أكّد قائد الثورة الإسلاميّة فريضة التبيين وجهاد التبيين. في رأيكم ما الأسباب والخلفية لطرح الإمام الخامنئي موضوع «جهاد التبيين»؟

بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صلِّ على محمد وآل محمد. إن فكرة جهاد التبيين التي أطلقها الإمام الخامنئي - دام ظله الوارف - فكرة جديرة بالدراسة والتعميق، وإيجاد هيئات خاصّة أو هيئة مركزية معينة تُعنى بجمع كلّ من له على قدرة على إيصال المضمون وحمل رسالة معيّنة بمختلف الأساليب. طبعاً ضمن المضمون الأصيل والمضمون الحقّ. هذه الجهات التي تحمل أساليب معيّنة، والتي تحمل رسائل بمضمون حقّ، لا بدّ أن تتآلف وتمتزج لتنتج بياناً وتبييناً لمختلف العقائد الحقّة والقيم الصحيحة وضوابط السلوك الإنساني الرصين. ذلك كلّه ينبغي أن يتشكل ضمن برامج هادفة يشترك فيها كلّ من له باع في موضوع التبيين والتوضيح والتظهير للأفكار والقيم. يشترك فيها العالِمُ في مسجده والمُبلّغ في درسه والشاعر في قصيدته والرسام في لوحته وصاحب الأنشودة مع فرقته وكلّ من له دخالة في تشكيل عاطفة إنسانية أو فكر معيّن أو وجدان محدّد، فلا بدّ أن يكون شريكاً في مضمون جهاد التبيين كما أوضح القائد، فهذا واجب على الجميع، ممن يملكون قدرة على البيان والتبيين.

عمل أعداؤنا على ضخّ أفكار ونماذج لو تُركت من دون مواجهة أو توضيح حقيقي للإسلام العزيز والإسلام الرحيم، لتشكّلت صورة غير واقعية عن الإسلام. النموذج الذي اشتهر خلال هذه السنين الأخيرة نموذج ما يُعرف بـ«داعش» الذي هو اسمه وشكله إسلام لكن في مضمونه وقيمه وأفكاره وعقائده وسلوكاته بعيد كلّ البعد عن الإسلام الصحيح. لو تركنا أعداءنا يتحرّكون في التشويه وضخّ البرامج الخبيثة، لوصلنا إلى أمور لا يُحمد عقباها.

هذا الدين الإسلامي الصافي الذي ينسجم مع الفطرة الإنسانية السليمة والعقل الحكيم والمنطقي لا يُمكن إلّا أن يواجه هكذا نماذج بجهاد التبيين والتوضيح للعقائد الحقّة والمفاهيم الإسلاميّة السامية.