شهداء حادثة السابع من تير (27/6/1981) هم شهداء سيادة القيم الإسلامية وهم أساس الجمهورية الإسلامية. لم يكن القتلة والمهاجمين والأوغاد الواقفين خلف عملية اغتيال شهداء حادثة السابع من تير الأعزاء معارضين لشخص أو حزب أو جماعة معيّنة؛ بل كانوا يعارضون أساس النظام الإسلامي واستقلالية إيران. لا تأثير للأسماء ويجب أخذ الحقائق بعين الاعتبار. تتلخّص حقيقة معارضة شخصيات مثل الشهيد بهشتي وسائر الأجلّاء الذين استشهدوا في حادثة السابع من تير في هذه الجملة: مواجهة سيادة الإسلام والقوانين والقيم الإسلامية. لذلك فإنّ لهؤلاء الأعزّاء مكانة بارزة في تاريخنا؛ إن كان الشهيد بهشتي أو سائر الأعزاء الذين استشهدوا في تلك الحادثة الدامية.
~الإمام الخامنئي ٢٠٠١/٦/٢٨
لقد كان شهداء حادثة السابع من تير (27/6/1981) في عداد المتقدّمين ضمن هذا النهج. لقد كنا نعرف العديد من هؤلاء عن كثب؛ أو كنا قد اختبرناهم ورأيناهم وتعرّفنا عليهم في فترة النضال وخلال الأحداث بعد انتصار الثورة، لقد كانوا بالفعل يحملون أرواحهم على أكفّهم ومستعدّين للشهادة. عندما كانت تصلهم أخبار بأنهم سيستشهدون في سبيل هذا النهج، لم تكن لتسيطر عليهم مشاعر الخوف بل على العكس، كانوا يُسرّون لذلك أيضاً؛ كان ذلك بمثابة بشرى لهم.
على رأس هؤلاء (شهداء حادثة السابع من تير) جميعاً كان شهيدنا الجليل والعزيز، الشهيد آية الله بهشتي، لقد كان إنساناً صاحبَ اعتقاد بما يقول ومقيّداً في أعماله بما يعتقد. كان يدرك وجود الأخطار أيضاً؛ وكان يعلم أن الساحة مزروعة بالألغام. وأنّ كل لحظة وكلّ ساعة تحمل معها الخوف من فقدان الروح؛ لكنّه كان يتطلع إلى الهدف ويسير في هذا الطريق بشجاعة دون أن يدع للخوف طريقاً إلى قلبه. لقد كانت هذه إحدى خصائص ومميّزات هذا الشهيد العزيز. كان منطقيّاً ومقيّداً بالأسس والمبادئ؛ كان يُعدّ أصوليّاً بالمعنى الحقيقي للكلمة. لم يكن ليراعي ويجامل أحداً في الأسس والمبادئ. كنّا نرى أنّ البعض كانوا يحاولون أن يستقطبوه أو يثنوه عن مواقفه من خلال أنواع الحِيل والأساليب المعروفة، وأن يدفعوه للمسايرة؛ لكنه كان راسخاً ومصرّاً على مواقفه.
هكذا تُصنع الشخصيات التاريخيّة والمؤثرة؛ هكذا تبرز في المجتمع وتُخلّد؛ "إنّ الذين قالوا ربّنا الله ثمّ استقاموا". الحديث سهل؛ لكنّ العمل صعب؛ الاستمرار بالعمل أصعب بدرجات. البعض يتكلّمون فقط؛ والبعض الآخر يبرزون أقوالهم في أعمالهم أيضاً، لكنّهم يعجزون عن تحمّل الأحداث في العالم، والوقوف بوجه الأعاصير، ومواجهة الاستهزاء والتوبيخ وأنواع العداء غير المنصف والعادل؛ لذلك يتوقّفون؛ البعض لا يكتفون بالتوقّف، بل يتراجعون؛ وأنتم تشاهدون نماذج من هذا القبيل.
~الإمام الخامنئي ٢٠١٠/٦/٢٨
يجدر بنا جميعاً أن نلتفت دائماً إلى أنّ هذه البلاد، وهذه الثورة وهذا التاريخ تمّ إنقاذه بواسطة هذا الجهاد وهذه الدماء. فلنعلم أي أعداء دمويّين وعديمي الرحمة كانوا يتربّصون ولا زالوا يتربّصون بهذه الثورة وهذا الشعب وهذه البلاد، خاصّة الناشطين في هذه النهضة العظيمة. نفس أولئك الذين سلبوا هذا الشعب الشهيد بهشتي، لا يزالون موجودين في هذا العالم. لا يزال نفس أولئك الذين كانوا يدعمونهم يدعمونهم حتى اليوم. حذاري أن تؤدي السذاجة والانحراف الفكري إلى أن نظنّ بأنّ العداء قد زال وأن الأعداء قد انتهوا؛ فهذا سيولّد خطراً عظيماً. ليس هناك من خطر يُهدّد من يواجه العدوّ أعظم من خطر نسيانه لوجود العدوّ.
على كلِّ حال، لقد نالوا جائزتهم. الحقيقة أنَّ الموت العادي على الفراش لا يليق بأمثال شهيدنا المظلوم –المرحوم الشهيد بهشتي– مع كلِّ ما بذله من جهود وبما تمتع به من همّة وحمية وكان من الجدير به أن يُستشهد. الشهادة هبةٌ عظيمةٌ منحها الله للشهيد بهشتي ورفاقه. نأمل أن يسكنوا جنة الرضوان الإلهية وأن تعلو درجات أولئك الأعزاء يوماً بعد يوم وأن نلتحق بهم في هذا الطريق وفي السير نحو نفس هذا الهدف.
~الإمام الخامنئي ١٩٩٨/٦/٢٨