ما أساليب الحلّ التي يمكن أن تؤدّي إلى وقف شلّال الدّم واستمرار إبادة الفلسطينيّين، وأن تفرض الضغوط الشاملة على الكيان الصهيوني في مختلف المجالات؟ ما الإمكانات والقدرات المهمّة التي تملكها الدول الإسلاميّة لممارسة الضغط على الكيان الصهيوني خصوصاً في المجال الاقتصادي؟

تنظر أمريكا إلى الحرب التي تشنها "إسرائيل" على قطاع غزة أنها حربها، أي حرب أمريكا، ولذلك تقود هذه الحرب وتمدها بالمال والسلاح والذخيرة وتريد اجتثاث الفلسطينيين من غزة في مرحلة أولى، ثم تكرار العمل في الضفة وصولاً إلى إفراغ فلسطين التاريخية من أهلها. وهي ترى أن الحل السياسي لا يمكن أن يحقق لها أهدافها وأن الطريق الوحيد هو التدمير والإبادة الجماعية. لذلك هي و"إسرائيل" ماضيتان في خططهما ولن يوقف هذا الإجرام إلا تهديد جدي لمصالح أمريكا و"إسرائيل". فصمود المقاومة في غزة وثبات الشعب فيها لا يكفيان لوقف الحرب التي تحتاج إلى ضغط متعدد الأشكال على أمريكا وأوروبا و"إسرائيل"، ضغط أمني وعسكري واقتصادي شامل تشارك فيه إضافة إلى «محور المقاومة» الدول العربية والإسلامية كافة.

 

منذ بدء جرائم الكيان الصهيوني ضدّ الفلسطينيّين في غزّة لم تنفكّ شعوب غالبيّة دول العالم عن التظاهر. وكما قال الإمام الخامنئي: «هزّ أهالي غزّة بصبرهم الضمير البشريّ». بغضّ النظر عن الدور الذي تلعبه الحكومات، ما دور الشعوب في مجال حظر بضائع الكيان الصهيوني وفرض الضغوط الاقتصادية على الكيان عامة؟

للشعوب دور أكيد في الضغط على حكوماتها وتهديد مصالح الغرب لديها وإعلان النفير الشعبي العام في الشوارع. لا بدّ من الاعتصام والتجمهر على أبواب السفارات الغربية مع مقاطعة اقتصادية شاملة لبضائع تلك لدول حتى وقف الحرب.

 

نظراً إلى العمليات التي أقدمت عليها المقاومة في لبنان دعماً لحركات المقاومة الفلسطينيّة في غزّة، إلى أيّ حدّ استطاعت هذه الخطوات أن تشكّل وسيلة ضغط على الكيان الصهيوني لإيقاف إبادة الأجيال في قطاع غزّة؟

اعتمدت المقاومة الإسلامية في لبنان إستراتيجية ذكية في مواجهة "إسرائيل" هي الضغط المرن على العدو لمنعه من استعمال قدراته كلها ضد غزة، وألزمته تجميد أكثر من ثلث إمكاناته العسكرية في مواجهة جبهة الجنوب اللبناني، وتسببت في تهجير أكثر من 28 مستوطنة من شمالي فلسطين المحتلة، مع حرمان العدو الذرائع لاستهداف المدنيين اللبنانيين. ما فعلته المقاومة في لبنان مهم جداً في إسناد المقاومين في غزة. وفي الظروف اللبنانية الحاضرة، قد لا يطلب من هذه المقاومة أكثر من ذلك لأن من واجبها الاحتفاظ بقدر من الإمكانات للدفاع عن لبنان في وقت قد لا يكون بعيداً، وكذلك مراعاة الواقع اللبناني الحساس.