وأشار قائد الثورة الإسلامية خلال هذا اللقاء إلى كلمة الرئيس الأمريكي ليلة أمس وخروج أمريكا من الاتفاق النووي بقوله: سمعتم ليلة أمس تصريحات الرئيس الأمريكي السخيفة والواهية. لربما تضمنت تصريحاته أكثر من عشرة أكاذيب. لقد هدّد النظام [الإسلامي في إيران] وهدّد الشعب الإيراني أيضاً بأنه سوف يفعل ويفعل. وأنا أردُّ عليه بالنيابة عن الشعب الإيراني: يا سيد ترامب، خسئت!.
وتابع سماحته: لم يكن ما حدث؛ أي تصرّف الرّئيس الأمريكي المعيب والتّافه مخالفاً لتوقّعاتنا. لقد كان هذا النّوع من التصرّفات ملحوظاً أيضاً خلال فترة رئاسة الرّؤساء السابقين وكان يظهر في كلّ فترة رئاسيّة على نحوٍ معيّن.
وشدّد سماحته قائلاً: لقد صمد الشعب الإيراني بقوّة ومات [الرؤساء الأمريكيون السابقون] وتحوّلت عظامهم إلى رميم ولا تزال الجمهورية الإسلاميّة باقية. هذا السيّد سيُدفن أيضاً وسيكون جسده طعاماً للديدان والأفاعي وسوف تبقى الجمهوريّة الإسلاميّة صامدة.
وذكّر قائد الثورة الإسلاميّة قائلاً: لقد قلتُ منذ اليوم الأوّل بأن لا تثقوا بأمريكا؛ قلتُ ذلك في الجلسات العامّة وفي الجلسات الخاصّة أيضاً.
وأضاف الإمام الخامنئي: قلتُ لهم إذا أردتم عقد اتفاق فينبغي عليكم الحصول على الضمانات الضروريّة ولتعقدوا الاتفاق بعد ذلك. لقد كانت إحدى الشروط التي قلتها بأنّه يجب على الرّئيس الأمريكي أن يوقّع [على الاتفاق]. بذل المسؤولون الأفاضل جهوداً مضنية ولكن، لم يستطيعوا تحقيق ذلك.
وأردف سماحته قائلاً: مضى عامان ونصف ونحن ننفذ هذا الاتفاق ومن ثمّ يأتي هذا الرّجل الحقير ويقول "إنّني لا أعترف به".
وحول استمرار إيران في تنفيذ الاتفاق النووي بعد خروج أمريكا منه قال الإمام الخامنئي: يُقال بأنّنا سنواصل [الاتفاق النووي] مع ثلاثة بلدان أوروبيّة. لستُ واثقاً بهذه البلدان الثلاثة أيضاً؛ لا تثقوا بهم أنتم أيضاً. إذا أردتم عقد اتفاق، فلنحصل على ضمانات عمليّة وإلا فإنَّ هؤلاء سيقومون جميعاً بما فعلته أمريكا. 
وخاطب سماحته مسؤولي الدولة مشيراً إلى شرط الاستمرار بالاتفاق النووي من دون وجود أمريكا ضمنه قائلاً: إذا استطعتم أخذ ضمانات فهذا أمرٌ جيد، وأنا أستبعد ذلك. وإذا عجزتم عن أخذ ضمانات حتميّة وحقيقيّة فلن يكون مقدوراً مواصلة تنفيذ الاتفاق. 
وواصل قائد الثورة الإسلاميّة كلامه قائلاً: يخضع مسؤولو البلاد لامتحانٍ كبير: هل سيحفظون عزّة الشعب الإيراني أو لا؟ يجب أن يتمّ تأمين عزّة ومصالح الشعب بالمعنى الحقيقي للكلمة.
واستذكر الإمام الخامنئي خلال كلمته أيام بداية الملف النووي الإيراني حيث قال سماحته: حين بدأ الملف النووي قال بعض مسؤولي البلاد "لماذا تصرون على الاحتفاظ [والاستمرار بالملف النووي]، دعوه جانباً"... طبعاً كلامهم هذا كان كلاماً خاطئاً [بشكل كامل]، الملف النووي أمرٌ تحتاجه البلاد ووفقاً لما أعلنه الخبراء سوف تحتاج البلاد بعد عدة سنوات 20 ألف ميجا واط من الطاقة الكهروذرية.
وأردف سماحته: في تلك الأيام كنا نقول أن قضية أمريكا مع إيران لا علاقة لها بالطاقة النووية وما الملف النووي سوى ذريعة "تتذرع بها"؛ كانوا يقولون لنا "لا، ليس الأمر بهذا الشكل". والآن شاهدتم كيف كان توقعنا صحيحاً. لقد قبلنا الاتفاق النووي ولكن العداء للجمهورية الإسلامية لم ينتهِ.
وتابع قائد الثورة الإسلامية كلمته بقوله: اليوم يطرحون قضية تواجد الجمهورية الإسلامية في المنطقة وقضية الصواريخ؛ حتى إذا قبلنا هذه الأمور، فلن تنتهي القضية، وسوف يبدأون [الحديث] عن قضية أخرى.
وعلّل سماحته سبب عداء أمريكا للنظام الإسلامي في إيران بكون الثورة الإسلامية حجمت سلطة أمريكا وقطعت يدها عن البلاد حيث قال سماحته: إنّ سبب معارضة أمريكا للنظام الإسلامي في إيران يتمثل بأنَّ أمريكا كان لديها سلطة كاملة [على البلاد] وجاءت الثورة الإسلامية وقطعت يد أمريكا [وأزالت هيمنتها].
ولفت قائد الثورة الإسلاميّة إلى نوايا الأمريكيين قائلاً: يريد الأمريكيون أن يرأس البلاد حكّامٌ يسلبونهم أموالهم وينفّذون الأوامر ويستطيعون تغييرهم متى ما شاؤوا ذلك. مثلما قاموا بخلع رضا خان وتعيين ابنه بدلاً عنه؛ كما أنّ هذه الحالة مشهودةٌ في بلدان الخليج الفارسي، وهم أشبه بعبدٍ ذليلٍ لأمريكا.
وذكّر الإمام الخامنئي برسالة ترامب إلى حُكَّام بلدان الخليج الفارسي قائلاً: منذ بضعة أيّام أرسل ترامب رسالة إلى حُكّام بلدان الخليج الفارسي وقد حصلنا على نسخة منها. كتب فيها بأنّني أنفقت لأجلكم 7 تريليون دولار وعليكم بأن تقوموا بالأمر الفلاني. لقد أنفقت لتسيطر على سوريا والعراق؛ حسناً لقد عجزتَ عن ذلك، فلتذهب إلى الجحيم!
وأشار سماحته إلى سيطرة أمريكا على بعض البلدان العربيّة قائلاً: [الرئيس الأمريكي] يقول "يجب" أن تقوموا بالعمل الفلاني؛ وهو يريد أن يُملي إرادته على الجمهوريّة الإسلاميّة أيضاً. الشعب الإيراني شعبٌ مستقلٌ وعزيز. لقد سلب الحكام السابقون هذا الشعب عزّته وأذلّوا النّاس. وجاءت الآن الجمهورية الإسلاميّة وجاءت الثورة ولا يستطيع الأمريكيّون تحمل ذلك.
کما استحضر قائد الثورة الإسلامية كلام بعض المسؤولين في الداخل قائلاً: لقد كان البعض في الداخل يقولون لماذا تصرّون على الوقوف بوجه أمريكا ... فليصفح الله عن تقصيرهم.