أصدر سماحة آية الله العظمی السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية يوم الأربعاء 2010/07/21 م بياناً بمناسبة مرور سبعة أيام علی استشهاد عدد من أهالي زاهدان المتدينين في الإنفجار الإرهابي الذي وقع في المسجد الجامع بهذه المدينة، و اعتبر فيه الأجهزة التجسسية الأمريكية و الصهيونية و البريطانية الداعم الرئيس لهذه الجريمة مؤكداً: من الأهداف الرئيسية للأعداء من خطوتهم الإرهابية هذه زرع الخلافات و الفتن الطائفية، لكن الجمهورية‌ الإسلامية لن تسمح لعملاء الاستكبار العالمي بالوصول إلی أهدافهم و من واجب جميع الأجهزة المسؤولة في السلطات الثلاث مجابهة أعداء وحدة الشعب و أمنه بحسم و جد و معاقبتهم علی أعمالهم.
فيما يلي ترجمة نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
حل اليوم السابع لاستشهاد عدد من أبناء وطننا المؤمنين المخلصين المظلومين في زاهدان علی أيدي المجرمين الإرهابيين. في هذا الحدث الدامي عملت اليد الأثيمة و المجرمة للمنحرفين الوهابيين المتعصبين، بدعم و إثارة للفتن من قبل الأجهزة التجسسية الأجنبية، علی زرع اللوعة في قلوب و فرض الحزن علی عدد من العوائل سطعت عليها أنوار محبة أهل بيت النبي عليه و عليهم السلام و نقاها ضياء المعرفة و التوحيد الخالص.
لقد سلم المتعصبون العميان الجاهلون القتلة قلوبهم و بواطنهم المظلمة لقوی فاسدة أثبتت عداءها للإسلام و المسلمين مرات و مرات، و أبدت أينما و متی ما استطاعت عنادها و بغضها للمسلمين، و وجهت ضرباتها لهم. و عداؤهم للجمهورية الإسلامية إنما هو بسبب رفعها راية الإسلام في هذا البلد و دعوتها الدائمة للاتحاد و الاقتدار و العزة‌ الإسلامية. من أهداف الأعداء في هذا الحدث الدامي و أشباهه بث الخلافات بين المسلمين. الجمهورية الإسلامية التي كانت لعشرات من السنين أكبر و أوثق حام للمسلمين المظلومين في غزة و فلسطين و أفغانستان و كشمير و سائر المناطق الإسلامية و لا تزال كذلك تتعرض اليوم لهذه المؤامرة الخبيثة التي تقف وراءها الأجهزة التجسسية لأمريكا و الكيان الصهيوني و بريطانيا لكي تتعرض حسب وهمهم الواهي لفتنة طائفية و نزاع شيعي سني. غافلين عن أن أهل السنة في إيران الإسلامية و كما هو الحال بالنسبة لإخوتهم الشيعة أثبتوا مراراً وفاءهم لهذا النظام الإسلامي المقدس، و نهضوا بكل رجولة و إيمان للدفاع عن الجمهورية الإسلامية و بلد إيران العزيز بوجه الإستكبار و عملائه المرتزقة. إن ظهور و نمو الإرهاب الوحشي الأعمی في منطقتنا هو أساساً وليد السياسات الأمريكية و البريطانية الخبيثة و مرتزقتهم الحكوميين و غير الحكوميين، و الواجب علی كل المسلمين مواجهة و مكافحة هذا الوليد المشؤوم النحس الذي يمثل مصداقاً بارزاً للإفساد في الأرض و محاربة الله و رسوله.
جميع فرق أهل السنة في ‌إيران و البلدان الجارة المستهدفة سمعتهم الإسلامية من قبل هذه السياسة الخبيثة، و خصوصاً علماء ‌الدين و المثقفين و الجامعيين، يتحملون واجبات أثقل. الواعون من الشيعة و السنة في جميع البلدان الإسلامية و العربية عليهم أن يشرحوا للجميع الأغراض القذرة للأعداء من إيجاد و تقوية الإرهاب الطائفي و تحذيرهم من خطر الفتن الطائفية‌ الكبير الذي يتمناه أعداء الإسلام كأمل كبير.
الجمهورية‌ الإسلامية لن تسمح بإذن الله تعالی لعملاء الاستكبار العالمي تحت مسميات الوهابية و ما شاكل، بزرع الخلاف بين الإخوة المسلمين. و الأجهزة الحكومية‌ المسؤولة في كل واحدة من السلطات الثلاث من واجبها حسب مسؤولياتها مواجهة أعداء أمن البلاد و وحدته بحسم و جد، و إنزال العقاب المناسب بمثيري الفتن علی أعمالهم. و علی الشعب المؤمن الطاهر الحفاظ علی هدوئه و بصيرته و اجتناب أي فعل غير مدروس لمساعدة المأمورين و المسؤولين في البلاد علی النهوض بواجباتهم.
إنني أحيي مرة أخری أرواح الشهداء الأعزاء في حادثة زاهدان الدامية التي عرجت إلی لقاء الله في ذكری ولادة سيدنا الإمام الحسين عليه آلاف السلام و الثناء، و أعلن تعاطفي مع عوائلهم العزيزة المحترمة، و أسأل الله لهم الصبر و السكينة و الأجر و الثواب الإلهي، و أدعو الله تعالی بتضرع لشفاء الجرحی و المصابين المظلومين عاجلاً.
و السلام علی عباد الله الصالحين و رحمة الله و بركاته
السيد علي الخامنئي
30 تير 1389