رأى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، في اتصال مباشر مع أهالي تبريز بتقنية الفيديو، أن يوم «29 بهمن 1356» (18/2/1978) هو «يوم تألّق تبريز»، قائلاً: «لم تنتصر الثورة الإسلامية بالبندقية والألاعيب السياسية والحزبية، بل إن العامل الأساسي في انتصار الثورة كان حضور الشعب في الميدان، وصار أهالي تبريز بمبادرتهم الركيزة لاستمرار هذه الحركة الميدانية».
وتحدث الإمام الخامنئي عن استمرار الثورة والحركة الثورية كجزء من المبادئ الأساسية لمدرسة الإمام الخميني. وأضاف: «بعد انتصار الثورة ركز الإمام الجليل جهوده على استمرار الحركة الثورية، ومن الأمثلة البارزة على ذلك تدبير الإمام في "الدفاع المقدس" حين أنشأ من حرب مفروضة على الشعب وسيلةً للاقتدار الوطني والمكانة الدولية».  
في هذا السياق، أكد سماحته أن استمرار الثورة «يعني أخذ الأهداف والمُثُل العليا بالاعتبار، وتلبية الاحتياجات القصيرة الأمد والطويلة الأمد لتحقيق هذه الأهداف». وقال: «أهداف الثورة هي التقدم المادي والمعنوي الحقيقي والشامل، وتحقيق العدالة الاجتماعية، واقتدار البلاد، وتشكيل المجتمع الإسلامي، وفي نهاية المطاف تشكيل حضارة إسلامية عظيمة وجديدة».  
كذلك، رأى الإمام الخامنئي أن «جهود العلماء والباحثين وأنشطة روّاد الأعمال والعاملين وجهود العلماء الشباب في الجامعات والحوزات العلمية، ومساعدة مراكز المقاومة في المنطقة والعالم الإسلامي... كلها من المصاديق الممهدة لاستمرار الثورة وتحقيق أهدافها».  
في قضية أخرى، وضع قائد الثورة الإسلامية «الطاقة النووية السلمية» ضمن الاحتياجات الأساسية للمستقبل، وقال: «السبب في تركيز جبهة العدو على قضية الملف النووي الإيراني وفرض حظر جائر رغم معرفتهم باستخدامنا السلمي، والكلام السخيف مثل اقتراب مسافة إيران من السلاح النووي، هو من أجل منع التقدم العلمي للبلاد الهادف إلى تلبية الاحتياجات المستقبلية لإيران».  
وأشار سماحته إلى مسألة الاتفاق النووي كمثال أدّى التقصير والغفلة فيه إلى مشكلات في السنوات المتعاقبة، وشرح قائلاً: «بشأن قضايا الاتفاق النووي الإشكالُ والاعتراض الذي كنت أطرحهما خلال عامي 2015 و2016 أنه كان واجباً مراعاة بعض النقاط في الاتفاق حتى لا تنشأ مشكلات لاحقاً... لقد قلت ذلك مراراً لكن لم تُؤخذ بعض هذه النقاط بالحسبان وحدثت المشكلات المتعاقبة التي يشاهدها الجميع، فالنظرة إلى المستقبل مهمة».

حول «التقدم العلمي المذهل» في مختلف المجالات، واعتراف المراكز الدولية بأن النمو العلمي لإيران أسرع بمرات من المتوسط العالمي، قال الإمام الخامنئي: «أدّت الثورة دوماً إلى تقدّم مذهل في البنية التحتية الأساسية مثل الطرق والسدود وإمدادات المياه والكهرباء والخدمات الصحية والطبية، وهذا التقدم لم يكن ليتحقق أبداً من دون الثورة والحركة الجهادية».  
وفي إشارة إلى رأي المراكز العالمية في تحسن المؤشرات الاقتصادية لإيران بعد الثورة الإسلامية، قال سماحته: «مع أنني دوماً لديّ انتقاد حول القضايا الاقتصادية مثل العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة والحرمان لدى الطبقات الفقيرة، لكن في قضية الاقتصاد، ووفقاً لتقارير المراكز الاقتصادية المشهورة عالمياً، تم إحراز تقدم كبير أيضاً، وكذلك أحرزنا تقدماً كبيراً في الاكتفاء الذاتي في عدد من الأصناف وفي زيادة ثقة المنتِج المحلي بنفسه».  
قائد الثورة الإسلامية رأى أن السبب في كثرة العداوات مع الثورة هو كونها «حيّة وولّادة»، وقال: «كون الثورة حيّة يعني تعلّق عامة الناس والأجيال الجديدة بأهدافها، فلولا وجود هذا التعلّق والصمود، ما احتاج العدو إلى بذل هذا الخبث كله». وأضاف مستذكراً شعارات الثورة الإسلامية في محاربة الاستكبار: «لا يمكن للأشخاص الذين لديهم معيشة ونهج أرستقراطيّان أو الذين يتحدثون عن الاستسلام أمام الاستكبار وأمريكا أن يدّعوا أنهم متمسّكون بالثورة، لأن شعارها هو نصرة الحفاة والمحرومين ومواجهة الاستكبار».  
كذلك، رأى سماحته أن صمود الشعب الإيراني ومقاومته الباعثَين على المفخرة لم يؤديا إلى تقدّم البلاد فقط، بل «كان لهما تأثيرات إقليمية مهمة... المقاومة المتنامية في المنطقة حطّمت أبّهة الاستكبار وأطلقت ألسنة الشعوب ضد أمريكا، ويجب أن نقدّر هذه النعمة بمواصلة الثورة». وتابع: «اليوم يستهدف العدو الرأي العام وخاصة عقول الشباب من أجل حرف الشعب الإيراني وتحديداً الشباب عن مسار الثورة الإسلامية، وذلك بإنفاق مليارات الدولارات وعبر مختلف المخططات في غرف الفكر لديهم».  
من هنا، رأى الإمام الخامنئي أن «الضغط الاقتصادي» و«العمليات الإعلامية» هما «الأداتان الرئيسيتان لدى الاستكبار لسلخ الناس عن النظام والتلاعب بأفكارهم»، وواصل: «الكذب والافتراء على أركان الثورة الإسلامية والمراكز المؤثرة في تقدّم الثورة من الأساليب المستخدمة في العمليات الإعلامية».  
لذلك، شدد سماحته على «وقوف شباب إيران وشعبها ضد الافتراءات والأكاذيب الإعلامية وكذلك ضد الضغط الاقتصادي»، مستدركاً: «طريقة مواجهة الضغط الاقتصادي هي السعي الداخلي وإبطال مفعول الحظر، وبالطبع الدبلوماسية جيدة أيضاً إلى جانب ذلك السعي، كما أن إخواننا الجيدين والثوريين مشغولون في العمل على رفع الحظر واستجابة الطرف المقابل».