هل يمكنكم وصف اللقاء الذي حصل بين سلطان عمان الذي زار طهران على رأس وفد عماني وقائد الثورة الإسلاميّة؟

اليوم كنت محظوظاً لأنني تمكنت من الحضور بين يدي قائد الثورة الإسلامية خلال زيارة سلطان عمان والوفد المرافق له. كان هذا اللقاء وزيارة سلطان عمان حدثًا مهمًا للغاية وتعتبر هذه الزيارة الأولى إلى إيران بعد توليه هذه المسؤولية. عقد الاجتماع في جو حميم وودي وبنّاء. ودارت مناقشات جيدة جداً وذكر قائد الثورة الإسلامية السلطان الراحل قابوس بالخير، كما أشاد بعلاقات الصداقة والأخوة بين جمهورية إيران الإسلامية وسلطنة عمان. بشكل عام، كان الاجتماع مفيدًا جدًا وجيدًا.

 

إذا كنت تريد أن تصف الوضع الحالي للعلاقات بين إيران وسلطنة عمان، فما هو الواقع برأيك الذي نواجهه؟

العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وسلطنة عمان في أعلى مستوياتها حالياً. هذه العلاقات هي علاقات مميزة ونموذجية ونموذج للعلاقات الودية بين جمهورية إيران الإسلامية ودولة مجاورة.

لحسن الحظ، في السنوات الأخيرة، مرت هذه العلاقات الودية، التي تقوم على القواسم المشتركة التاريخية والثقافية والدينية، وكذلك علاقات حسن الجوار بين البلدين، بتوجه متزايد، خاصة في المجال الاقتصادي، حيث كان يُطرح في بعض الأحيان موضوع العلاقات الاقتصادية إذا أن هذه العلاقات لم تشهد نمواً متناسباً مع مستوى العلاقات السياسية بين البلدين.

لحسن الحظ، في السنوات الأخيرة، وخاصة في إطار سياسة حكومة جمهورية إيران الإسلامية لإعطاء الأولوية للتعاون مع جيراننا، شهدنا زيادة كبيرة في العلاقات بين البلدين في المجال الاقتصادي، وحجم التجارة بين إيران وعمان زادت ثلاثة أضعاف حتى وصلت الآن إلى ملياري دولار.

 

يرجى شرح قدرات التفاعل والتعاون هذه بين إيران وسلطنة عمان بمزيد من التفصيل وبالأمثلة، ما الذي يحدث في هذا المجال؟

نتعاون على مستويات مختلفة وفي مواضيع مختلفة. في مجال العلاقات الثنائية، هناك مشاورات سياسية بين كبار المسؤولين في البلدين.

في العام الماضي، قام السيد رئيس الجمهورية بزيارة إلى مسقط. وهذا العام، في هذه الأيام، بالضبط بعد عام واحد من زيارته، رأينا زيارة سلطان عمان إلى طهران. وهناك لجنة استشارية سياسية استراتيجية بين البلدين تعقد اجتماعاتها بانتظام. وبالمثل، تجتمع لجنة الصداقة المشتركة واللجنة الاقتصادية المشتركة لتعزيز هذه العلاقات.

لذلك، في مختلف الهياكل والمستويات في العلاقات الثنائية، لدينا هذه المشاورات والتواصل المستمر بين البلدين. ويتم متابعتها بنشاط.

أيضًا، بالنظر إلى سياسة سلطنة عمان ذات النوايا الحسنة والنهج الإيجابي على المستوى الإقليمي، فإننا نتبادل دائمًا الآراء حول بعض القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية لجمهورية إيران الإسلامية والسياسات والتطورات الإقليمية. تمت هذه المحادثات مع أصدقائنا وإخواننا في سلطنة عمان وخلال هذه الرحلة بنفس الطريقة.

منذ زيارة رئيس الجمهورية إلى مسقط، شهدنا الكثير من التطورات على مستوى المنطقة، خاصة إصلاح العلاقات الذي حدث مع السعودية لاستئناف العلاقات بين البلدين. وكذلك، المناخ الإيجابي الحالي الذي حدث على المستوى الإقليمي. فبالطبع، لقد جرت هذه المحادثات أيضاً في المجال الإقليمي وعلى مستوى العلاقات الإقليمية والتطورات الإقليمية.

وكذلك فيما يتعلق ببعض القضايا والتطورات الدولية، فمن الطبيعي أن تتاح للدولتين المتجاورتين الفرصة دائمًا لإجراء هذه المشاورات وتبادل الأفكار والرؤى. لطالما حاولت سلطنة عُمان أن تلعب دورًا خيرًا وإيجابيًا في هذا القطاع، بما في ذلك ما يتعلق بالمفاوضات على رفع الحظر والاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه، والذي تم بالطبع تجاهله عمليًا من خلال انسحاب ترامب الأحادي والظالم. حسنًا، لعب الجانب العماني دورًا فاعلًا وهامًا في تشكيل تلك الاتفاقية. وبطبيعة الحال، فإن هذه الفرص هي فرص جيدة لتبادل الآراء حول هذه القضايا.

كان النقاش الذي أثير في لقاء سلطان عمان هو التأكيد على القواسم المشتركة للمجتمعات الإسلامية والتحذير الذي وجهه قائد الثورة الإسلامية بشأن إثارة الفتن والخلافات من قبل الصهاينة. في رأيك، إلى أي مدى يمكن أن تكون هذه المساحة الإيجابية بين إيران وسلطنة عمان القوة الدافعة وراء السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية في العصر الجديد، والتي يتم تحديدها الآن في اتجاه توسيع النظرة إلى الشرق وإعطاء الأولوية للعلاقات مع الجيران، والدول الإسلامية، وثانيًا، في هذا الفضاء، كيف تؤثر هذه السياسة على الوضع في الكيان الصهيوني وإلى أي مدى يمكنها عزل الصهاينة ومنعهم من تحقيق أهدافهم؟

 

في البداية، أود ذكر نقطة أخرى كانت مهمة حقًا بالنسبة لي في اجتماع اليوم عندما كنا عند حضرته، وتأكيده الشديد على تنفيذ الاتفاقات وتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين مسؤولي الإدارات المختلفة في البلدين. كانت هذه النقطة مهمة حقًا بالنسبة لي كسفير لجمهورية إيران الإسلامية ووسيط البلاد في العلاقات بين إيران وسلطنة عمان.

كانت هناك اتفاقيات في قطاعات مختلفة. في فترات مختلفة، تم التوقيع على الكثير من الوثائق، وأجريت العديد من المحادثات والمفاوضات، وتم القيام بزيارات مختلفة. لطالما كان أحد أوجه القصور هذه هو عدم متابعة جزء من هذه الاتفاقات والمفاوضات. كان تركيز قائد الثورة على تنفيذ الاتفاقيات واطلاعه على تفاصيل الأمور بالنسبة لي ملفتاً ومهمًا جدًا.

وفيما يتعلق بالسؤال المتعلق بتواجد الكيان الصهيوني في المنطقة وتطبيع عدد قليل من الدول مع ذلك الكيان، لا بد لي من القول أن هذه القضية أكدها بوضوح قائد الثورة الإسلامية في الاجتماع مع سلطان عمان. وحذر من أن الصهاينة وأنصارهم يسعون لخلق خلافات وانقسامات بين المجتمعات المسلمة، فلا يوجد خير ولا بركة من وجودهم في المنطقة. بالطبع، يجب أن أذكر أن عُمان لم تنضم إلى هذه العملية وأن السلطات العمانية قد أكدت مرارًا وتكرارًا أن هذه القضية ليست على جدول أعمالها.

 

بالنظر إلى العلاقة الودية والتجربة الناجحة حول التقارب بين الدول الإسلامية التي تمتلكها إيران وعمان، كيف يمكن تطبيق هذه التجربة في مكان آخر؟

في هذا القسم من تصريحات قائد الثورة الإسلامية، كانت إحدى النقاط المثيرة للاهتمام بالنسبة لي هي تركيز قائد الثورة على تطوير العلاقات. وأن هذا العمل يعود بالفائدة على البلدين والمنطقة.

نحن وسلطنة عمان دولتان تقعان على جانبي مضيق هرمز والذي يعتبر ممراً مائيّاً دوليّاً مهمّاً للغاية. ولهذا السبب أقول إنه بطبيعة الحال فإن العلاقات الطيبة بين جمهورية إيران الإسلامية وسلطنة عمان يمكن أن تكون قوة دافعة للتقارب والتعاون مع دول المنطقة، وهذه سياسة مبدئية ودائمة لجمهورية إيران الإسلامية، والتي تم التأكيد عليها مرات عديدة على مستويات مختلفة.

لذلك، أعتقد أن هذه العلاقات الودية والأخوية بين إيران وسلطنة عمان يمكن أن تكون أساسية ومحركة لتوطيد وتقوية التعاون الإقليمي خاصة مع هذا الوضع الجديد الذي نشأ الآن في منطقة جيراننا وسياسة حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

يجب أن أؤكد مرة أخرى أن العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وسلطنة عمان لها قيمة استراتيجية من مختلف الجوانب. الأمر الذي تم الاتفاق عليه في هذه المفاوضات وتقرر وضع وثيقة استراتيجية طويلة المدى بين البلدين والتوقيع عليها. وأخيرا، في البيان المشترك الذي نشر بين مسؤولي البلدين، تم الاتفاق على ذكر فقرة حول هذا الموضوع.

لذلك أعتقد أننا يجب أن نستفيد إلى أقصى حد من كل هذه القدرات والمجالات الإيجابية والفعالة التي لدينا ونعمل لصالح شعبي البلدين، لصالح المجتمع الإسلامي، لصالح دول المنطقة والتعاون الإقليمي.