أكّد قائد الثورة الإسلاميّة فريضة التبيين وجهاد التبيين. في رأيكم ما الأسباب والخلفية لطرح الإمام الخامنئي موضوع «جهاد التبيين»؟

بسم الله الرحمن الرحيم،

من توفيق الله - تبارك وتعالى - لنا تسديد سماحة السيّد القائد، حفظه الله. منذ أربع سنوات أو خمس طرح السيّد القائد - حفظه الله - عنواناً هو الاقتصاد المقاوم. وبالفعل، رأينا أن حرب الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني والغرب عموماً على أمتنا كانت بالاقتصاد. اليوم، سماحة السيد القائد يطرح عنواناً جديداً، وهذا العنوان تظهر أهميته بعد أن نَصَرَ الله - عزّ وجل - محور المقاومة في العراق وسوريا. بعدما انتصرنا اليوم في ميدان العسكر المعركة معركةٌ ثقافية، المعركة التي زُرع خلالها الدواعش والتكفيريون وشوّهوا فيها صورة الإسلام. لا بدّ، كما يطرح سماحة السيد القائد اليوم، أن نعمل بالتبيين، تبيين حقيقة الإسلام. ومن هذا المنطلق، أرى هذا واجباً أو فرضاً عينياً على كلّ مسلم، وليس فرضاً كفائياً، لأنّ المطلوب من كلّ مسلم أن يدافع عن دينه، عن هذا الدين، وأن يدفع عنه التشويه والأفكار المشوّهة التي غرسها التكفيريون عبر الغُرف السوداء الأمريكية والصهيونية التي عملت مطوّلاً لنصل إلى ما وصلنا إليه، وهذا بحاجة إلى تبيين. فالطفل الذي كان عمره عشرة أعوام اليوم عمره صار تقريباً اثنين وعشرين. هذه السنوات من التضليل بحاجة إلى تبيين، وهنا لا بدّ من تأكيد دور العلماء الرائد لتوجيه الناس عبر الوعظ والإرشاد والخطب، وهنا كما ركّز سماحته في كتابه لا بدّ من الاستعانة بالأدوات المعاصرة مثل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، لأننا بهذه الوسائل وبإذن الله، يمكننا أن نحصّن مجتمعاتنا، وأن ندافع عن ديننا، وأن نبيّن ونُظهر للناس أجمع في هذا الكون حقيقة الإسلام.