كان محرّم وعاشوراء هذا العام أكثر حماسة ومعنى وحرارة وضخّاً للمعرفة من السنوات السابقة كلّها. هذا صُنع الله، إذ إنّ حادثة كربلاء وقعت في إحدى الصحاري في نصف يوم أو يوم تقريباً، [لكنها] تزداد اشتعالاً على هذا النحو في التاريخ يوماً بعد يوم دون أن يكون هناك فرقٌ في العشق الحسيني بين مسلم وغير مسلم.
[مسار الجهاد والصّمود] هو المسار الذي ينبغي لنا أن نسعى من أجل تعبيده، ونفكّر... والله المتعالي سوف يُبارك أيضاً كما بارك في دماء الشهداء. لاحظوا، وخذوا على سبيل المثال شهيداً كالشهيد سليماني الذي يُستشهد في سبيل الله، فيهتزّ شعبٌ ويتحرّك وتسقط هذه الخطوط الموهومة كافة بين آحاد الشعب فينطلق متلاحماً. هذه هي البركة التي منحها الله لدماء الشهيد.
إن لساننا عاجز حقاً عن الحديث عن مرتبة الشهادة والشهداء. {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}، إنها صفقة مع الله. {يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ}، كلاهما – كل من القضاء على العدو وكذلك القتل في هذا الطريق – قيّم. هذه صفقة مع الله المتعالي.