بسم الله الرحمن الرحيم (1)

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا و نبينا أبي القاسم المصطفى محمد، و على آله الطيبين الطاهرين المعصومين، سيما بقية الله في الأرضين.
إنها لجلسة طيبة و محببة بالنسبة لي الجلسة التي تحضرون فيها أنتم أيها الإخوة الأعزاء أئمة الجمعة المحترمون و المدراء المعنويون و الثقافيون للثورة من كل أنحاء البلاد. ليتنا كنا نستطيع الجلوس مع كل واحد منكم أيها الإخوة الأعزاء و نتحدث. و لكن للأسف لا الوقت يسمح لي، و لا القدرة و لا الطاقة بأن أوفّق للجلوس مع كل واحد منكم و التحدث له و الاستماع إليه. و كان بودّي أن أستطيع الاستماع لخطبكم في صلاة الجمعة أحياناً. في السابق عندما كنت أذهب لبعض المدن كنت ملتزماً بالاستماع لخطب الجمعة في تلك المدينة، و التي تبث من الإذاعة. و الآن أضحت زياراتنا و أسفارنا قليلة و قلّ ما نوفق لمثل هذا. على كل حال هذه الجلسة جلسة مغتنمة بالنسبة لي، فقد التقيناكم و استمعنا لتقرير السيد تقوي الذي كان مفصلاً و كاملاً. و أريد ذكر مسألتين في هذا اللقاء. المسألة الأولى حول شؤون صلاة الجمعة، و هي مسألتنا نحن و إياكم، و تعتبر قضية على جانب كبير من الأهمية. و المسألة الثانية تتعلق بقضية الانتخابات التي اقتربنا منها. أشير إلى نقاط حول كل واحدة من هاتين المسألتين.
حول قضية صلاة الجمعة يجب القول إن صلاة الجمعة مقرّ، مقرّ إيمان، و مقر تقوى، و مقر بصيرة، و مقر أخلاق. و يجب أن لا نفزع من تعبير المقر، فالمقر من التعابير و المصطلحات الحربية و الكفاحية و ما إلى ذلك. هناك حرب فرضت علينا - إننا في حال حرب و لكنها ليست حرباً عسكرية بل هي حرب معنوية و حرب عقيدية و إيمانية و حرب سياسية - كما فرضوا علينا الحرب في ملحمة الدفاع المقدس لثمانية أعوام. إننا لم نسع لمحاربة جارنا بل فرضت الحرب علينا و هاجمونا. إننا لا نبدأ بالهجوم، و عندما لا يكون الدفاع لازماً لا ندافع، «لَئِن بَسَطتَ إلي يدَك لِتَقتُلَني مآ اَنَا بِباسِطٍ يدِي اِلَيك لِاَقتُلَك اِنّي اَخافُ اللهَ رَبَّ العالَمين» (2). هكذا نحن. و لكن حينما يلزم الدفاع بلى نخوض ساحة الدفاع. و الشكر لله على أن شعب إيران و القوى الثورية و قائدنا الكبير العزيز الفقيد - الذي لا يزال اسمه و ذكراه و دربه حياً و الحمد لله - أثبتوا أنهم قادرون في مجال الدفاع. إننا في مثل هذه المعركة، و نحن في مثل هذا الجهاد. يهاجمون إيمان شعبنا، و يهاجمون بصيرة شعبنا، و يهاجمون تقوانا، و يهاجمون أخلاقنا، و ينشرون بيننا فايروسات معنوية خطيرة متنوعة. طيب، ما الذي نفعله؟ يجب أن ندافع. و هذا الدفاع بحاجة إلى مقر مثل مقرات ساحات القتال. و صلاة الجمعة من أهم هذه المقرات، مقر للإيمان، و مقر للتقوى. لننظر لصلاة الجمعة من هذه الزاوية. و أنتم قادة هذه المقرات. لكل واحد من مقرات ساحة الحرب قائده و آمره، و قائد مقرّ إمامة الجمعة هو إمام الجمعة نفسه.
طيب، الهدف المهم في هذا المقر هو التبيين و الإيضاح. قضية التبيين. الهدف المهم للأنبياء هو التبيين. بينوا الحقيقة، لأن الشيء الذي يؤدي بالبشر إلى الضلال هو عدم معرفة الحقيقة. هذا هو المهم. و هناك أناس يعرفون الحقيقة لكنهم ينكرونها، بيد أن أغلبية الانحرافات ناجمة عن عدم معرفة الحقيقة، و قد جاء الأنبياء الألهيون ليبينوا الحقيقة و يوضّحوها و يظهروها و يتمّوا الحجّة على الناس. هذه هي قضية التبيين. «اَلعُلَماءُ وَرَثَةُ الاَنبياء» (3). و أنتم ورثة الأنبياء، بما في ذلك في هذه القضية، أي قضية التبيين.
صلاة الجمعة كما هو واضح من اسمها مكان للجمع و الاجتماع. و هذه فرصة كبيرة للتبيين. أحياناً تضطرون للذهاب إلى بيت فلان و بيت فلان و تسلكون الطرق غير المباشرة. وسائل الاتصال العامة الموجودة اليوم صحيح أنها شاملة و مستوعبة - الإنترنت و الشبكات الاجتماعية و باقي الوسائل الشاملة العامة - لكن النظرة المباشرة، و المقابلة وجهاً لوجه، و الشعور بالحضور و استماع أنفاس الخطيب و المخاطب شيء آخر. الاجتماع و تجمع الناس بعضهم حول بعض شيء آخر. قد يتلقى مائة ألف شخص كلاماً أو رسالة عن طريق الإنترنت أو رسائل الهواتف الجوالة، لكن هذا يختلف اختلافاً كبيراً عن أن يجتمع نفس هؤلاء المائة ألف شخص في مكان واحد و يتحدث شخص واحد لهم. النظر إلى الأمام بشكل مباشر له تأثير مختلف هائل. و هذا شيء متاح لكم. صلاة الجمعة فرصة للاجتماع و محل تجمع، و هي تجمع للناس حول بعضهم، و يمكنهم أن يتبادلوا وجهات النظر و يمكنهم أن يضربوا مواعيد و يمكنهم أن يعملوا، و هذا شيء مهم للغاية. البعيدون عن الدين - سواء الأجانب أو بعض الأفراد المساكين في الداخل الذين لا تتوفر لهم هذه الفرص - يتحسرون كيف أنهم لا يستطيعون و لا وسيلة لهم لجمع الناس في مكان واحد و التحدث و التحاور معهم. يريدون القيام بهذا تحت عناوين مختلفة، و مع ذلك لا تكون النتائج مثل هذه.
طيب، إذا كان هذا هو الواقع فصلاة الجمعة هي القلب الثقافي لكل مدينة، صلاة الجمعة القطب الثقافي لكل مدينة. و طبعاً لهذا شروط سوف أذكر بعضها. المكان الذي تحصل فيه الهداية، و أنا أؤكد على أن هذه الهداية ليست مجرد هداية سياسية، بل هداية سياسية ثقافية. لا نتصور أننا إذا تحدثنا و صرخنا و تحدثنا ببلاغة في القضية السياسية الفلانية التي تمثل حديث الساعة و تكون قضية مهمة و محل ابتلاء، فإن الأمر سينتهي، لا، إننا نعتقد أن الهداية الثقافية أهم و أكثر جذرية من الهداية السياسية. الهداية السياسية ضرورية جداً و ينبغي عدم صرف النظر عنها، لكن الهداية الثقافية و ثقافة الناس و أخلاق الناس أهم.
خذوا على سبيل المثال قضية أسلوب الحياة التي تحدثنا عنها قبل ثلاثة أو أربعة أعوام (4) و هي من القضايا المهمة. أسلوب الحياة لها شُعب. من أبرز أهداف أعداء الشعب الإيراني و أعداء الإسلام أن يغيروا أسلوب حياة المسلمين و يجعلونه شبيهاً بأسلوب حياتهم. واقعيات الحياة تؤثر في فكر الإنسان، و السلوك اليومي يترك بصماته في قلب الإنسان و روحه - روح الإنسان نفسه و أرواح من يعاشرهم و يتحاور معهم - و هم يريدون تغيير هذا الشيء.
لقد جاءنا الإسلام بأسلوب حياة. الأدب على سبيل المثال. الأدب من الأمور المهمة. الغربيون غير مقيدين و غير ملتزمين كثيراً بالأدب في تعاملهم العادي. و نحن الإيرانيين معروفون منذ القدم بمراعاة الأدب في أقوالنا و كلامنا، حيث نحافظ على احترام الطرف المقابل. هم يريدون تغيير هذا الشيء، و قد نجحوا في بعض الأحيان للأسف. لنفترض أنك تختلف مع شخص ما، و تريد أن تتحدث عنه، يمكن التحدث بطريقتين: يمكن التحدث بطريقة متهتكة غير مبالية و غير مؤدبة، و يمكن التحدث بطريقة مؤدبة. لاحظوا أن القرآن الكريم في كثير من الأحيان عندما يتحدث عن الفاسقين و عن الكافرين و عن الأشرار في العالم، يقول: «وَ لكنَّ اَكثَرَهُم لا يعلَمون» (5). لا يقول كلهم، تلاحظون. إذ يوجد بالتالي أقلية بينهم يتعقلون. و القرآن الكريم يلاحظ حق هؤلاء فيقول: «اَكثَرَهُم».
في إطار أسلوب الحياة و العادات و الأمور الجيدة في الحياة هناك مثلاً قضية قراءة الكتب. طبعاً كانت هناك إشارة إلى هذا المعنى في التقرير الذي قدموه، و لكن من المهم جداً أن نحضّ الناس و الشباب على قراءة الكتب. قراءة الكتب مهمة جداً. و لنعرّف و نذكر الكتب الجيدة. بل إنني أتصور - و طبعاً ينبغي على السادة المسؤولين أن يدرسوا جوانب هذا الأمر و أبعاده - و أظن أنه من الجيد أن تقام في أماكن صلاة الجمعة معارض للكتب الجيدة و الكتب الجديدة الصالحة، حتى يجد الناس هذه الكتب أمامهم فيقتنونها من هناك أو من أماكن أخرى. لنحض الناس على قراءة الكتب، و لنحض النخبة على إنتاج الكتب. هذه أمور لازمة و ضرورية. طيب، كان هذا جانباً من القضايا.
من الأمور المهمة في مضمار صلاة الجمعة استقطاب شباب البلاد إليها. مع أن نسبة شبابنا قد انخفضت بقليل عما كانت عليه سابقاً - سنوات عقد الستينيات و بدايات عقد السبعينيات [عقد الثمانينيات و بدايات التسعينيات من القرن العشرين للميلاد] - لكن مجتمعنا و الحمد لله مجتمع شاب، فلدينا الكثير من الشباب. استقطبوا الشباب إلى صلاة الجمعة. و استقطاب الشباب لا يكون بالقول «ليأتي الشباب، و تعالوا أيها الشباب» و ما إلى ذلك، بل ينبغي استقطاب الشباب عن طريق القلوب و عن طريق الفهم. من الأمور التي تجتذب الشباب إلى صلاة الجمعة الكلام المتقن الرصين. الكلام الهش سواء في المجال السياسي أو المجال الثقافي لا يجذب الأفراد الشباب الذين ينشدون الكلام و المضامين من هذا المنبر - و هناك بعض الناس تعودوا للمجئ إلى الصلاة - فتحدثوا بكلام جديد. يقول الشاعر: «إإت بكلام جديد فللجديد حلاوة أخرى» (6). و ليس معنى الكلام الجديد الكلام الممتزج بالبدع لنقول إنه بدع! لا، كلام جديد، فكّروا و تأملوا و تعمّقوا و ابحثوا و جدوا الكلام و الآراء الجديدة الجذابة للشباب، و عندئذ سيأتي الشباب. يأتون و يشاركون في هذه الجلسات، سيأتون و يشاركون من أنفسهم حتى من دون أن تطلبوا منهم ذلك.
أيها الإخوة الأعزاء، من الأمور التي تجتذب الشباب شعورهم بالصميمية. الشاب عاطفي، و يمكنه أن يقوم بالكثير من الأعمال بدافع العاطفة و القلب. إذا شعر بالصميمية و المحبة و الرحمة و الصدق فسوف يأتي، أما إذا شعر بالتكبر مني و منكم فلن يأتي و لن يقترب. و إذا شعر بالغرور و التظاهر منا فلن يقترب. ينبغي إصلاح هذه الأمور، و عندها سيأتي الشاب و يقترب. عندما يأتي الشباب فإنكم في الواقع ستغذون القوة المحركة في البلاد. الشاب هو القوة المحركة للبلاد. و أنتم تغذونه و تمدونه.
من الأمور التي أعتقد إنها مهمة بالنسبة لأئمة الجمعة - و هو تتمة لهذا الكلام السابق - السلوكيات و التصرفات الطلابية، سلوكيات طلبة العلم المتواضعة، و ليس السلوكيات الإدارية. جهاز إمامة الجمعة جهاز طلابي و جهاز رجال دين، و ليس جهازاً إدارياً، لذا ينبغي أن لا يضفى عليه شكل إداري. طريقة العمل الإدارية في مجال صلاة الجمعة لا تجدي نفعاً، بينما طريقة العمل الطلابية و الروحانية و الدينية نافعة. يجب أن لا يكون هناك سلوك ترأسي متعال، بل ينبغي أن يكون السلوك الدارج سلوكاً روحانياً مناسباً لرجال الدين، سلوكاً أبوياً و أخوياً و صميمياً. هذا هو السلوك الروحاني.
و القضية الأخرى هي ملاحظة الحق. إنني ألاحظ في بعض الأحيان أن من لديهم منابر عامة واسعة و كبيرة نسبياً يأخذون بنظر الاعتبار ما يريده المتلقي عندما يتحدثون. يريد المتلقي أن تتحدثوا بهذه الطريقة لذلك تتحدثون بهذه الطريقة، هذا شيء خاطئ. و قد كانت لدينا مثل هذه الحالات قبل الثورة أيضاً. كان ثمة بين الخطباء و المتحدثين و أصحاب البحوث الفكرية الإسلامية أشخاص ينظرون إلى الأشخاص الذين يحضرون هناك و ما يعجبهم، فإذا كان يعجبهم شيء معين حتى لو كان خاطئاً، كان الخطيب يذكر ذلك الشيء. لا تفعلوا هذا، فهذا خطأ. قولوا ما هو صحيح، حتى لو لم يرتح له المستمع. و يمكن ذكر ذلك الشيء بالأدلة و البراهين و بلسان ناعم لين دافئ بحيث قد يغدو ذلك الشيء الذي لا يستسيغه المستمع و يشعر بمرارته حلواً لديه.
و قضية أخرى هي قضية تكريم إمام الجمعة. على إمام الجمعة نفسه أن يكرم نفسه، و على الناس أن يكرموه، و على المكتب المركزي في طهران أن يكرمه. و ليس التكريم بمعنى التشريفات و مدّ سجادة حمراء أمامه. التكريم معناه معرفة القدر. أنْ تعرف أنت إمام الجمعة قدر نفسك و تكرم نفسك فمعنى ذلك تترفع عن الأشياء التي تلوث الإنسان. هذه أمور مهمة يجب أن تحظى بالاهتمام و التنبه.
على كل حال، فرصة إمامة الجمعة و توفيق إقامة الجمعة في بلادنا توفيق كبير حقاً. من الدارج في بعض البلدان الإسلامية أن تكتب الأجهزة الإدارية خطب صلاة الجمعة على ورقة و تعطيها لإمام الجمعة ليذهب و يقرأ تلك الورقة على المنبر. هذه برأينا ليست صلاة جمعة، و ليست خطبة صلاة جمعة. إنما هي قراءة تعميم و إعلان من الدائرة الفلانية. الدائرة الفلانية المختصة بالشؤون الدينية تكتب شيئاً و تقول لإمام الجمعة إقرأ هذه الورقة هناك فيذهب و يقرأها. ليست هذه خطبة صلاة جمعة. خطبة صلاة الجمعة هي تلك التي تتفجر و تتدفق من القلب و العقل الفاعل لإمام الجمعة، و تجري على لسانه، و تذاع على الناس ببيان بليغ فصيح بحسب حاجة الناس. متى ما كانت هناك ثغرة أو حاجة فيجب معرفة هذه الحاجة. و يجب معرفة الشيء الذي يرفع هذه الحاجة. ينبغي معرفة ذلك الدواء الفكري و الطعام الفكري و التغذية الفكرية التي ترفع هذه الحاجة و تشبعها عند الطرف المقابل، و يجب التعبير عنها ببيان حسن. هذا هو الشيء الذي اعتقد أنه لازم بخصوص قضية صلاة الجمعة.
مهما كان، نحن نثمّن صلاة الجمعة و نعرف قدرها، و نشكر الله تعالى عليها شكراً حقيقياً. ذات مرة ذهبنا مع أئمة الجمعة إلى الإمام الخميني. كان ذلك في السنين الأولى حيث تشكلت صلاة الجمعة لتوها، و منحني الإمام الخميني شرف إمامة الجمعة في طهران. ذهبنا مع أئمة الجمعة إليه و تحدثت هناك بعض الشيء. كانت العبارة التي قلتها هناك و التي خرجت من قلبي هي كما أن الله تعالى وضع للناس ليلة قدر، و ورد في تفسير سورة «إنا إنزلناه» عن الإئمة (عليهم السلام) إنه انقضى ألف شهر في حكومة بني أمية و لم يكن للناس ليلة قدر - كانت حكومة بني أمية ألف شهر، و لم يكن في تلك الألف شهر ليلة قدر و كان الناس محرومين من ليلة القدر هذه. هذا شيء موجود في رواياتنا - كذلك كنا محرومين في صلاة الجمعة طوال فترة حكم الطاغوت. في بعض المدن، و حسب ذلك الأسلوب القديم، كان الحكام يعينون شخصاً هناك. و طبعاً كان هناك في بعض المدن مثل مشهد إمام جمعة محترم و مكرم - المرحوم الحاج الشيخ غلام حسين تبريزي الذي كان رجلاً عالماً و متقياً و زاهداً للغاية - و لم يكن على صلة بالحكومة. كان لدينا أشخاص من هذا القبيل، و لكن في الكثير من المدن الأخرى كان إمام الجمعة منصوباً من قبل تلك الحكومات الطاغوتية. و لم يكن الناس يذهبون و لا يكترثون. صلاة الجمعة التي يقيمها النظام الطاغوتي ليست جذابة بالنسبة للناس و لا يقصدها الناس. قلتُ إننا كنا محرومين لسنين طويلة من صلاة الجمعة، و أنت علمتنا صلاة الجمعة و منحتها لشعب إيران. إنها نعمة كبيرة حقاً. هذا عن قضية إمامة الجمعة.
أما عن قضية الانتخابات. طبعاً لا يزال هناك وقت حتى موعد الانتخابات - لا يزال هناك نحو أربعين أو خمسين يوماً على موعد الانتخابات - و لدينا المجال لنذكر للناس الأمور و النقاط التي عندنا. إنني أعارض أن تكون أجواء البلاد انتخابية قبل سنتين أو سنة من موعد الانتخابات، أنا أعارض، لكن كثيرين فعلوا ذلك، و هذا خطأ. عندما تكون الأجواء إنتخابية فإن ما يلزم الأجواء الانتخابية هو التنافس و الانشغال و التجاذب - حتى لو كان تجاذباً لسانياً - و تبادل شتى صنوف الكلام غير المناسب و القبيح في بعض الأحيان. الأجواء الانتخابية تجعل الإنسان غافلاً عن حقائق المجتمع الجارية و عن الاحتياجات الحقيقية للمجتمع. هذه العملية ليست عملية صحيحة جيدة، و لم أر من المناسب أن أتحدث مسبقاً عن الانتخابات، لكن الفصل الآن تقريباً فصل الانتخابات و يجب ذكر بعض النقاط.
أولاً أصل الانتخابات مهم جداً، و هذه نعمة كبيرة. كما قلنا حول صلاة الجمعة أقول حول الانتخابات أيضاً إن الانتخابات نعمة كبيرة حقاً. و هذه أيضاً من بركات النظرة المشرقة و العميقة لإمامنا الخميني الجليل. كان هناك في ذلك الحين أشخاص يعتقدون أن الحكومة إذا كانت حكومة إسلامية فلا حاجة للانتخابات، لكن الإمام الخميني قال: لا، يجب أن تكون هناك انتخابات مؤثرة، و يجب أن يتخذ الشعب القرار، و يجب أن ينتخب و يكون ما يريد الشعب. و كانت نتيجة هذه السياسة أن بقي الشعب إلى جانب الثورة و في وسط الساحة و بقي لحد الآن و الحمد لله، لأن الشعب نفسه هو الذي ينتخب و يتخذ القرار. الانتخابات نعمة كبيرة.
أعداؤنا الذين هم على استعداد من أجل تشفي قلوبهم السوداء المظلمة لأن يقولوا عن الليل نهاراً و عن النهار ليلاً، يتهمون البلاد بالدكتاتورية و ما إلى ذلك. كانوا يقولون ذلك في زمن الإمام الخميني (رضوان الله عليه)، و في بداية الثورة، كانوا يقولون: «دكتاتورية النعلين». النعلان لا يمكن أن تكون لهما دكتاتورية. طبيعة النعلين ليست طبيعة دكتاتورية. إنما طبيعة الجزمة طبيعة دكتاتورية. قال الإمام الخميني إن ولاية الفقيه تحول دون الدكتاتورية. كان هذا قول الإمام الخميني و كان كلاماً عميقاً ثاقباً جداً. و هذا هو واقع القضية. الانتخابات من جملة الأمور في الجمهورية الإسلامية و الحمد لله. كان لدينا كل هذه الانتخابات لكن أعداءنا لم يبخلوا علينا باتهامنا بالدكتاتورية. و الحال أن دكتاتوريات المنطقة أصدقاؤهم و شركاؤهم على مائدة نهب و سلب الشعوب، لكنهم لا يوجهون أي كلام لأولئك - مثل هذه الحكومات التي تشاهدونها و ترونها و تعلمون بها - أما الجمهورية الإسلامية فيتهمونها. و إذا لم تكن الانتخابات لما كانت تلك تهمة بل لكانت واقعاً. أي إذا سلب الشعب فعلاً هذا الحق لكان كلام العدو صحيحاً. و الحمد لله على أن هذا الحق أعطي للشعب، و الانتخابات موجودة، و الانتخابات حرة و الحمد لله. وجود الانتخابات يمنح الشعب في الأجواء الداخلية شعوراً بالاستقلال و الهوية، حيث يشعرون أن كل شيء هو لهم - و هذا هو واقع الأمر، فالناس و الشعب هم أصحاب البلاد و هم الذين يتخذون القرار و هم الذين يعملون، سواء في السلطة التنفيذية أو السلطة التشريعية أو بالواسطة في ما يخص القيادة و سائر الأمور التي فيها انتخابات - فهي مبعث سمعة حسنة و اعتبار في خارج البلاد. في الأجواء العالمية تعد هذه الانتخابات بحق مبعث اعتبار و سمعة و ماء وجه. إذن، الانتخابات نفسها و بنفسها شيء مهم للغاية و نعمة كبيرة.
يجب عدم تخريب الانتخابات. البعض يحلو لهم و كأنهم تعودوا عند اقتراب الانتخابات أن يقرعوا دوماً على طبول عدم موثوقية الانتخابات، تعودوا على ذلك. هذه عادة سيئة جداً، و مرض سيئ، لماذا؟ الانتخابات انتخابات سليمة نزيهة. قد تكون هناك في أي انتخابات مخالفة في زاوية من الزوايا، هذا شيء ممكن، و تقع دائماً مثل هذه الأمور - في أعمالنا أيضاً، في أعمالنا الشخصية و العامة و الخصوصية قد تقع بعض الأخطاء و المخالفات - و لكن لا توجد على الإطلاق مخالفات تغير نتائج الانتخابات. لا توجد هناك مخالفات منظمة مطلقاً. لا يوجد أبداً عدم مراعاة من قبل المسؤولين الحكوميين و غير الحكوميين عن الانتخابات. و قد كان الوضع على هذا النحو منذ بداية الثورة و إلى الآن. تعامل المسؤولون بطريقة مسؤولة في قضايا الانتخابات، و هذا يعود لكل الحكومات التي كانت خلال هذه المدة. الحكومات التي جاءت و ذهبت كان بعضها من حيث الميول السياسية مختلفة عن بعضها 180 درجة، لكن سلوكها جميعاً بشأن الانتخابات كان سلوكاً صحيحاً. يجب أن لا يدعي أحد حصول خيانة أو تلاعب في هذه الانتخابات. ذات مرة - و ربما كنتُ قد أشرت لهذا سابقاً - حصلت ضجة كبيرة حول انتخابات طهران في إحدى الدورات، حصل ضجيج و كان هناك إصرار على إلغاء تلك الانتخابات. فقلتُ يجب أن تحققوا، في طهران جاء مليونا شخص أو ثلاثة ملايين و شاركوا في الانتخابات، فهل نلغي أصواتهم بالكامل؟ أي كلام هذا؟! يجب أن نحقق و نرى ما الأمر. و حققنا فتبيّن أن الأمر ليس كذلك. حققنا تحقيقاً تفصيلياً. كتبتُ في تلك السنين لمجلس صيانة الدستور بصراحة: لا، يجب عدم المساس بالانتخابات. أي إن الانتخابات حق الشعب و ملك الشعب و لا نستطيع اتهام الانتخابات بأنها كذا أو كذا، لا، الانتخابات انتخابات سليمة نزيهة، و قد كانت نزيهة في كل الدورات، و ستكون كذلك في هذه الدورة أيضاً إن شاء الله و بتوفيق من الله، و وجود أطر قانونية و مقررات و أشخاص يراقبون و يدققون و يعملون بواجبهم لن يسمح بحصول خلل في الانتخابات. هذه نقطة.
و قد قلنا إن الانتخابات هي حق الناس (7). و حق الناس هذا أمر مهم. و قد تكرر هذا التعبير كثيراً على الألسن بأن فلاناً قال إن الانتخابات هي حق الناس و حق الناس، و تكرر هذا كثيراً. و لكن ينبغي بالتالي أن نصل إلى عمق حق الناس هذا. ليس معنى حق الناس أن الجالس عند صندوق الاقتراع يجب عليه مراعاة حق الناس هذا، بأن لا يفرز الأصوات و لا يقرأها بشكل خاطئ أو يزيد أو ينقص منها. هذا أحد مصاديق حق الناس. و هناك قضية أخرى هي حق المرشح. من حقوق الناس مراعاة حق هذا المرشح الذي يدخل هذه الساحة و يترشح للانتخابات، فلا نرفضه إذا كان إنساناً صالحاً بل نفسح له المجال ليشارك. و كذا الحال بالنسبة للحالة المقابلة، فإذا كان إنساناً غير صالح يجب لا نسمح له، إذ لو كان في هذا المجلس - سواء كان مجلس خبراء القيادة أو مجلس الشورى الإسلامية أو في أي مكان تجري له انتخابات - شخص غير مؤهل قانونياً للدخول إلى تلك المؤسسة أو المجلس، و غضضنا الطرف عن ذلك و لم نراع الأمور و لم ندقق، و دخل هذا الشخص فسيكون هذا أيضاً إلغاء لحق الشعب و تخريباً لحق الناس، سيكون هذا أيضاً شيئاً على الضدّ من حق الناس.
من الأبعاد الأخرى لحق الناس حفظ الأمانة و صيانتها. الذين تقع الأصوات بأيديهم و الذين يعدون الأصوات و يفرزونها و الذين يسجلونها و يرفعون التقارير، و الذين يجمعونها، و باختصار الذين يتولون إدارة الصناديق، عليهم أن يراعوا منتهى الأمانة، أي إن أقل مخالفة في هذه المجالات تعد خيانة في الأمانة.
بُعد آخر من أبعاد حق الناس قبول نتيجة الانتخابات القانونية. أي عندما تصل الانتخابات إلى نتيجة و تصدقها المراكز القانونية و تقول هذه هي النتيجة فستكون هذه النتيجة حق الناس. بخلاف ما حصل في سنة 88 [2009 م]. في سنة 88 طرحوا كلاماً منكراً و مستنكراً هو حصول تلاعب و يجب إلغاء هذه الانتخابات. و كم كان قد شارك الشعب في الانتخابات؟ أربعون مليوناً شاركوا. شارك أربعون مليون شخص من الشعب في انتخابات و صوّتوا لمرشحين متعددين، مرشحين متعددين. و ادعى هؤلاء السادة التلاعب. بالطبع تماشيتُ معهم كثيراً - تفاصيل الأعمال التي تمت كثيرة و طويلة - تماشينا و تكلمنا و قلنا تعالوا و قولوا ليذهبوا و ينظروا في الصناديق، أي عدد من الصناديق تريدون. لم يأبهوا و لم يسمعوا، و لم يكن مقرراً أن يقبلوا كلام الحق، فلم يقبلوا كلام الحق و خلقوا خسارة للبلاد. و لا أدري متى يُراد لهذه الخسائر التي لحقت بنا في سنة 88 أن تعوّض؟ لا أدري حقاً، فهي لم تعوّض لحد الآن. هذه أيضاً نقطة أن يقبل الجميع نتيجة الانتخابات.
نقطة أخرى هي مراعاة الحق في المسودات و القوائم المقترحة. هذه المسودات التي يقترحونها و اللوائح و القوائم التي يطلقونها للمرشحين. الذين يطلقون هذه اللوائح ليراعوا الحق فعلاً، و لا تكون مواقفهم من منطلق الصداقات و الفئويات و ما إلى ذلك، و لينظروا من هو الجدير حقاً فيدرجوا الجديرين في قوائمهم و يعرّفوهم للناس. هذا أيضاً جانب و بعد من مراعاة حق الناس.
بعد آخر هو أن الناس الذين يريدون التصويت و الاقتراع ليثقوا بالمجاميع الجديرة بالثقة حقاً. البعض لا يمكن الوثوق بهم «كالَّذِي استَهوَتهُ الشَّياٰطين» (8). أحياناً لا يكون الأمر عن نقاء و إخلاص و واقعية و حبّ للثورة - الثورة هي أساس الأمور - فيأتوا و يقترحوا لائحة بدافع حبهم للثورة، لا، إنما هناك مقاصد أخرى - و هي أحياناً مقاصد فاسدة - تدفعهم إلى تقديم اقتراحاتهم. ليتفطن الشعب و ينظر في القوائم المقترحة ما هو المصدر الذي اقترحها، من هو الشخص الذي اقترحها، و لينتخبوا أولئك الذين يمكن الثقة بهم و الاطمئنان إليهم. هذه أيضاً من النقاط. إذن، قضية حق الناس التي تحدثنا عنها لها هذه الأبعاد - و لها أبعاد أخرى لكني لا أروم الخوض في التفاصيل أكثر - و الحقيقة أن حق الناس هو بهذا المعنى.
مسألة مهمة في خصوص الانتخابات هي المشاركة القصوى للشعب، و سوف أتحدث لاحقاً إن شاء الله، إذا بقيت من العمر باقية إلى قبل الانتخابات، عن هذه المشاركة القصوى. كلما شارك عدد أكبر في الانتخابات كلما ازدادت متانة النظام و اعتبار البلاد أكثر. كلما شارك الناس في الانتخابات أكثر كلما ارتفعت مكانة النظام و اعتباره إلى درجات أعلى. فالنظام نظام شعبي و واقع القضية أنه معتمد على عواطف الناس و مشاعرهم و انتخابهم و إرادتهم. لقد كنتُ أحمل هذه العقيدة بشأن المشاركة القصوى منذ السابق و كنت أصرّ عليها دائماً، و هذه المرة أيضاً أصرّ عليها و سوف أتحدث عنها إن شاء الله أكثر.
و هناك قضية النفوذ، النفوذ. طرحنا قضية النفوذ هذه في قضية برجام (الاتفاق النووي) و ما بعد برجام. إنها قضية عجيبة و مهمة جداً. المطلعون و الذين يتوفرون على المعلومات في الشؤون المختلفة يعلمون جيداً أي فخ نصبوه للبلاد أو يريدون أن ينصبوه للنفوذ داخل حصن و سور إرادة الشعب الإيراني و فكره و قراراته، بشتى صنوف التدابير و السياسات و المؤامرات. هذه حالة جارية في الوقت الحاضر، و على الجماهير أن يتنبهوا لها كثيراً في خصوص الانتخابات. إذا افترضنا أن العنصر المندس يدخل مجلس الشورى الإسلامي بشكل من الأشكال أو يدخل إلى مجلس خبراء القيادة أو يتغلغل إلى أركان النظام الأخرى فإنه سوف ينخر من الداخل كالأرضة و يزعزع الأسس و الأركان و يسقطها، هكذا هي القضية. قضية النفوذ و التغلغل مهمة جداً و سوف أتحدث عنها إن شاء الله. طبعاً لا بدّ من التنوير في هذا الصدد، التنوير من دون اتهام و من دون تعيين مصاديق، و لكنه تنوير للرأي العام، هذا شيء لازم و ضروري. لاحظوا أن من الأمور التي يقولها القرآن الكريم مخاطباً المنافقين و اليهود في ذلك الزمن و يؤاخذهم عليه: «لِمَ تَلبِسونَ الحَقَّ بِالباطِلِ وَ تَكتُمونَ الحَقَّ وَ اَنتُم تَعلَمون» (9). من المؤاخذات الكبرى إنكم تخلطون الباطل بالحق و تجعلونه متشابهاً. اللبس يعني الاشتباه و الخطأ. تلبسون أي تجعلون الحق مشتبهاً بالباطل، و تكتمون الحق. ينبغي بيان الحق و الحقيقية و هذا هو واجبنا.
أيها الإخوة الأعزاء، الظرف الراهن ظرف حساس، و الزمن زمن حساس للغاية. ثمة جهاز متابع دؤوب و جبهة شاملة تعمل ضد الثورة الإسلامية، فتضخ الأموال في السوق و تأتي بالأسلحة إلى الأسواق و تنسج المؤامرات، و حسب تعبيرهم لديهم غرف عمليات و هم يعملون بشكل دؤوب و مستمر. و السبب هو أنهم يشعرون بالخطر. و معهم حق، إذ يجب أن يشعروا بالخطر حقاً، لأن الفكر الإسلامي قد خرج عن حدود نظام الجمهورية الإسلامية، خرج هو بنفسه، و قد ضربت مراراً مثالاً و قلتُ إنه كالهواء العليل الطيب و النسيم اللطيف و كعطر الزهور، لا يمكن حبس عطر الزهور في الحديثة، فهو ينتشر في أطراف الحديقة. الفكر الثوري الإسلامي الأصيل و الفكر الإسلامي الذي له حاكمية و سيادة و ليس الإسلامي الذي يتلخص بمجرد الكلام، و الذي يعيرونه في الظاهر احتراماً و قداسة و لا يعملون به أبداً، الإسلام المؤثر في بناء المجتمع و نظام المجتمع، هذا فكر انتشر اليوم في العالم الإسلامي، و أعدّ و خرّج في أماكن معينة أفراداً و أناساً أقوياء متمرسين، لذلك فهم يشعرون بالخطر. و يتصورون أن مركز هذه الحركة الإسلامية العظيمة الشاملة هو الجمهورية الإسلامية. لذلك عليهم أن يمارسوا القصف الفكري و القصف السياسي على هذا المركز، و هم يفعلون هذا الآن. يقومون بشتى صنوف الأعمال و الممارسات: ينفقون الأموال، و يتآمرون، و يذهبون و يجيئون على مستويات مختلفة ليتدبروا أمرهم و ما يجب أن يفعلوه مع الجمهورية الإسلامية و إيران الإسلامية. هم يقومون بكل الأعمال التي يستطيعونها - و لدينا أخبار، أي إن هذا الذي أقوله ليس تحليلاً بل هو معلومات - من التحريضات الداخلية إلى تحريض الأشرار و إنفاق الأموال و نصب الفخاخ الأخلاقية و مختلف أنواع الأعمال و الممارسات التي يقومون بها الآن من أجل تحقيق هذا النفوذ. ينبغي التفطن إلى هذا الشيء فهو على جانب كبير من الأهمية.
الأمريكان طامعون في هذه الانتخابات، و هم يسعون للتغيير في إيران، و نحن أيضاً نسعى للتغيير. و قد قلتُ مراراً إن المجتمع لا يمكن أن يبقى ساكناً، و يجب أن نتقدم و نتحول و نتغير، بيد أن تحولنا هو نحو الإسلام و الأسلمة. فاسمنا الآن هو أننا إسلاميون، و لكن هناك مسافة طويلة تفصلنا عن الإسلامية الكاملة. يجب أن نتقدم باستمرار و نقترب يوماً بعد يوم من تلك الأهداف التي عينها و قررها الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله و سلم) للمجتمع الإسلامي. يجب أن نسعى و نحاول. نحن أيضاً نؤمن بالتحول و التغيير لكن تحولهم على الضد من تحولنا. إنهم حين يريدون حصول تغيير في إيران معناه أن نبتعد باستمرار عن تلك الأهداف، أن نبتعد بمقدار ما اقتربنا، يريدون أن نتراجع دوماً و نسير بالاتجاه الذي يريدونه هم. إنهم يطمعون في كل الأحداث الداخلية للبلاد. هنا عندما يختلف شخصان مهمان في وجهات النظر، تراهم يطمعون في هذا الاختلاف. و من ذلك طمعهم في الانتخابات، يطمعون في الانتخابات أيضاً. على الشعب الإيراني أن يواصل مسيرته رغم إرادة الأعداء و بالاتجاه المضاد تماماً لإرادة العدو، سواء في هذه الانتخابات أو في أية قضية اجتماعية مهمة أخرى، و يجب أن يوجهوا بذلك صفعة لفم العدو.
طيب، يكفي هذا المقدار، إذا بقيت لنا من العمر باقية و توفرت فرصة و مجال و كانت لنا القدرة و القابلية، فإن لي ما أقوله أيضاً عن الانتخابات مع شعبنا العزيز، و سوف أقوله إن شاء الله. و الآن حان الظهر تقريباً و الوقت وقت الأذان و الصلاة، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المصلين.
و السّلام عليكم‌ و رحمة الله و بركاته.‌

الهوامش:
1 - في بداية هذا اللقاء تحدث حجة الإسلام السيد رضا تقوي (رئيس مجلس التخطيط لأئمة الجمعة في البلاد) مقدماً تقريره.
2 - سورة المائدة، الآية 28 .
3 - الكافي، ج 1 ، ص 32 .
4 - كلمته في حشود الشباب بمحافظة خراسان الشمالية بتاريخ 14/10/2012 م .
5 - من ذلك: سورة الأنعام، شطر من الآية 37 .
6 - فرّخي سيستاني، ديوان القصائد: «حديث الاسكندر غدا أسطورة قديمة، إإتنا بحديث جديد فللجديد حلاوة أخري».
7 - حديثه بعد مشاركته في انتخابات رئاسة الجمهورية بتاريخ 14/06/2013 م .
8 - سورة الأنعام، شطر من الآية 71 .
9 - سورة آل عمران، شطر من الآية 71 .