أشار قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، عصر اليوم (الأربعاء) 3/4/2024، في لقاء مع رؤساء السلطات الثلاث وجمع من مسؤولي البلاد، إلى التطورات في غزة، مؤكّداً: «يجب ألّا نسمح بأن تخرج قضية غزة المهمة من أولويات الرأي العام العالمي». 
 
ووصف سماحته جرائم الكيان الصهيوني مثل الإبادة  والمجازر الجماعية والاعتداءات على النساء والأطفال والمرضى والمستشفيات بغير المسبوقة خلال المراحل الأخيرة من التاريخ وقال: «الجرائم كبيرة جداً لدرجة أنه حتى الأشخاص الذين ترعرعوا في الثقافة الغربية وفي أوروبا وأمريكا قد صدحوا أيضاً بصرخة الاعتراض». 
 
ورأى الإمام الخامنئي في تلخيصه ستة أشهر من الحرب، أن الكيان الصهيوني قد فشل من ناحيتين، وقال: «فشلهم الأول كان في "7 أكتوبر"  و"طوفان الأقصى"، عندما مُنيَ الكيان الذي يدّعي السيطرة الاستخباراتية والعسكرية بفشل استخباراتي ضخم من مجموعة مقاومة ذات موارد محدودة، ولم يتم أبداً تعويض هذا الفشل وفضيحة الكيان الصهيوني، ولن يتم ذلك». 
 
وعدّ قائد الثورة الإسلامية الفشل الثاني للصهاينة بأنه فشلٌ في تحقيق الأهداف المعلنة في الهجوم على غزة. 
 
وأشار سماحته في هذا الصدد إلى أن الصهاينة يتمتعون بدعم أمريكي عسكري ومالي وسياسي شامل، بما في ذلك حق النقض على القرارات الدولية وكذبهم القاطع بشأن اعتبار القرار الأخير غير ملزم، وأضاف: «رغم هذا الدعم كلّه، لم يتمكن الصهاينة حتى من تحقيق واحد من أهدافهم المعلنة». 
 
ولفت الإمام الخامنئي: «لقد أرادوا القضاء على المقاومة وخاصة حركة "حماس"، بينما اليوم "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وفصائل المقاومة في غزة مع تحمّلها عناء المشكلات، إلّا أنها توجّه الضربات للكيان الغاصب».

واعتبر قائد الثورة الإسلاميّة أن المجازر التي تُرتكب بحق النساء والأطفال الأبرياء هي بسبب عجز الصهاينة أمام مجاهدي المقاومة، قائلاً: «سيستمر فشل الكيان الصهيوني في غزة، وأمّا المحاولات اليائسة مثل الاعتداء الإرهابي على القنصلية الإيرانية في سوريا، فلن تنقذهم من الهزيمة. وبالطبع، سيتلقّون صفعة فِعلتهم هذه».  
  
ولفت سماحته إلى أن الصهانية أوقعوا أنفسهم في فخٍّ ليس بمقدورهم النجاة منه وسيضعف الكيان أكثر يوماً بعد يوم، وسيقترب أكثر من الزوال والاضمحلال، وأضاف: «نأمل أن يشهد شبابنا ذاك اليوم الذي يكون فيه القدس الشريف بأيدي المسلمين ويُصلّون فيه وسيتمكّن العالم الإسلامي من الاحتفال بزوال إسرائيل».  
  
وأشار الإمام الخامنئي إلى أن تأسيس جمهورية إيران الإسلامية يعدّ فرصة عظيمة للعالم الإسلامي، مؤكداً تزايد قوة النظام الإسلامي وضعف أعدائه، وأضاف: «الحسابات الإقليمية ووضع جبهة المقاومة والجبهة المقابلة قد تغيرت كثيراً بعد "طوفان الأقصى"، وستتغير أكثر في المستقبل».  
  
وأضاف قائد الثورة الإسلامية في هذا الصدد: «يجب على أعداء "الإسلام والمقاومة وجمهورية إيران الإسلامية" أن يعلموا أنّه لا مفرّ من الإذعان لهذه التغييرات، وأنهم لا يستطيعون في هذه المنطقة أن يحكموا المجتمع الإسلامي».  
  
وأشار سماحته إلى اقتراب «يوم القدس العالمي» قائلاً: «سيكون يوم القدس هذا العام صرخة دوليّة هدّارة بوجه الكيان الصهيوني الغاصب»، وتابع: «لو كانت الدول الإسلاميّة تُحيي يوم القدس في الأعوام السابقة لوحدها، فمن المحتمل جدّاً أن يكون إحياء يوم القدس هذا العام حاشداً في الدول غير الإسلاميّة كذلك الأمر، إن شاء الله»، وأعرب الإمام الخامنئي عن أمله بأن يلمع الشعب الإيراني هذه المرّة أيضاً في هذا اليوم.