بسم الله الرحمن الرحيم (1)
و الحمد لله رب العالمين، و صلى الله على سيدنا محمد و آله الطاهرين.
أيها الإخوة الأعزاء مرحباً بكم كثيراً، و أنا مسرور لأن اليوم التاسع عشر من بهمن [الثامن من شباط] في كل سنة وسيلة أو ذريعة لأن نلتقي بجماعة منكم أنتم الأعزاء في القوة الجوية بجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية. الحمد لله على أن باقة ورد من الروضة الغناء للقوة الجوية في الجيش يحضرون هنا كل سنة و نجد الفرصة لنتحدث إليهم ببعض الكلمات.
مناسبة اليوم مناسبة مهمة، لأن القوة الجوية في ذلك الجيش عندما عرضت نفسها في يوم التاسع عشر من بهمن على الثورة و حضرت أمام الإمام الخميني - و قد كانوا هناك أيضاً كنموذج و عينة من الحشود الكبيرة، و كباقة ورد من الجماعة الكبيرة - تغيّرت في الواقع معادلات البلاد و تبدلت كل المعادلات التي كانت تسود الأذهان، و تبيّن أن تهديد الجيش ضد الشعب الذي كان الضباط الكبار التابعون للبلاط في ذلك الحين و البلاط نفسه و حماتهم الأمريكان يصرّون عليه، مجرد وهم لا واقع له. لقد كنتُ حاضراً في ذلك اليوم و شاهدت عن كثب الدوافع و الحوافز و الأشواق و الأفراد، فقد كانت ظاهرة، و كانت ظاهرة عجيبة. ينبغي تكريم هذه الظاهرة و إحياؤها. ينبغي عدم السماح لهذه الخطوة الزاخرة بالمعاني و المؤثرة بأن تمحى من تاريخنا و من أذهاننا. أحداث التاريخ المهمة و المؤثرة ليست مجرد ذكريات، إنما هي في الواقع درس و كوكب هاد. هذه الخطوة التي قامت بها القوة الجوية يومذاك هي كوكب هاد لكل الذين هم في هذه المنظومة و سيكونون فيها مستقبلاً. و الحمد لله على أن القوة الجوية أثبتت بعد تلك الحادثة أيضاً بأنها سائرة في خط مستقيم حسن، و قد كان هذا هو الواقع، و الحق يقال. إنني طوال الأعوام المتمادية التي كنتُ فيها على تعامل قريب مع الجيش و القوات المسلحة و شتى الأحداث ذات الصلة، أستطيع بالتأكيد أن أشهد أن القوة الجوية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية تصرفت بشكل جيد بالمعنى الحقيقي للكلمة، سواء في العمليات العسكرية أو في الإسناد، أو في البنية الداخلية أو في الإمداد بالوسائل و الأدوات. لم يبيعونا شيئاً منذ سنين طويلة أو لم يبيعونا بالقدر الكافي، لكن القوة الجوية استطاعت أن تبقى واقفة على قدميها، و ستبقى واقفة بعد الآن أيضاً إن شاء الله و ستزداد قوة يوماً بعد يوم.
نقطة أخرى هي أن خطوة يوم التاسع عشر من بهمن سنة 57 [8 شباط 1979 م] التي قامت بها القوة الجوية استجاب لها الشعب فوراً. و هذا بحدّ ذاته درس، أي عندما هدد الحرس الخاص مقر القوة الجوية في ليلة الحادي و العشرين و الثاني و العشرين من بهمن - فقد هجموا و كانوا ينوون معاقبة القوة الجوية المتمردة حسب تعبيرهم - هنا هبّ الشعب لمساعدة القوة الجوية. لاحظوا، أبدوا ردود فعلهم مباشرة و فوراً. أي إن الوقوف إلى جانب الشعب و في خدمة الشعب و ارتباط المجموعة العسكرية بالشعب له استجابته الفورية، أي إن الشعب سيكون سنداً و دعامة لتلك المجموعة. ثمة فرق كبير بين أن تكون المجموعة العسكرية معتمدة على الشعب أو لا تكون، هناك فارق كبير بين الحالتين. هناك تلقوا ثمار تلك الخطوة بشكل فوري.
لا أنسى منصف تلك الليلة - و التي كانت ليلة الحادي و العشرين أو الثاني و العشرين من بهمن، و كنا نذهب في الليالي إلى منزل في شارع إيران و نبيت بشكل متفرق - سمعت صوت أفراد يأتي من شارع إيران يطلبون من الناس المساعدة و الذهاب إلى شارع پيروزي لأن الحرس الخاص قد هجم، هذا ما شاهدته بعيني. أي إن مجموعة كانت قد ذهبت إلى هناك لمساعدة القوة الجوية، و سارت مجموعة في المدينة - الجزء الذي كنتُ فيه كان في شارع إيران، و قد ساروا في باقي الأماكن بالتأكيد - و راحوا ينادون على الناس و يطلبون منهم التوجّه لمساعدة القوة الجوية، و كان الناس يسارعون و يذهبون للمساعدة. هذه بدورها نقطة مهمة، أي إنكم حين تكونون مع الشعب سيقف الشعب وراءكم و يسندكم، و الجيش الذي يقف الشعب سنداً وراءه لن يحمل أية هموم في مواجهة العدو.
و الحمد لله على أن الفارق بين القوة الجوية الحالية و القوة الجوية في ذلك الزمان أي القوة الجوية قبل الثورة، كما بين الأرض و السماء. لا تقولوا كانت هناك قبل الثورة طائرات حديثة و من صناعة كذا تحت تصرف القوة الجوية و لا يوجد لدينا اليوم مثل تلك الطائرات. نعم، صحيح أن القوة الجوية يومذاك كان لها بريقها و بهرجتها لكنها كانت جوفاء، و اليوم قد لا يكون لها ذلك البريق و البهرجة بنفس تلك الدرجات لكنها قوية و متينة و رصينة و متدفقة من الداخل. إنكم اليوم تعتمدون على أنفسكم. سمعتم في تقرير الآمر المحترم للقوة الجوية إنكم أنتم الذين تصنعون قطع الغيار و أنتم الذين تصنعون الأدوات و أنتم الذين توفرون الإمكانيات و أنتم الذين تدبرون الأمور، و لم يكن الأمر كذلك في ذلك الزمن. نعم، في تلك الحقبة كانوا يأخذون الأموال دون حساب و كتاب - و قد واجه المسؤولون الحكوميون في الوقت الحاضر هذه الحالة و الأموال التي كانوا يأخذونها يومذاك دون حساب و كتاب - و يوفرون في المقابل الأدوات للقوة الجوية بالأثمان التي يريدونها هم. طبعاً بعد الثورة أراد البعض أن يعيدوا طائرات الأف 14 التي كانوا قد اشتروها لتوّهم، و لم نسمح لهم بحول الله و قوته. كانوا يريدون إعادتها لكي لا تكون لدينا حتى هذه المعدات. و اليوم فإن القوة الجوية لها إبداعاتها و اقتدارها و قدراتها التي لا تقبل المقارنة بتلك الفترة، و ينبغي أن تزداد قوة يوماً بعد يوم.
عندما يتعرض شعب لتهديد الأعداء فإن واجب الدولة بالدرجة الأولى هو صيانة أمن ذلك الشعب. الواجب الأول للدولة هو الحفاظ على أمن البلاد و أمن الشعب. يصان هذه الأمن بطرائق و أنحاء مختلفة، منها الطريق العسكري و تقوية البنية العسكرية. يجب عليكم اليوم أن تتوفروا على كل الأدوات التي يمكنها ضمان الأمن و إبقائه. بعض هذه الأدوات نصنعها و بعضها نشتريها، و بعضها تحفظونها. ينبغي أن تتقدم القوة الجوية إلى الأمام باستمرار، أي يجب أن لا تقنع بأية حدود.
وثقوا ما استطعتم من أواصركم بالنظام الإسلامي و بهذا التيار الهائل للشعب الذي تلاحظون أنه سائر خلف النظام الإسلامي و خلف الثورة باستمرار حتى بعد 37 سنة. قلوب الشعب تتقوى عندما يشاهدون القوات المسلحة معهم و إلى جانبهم و أمامهم و تحميهم. و القوات المسلحة أيضاً تتقوى قلوبهم بالشعب السائر وراءهم و إلى جانبهم. كانت هذه كلمات و نقاطاً حول القوة الجوية.
هناك عيدان أمامنا، أحدهما عيد الثورة في يوم الثاني و العشرين من بهمن، أي بعد ثلاثة أيام. و الثاني عيد الانتخابات، فالانتخابات أيضاً عيد في الواقع. علينا أن نحيي و نكرّم هذين العيدين. هذان العيدان عيدان زاخران بالمعاني و المضامين بالنسبة لنا. بخصوص العيد الأول و هو عيد الثورة - يوم الثاني و العشرين من بهمن - فإن شعبنا أحيى بحق هذا اليوم طوال هذه الأعوام السبعة و الثلاثين و بالمعنى الواقعي للكلمة. العيد معناه المناسبة التي تتكرر كل سنة، و جذر كلمة العيد من العود، أي أن نكرر مناسبة ما في يوم معين من كل سنة، تكرار بهيج مسرور. هذا التكرار البهيج استمر بالنسبة ليوم الثاني و العشرين من بهمن و هو يوم انتصار الثورة في كل سنة بشكل قوي و مقتدر. هذا شيء منقطع النظير في إيران و العالم. أي كان هناك بلدان حصلت فيها ثورات، لكن إحياء الذكرى السنوية للثورة بمشاركة الشعب و بهذا الحجم الهائل في كل أرجاء البلاد حالة غير مشهودة في أي مكان من العالم. هذا الشيء الذي أقوله واقع و معلومات و إطلاع، و ليس حدساً أو تحليلاً، بل هو واقع. إنهم يحيون ذكرى الثورة في البلدان الثورية، فيقف عدد من الأشخاص هناك على الإيوان و يسير أمامهم عدد من الأفراد كاستعراض، و تكون هذه احتفالات ذكرى الثورة، أما الناس فمشغولون بشؤونهم و أمورهم.
و هنا يجري إحياء و تكريم ذكرى الثورة و الاحتفال بها من قبل الشعب نفسه في الأساس. الناس هم الذين يأتون في الجوّ البارد و المشكلات و الثلوج و الأمطار و الصقيع و في كل الأحوال و ينزلون إلى الساحة و يعبرون عن أنفسهم، مشاركة شعبية. هذه سلسلة لا تنتهي. ربما كان نصف الذين يشاركون هذه السنة في الثاني و العشرين من بهمن أشخاصاً لم يشهدوا أصلاً يوم الثاني و العشرين من بهمن سنة 57 ، فأعمارهم لا تسمح لهم بذلك، و قد ولدوا بعد الثاني و العشرين من بهمن سنة 57 ، لكنهم يشاركون. و الواقع أن هذا إعادة إنتاج للثورة، لأن ثورتنا لم تكن بالرصاص و البنادق و ما شابه ذلك، بل كانت بتواجد أبناء الشعب بأجسامهم في الشوارع. شارك أبناء الشعب في الساحة لا برغباتهم فقط و ليس بإراداتهم فحسب، و ليس بمشاعرهم و عواطفهم فقط، بل بأجسامهم أيضاً. و قد كانت عملية صعبة، فقد كان أمامهم إطلاق رصاص و نار و موت و أخطار متنوعة. تحملوا هذه الأخطار و نزلوا إلى الشوارع. استمرار هذه الإرادة الفولاذية الصلبة استأصل النظام البهلوي العديم الأسس و المتهرئ و العميل من جذوره. أي إن التواجد الجسماني للشعب إلى جانب الإرادة و العزيمة و المحبة و الدعم و الإسناد في الشوارع و في الساحة، هذه هي علامات التواجد. لقد حافظ الشعب على هذا التواجد و المشاركة مدة سبعة و ثلاثين عاماً. و سترون اليوم بتوفيق و فضل من الله أن تواجد الشعب في الشوارع سيكون تواجداً ملحوظاً و محطماً للأعداء.
يجب عدم السماح لهذه الذكرى بأن تلفها مطاوي النسيان، ينبغي عدم السماح بترك هذا الحدث العظيم لأيدي الغفلة و النسيان. الثورة حية و نحن في منتصف طريق الثورة. أعزائي، تعلمون أن الثورة ليست حدثاً دفعياً، إنما الثورة تغيّر يحصل بشكل تدريجي. نعم، لا بدّ من التحرك الثوري في البداية و لا مندوحة من تأسيس نظام ثوري، و لكن إلى حين تستطيع هذه الثورة أن ترسّخ أركانها و دعاماتها و تحقق أهدافها هناك عملية تدريجية تقتضي زمناً. إذا نُسيت تلك الأهداف و إذا نُسيت تلك الحادثة فستكون النتيجة ما شوهد في الكثير من البلدان الثورية الظاهر. بعض الثورات قتلت في مهدها - مثل هذه التي كانت في زماننا في السنوات الأخيرة حيث وقعت و قتلت في مهدها حقاً - و بعضها تموت في شبابها بعد أن تولد. و السبب هو ذاك، السبب هو الانحراف عن الأهداف المعلنة. تلك الأهداف يجب أن تبقى، هدف العدالة الاجتماعية، و هدف تحقيق الحياة الإسلامية بالمعنى الواقعي للكلمة - و عزة الدنيا و الآخرة كامنة في الحياة الإسلامية - و هدف تأسيس مجتمع إسلامي يتوفر فيه العلم و العدل و الأخلاق و العزة و التقدم. هذه هي الأهداف، و نحن لم نصل بعد إلى تلك الأهداف و لا نزال في منتصف الطريق إلى تلك الأهداف.
حادثة الثورة و حقيقتها يجب أن تبقى حية متفاعلة في أذهاننا و قلوبنا. و جبهة الأعداء تركز على هذه النقطة بالتحديد. حين ترون في الأخبار الخارجية أن السياسي الأمريكي الفلاني يقول إننا لا نعتزم تغيير نظام الجمهورية الإسلامية بل نروم تغيير سلوكه - و هم يقولون ذلك و قد سمعتموه - فإن تغيير السلوك معناه أن سلوك نظام الجمهورية الإسلامية كان لحد الآن سلوكاً ثورياً و في خدمة الثورة و نريد تغييره. و قد قلتُ لدبلوماسيي بلادنا الذين اجتمعوا هنا قبل عدة أشهر (2) إنهم لا يخشون اسم الجمهورية الإسلامية كثيراً، و لا يخافون حتى من أن يكون على رأس الجمهورية الإسلامية شخص معمّم إذا فقدت الجمهورية الإسلامية مضمونها و محتواها و إسلاميتها و ثوريتها، فإنهم سيتأقلمون معها. ما يعادونه هو مضمون الجمهورية الإسلامية، هكذا هي جبهة الأعداء. تنصب كل مساعيهم على القضاء على مسيرة الجمهورية الإسلامية نحو الأهداف الإلهية و الإسلامية و الأهداف التي تحقق العزة و القدرة، و يسعون لإعادة سلطتهم و هيمنتهم على هذا البلد.
لقد كنا لسنين طويلة تحت هيمنة العدو، في كل فترة من الفترات بشكل من الأشكال، في الفترة القاجارية بشكل و في الزمن البهلوي بشكل. في الحقبة القاجارية كنا تحت هيمنة متنافسين إثنين هما بريطانيا و روسيا آنذاك، و لم يكن الاتحاد السوفيتي موجوداً. أحد المتنافسين يحصل على امتياز فيأتي الآخر و يقول لقد أعطيت ذاك الطرف امتيازاً فأعطني أنا أيضاً امتيازاً، فيأخذ بذلك امتيازاً. كان هناك سباق حصول على امتيازات بين القوتين في هذا البلد، و كان أولئك العديمي الغيرة الحاكمون في بلادنا يضحّون بالشعب و أهداف الشعب على صخرة الأجانب. و لم تكن نفوس إيران في ذلك الحين أكثر من خمسة عشر أو عشرين مليون نسمة، و قد ضحّى أولئك بكل ما للشعب في سبيل الأجنبي. هكذا كان الوضع في زمانهم، و في الزمن البهلوي كان بشكل آخر، و هو شكلٌ أسوء طبعاً من السابق، أي إنهم ساروا على طريق خدمة أهداف الأجانب و فتحوا البلاد لهم. لأن الثقافة الإيرانية و الإسلامية كان يمكنها أن تحضّ الشعب على المقاومة عملوا على تغيير هذه الثقافة. تلك الروح التي استطاعت في قضية التنباك أن تصفع الشركة الأجنبية على فمها و تلك الحوافز التي استطاعت تحشيد الشعب في الساحة في قضية الثورة الدستورية، حاولوا في العهد البهلوي القضاء عليها، هذا ما كانوا يسعون إليه. قام رضا خان و محمد رضا بكل ما أراده الأجانب خدمة لهم. طبعاً هم أيضاً لم يكونوا يؤمنون بذلك لكنهم قاموا بكل ما أراده الأجانب. كان هذا هو وضع البلاد على مدى سنين طويلة.
استطاع هذا البلد بسبب جوهره الإسلامي و بسبب مواهبه الإيرانية و لما في المجتمع الإيراني من امتيازات و خصائص لا تمتلكها الكثير من المجتمعات المجاورة و الكثير من المجتمعات في العالم، استطاع بسبب هذه المميزات و بسبب ظهور قائد استثنائي مثل الإمام الخميني الجليل أن ينقذ نفسه من تحت كل هذه الأعباء و يقف على قدميه و يقول كلمته و يفعل فعله و يطلق مسيرته. و هم الآن يريدون القضاء على كل هذه الإنجازات، هذا ما تريده جبهة الأعداء اليوم.
صحيح أن ضجيج الحرب الصلدة يجول في أفواه الأعداء اليوم - و هذا شيء ممكن، فمع أننا نستبعده لكنه ليس بالشيء المستحيل - لكن ما هو مدرج حالياً في جدول أعمالهم هو الحرب الناعمة. هدف الحرب الناعمة هو أن تسلب مكوّنات الاقتدار من بلد ما. يريدون سلب نظام الجمهورية الإسلامية و الشعب الإيراني مكوّنات الاقتدار و عناصره و تبديله إلى شعب ضعيف ذليل مستسلم، هذا هو الهدف. و بعد أن أصبح الشعب مستسلماً فلن تعود هناك حاجة أساساً لحرب صلدة، و إذا كانت هناك حاجة لذلك فسيستطيعون القيام بذلك دون هموم و جهود كبيرة، لكنهم لا يتجرأون على ذلك اليوم. يوم يصاب الشعب الإيراني بالضعف لا سمح الله و يفقد عناصر قوته فسيكون من السهل عليهم جداً القيام بذلك العمل. إحياء الثورة في الأذهان و حفظ و حراسة التفكير الثوري و التوجهات الثورية في العمل و في الأقوال و في السلوك و في اتخاذ القرارات و في المقررات و في القوانين، هذه هي الأعمال و الممارسات التي بوسعها الحؤول دون ذلك الوضع المفزع، و تستطيع إبقاء الشعب على نفس هذه الجادة الرصينة المستقرة. طيب، هذا ما يتعلق بشؤون عيد الثورة و سيكون حضور الشعب في الثاني و العشرين من بهمن في الشوارع و الميادين المختلفة إن شاء الله و بفضل من الله حضوراً يبث اليأس في نفوس الأعداء. ثم هناك عيد الانتخابات، فالانتخابات أيضاً عيد.
كنتُ قد تحدثت قدراً ما عن الانتخابات في السابق (3)، و الكلام عن الانتخابات كثير. الانتخابات حقن دماء جديدة في جسم نظام الجمهورية الإسلامية، فهي بمثابة تجديد للقوى و تحديث للطاقات من أجل الشعب. تأتي جماعة من الأفراد و يتولون على عاتقهم مسؤوليات و يقومون بالأعمال، يستطيعون إنجاز المهام بمقدار معين و لا يستطيعون إنجازها بمقدار معين، و بعض الأفراد يستطيعون و بعضهم لا يستطيعون، قُرر للشعب هذا الحق بأن يأتي في محطات معينة إلى وسط الساحة و يتخذ قراره بمن يتولى المسؤولية و من لا يتولاها في خصوص مجلس الشورى الإسلامي أو رئاسة الجمهورية و غير ذلك لمدة أربعة أعوام، و بخصوص مجلس خبراء القيادة لفترة أطول من ذلك. هذا هو معنى الانتخابات، معناها روح جديد و دم جديد و أنفاس جديدة تضخ في البلاد و الشعب و الأمة. هذه هي الانتخابات. و من هنا يأتي إصراري على مشاركة الجميع في الانتخابات. عندما تكون الانتخابات شاملة عامة و يشارك فيها الجميع سيكتسب البلد العزة و يحرز نظام الجمهورية الإسلامية العزة و سيتمتع البلد بالضمانة في حراسته و أمنه، و كذلك نظام الجمهورية الإسلامية. إنها بيعة مجددة مع الأهداف السامية، هذا هو معنى الانتخابات. لذلك فإنها فريضة على كل الناس أن يشاركوا في هذا الحدث العظيم.
من الأهداف الدائمية لجبهة الأعداء - و على رأسها أمريكا - منذ مطلع الثورة إلى اليوم هو إيجاد هذه الثنائية القطبية بين الشعب و النظام الإسلامي، و هذا على الضد تماماً من الشيء الذي قامت الثورة الإسلامية على أساسه، أي الاندماج التام بين النظام و الشعب. هم أرادوا إيجاد هذه الهوّة و لم يفلحوا بالطبع. و الانتخابات من جملة الأمور التي تبث اليأس في نفوس الأعداء على هذا الصعيد، أي إنها مؤشر على التلاحم الوثيق بين النظام و الشعب، و تزيل هذه الثنائية القطبية التي يطمح لها العدو. بهذا الاعتبار تعدّ الانتخابات مصداقاً لـ «اِن تَنصُرُوا الله».
يقول القرآن الكريم: «اِن تَنصُرُوا اللهَ ينصُركم» (4). إذا نصرتم الله فإن الله تعالى سينصركم. ما هي نصرة الله؟ و كيف ينصر الإنسانُ الله؟ نصرة الله تعني السعي لتحقيق الإرادة التشريعية الإلهية على الأرض. و الجمهورية الإسلامية أكبر مصاديق ذلك. كل من ينصر الجمهورية الإسلامية بأيّ شكل «اِن تَنصُرُوا الله» يكون قد نَصَرَ الله. و عندها، ما سيكون جواب ذلك؟ ينصُركم، الله أيضاً سينصركم. أولم يكن ذلك؟ أولم يكن ذلك منذ بداية الثورة؟ أولم نجرب ذلك؟ من الذين واجهونا منذ بداية الثورة و إلى اليوم؟ لينظر الجميع نظرة دقيقة بحق. و بالطبع فإن أهل الفكر و النظر و التدبر ينظرون هذه النظرة. منذ مستهل الثورة وقفت القوى المادية الأولى في العالم بوجه نظام الجمهورية الإسلامية و لم تستطع فعل شيء. عندما تحدث الثورة في بلد من البلدان، فإن طبيعة الثورة أن توجِد قدراً من الاضطراب و عدم الانتظام و الإرباك. في أيام الإرباكات الأولى حاولوا تجزئة البلاد و حاولوا تدبير انقلاب فلم يفلحوا. و أطلقوا الحرب المفروضة و فرضوا الحرب على هذا البلد ثمانية أعوام، و فرضوا الحظر منذ الأيام الأولى، و هذا الحظر الذي ترونه اليوم هو استمرار لذلك الحظر الأول و قد شدّدوه و صعّدوه يوماً بعد يوم. طيّب، أي بلد يستطيع الصمود مقابل كل هذا؟ أي بلد يمكنه المقاومة حيال كل هذه التهديدات؟ لكن نظام الجمهورية الإسلامية و إيران الإسلامية قاومت، و لم تقاوم فقط و لم تحفظ نفسها و حسب بل و قوّت نفسها. قوة الجمهورية الإسلامية اليوم لا تقبل المقارنة بالأيام الأولى، بوصفها قوة إقليمية، و في بعض الأمور تعتبر قوة عالمية، بلدكم في بعض الأمور قوة عالمية. إنه في عداد القوى العالمية، و رأيه في بعض القضايا العالمية أكثر تأثيراً من رأي القوى الأولى في العالم. هكذا هو الوضع اليوم. لقد تحول هذا البلد إلى مثل هذا الشيء. أي إن النصرة الإلهية حلت و نزلت. «اِن تَنصُرُوا الله» التي قمتم أنتم بها تلاها و جاء بعدها «ينصُركم». لقد نصركم الله، و لو لا نصرة الله لما أمكن ذلك. هذه الـ «اِن تَنصُرُوا الله» يجب أن تستمر. مشاركة الشعب في الانتخابات من ضمن هذه الأمور.
طبعاً لديّ الكثير مما أقوله حول الانتخابات. و يقولون بعض الأشياء، يُطلق هذه الأيام كلامٌ لا أريد الخوض فيه، و هم يتسببون في تشويش الرأي العام و بث الشكوك و الترديد في قلوب الشعب، و هو كلام خاطئ و غير مناسب، لمجرد النظرة السياسية للأمور و ترك النظرة الإلهية جانباً بالكامل، يُسمع مثل هذا الكلام أحياناً في هذه الأيام. لا أروم الخوض في هذه الأمور حالياً، و ما أريد قوله هو أن يعلم الشعب أن عزته و فخره و اقتداره و صموده مقابل جبهة الأعداء رهنٌ بأن يؤدّي واجباته الثورية بشكل جيد، و من أهم هذه الواجبات هو الانتخابات، هذا خطاب للشعب. و لديّ خطابي للمسؤولين بشأن الانتخابات. المسؤولون الحكوميون يبذلون الجهود و يتحملون المشاق حقاً و يسعون سعيهم، سواء لإقامة الانتخابات أو في الأمور الأخرى يعملون و يجدون و يبذلون الجهود. أريد القول لا تشغل الأمور الإعلامية و الصحفية للانتخابات المسؤولين في البلاد عن الأمور المستمرة و الدائمية و الأساسية. الانتخابات مهمة جداً كما قلنا و سنقول. إنها في منتهى الأهمية، لكن الانتخابات قضية مقطعية مؤقتة تتعلق بمحطة معينة و زمن خاص و ما سيبقى هو شؤون البلاد الأساسية و منها قضية اقتصاد البلاد، و تقوية البلاد على الصعيد الاقتصادي و في منظومة الأمور الاقتصادية حتى لا يستطيع العدو الضغط على البلد عبر النافذة الاقتصادية و فرض إرادته على البلاد. إذا كنا غير مرتهنين للنفط و إذا قوينا إنتاجنا الداخلي و طوّرناه فلن ترتعد فرائصنا يوم يهبط سعر النفط من مائة دولار إلى عشرين و نيف من الدولارات. إذا استطعنا إفشاء الازدهار في إنتاج البلاد و القضاء على الركود فلن يضيرنا شيئاً أن يمنع العدو استيرادنا للبضاعة الفلانية. يجب تقوية الاقتصاد الداخلي.
البلد بلد كبير. بلدنا بلد كبير و ذو أربعة فصول. لدينا بلد بإمكانيات وافرة و أهم إمكانياتنا و طاقاتنا هي الطاقات البشرية، طاقات بشرية موهوبة و كفوءة و شابة و متحفزة. لدينا واحد من أكبر أعداد المتعلمين و الخريجين بين بلدان العالم، و لدينا واحد من أعلى أعداد المهندسين في العالم، و في الكثير من الحقول العلمية نحتل المرتبة الرابعة أو الخامسة أو السادسة بين الأوائل في العالم. ليست هذه الطاقات البشرية بالشيء القليل. هذه الطاقات هي أعظم مصدر للتقدم بالنسبة لبلد من البلدان. هذه الأرض الواسعة و هذه الفصول المختلفة و هذه الأقاليم المتنوعة في مناطق البلاد المختلفة و هذه المصادر الهائلة الموجودة في هذا البلد، كلها إمكانيات و فرص تمنحنا القدرة على أن نجعل اقتصادنا اقتصاداً مقاوماً. عندما تجعلون اقتصادكم في الداخل اقتصاداً مقاوماً فإن الآخرين بدل أن يفرضوا عليكم الحظر سيأتون و يتوسلون بكم و يتملقون لكم. عندما يجدون أنكم لا تأبهون لضغوطهم الاقتصادية و لحظرهم الاقتصادي و لا تتراجعون و لا تضطرون لقبول الهزيمة، عندها سيعلمون أن من الحماقة أن يفرضوا حظراً و سيفهمون أن ذلك عمل لا طائل منه. هذا هو أساس المسألة. و لهذا أقول الاقتصاد المقاوم و أكرره و أشدد عليه. إنني أنادي منذ عشرة أعوام أو إثني عشر عاماً بصوت عال و أقول إننا إذا جعلنا اقتصاد البلاد مقاوماً في الداخل فستزول غالبية المشكلات التي يخلقها لنا العدو، و عندئذ ستكون هناك حلول واضحة لقضية فرص العمل لشبابنا و للتغلب على كثير من الآفات الاجتماعية الناجمة عن البطالة و الركود.
توصيتي لمسؤولي البلاد المحترمين أن لا تشغلهم هذه الضجات الصحافية الانتخابية و أن يفكروا بالاقتصاد. وجّهوا المصادر و الأرصدة بالاتجاه الذي يجب أن توجّهوها نحوه، أي نحو الإنتاج سواء الإنتاج الزراعي أو الإنتاج الصناعي. بلد بهذه العظمة و بهذا الحجم و بكل هذه المواهب المتنوعة، يخجل الإنسان عندما يرى - و أنا أشاهد ذلك في الصحف و أنتم تشاهدونه في الشوارع - أنه مملؤ بأنواع و صنوف الفواكه الأجنبية في شوارعه! برتقالنا و تفاحنا يبقى على الأشجار و نذهب لنستورد فاكهة أجنبية؟ ينبغي التفكير في هذا و معالجته. ليوجّهوا مصادر البلاد نحو الإنتاج لا نحو مزيد من التبعية و ليس نحو الاستيراد. و حين تأتي قضية مثل قضية الانتخابات تشغل أذهان الجميع و يخوض فيها الجميع. لا، هذه قضية عابرة مؤقتة. الذين يجب أن يفكروا يعملون و يفكرون، و الذين يجب أن يعملوا يعملون، فلا يشغل مسؤولو البلاد أذهانهم بهذه الأمور. هذا شيء أقوله لشعبنا العزيز و للمسؤولين المحترمين: كل سياساتنا و كل سلوكياتنا ينبغي أن توجّه صوب قضية وجود جبهة العدو الواسعة، يجب أن نصب كل اهتمامنا على ذلك. الشعب لا يمدح أي إنسان أو أية جماعة تغفل عن وجود العدو. الشعب لا يثني عليهم بأنهم كانوا متفائلين بالجميع. نعم، هو يبتسم و أنت أيضاً تبتسم، و لكن إحذر مما وراء هذه الابتسامات. يجب عدم نسيان العداوات، و يجب عدم نسيان الأعداء. هناك جبهة أعداء مقابلنا. إننا اليوم يجب أن نتفطن إلى دور العدو في قضية أمننا و في قضية اقتصادنا و في معيشتنا و في ثقافتنا و في قضية شبابنا و في قضية الآفات الاجتماعية، فما هو دوره فيها؟ يجب أن نخطط و نشرّع القوانين و نعمل و نتحدث على هذا الأساس. الغفلة عن الأعداء ليس فيها فخر، لنعلم أن هناك عدواً. البعض يعترضون: لماذا تكررون العدو العدو دائماً؟ طيب، إنْ لم نكرر سننسى أن لنا عدواً و عندها سيأتي العدو أثناء غفلتنا و يفعل كل ما يحلو له.
يجب معرفة العدو و يجب أيضاً معرفة عداءاته. على حدّ تعبير سعدي الشيرازي - ما يشبه هذا التعبير - إذا خاب ظن العدو بكل الحيل و الأعمال حرّك سلسلة الصداقة، و إذا حرّك سلسلة الصداقة فعل ما لا يستطيع فعله أيّ عدوّ (5). أي إنه يوجّه الضربات و الخسائر و الأضرار و هو بثياب الصديق. كلنا يجب أن نتنبه لهذه الأشياء و الأمور. الحمد لله على أن نشاطات مسؤولي البلاد جيدة فهم يعملون و الحق يقال و يبذلون مساعيهم و جهودهم، و لكن ينبغي التدقيق و الحذر بشكل مضاعف، لأن هذا العدو عدوّ غدار و وقح و لا يخجل.
أمريكا اليوم لا تجيب عن أبسط سؤال من أسئلة الرأي العام العالمي. الرأي العام في العالم يسأل الأمريكيين: هل تعلمون أن بلداً راح يقصف اليمن منذ عشرة أشهر أو أحد عشر شهراً، و يدمّر مدنه؟ هل أنتم على علم بذلك أم لا؟ إذا كنتم على علم بذلك فلماذا تدعمون؟ إذا كنتم تعلمون فلماذا لا تعترضون؟ إذا كنتم تعلمون وتعتبرون ذلك جريمة فلماذا تساعدهم طائراتكم المختصة بحمل الوقود؟ لماذا تساعدون؟ لماذا تدعمون؟ إنكم تتحدثون عن حقوق الإنسان فأجيبوا عن هذا. أنْ يقتل آلاف الأطفال و آلاف النساء و الرجال غير العسكريين داخل بيوتهم و في المستشفيات و المدارس بدون أي دفاع، أليس هذا إرهاباً؟ أليس هذا أوقح و أقسى أنواع إرهاب الدولة؟ لماذا تدعمونه؟ الأمريكان لا يجيبون عن هذا. ينظرون مباشرة تماماً في أعين الناس في العالم و يزعمون مناصرة حقوق الإنسان! هذا عن اليمن. ليست القضية قضية هذه السنة الأخيرة، فهناك فلسطين بسابقتها التي تعود لستين أو خمسة و ستين سنة. ترون ما الذي يفعلونه بشعب فلسطين، ترون أنهم يهدمون بيوتهم و يدمّرون مزارعهم، و ترون أنهم يبنون و يسكنون الصهاينة و هم مسلحون في تلك البيوت و يبقونهم مسلحين. إنكم ترون هذه الأشياء فلماذا لا تدافعون؟ لماذا تعطون الأموال؟ لماذا تتنازلون دائماً حيال ما تسمونه أنتم أنفسكم اللوبي الصهيوني داخل أمريكا و تتملقونه دائماً؟ لماذا؟ هذه أسئلة بسيطة من الرأي العام.
لا يجيبون حتى عن كلمة واحدة من هذه الأسئلة، ثم يدعون الصداقة و مناصرة حقوق الإنسان و يزعمون الديمقراطية. في البلدان التي هي حليفة لأمريكا في منطقتنا لا يمكن ذكر اسم الانتخابات، بل هم لا يعرفون ظاهرة اسمها الانتخابات، إنهم لا يفهمون ما الانتخابات أصلاً، لكن أمريكا المناصرة للديمقراطية لديها عهود و عقود أخوة معهم، و أية عقود؟! تدافع عنهم بكل الأشكال. عدونا مثل هذا العدو، و أمريكا مثل هذا الموجود. طبعاً قلتُ مراراً إن المراد هو الهيئة الحاكمة في أمريكا و القصد هو النظام الأمريكي - و لا شأن لنا بالشعب الأمريكي - النظام الأمريكي مثل هذا النظام. يقومون بأوقح الأعمال الممنوعة ثم يبتسمون في وجه الإنسان و لا يجيبون عن هذه الأسئلة! طيب، إذا كان لديهم جواب حقاً فليجيبوا الرأي العام العالمي. حين يكون البلد مقابل مثل هذا العدو فيجب عليه اليقظة و الحذر، الشعب الإيراني يجب عليه اليقظة و الحذر. و بفضل من الله فإن شعب إيران يقظ حذر واع، و قد استطاعت حركة الشعب العظيمة هذه لحد الآن إحباط تدابير هذا العدو المحتال الغدار الخبيث، و سوف تذل هذا العدو بعد الآن أيضاً بفضل من الله.
أعزائي، اعرفوا قدر مسؤولياتكم، و اعرفوا قدر شبابكم. أنتم شباب و متحفزون و تتحملون مسؤولية و تستطيعون العمل. العمل في مثل هذه الأجواء و البيئة يعدّ عبادة. اعملوا بنية خالصة و لأجل تقدم البلاد و الجيش و القوة الجوية نحو هذه الأهداف. اعملوا أكثر فأكثر و سوف يمنّ الله تعالى بمزيد من البركة على أعماركم و جهودكم.
نتمنى أن تكون الروح الطاهرة للإمام الخميني الجليل و أرواح الشهداء المطهرة، و خصوصاً شهداء القوة الجوية في جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية راضية عنكم جميعاً و عنا جميعاً.
و السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته.‌

الهوامش:
1 - في بداية هذا اللقاء تحدث الأمير اللواء الطيار حسن شاه صفي القائد العام للقوة الجوية في جيش الجمهورية الإسلامية في إيران.
2 - كلمة الإمام الخامنئي في لقائه وزير الخارجية الإيراني و المسؤولين في وزارة الخارجية الإيرانية و رؤساء ممثليات الجمهورية الإسلامية الإيرانية في خارج البلاد بتاريخ 01/11/2015 م .
3 - من ذلك كلمة الإمام الخامنئي في لقائه بأئمة الجمعة من كافة أنحاء البلاد بتاريخ 04/01/2016 م .
4 - سورة محمد، شطر من الآية 7 .
5 - گلستان (روضة الورد) لسعدي الشيرازي، الباب الثامن، بقليل من الاختلاف.