لم ينهض الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) من أجل الحكومة فقط أو من أجل الشهادة فقط؛ لقد أقدم الإمام الحسين (عليه السلام) على هذه الحركة من أجل تأدية واجب لم يكن قد أُنجز حتّى تلك الساعة في الإسلام ولم يكن شخص الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) قادراً أيضاً على تأدية ذلك الواجب.
لقد كان محتوى هذا الواجب بشكل لم يكن شخص الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) أيضاً الذي هو بشيرٌ ونذير - أي قائد الثورة، ومفجّر الثورة الدينيّة - قادراً على تأديته؛ كان من الضروري أن يقوم شخصٌ آخر بهذا الواجب يكون استمراراً لوجود الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ويسير على نفس ذاك النّهج والمسار وهو الحسين بن علي (عليه السلام).
كان ذاك الواجب عبارة عن تجديد الثورة الإسلامية، بعد انتشار الرّجعيّة، إعادة قطار المجتمع الإسلامي المنظّم إلى سكّته بعد أن خرج عنها. لقد أثبت الحسين بن علي بعمله أنّه متى ما انحرف قطار المجتمع الإسلامي المنظّم عن مساره، متى ما أودع ممشى الإسلام الثوري غياهب النّسيان، يجب أن تكون ردّة الفعل هذه ويجب أن يُعاد القطار إلى سكّته بهذه الطريقة؛ ولم يكن متاحاً للرّسول (صلّى الله عليه وآله) القيام بهذا العمل؛ لأنّه لا تخيّم الرجعيّة في زمن قائد الثورة؛ بل تنتشر فيما بعد.
إذاً لم تكن قضيّة الإمام الحسين بن علي (صلوات الله عليه) استعادة أهل بيت النبي (صلّى الله عليه وآله) حقّهم المهدور والحكم المغصوب مرّةً أخرى؛ لقد كانت هذه مسؤوليّةٌ ملقاةُ على عاتق أئمّة أهل البيت (عليهم السّلام)؛ أي الإمام السجّاد والأئمة من بعده.
~من خطبة الإمام الخامنئي في هيئة أنصار الحسين في طهران، محرم ١٣٩٣