهمية تحقق الاقتصاد المقاوم، و الذي لا يتوقف أساساً بهذا الشكل و بهذه الشدة على هذه الأموال الخارجية، أكبر من كل هذا. نعتقد أننا إذا استطعنا تحقيق هذا الاقتصاد المقاوم بخطة عملية - و ليس باللسان فقط - و تطبيقه في الواقع الخارجي، فسوف تتقدم الأمور على نحو جيد، و سوف يساعدنا الناس. و قلنا لتتشكل في الحكومة لجنة عملياتية فعالة إن شاء الله من أجل متابعة الأمور و تعيين واجبات كل جهاز، فما هو الجزء الذي يتعلق بهذا الجهاز أو ذاك من الأجهزة الاقتصادية و غير الخدمية، و ليرسموا جدولاً زمنياً و يعينوا في أي مدة زمنية يتعين على ذلك الجهاز القيام بهذه الأمور، و يتابعوا العمل حتى يتم إنجاز الأمور إن شاء الله و يتحقق هذا الحراك الوطني العظيم الشامل.
ما أقوله في ختام كلمتي هو أن تعلم القوى المؤمنة المتدينة في كل أنحاء البلاد بأن المسيرة و الحركة هي صوب الأهداف و المبادئ الإسلامية، هذا ما لا شك فيه إطلاقاً. و على الجميع أن يحافظوا على جهوزيتهم، و ليكن الجميع جاهزين، القوى المتدينة و القوى الأصيلة و المؤمنة في كل أرجاء البلاد - و هم يشكلون الأكثرية الساحقة في هذا البلد و الحمد لله - ليكونوا مستعدين للعمل. و الاستعداد للعمل لا يعني الاستعداد للحرب، بل يعني الجهوزية للعمل الاقتصادي، و الجهوزية للعمل الثقافي، و الاستعداد للعمل السياسي، و الاستعداد للتواجد في الساحات و الميادين المختلفة، ليكونوا مستعدين، علينا جميعاً أن نكون مستعدين. مقابل توجهات الأعداء هذه - و أعداؤنا لا يعرفون ليلهم من نهارهم - علينا نحن أيضاً أن لا نعرف ليلنا من نهارنا، و نكون كلنا مستعدين. و الوعد الإلهي حق، وعد الله تعالى حق، يجب أن لا يكون فينا سوء ظن بالوعد الإلهي. ذات مرة قلتُ هنا (8) إن علينا أن نلوذ بالله و لا يكون لنا سوء ظن بالوعد الإلهي. لقد لعن الله تعالى «الظّآنّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوءِ عَلَيهِم دآئِرَةُ السَّوءِ وَ غَضِبَ اللهُ عَلَيهِم وَ لَعَنَهُم وَ اَعَدَّ لَهُم جَهَنَّمَ وَ سآءَت مَصيرًا» (9). أي إن الله لعن الذين يسيئون الظن بالله. حسن الظن بالله هو أن نصدق قوله «اِن تَنصُرُوا اللهَ ينصُركم» (10)، هذا هو حسن الظن بالله. حين يقول تعالى: «لَينصُرَنَّ اللهُ مَن ينصُرُه» (11) يجب أن نصدق هذا. إذا كانت نيتها نصرة دين الله حقاً - و هذا هو معنى نصرة الله - لنعلم أن الله تعالى سينصرنا و لا تساورنا الشكوك في هذا. عندما يتحرك الإنسان بهذه الروحية سوف تنزل تلك السكينة التي تحدثنا عنها على قلوبنا إن شاء الله.
اللهم بحق محمد و آل محمد، اجعل ما قلناه و ما سمعناه و ما نفعله لك و في سبيلك، و تقبله منا بكرمك، و أرض عنا القلب المقدس لإمامنا المهدي المنتظر.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

الهوامش:
1 - أقيم هذا اللقاء بمناسبة الاجتماع الثامن عشر من الدورة الرابعة لمجلس خبراء القيادة (في يومي العاشر و الحادي عشر من شهريور من السنة الإيرانية الجارية 1394 هـ ش المصادفين للأول و الثاني من أيلول 2015 م . في بداية هذا اللقاء تحدث آية الله الشيخ محمد يزدي (رئيس مجلس خبراء القيادة) و آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي (النائب الأول لرئيس مجلس خبراء القيادة) فرفعا تقريريهما عن الاجتماع.
2 - سورة الفتح، الآية 4 .
3 - م ن، الآية 7 .
4 - سورة الأنعام، شطر من الآية 116 .
5 - بتاريخ 26/08/2015 م .
6 - برجام: مختصر العبارة الفارسية (برنامه جامع اقدام مشترك) أي البرنامج الجامع للمبادرة المشتركة، و يراد منه الاتفاق النووي بين إيران و المجموعة السداسية.
7 - اللورد جورج كرزون وزير خارجية بريطانيا للأعوام 1919 - 1924 م .
8 - كلمته في لقائه رئيس و أعضاء مجلس خبراء القيادة بتاريخ 16/09/2010 م .
9 - سورة الفتح، شطر من الآية 6 .
10 - سورة محمد، شطر من الآية 7 .
11 - سورة الحج، شطر من الآية 40 .