أكّد قائد الثورة الإسلاميّة، الإمام الخامنئي، أن جهاد التبيين فريضة حتميّة وفورية. في رأيكم ما دور المرأة في هذا الصدد؟

بسم الله الرحمن الرحيم،

يقول الله - سبحانه وتعالى - في القرآن الكريم، في سورة الرحمن: {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)}. حقيقة الإنسان تتوضّح وتتمثّل في أمرين: تعلّم القرآن بما فيه من حقائق ومفاهيم، وتبيين هذه المعارف وتعليمها ونقلها إلى الآخرين. لعلّ جهاد التبيين الذي أطلقه سماحة السيّد القائد يبيّن ويؤكد أنّ التبيين جزء من شخصية الإنسان المسلم المؤمن بـالقرآن وتعاليمه، لأنّ الإنسان إذا لم يقم على هذا الفعل، فهو ناقص الإيمان. إن وجوب جهاد التبيين خاص بفهم الإسلام ونقله إلى كل من يمكن نقله إليه. لذلك، عندما نفهم هذه المسألة، نستطيع أن نقول إنّ حكم سماحة القائد بوجوب جهاد التبيين هو في عمق فهم الدين وفهم الإسلام وممارسته في الأسلوب.

أمّا إذا أردنا أن نتكلّم على دور المرأة في جهاد التبيين، فلها دور حساس ومهمّ جدّاً. دورها الجهادي التبييني الأوّل هو في ساحة الأسرة وفهم الإسلام وتربية أولادها وتنشئة أسرتها على هذه المفاهيم، وأيضاً لها دور متعلّق بالمجتمع، ونحن الآن وسط هذا الهجوم والحرب الثقافية الناعمة الكبيرة العظيمة، وهو ما يجعل دائرة جهاد التبيين ومسؤولية جهاد التبيين الملقاة على عاتق المرأة كبيرة وكبيرة جدّاً. لذلك، على كلّ امرأة أن تلتفت إليه وتعيه وتقوم على بيانه ونقله إلى الآخرين.