بسم الله الرحمن الرحيم،

بقدر ما أن التسوية مع أمريكا والصهاينة والأشرار سيئة، في المقابل إنّ التفاهم بين الزوجين جيد.

... حسناً، هناك أمور على عاتقكما أنتما الاثنين، كما هناك أمور على عاتق العائلات. في ما يتعلق بكما - أنتما الاثنين - عليكما أن تبذلا كل سعيكما كي يكون هذا المركز الجديد للأسرة في دوام الازدهار والسعادة. ابذلا كل سعيكما لهذا الأمر. والسبيل لذلك هو أن تزيدا المحبة في الأسرة. بالطبع، المحبة عطية من عند الله، لكن إنّ الحفاظ عليها أولاً وزيادتها أو تقليلها ثانياً هي أمور في عهدتنا. إذا كانت هناك محبة بين شخصين، يمكن لهما الحفاظ عليها إذا تصرّفا بأسلوب صحيح، أو يمكنهما نزعها من الأرض مثل غرسة صغيرة لم يقوَ عودها بعد ورميها بعيداً وتدمير المحبة، فهذا ممكن. كذلك يمكنهما أن يزيدا المحبة، أو يقللاها، أو يوجهاها، فهذا الأمر بيد الإنسان نفسه، ولكن يجب أن يتعلم المرء سبيل ذلك، ويتوكل على الله المتعالي، ويطلب العون من الله أيضاً. يمكن فعل هذه الأمور. لذا إن مَهمتهما الأولى أن يجعلا هذه المحبة – إن المحبة في حكم «الملاط» لهذا البناء؛ في الحقيقة إنها «الملاط»، لأنه إذا كان موجوداً، يحصل التصاق بين هذين الحجرين والطوبين والجزأين، وهذا ما يصير هو البناء - سميكة قدر الإمكان وأن يحافظا عليها من أجل سعادة أسرتهما، إن شاء الله.

توصيتنا الثانية لهذه الشابة وهذا الشاب اللذين سنعقد قرانهما الآن - إن شاء الله - ويصيران زوجين، توصيتنا الثانية هي أن تتفاهما مع بعضكما بعضاً. بقدر ما أن التسوية مع أمريكا والصهاينة والأشرار سيئة، في المقابل إن التفاهم بين الزوجين جيد. طبعاً، التفاهم مع الأصدقاء الآخرين جيد أيضاً، ولكن الأفضل بين كل التفاهمات هو هذا التفاهم بين المرء وزوجه، إذْ ينبغي أن يتفاهم الإنسان مع زوجه. الآن، ماذا يعني التفاهم؟ تارة يتفقان مع بعضهما بعضاً على أداء فعل ما، وهذا جيد جداً. يتعاهدان مع بعضهما بعضاً، ويتفقان على فعلِ عملٍ عظيم، أو عمل مهم، أو عملِ خير، وهذا جيد جداً، وهو تفاهم جيد أيضاً. لكن تارة ينظران إلى بعضهما بعضاً، ويريان غياباً للتلاؤم وعَيْباً في الطرف المقابل، [فيكون] التفاهم هو التعايش معه وليس تضخيم الأمر؛ ينبغي ألا يُكبّرا العيوب الصغيرة وأن يتعايشا. هذا يصير تفاهماً. كانت هذه توصيتنا الثانية لكما.

توصيتنا للعائلات المحترمة - الأبَ والأم، سواء أكانا والدي العروس أَم والدي العريس - هي أن يبذلوا كل ما في وسعهم لتمتين هذه الأسرة. فليسعَ كلّ شخص بقدر ما يعتقد وما يشخّص. اجعلوا هذا الأمر ليكون الأساس وليكون المبدأ الرئيسي، وباقي الأشياء ثانوية. الآن كم سيكون مقدار جهاز العروس، وكيف سيكون المهر، وكيف سيكون ثوبها، هذه كلها أمور لاحقة. إنها أمور في الدرجة الثانية. وكلما زادت القناعة والتسهيل في هذه الأمور، كان ذلك أفضل، إذْ إنه أقرب إلى «البَرَكة» - إن شاء الله - وهو أقرب إلى الفضل الإلهي والرحمة الإلهية أيضاً. إنّ الله يوجّه رحمته إلى ذلك المكان الذي يُطاع فيه أمره، وأمْرُ الله المتعالي في هذه الأعمال هو أن يسهّل الإنسان بقدر ما يستطيع. بطبيعة الحال، أنتم أيضاً ستكونون مرتاحين أكثر. هذه الأمور هي في الدرجة الثانية، والتي في الدرجة الأولى هي أن هاتين العائلتين تُحفظان معاً، وإن شاء الله، يعيشان حياة جيدة. أسأل الله أن يرزقكم أبناءً صالحين، إن شاء الله...