تحدث قائد الثورة الإسلامية، القائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية، الإمام الخامنئي، صباح اليوم الأحد 3/10/2021، في مراسم التخريج المشتركة لطلاب جامعات الضباط في القوات المسلحة، حول مبدأ هذه القوات في إيران، واصفاً إياها بأنها «سياج وقلعة الشعب والوطن... كما قال أمير المؤمنين: فالجنود بإذن الله حُصُونُ الرَّعِيَّة، ولقد تحقق هذا في بلدنا بالمعنى الحقيقي للكلمة، واليوم صارت مؤسسات القوات المسلحة، الجيش وحرس الثورة الإسلامية وقوات الشرطة والتعبئة، درعاً دفاعياً ضد التهديدات الشديدة للأعداء الخارجيين والداخليين».
وفي معرض وصفه أهمية الأمن في البلاد، قال الإمام الخامنئي إن «أمن أيّ بلد هو البنية التحتية الأساسية لجميع الفعاليات نحو التقدّم، فالأمن هو أهم قضية تجب مراعاتها عند النظر إلى القوات المسلحة». وشدد سماحته على فكرة أن يتولى توفير أمن أي بلد قواته القاهرة، وأن ذلك لا ينبغي أن يكون في قبضة الأجانب، مستدركاً: «أولئك الذين يظننون أنهم قادرون على توفير أمنهم بوَهم الاعتماد على الآخرين، فليعلموا أنهم سيتلقون صفعةَ هذا قريباً».
في هذا السياق، رأى سماحته أن حضور الجيوش الأجنبية، بما في ذلك الجيش الأمريكي، في المنطقة سببٌ للدمار وإشعال الحروب، وأضاف: «على الجميع السعي لجعل الدول والجيوش مستقلين ومعتمدين على الشعوب ومتآزرين مع الجيوش المجاورة والجيوش الأخرى في المنطقة، فصلاح هذه المنطقة يكون بذلك الأمر».
وأشار الإمام الخامنئي إلى جرائم الجيش الأمريكي في أفغانستان، وقال: «الجيش الأمريكي المجهز بجميع أنواع المعدات المختلفة، التقليدية وغير التقليدية، دخل إلى البلد المجاورة لنا، أفغانستان، للإطاحة بحكومة طالبان... مكثوا في هذا البلد عشرين عاماً، فقتلوا وارتكبوا الجرائم واحتلوا وروّجوا المخدرات ودمّروا البنية التحتية المحدودة له، وبعد عشرين عاماً سلّموا الحكومة لطالبان وخرجوا!».

في النتيجة، أوصى قائد الثورة الإسلامية بمنع الجيوش الأجنبية من التدخل في المنطقة، ونصح حكومات المنطقة بالقول: «يجب ألا نسمح، وألا يسمحوا، للجيوش الأجنبية بالمجيء من آلاف الفراسخ من أجل مصالحها التي لا علاقة لها بشعوبهم، والتدخل في هذه البلدان والحضور العسكري والتدخل في جيوشهم، لأن جيوش المنطقة وشعوبها قادرون على إدارتها، فلا تسمحوا للآخرين أن يدخلوا».
وفي إشارة إلى الأحداث في المنطقة الشمالية الغربية لإيران، قال سماحته إن «هذه الحوادث، عند بعض جيراننا، هي من الأمور التي تجب معالجتها بمنطق الاعتماد على الشعوب والتآزر بين جيوش الجيران، ورفض الحضور العسكري للجيوش الأجنبية... بالطبع إن بلدنا وقواتنا المسلحة يتصرفان بعقلانية واقتدار».
في الختام، أوصى الإمام الخامنئي حكومات المنطقة بالتصرف بعقلانية، وقال: «من الجيد للآخرين أيضاً أن يتصرفوا بعقلانية وألّا يدَعوا هذه المنطقة تقع في مأزق، فالذين يحفرون بئراً لإخوتهم هم أول من يسقط فيها... مَنْ حَفَرَ بِئراً لِأَخِيهِ وَقَعَ فِيها».