إنني أشدد أيضاً على قضيّة كتب الأطفال والناشئة. لحسن الحظ، لاحظت أنّه جرى العمل على هذه القضيّة في غرف عدة، وإنني أعاود تأكيد أنْ ينتجوا الكتب للأطفال والناشئة ما استطاعوا، وأن يجعلونا في غنى عن الكتب الأجنبيّة لنتمكّن من تزويد ناشئتنا بكتب تحوي ثقافتنا وتوجهاتنا وأهدافنا، إن شاء الله.
متى ما غدت المطالعة ثقافة رائجة وترسّخت بين الناس، حينئذ سنجد أشخاصاً يقيمون «صدقة الكتاب» وهي مفقودة الآن. لاحظوا كم يوجد مجالس تعزية! كم ينتشر الإحسان! كم تجري مساعدة الأيتام! كم يتمّ تقديم المال والبضائع والأقمشة وأشياء الأخرى! فهل تُقدّم الكتب بهذه النسبة؟!
8/5/1995
الفعاليات الفنيّة والإعلاميّة والثقافيّة كلها تحتاج إلى الكتاب. لذلك، ومع أنني أوصي جميع الناس، وخاصة الشباب، بقراءة الكتب، ولطالما أوصيت بذلك أيضاً، لكنني أودّ أن أؤكّد اليوم أنّ الذين يعملون في مجال إنتاج البرامج للتلفاز والإذاعة والصحف، ومن هم ضمن إطار الأعمال الفنيّة والفنيّة الاستعراضيّة والسمعيّة والبصريّة بأيّ شكل، هؤلاء يحتاجون خاصّة أن يقرؤوا الكتب كثيراً، والحمد لله، لدينا اليوم كتبٌ في المجالات كافة.
قضيّة الكتاب قضيّة مهمّة. ثقافة البلاد وصناعة الثقافة في البلاد تحتاجان دائماً إلى الكتاب. مع بروز إمكانات عدة اليوم، كالفضاء المجازي وأمثاله، لا يزال الكتاب يحتلّ مكانته السامية جدّاً والمهمّة.
في الماضي البعيد حين كانت مرحلة شبابنا، كانت غالبيّة الكتب مترجمة، أي ترجمة الكتب الأجنبيّة هي التي كانت تُطبع هنا بصورة أساسية. والآن يشعر المرء أن لا، باتت الكتب المؤلّفة والمدوّنة في الداخل – هي أعدادٌ كبيرة من الكتب – تشكّل حصّة كبيرة من الكتب داخل البلاد.
هذا ما أصبو إليه، ينبغي للآباء والأمهات أن يجعلوا الأبناء يرافقون الكتاب ويأنسون به منذ الصِغر، حتى الأطفال الصغار ينبغي أن يأنسوا بالكتاب أيضاً. ينبغي أن يكون شراء الكتب أحد موارد الصرف الأساسية في الأسرة.
16/5/1995
