أكّد قائد الثورة الإسلاميّة فريضة التبيين وجهاد التبيين. في رأيكم ما الأسباب والخلفية لطرح الإمام الخامنئي موضوع «جهاد التبيين»؟

في خضمّ حديث السيّد القائد مع الشباب عن موضوع [المواجهة]، تحدّث في المرحلة الأولى عن الحرب الناعمة وضباط الحرب الناعمة، وبعد مدة تحدّث سماحة السيّد القائد - حفظه الله - عن موضوع «اتش به اختيار»، أي الرماية التناسبية. في هذا الموضوع، كان الهدف أن يقول القائد للشباب أن يبادروا بأنفسهم. هذه المبادرة كانت مطلوبة من الشباب في الدرجة الأولى، بالإضافة إلى أن تكون هناك مظلّة من النخب والأكاديميين وعلماء الدين... كي تستطيع أن تلعب دور الحكماء الذين يوجّهون طاقة الشباب التي يشدّد عليها السيّد القائد دائماً.

المرحلة الثانية هي فتح جديد من الفتوحات التي وضعها القائد بين أيدينا: «المقرّات الثقافية». طلب القائد أن يتحوّل العمل الفردي والمبادرات الفردية إلى مبادرة جامعة ومنظمة وبرنامجية، وهي أيضاً نابعة من أسفل إلى أعلى، بمعنى أنها قائمة على مبادرة النخب والخواص، أي مبادرة الشباب إلى الانتظام في عملية تغطّي مباشرة تشخيص الخلْع الموجود والتصدّي له بطريقة منظمة. في المرحلة الأخيرة، وضع القائد الأنموذج بناءً على كل ما سبق فوصلنا إلى مرحلة جهاد التبيين الذي يصير أنموذجاً بمجموعة من الكلام الفردي بالدرجة الأولى، ثم الانتظام العملاني والبرنامجي. جاء السيّد القائد ووضع أنموذجاً يرقى إلى مستوى القانون العام، وإلى مستوى ما فوق إستراتيجي يُمكن أن يبقى معنا من الآن إلى مرحلة ظهور الإمام [المهدي (عج)] وما بعد ظهور الإمام. هذه قيمة جهاد التبيين. لقد صار ما فوق الزمان والمكان.

في هذا الكتاب، وجدنا طريقة الجمع، والرويّة في الجمع. نحن نعرف أنّ هناك الكثير من المطالب الموجودة على موقع سماحة السيّد القائد، أو ما سمعناه منه مباشرة، وليست في الكتاب، إنّما الكتاب يقدّم المفاتيح اللازمة ضمن منهجية لكي نستطيع أن ننطلق من ذلك نحو التوسّع في المطالب التي قدّمها ويقدّمها سماحة السيّد القائد، والارتقاء إلى موجة الحديث والخطاب وصناعة الخطاب التي يمارسها سماحة السيّد القائد من أجل أن نستطيع في المرحلة المقبلة أن نتصدّى لما هو في نظره ولما نراه ونلمسه على الأرض كمشاركين في هذه العملية. في نظري [إنّ جهاد التبيين] أحد حصون الجهاد الأكثر غُربة ويجب التصدّي لها وتحديداً من الطاقات الشبابية، ومن أسفل إلى أعلى، بمعنى ألا ننتظر حدوث شيء ما، بل أن ندفع نحوه.