مهما فعل الصهاينة وداعميهم الأمريكيّين والأوروبيّين على المستوى الدّولي كي يسقطوا قضيّة غزّة من جدول أعمال الرأي العام في العالم، لن يستطيعوا ذلك. يجب ألّا نسمح بأن تغيب هذه القضيّة عن أنظار الرأي العام الدّولي، وتفقد موقعيتها كقضيّة أولى. يجب أن يتضاعف هذا الضّغط على الكيان الصهيوني يوماً بعد يوم.
قضية غزة هي قضية العالم الأولى اليوم، ومهما عمل الصهاينة وداعموهم الأمريكيون والأوروبيون على إسقاطها من جدول أعمال الرأي العام العالمي لن يستطيعوا ذلك؛ انظروا إلى ما يجري في الجامعات الأمريكية والأوروبية.
لقد أظهر تعامل الحكومة الأمريكيّة مع الطلّاب الجامعيّين تورّط أمريكا مع الكيان الصهيوني في جريمة الإبادة الجماعية الكبرى في غزّة.
يظنّ بعض الأشخاص أنّ المشكلة ستُعالج إذا ما ذهبوا إلى الدول المجاورة وحثّوها على تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني. كلّا، إنّهم مخطئون؛ لن تُحلّ قضايا غربي آسيا ما لم تعُد فلسطين إلى أصحابها الأصليّين!
فلسطين ملكٌ للشعب الفلسطيني، مسلمين ومسيحيّين ويهوداً أيضاً. فليعيدوا فلسطين إليهم، وليؤسّس هؤلاء نظامهم، ثمّ فليقرّر ذاك النظام كيف سيتصرّف إزاء الصهاينة، إن كان سيطردهم أو يُبقيهم، فليقرروا هم ذلك. هذا هو الحلّ الذي أعلنّاه وسُجّل في الأمم المتّحدة أيضاً.
لاحظوا كيف يتصرّف الأمريكيّون إزاء معارضة طلّاب الجامعات لـ" إسرائيل" بألسنتهم؛ لم يطلق الطلّاب الجامعيّون شعارات تحثّ على الشغب، ولم يقتلوا أحداً، ولم يضرموا النار في أيّ مكان، ويعامَلون بهذا النّحو!
سيأتي اليوم الذي تنتفض فيه الشعوب ضدّ حكوماتها في غربي آسيا، تلك التي غضّت الطرف عن جرائم الكيان الصهيوني ومدّت إليه يد الصداقة. إذا كانت شعوب المنطقة اليوم تناهض الكيان الصهيوني، فإنها ستكون يومئذٍ مناهضة لحكوماتها.
لن تُحلّ قضايا غربي آسيا ما لم تعُد فلسطين إلى أصحابها الأصليّين، أيْ الفلسطينيّين.
