بسم الله الرحمن الرحيم

بعد عطلة طويلة نبدأ اليوم مباحثتنا، لكن قلوبنا طافحة بالحزن و الألم بسبب هذه الحادثة المريرة التي وقعت في منى، و بدلت عيدنا عزاء بالمعنى الحقيقي للكلمة. في موسم الحج من كل سنة، و في مثل هذه الأيام، حيث تنتهي أعمال الحج و مناسكه، يغمر البلد فرح عام، و يعود الحجاج و تفرح عوائلهم، يأتي آباؤهم و أبناؤهم و زوجاتهم و تفرح العوائل بمجيئ الحجاج و أدائهم للحج و نجاحهم في ذلك. هكذا هو الحال في كل سنة، فهذه الأوقات أوقات فرحة. و في هذا العام تبدلت أوقات الفرحة هذه إلى أوقات غم و حزن. عدد القتلى و المتوفين كبير في كثير من محافظات البلاد، و يجب أن يأتوا بالجنائز، و القلوب ملتاعة حقاً في هذه الأيام. لا يمكن للمرء أن يسلو حتى للحظة عن هذا الغمّ، و هذا الحزن يثقل على قلوبنا و قلوب الآخرين دوماً في هذه الأيام. و ما يجب أن يستنتج الآن هو أن مسؤولية هذا الحادث الجلل و هذه الفاجعة الكبرى تقع على عاتق حكام العربية السعودية، و يجب أن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه هذا الحدث. فأنْ يوجّهوا اللوم للآخرين و يتهموا هذا و ذاك دائماً و يمدحوا أنفسهم دوماً، ليست هذه بالأعمال المفضية إلى نتيجة، هذه ممارسات عقيمة. العالم الإسلامي لديه أسئلته بالتالي. أكثر من ألف قتيل من البلدان الإسلامية المختلفة، هل هذا بالهزل؟ و يعلم الله كم مائة قتيل من بلادنا! و المفقودون غير معلوم لحد الآن أين هم، و قد يكون عدد كبير منهم من ضمن القتلى. هل هو بالشيء الصغير عدة مئات من القتلى في حادثة واحدة هي حادثة الحج؟ هل هذا بالهزل؟ على العالم الإسلامي أن يفكر في هذا الأمر، و المطلب الأول هو أن يتقبل السعوديون مسؤوليتهم، و يعملوا بلوازم تقبل المسؤولية. أنْ يتحدثوا دوماً و يتهموا هذا و ذاك بدل الاعتذار للأمة الإسلامية و الاعتذار للعوائل، فهذا ما لن يؤدي لنتيجة، و الشعوب تتابع الأمر بجد، و هذه القضية سوف لن تنسى. نتمنى أن يقدّر الله خيراً إن شاء الله.