* نحن الآن في أيّام الإمام الحسين (ع) وقيامه - سلام الله عليه - ضدّ ظلم يزيد وأصحابه. في مثل هذه الأيّام التي تلت عاشوراء، كان تبيين السيّدة زينب (س) من أجل إبقاء قيام الإمام الحسين (ع) حيّاً، فكيف كان الإمام الحسين (ع) سيتعامل لو كان بيننا اليوم مع الظلم في أنحاء العالم الذي يمثّل الظلمُ بحقّ الشعب الفلسطينيّ من الصهاينة المصداق الأكبر له؟

بسم الله الرحمن الرحيم. إن ما تشهده المنطقة ويشهده العالم هو انحياز كلي إلى الشيطان الأكبر والشيطان الإسرائيلي الذي هو الشر المطلق. هذا الانحياز يشكّل حالة من حالات الاستنفار عند الشعوب المستضعفة في العالم. عندما نتحدث عن الشعوب المقهورة والمستضعفة، نجد النموذج الأكبر والأكمل في هذا الأمر هو فلسطين. هناك عدو احتل أرضاً وطرد شعباً وقتل أناساً ليكون في فلسطين ويطرد الشعب الفلسطيني. الإمام الحسين (ع) خرج من أجل نصرة المظلوم، فاليوم كل ظلم في العالم كان الإمام الحسين (ع) سيتصدى له، وطبعاً قضية القدس وفلسطين ستكون من أولى الأولويات عند سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (ع). وكما الحال في رؤيتنا الفقهية، إنّ أولى الأولويات هي تحرير فلسطين وإزالة العدو الإسرائيلي وأن تعود فلسطين إلى شعبها وأهلها. الإمام الحسين (ع) لم يخرج لغاية أو مصلحة إنما لداعٍ إصلاحيّ، ومن مقدمات الإصلاح مواجهة الظالمين، وما تفعله إسرائيل يومياً من قتل وتشريد وتهجير هو ممارسة ظالمة، فلا بد أن نهيئ المقاومة التي تقف في وجه العدو الإسرائيلي في فلسطين. هذه النصرة، أي نصرة فلسطين، هي نصرة القضية المحقة، كما أصحاب الإمام الحسين (ع) الذين نصروه بقضيته المحقة في وجه يزيد بن معاوية والظلم الأموي الذي يطاول الناس كلهم، ولم يكن يطاول المسلمين فحسب. إن الظلم الأموي كان ظلماً على الناس والإمام الحسين (ع) واجه هذا الظلم، وكان يتمثل في يزيد بن معاوية وبني أمية.

 

* «رُهاب الإسلام» يشكّل أحد مخطّطات الأعداء من أجل إضعاف الأمّة الإسلاميّة، وجزءٌ منه يتجلّى في الشّكل والظاهر ضمن إطار «رُهاب الشيعة». ما الدور الذي يمكن أن يلعبه علماء الشيعة من أجل التصدّي لهذا المشروع الاستكباري؟

طبعاً هناك عاملان في هذه الفوبيا. الأول عامل إعلامي يعمل عليه منذ مدة طويلة الغربُ والصهاينة والدول الكبرى من أجل تشويه صورة الإسلام، لأن الإسلام يشكل خطراً على الكيان السلطوي لهذه الدول. الثاني هو الجماعات التي وُلدت في رحم هذه الدول الاستكباريّة وجاءت لتشوّه الصورة الإسلامية.

ما بين الذي يشوه الصورة الإسلامية باسم الإسلام، وبين الدول الاستكبارية، يكون واجب علماء الدين إظهار هذه البدع والفتن والأكاذيب والأضاليل. من أولى أولويات المسؤولية الشرعية عند العلماء المسلمين عامة وعلماء الشيعة خاصة التصدي لهذه الآراء المنحرفة ودعوة المسلمين لتوحيد موقفهم وإظهار صورتهم الحقيقية ومواجهة هذه الأضاليل الإعلامية التي تشاع من هنا وهناك. أعتقد لو أن المسلمين وقفوا في وجه تلك الفئة المنحرفة، الفئة الضالة، التي تعمل على تكفير المسلمين، ولو كان هناك موقف صريح منذ البداية، ما كانت الأمور قد وصلت إلى ما وصلت إليه. على كل حال، المسلمون الشيعة وعلماء الشيعة منذ اللحظة الأولى أكدوا أن هذا التكفير يشكل خطراً اجتماعياً على الدين الإسلامي، والإسلام منه براء، وهو لا يمت إلى الإسلام بأي صلة، لا من قريب ولا بعيد.