بسم الله الرحمن الرحيم،[1]

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا، أبي القاسم المصطفى محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين، [ولا] سيما بقية الله في الأرضين.

أشكر الله المتعالي الذي وفّقنا أن نلتقي بكم اليوم في هذه الحسينية، أيها الإخوة الأعزاء. أهلاً وسهلاً بكم. في البداية، ولكيلا أنسى، أودّ أن تبعثوا شكري وسلامي إلى كلّ أولئك الذين - من لطفهم - بعثوا إلينا سلامهم عبركم. لحسن الحظ، يجري هذا اللقاء في واحد من أكثر الشهور والأسابيع فضيلةً في العام، أيْ شهر رجب. شهر رجب شهرٌ مبارك للحق والإنصاف. يتسنى لكل الذين تلهج قلوبهم بذكر الله طوال هذا الشهر نيل الرحمة الإلهية. لربما يمكن القول إن أعظم نعمة من الله، أي البعثة، حدثت في هذا الشهر. بعثة النبي الأكرم - صلى الله عليه وآله وسلم – هي العيد الأكثر بركة وعظمة للبشرية جمعاء، وليس للمسلمين فقط. كانت ولادة أمير المؤمنين – عليه الصلاة والسلام - في هذا الشهر [أيضاً]، وهناك أيام مباركة أخرى فيه كذلك. سوف تستفيدون - إن شاء الله - من بركات هذا الشهر جميعكم، أيها السادة الكرام، وهذا العبد، وسائر الإخوة المؤمنون، في أنحاء البلاد كافة.

إنّ أفضل عمل يؤدّيه الإنسان في هذا الشهر هو الاستغفار. نحن جميعاً بحاجة حقاً إلى أن نستغفر ونلجأ إلى الله المتعالي. المغفرة الإلهية أعظم نعمة يمنّ بها الله المتعالي على الإنسان في الدنيا والآخرة. فحتى أولياء الله، وحتى نبي الله، ليسوا بغنىً عن المغفرة الإلهية؛ {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} (الفتح، 2). سبب هذه المغفرة أنه لا يمكن لأحد أن يؤدي حق طاعة الله وعبادته. هذا سبب الاستغفار. «ما عبدناك حقّ عبادتك»[2]؛ لا يوجد أيّ شخص قادر أن يوفي الله حق عبادته وعبوديته كما يليق به سبحانه. ومهما سعى، فلن يستطيع أيضاً. هذا سبب الاستغفار. فنحن طبعاً مُبتلون جداً، وأمثال هذا العبد ملبسون من رأسنا حتى أخمص قدمينا بالابتلاءات والخطايا والمشكلات الروحية والمعنوية والقلبية والعملية وكل شيء. لذا نحن بحاجة إلى الاستغفار. علينا جميعاً أن نستغفر، و[شهر رجب] هو شهر الدعاء، وشهر التوسل. لحسن الحظ إن الأدعية التي وردت في هذا الشهر عن أئمة الهدى - عليهم السلام -، أي الأدعية المأثورة، هي أدعية حسنة المضمون وعالية المضامين وتتّسم بمضامين ورفيعة؛ فليُستفد منها، إن شاء الله.

أيها الإخوة الأعزاء، إنّ الموضوع الذي أودّ الحديث عنه معكم اليوم باختصار قدر الإمكان - إن شاء الله - هو إمامة الجمعة. فصلاة الجمعة باب واسع، [لكن] جُلّ ما أتطلّع إلى الحديث عنه اليوم يدور حول تكليفنا، إذْ أُعدُّ أيضاً من أئمة الجمعة، إذا تقبّل الله. ما الذي ينبغي لنا فعله بصفتنا أئمة الجمعة، وكيف يجب أن نمضي بالعمل قُدماً؟ أود أن أعرض بعض النقاط في هذا الموضوع.

أولاً إمامة الجمعة من أصعب المهام، وربما تكون نادرة هي الأعمال التي يمكن مقارنتها بصعوبة إمامة صلاة الجمعة. والسبب أن إمامة الجمعة لها بُعد «حقّي» وكذلك «خَلْقي»،[3] إذْ ينبغي أن يكون في الصلاة والخطبة الإخلاصُ والتوجه إلى حضرة الحق [جلّ وعلا] وأمثال ذلك - فإذا فُقِدَ هذا المعنى وخلا قلب الإنسان من نية التقرّب والإخلاص لله، فلن يَترك الكلام أثراً، ولن تَنال الصلاة بركة؛ إذاً هذا ضروري - وكذلك الالتفات إلى الخَلق. [أما] في غير الجمعة، وكما يقول الشاعر: «ظهري إلى الخلائق ووجهي إلى الله». لكن في هذه الصلاة [لا يقتصر الأمر على] ألا يكون ظهركم إلى الخلائق، إنما يكون وجهكم إلى الخلائق. يكون وجهكم إلى الخلائق وكذلك إلى الله، وينبغي أن تضعوا رضا الله في الحسبان وكذلك مصلحة الناس ورضاهم. إذاً، الأمر في غاية الصعوبة، وهذا واحد من أصعب الأعمال. وسأتحدث لاحقاً وأتطرّق بإيجاز إلى مسألة «التوجه إلى الخلائق».

أود أن أذكّر هنا مبدأً إسلامياً هو دور الناس في النظام والحياة الإسلامية أساساً. ففي نظر الإسلام والقرآن، وبالنظر إلى مجموعة الأحكام الإسلامية، يحظى الناس بدور بارز، وهم محطّ اهتمام كبير في حركة المجتمع الإسلامي، المجتمع الإسلامي وحياة المجتمع الإسلامي. لاحظوا قول أمير المؤمنين - عليه الصلاة والسلام - في تلك الجملة الشهيرة: «لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر... لألقيتُ حبلها على غاربها»[4]؛ جرت إلى الإشارة إلى دور الناس وكذلك حقهم. «دور الناس» أي أنه إذا لم يأتِ الناس إلى مَن يرى نفسه صاحب حق ويريد قبول مسؤولية ما، فليس عليه السعي وراء ذلك الحق: «لألقيتُ حبلها على غاربها». لولا حضور الناس، لما كان لديّ مسؤولية وتكليف. دور الناس مهم إلى هذا الحد. حتى إن رجلاً مثل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، إذا لم يكن الناس معه وحوله، يقول: ليس لديّ تكليف! فإذا جاء الناس، وجب عليه حينئذ قبول المسؤولية. ولذلك قبِل الإمام المسؤولية، إذْ جاء الناس وضغطوا وأصرّوا أنْ أقدِم واقبَل الخلافة، فقَبِلَ. دور الناس مهم إلى هذه الدرجة!

وعبارة أمير المؤمنين في خطبة صفين مهمة جداً؛ يقول: «وَلَيْسَ امرُؤٌ وإنْ عَظُمَت في الحَقّ مَنزِلَتُه وتَقدّمَت في الدّينِ فَضِيلَتُه بِفَوق أنْ يُعانَ على ما حَمّلَه اللهُ مِن حَقّه»[5]، فمهما ارتفعت القيمة الذاتية والوجودية والعلمية والدينية للشخص، فليس هناك أيّ أحد غير محتاج إلى عَوْن الناس. [عبارة] «أنْ يُعانَ على ما حَمّلَه اللهُ مِن حَقّه» هذه تعني أنه إذا أراد أداء واجبه ومسؤوليته، فإنه يحتاج إلى عون الناس. ذاك «العون» من طرف الناس، أي إن الخطبة كلها تدل على هذا، والعبارة التي قبل هذه، والتي بعدها، تُبيّنان أن المراد إعانة الناس [له]، وهذا يعني أن أمير المؤمنين يحتاج إلى إعانة الناس. طبعاً «الناس» الذين نتحدث عنهم هم أصحاب المكانة الاجتماعية - أهل علم ودين وسياسة مثلاً، ويحظون بمكانة اجتماعية – وكذلك العامة، فهناك حاجة إلى الإعانة من الجميع. لذلك، يقول الله المتعالي لنبيه: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} (الأنفال، 62) هذه مهمة جداً! يضع الله المتعالي المؤمنين في صف نصره، أيْ لو أن المؤمنين لم يعينوا النبي (ص)، ما انتصر. ولهذا، كان أول فعلٍ قام به النبي هو بناء المؤمنين، أي صناعة الإنسان المؤمن.

بناء عليه يظهر بوضوح أنه لا يمكن تحقيق الأهداف الإسلاميّة – فلتُسموها «النظام الإسلامي»، وفي نهاية المطاف «الحضارة الإسلاميّة» – إلّا من خلال مشاركة الناس واهتمامهم ومبادرتهم. يجب أن يقرّر الناس ويحضروا ويبادروا. إذاً، صار هذا مبدئاً بالنسبة إلينا. تارةً يتولى أحدهم مسؤوليّة حكومية، فعليه أن يعمل بأسلوب معيّن من أجل الإتيان بالناس وجذبهم وجلبهم إلى الميدان، وأخرى يكون أحدهم ناشطاً من على منبر صلاة الجمعة، فيفعل ذلك بأسلوب مختلف. إذاً، ينبغي الالتفات إلى أنّ قضيّة [حضور] الناس مبدأ؛ إنها مبدأ إسلامي لا يمكن فعل شيء من دونه، لا تحقيق الأهداف ولا بلوغ الحياة [الإسلامية].

لذا، في وسع الإنسان أن يقول إنّ الله المتعالي جعل تركيبة صلاة الجمعة في الأساس من أجل هذا الأمر، فتركيبة صلاة الجمعة وتشريعها من أجل هذا، وهو أن يضمن حضور الناس في الميدان. لا شك أنّه توجد صلوات أخرى أيضاً غير الجمعة، يأتي من يشاء ولا يأتي من يشاء، يأتون ويقيمون الصلاة ويمضون. بينما في صلاة الجمعة هناك حديث وكلام مع ذاك الذي يأتي، ويُقدّم إليه فكرٌ ويُمنح نهجاً وخطّةً. صلاة الجمعة في الأساس من أجل هذا، وهو أنّ تُحافظ على الذي يحضر في الميدان، وإذا ما كان بطيئاً في هذا، تُسرِّعه وتُحرّكه وتدفعه إلى الطريق. هذه هي تركيبة صلاة الجمعة أساساً. حقاً يمكن النظر إلى الحكمة من صلاة الجمعة [كما يلي]: الأصل حضور الناس، ثمّ تعالي حضورهم وتوسّعه.

حسناً، ذاك الجزء الخاص بصلاة الجمعة هو الخُطب، فركعتا الصلاة هاتان موجودتان في الصلوات كلها، وذاك الجزء الخاص هو الخطبة. إنّ ما طُرح في الروايات كافة – تقريباً - المتعلّقة بخُطب صلاة الجمعة هو مسألة «الموعظة»، فالوعظ والموعظة في الخطبة موجودان في هذه الروايات المتعلّقة بصلاة الجمعة غالباً. إذاً، من الواضح أنّ الموعظة هي المحور الأساسي لخطبنا. فما معناها؟ حينما نقول «الموعظة»، ينصرف ذهننا مباشرة إلى الموعظة الأخلاقية والعرفانية والمعنوية وما شابه. نعم، الموعظة الأخلاقية أهم عمل واجب، أي إنها أساس – سأعرض كلمة عنها أيضاً في ما بعد – لكنّ الأمر لا يختص بها، فلدينا موعظة سياسية، وأيضاً اجتماعية.

[جاء] في رواية فضل بن شاذان هذه عن الإمام الرضا - سلام الله عليه - هذه العبارة الزاخرة بالمعاني: «وَيُخبِرُهُم بِما وَرَدَ عَلَيهِم‏ مِنَ‏ الآفاق»، فإمام الجمعة يُطلع الناس في الخُطبة على وقائع آفاق [العالم]. «مِنَ الأَهوالِ الَّتي لَهُم فيهَا المَضَرَّةُ وَالمَنفَعَة»‏[6]، أي ليس الأمر أن نذهب ونقول فقط: أیّها المؤمنون، اتّقوا اللّه. لا، ينبغي أن تقولوا لمُستمعكم كلّ ما يرتبط به من أخبار آفاق العالم، وما فيه ضرره أو نفعه، فإنْ كان هناك عدوٌ قد يوجّه ضربة إلى مُخاطبكم هذا، فأطلعوه على وجوده، وإن كان ثمّة طريقة أو سبيل يمكن أن يصونه منه، فلا بدّ أن تقولوا له، وينبغي لكم أن تحدّثوه عن الظروف والأوضاع السياسية للعالم. «يُخبِرُهُم‏ بِما وَرَدَ عَلَيهِم مِنَ‏ الآفاق»؛ البديهي أنّ هذا سياسيٌّ. هذا هو معنى «الموعظة السیاسية». بالطبع، من الواضح أنّه إذا أردتم تبيين قضايا الآفاق لمستمعكم، فعليكم من باب أولى تبيين القضايا الداخلية لبلاكم. فإن كان ثمّ فتنة أو مؤامرة أو ضرر ما، أو نفع أو خدمة ما، أو عمل ينبغي أن يُنجز، أو عملٌ تعطّل، وثمّة عمل ينفع الناس ويمكن للإخبار عنه أن يُقدّم عوناً، ينبغي لكم أن تُطلعوه وأن تبيّنوا هذه [الأمور] في الخطبة. هذه أيضاً لا يعتريها أبداً القِدَم، لأنّ الأحداث ليست تكراريّة دائماً، فثمّة حدث هذا الأسبوع، وقد يكون في الأسبوع الآخر حدث آخر، ولا بد لكم من إطلاعهم عليها.

[في] الموعظة الاجتماعية، لدينا داخل مجتمعنا قضايا ليس لها جانب سياسي لكنْ لها جانب مصيري للمجتمع. افترضوا مثلاً موضوع الإنجاب، أو فتوّة السكان الذي هو مصيري أيضاً. لقد جلس أفراد من أعداء الشعب الإيراني في زاوية من العالم، وخطّطوا لكيلا يسمحوا لعدد سكان إيران بالتزايد، ففي نهاية المطاف أن يكون لبلدٍ مع هذه الإمكانات المادية كلها، والموارد والموقع الجغرافي الإستراتيجي، وأمثال ذلك، ومع هذا العدد من السكان الموهوبين الذي يتوافر في بلدنا، أن يكون له أيضاً مثلاً 150 أو 200 مليون نسمة، هذا يشكّل خطراً كبيراً عليهم. [لذا لديهم خطّة] للحيلولة دون ذلك. فما تلك الطاقة الإنسانية الدافعة التي تدفع البلاد قُدُماً؟ الشباب! قبل سنين من الآن، وعندما كنّا نقدّم إحصاءات البلاد، كنّا نقول: يشكّل الشباب النسبة المئوية كذا من سكان البلاد، وهي نسبة مرتفعة. [أمّا] اليوم، فليس الأمر كذلك، فقد انخفضت [النسبة]. إذا ما انخفضت هذه وتحوّلت البلاد إلى بلاد عجوز، فلن تنعم بعدُ بالتقدّم، وهذه خطّة العدو. ذكرتُ مرة للشعب قاطبة في خطبة عامة[7] وقلتُ: أنا نفسي - أنا العبدَ - من ضمن من أخطؤوا وطرحوا هذا الموضوع (تحديد النسل) في التسعينيات [من القرن العشرين]، وتابعوه. نعم، كانت بداية الأمر جيدة، لكنّ تتمّتها غير صائبة؛ ما كان علينا أن نُقدم على هذا العمل الخطأ. هذه الآن قضية اجتماعية وينبغي أن تُقال للناس. [أيضاً] موضوع زواج الشباب، وأنّهم يرفعون سنّ الزواج دائماً ويؤخّرونه باستمرار! من الطبيعي أنّ هذه مشكلة وقضية اجتماعية وينبغي تبيينها للناس. هؤلاء الشباب – سواء الفتيات أو الفتيان – فليُقدموا على الزواج في حينه وأوانه قدر الإمكان. إنّ هذه الآية الشريفة {إِن يَكونوا فُقَراءَ يُغنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ وَاللَّهُ واسِعٌ عَليم} (النور، 32) هي لنا، وخطابها موجّه إلينا، وهي كلام الله، فلا بدّ أن نذكرها للناس. هذه هي القضايا الاجتماعية، وهذه [الأمور] هي الموعظة. حينما يُقال «الموعظة الاجتماعية» معناه هذه القضايا. [كذلك] موضوع الإسراف، فإحدى مشكلات بلادنا الآن موضوع الإسراف. نحن نُسرف في الماء والخبز وبقايا الطعام وأدوات المعيشة - لِمن لهم القدرة على الإسراف [فيها] - وفي الكهرباء. هذه هي القضايا الاجتماعية؛ لا بدّ من الوعظ، وأن يُقال للناس، ولا بدّ من التنبيه ألّا نفعل هذه الأعمال.

إذاً، انظروا! صلاة الجمعة هي محل الوعظ، والموعظة أيضاً ليست الموعظة الأخلاقية فحسب. ما ذكره الإمام [الخميني] (رض) في التحرير،[8] عن خُطب صلاة الجمعة [أنّ أئمة الجمعة يتحدّثون عن] أخبار الدول الإسلامية، وما هو مرتبط باستقلال البلاد وبالشعوب الأخرى وبتدخّل الدول الأجنبية في استقلال البلاد، ينبغي أن تقولوه للناس. يقول: لا بدّ أن تبيّنوا هذه [القضايا] في خُطب الجمعة. أيّاً كان مُخاطبَكم – لديه وظيفة عادية أو عامل أو تاجر عاديّ – لا بدّ أن يعلم هذه [القضايا]. حسناً، فما معناه؟ معناه إثراء فكر المُخاطَب. أنتم تُثرون فكر المخاطَب، أي تمنحونه ثراءً فكريّاً ليتسنى له التفكير الصحيح في قضايا حياته ومجتمعه ويعمل عليها.

بالطبع هذه [القضايا] موعظة سياسيّة واجتماعيّة، والأخلاقيّة [أيضاً] في محلها وهي تحتل موقعاً رفيعاً، فالإنسان بحاجة إلى اللطافة الروحيّة وتهذيب النفس. إنّ قلوبنا ملوّثة، ملوّثة بأشكال عبثيّة من الحب والعداوات والأهواء والتعلُّقات؛ البديهي أنّها تؤثّر في عملنا وتُؤخّرنا وتوقعنا في مشكلة، ولقد وقعنا. [لذا] نحن بحاجة إلى لطافة الروح. «اللّهُمَّ املَأ قَلبي حُبّاً لَكَ وَخَشيَةً مِنكَ، وَتَصديقاً وَإيماناً بِكَ، وَفَرَقاً مِنكَ وَشَوقاً إِلَيك»[9]؛ ينبغي أن يكون القلب وعاءً لحب الله، وأن يكون لطيفاً. هذا أيضاً يتطلّب موعظة أخلاقيّة. لنعلِّمِ الاستغفار، فمن الأمور التي اشترطوها في الخطبة [قول:] «أستغفر اللّه لي ولكم»، فنستغفر لأنفسنا كما لمُخاطَبينا، كذلك نعلّمهم أن يستغفروا. فلنُعلّم هذه [الأمور] لأنفسنا حقاً. الاستغفار أيضاً ليس قول «أستغفر اللّه» فحسب. خطبة نهج البلاغة تلك المعروفة: «أَتَدري ما الاستغفار؟»[10] [تشير إلى أنّ] للاستغفار شروطاً وأجزاء عدة، وذلك هو الاستغفار الحقيقي، لكن لن نخوض فيه الآن. وعليه، هذه نقطة بشأن خُطب صلاة الجمعة، وهو أنّه ينبغي أن يكون المضمون موعظةً شاملة. ثمّة نقاط أخرى أيضاً عن الخطبة – الخُطبة نفسها ومضمونها كما عن سلوك إمام الجمعة وتصرُّفه – وهذه أيضاً لها دور في تأثير الخُطب، وهي قضايا مهمّة.

ثمة قضية هي تحديد الاحتياجات ومعرفة المخاطب. يا من تهمّون بالحديث، عليكم أن تنظروا إلى المواضيع التي يحتاجها الطرف المقابل، وأن تعرفوا مخاطبكم، فإن ما نطرحه في جمعِ ما من الممكن ألا يكون مناسباً في مكان آخر، أي لا يعنيه الأمر. لذا إن إحدى القضايا هي أنّ نعرف مُخاطبنا. مُخاطبكم متنوع ومختلف، أي لديكم الشباب وكبار السنّ والنساء والرجال وذوو مستوى عالٍ من المعرفة وذوو مستوى متدنٍّ... من الأصناف كافّة. [لذا] ينبغي أن تظهروا فنّكم ومهارتكم في مثل هذا المكان حتى تتمكنوا من إعطاء جرعة لكل منهم، فيجني كل واحد فائدة ومنفعة ما. حسناً، معظمكم من الشباب، وتعلمون أن الشابّ اليوم يواجه واردات ذهنيّة عجيبة وغريبة، ولم تكن هذه الأمور قبل أعوام قليلة أيضاً. لا أقصد مرحلة شبابنا التي بينها وبين اليوم بونٌ شاسع، بل لم تكن هذه الواردات الذهنيّة لدى الشباب على ما هي عليه اليوم حتى إلى هذه السنوات العشرين الفائتة، فهناك أنواع الكلام والأقاويل في الفضاء المجازي وغيرها. حسناً، ذهن هذا [الشاب] مختلطٌ بكثير من هذه الأقاويل ويجب أن تعرفوا ما الذي يفهمه وما يريده ويحضر إلى ذهنه وما أسئلته. ينبغي أن نعرف أسئلته.

كيف يُمكن التعرّف إلى هذه الأمور؟ افترض مثلاً أنّك تعيش في مدينة أخرى وتأتي إلى هذه المدينة للصلاة يوماً أو يومين في الأسبوع، أو لديك روابط محدودة في هذه المدينة، فالبديهي أنّه لا يمكنك تحديد الاحتياجات وتشخيصها. تحديد الاحتياجات يلزمه المجالسة، وهنا نصل إلى [أهمية] أن يكون إمام الجمعة شعبيّاً. يجب أن يكون هذا الإمام بين الناس ومعهم، ويعرف تفكير الناس. المطالعة من الأشياء المطلوبة حتى تتمكن من إعداد الخطبة وفقاً لاحتياجات مستمعيكم. إن المعارف الإلهية في الإسلام واسعة جداً، وتشمل تفاصيل حياة الإنسان واحتياجاتها كافة، فكيف تمكن معرفتها؟ بالمُطالعة، وبالأُنس بـالقرآن وبالأحاديث وبالكتب المعرفيّة. المُطالعة ضرورية جداً. فلسنا على أي حال في غنى عن المطالعة وقراءة الكُتب. مطالعة الكتب ضرورية وهي إحدى الاحتياجات.

هناك نقطة أخرى عن إمامة الجمعة هي قضيّة العطف على النّاس ومحبتهم. شعبنا أناسٌ طيّبون جداً. بعضنا بطبيعة الحال يحبون الناس: أهل مدينتنا، أهل منطقتنا، مستمعينا، فشعبنا أناسٌ مؤمنون؛ إنهم مؤمنون، حتى أولئك الذين لا يلتزمون في الظاهر بعضَ الظواهر الشرعيّة، فغياب الالتزام العملي هذا لا يعني فقدان الالتزام القلبي، إذْ إن قلوبهم مع الله والمعاني والمفاهيم الروحية. إنّهم يملكون الإيمان. حسناً، التقصير مشهودٌ في أعمالنا جميعاً، فمَن منّا ليس مقصّراً في العمل؟ كلّ منا بطريقة. أنا - العبدَ - مقصّرٌ بطريقة ما، وأنتم كذلك، وهو أيضاً. شعبنا أناسٌ مؤمنون. الناس أناس أوفياء. إنّهم أناسٌ جاهزون ورهن إشارةٍ. لاحظوا مختلف القضايا التي شهدتها البلاد! كم شهدنا من القضايا في هذه البلاد على مدى هذه الأعوام الأربعين ونيّف! وكم حيكت المؤامرات ضدّنا، وكم تلقّينا مختلف الهجمات الدعائية والعمليّة والعسكريّة والاقتصاديّة وأمثالها من مختلف الأطراف! مَن الذي دافع عن النظام الإسلامي؟ هؤلاء الناس أنفسهم! هؤلاء الناس هم الذين نزلوا إلى الشوارع عندما دعت الحاجة، وصبروا حين كان عليهم أن يصبروا، ودعموا حين استلزم الدعم، وأطلقوا الشعارات حين لزم، وانطلقوا إلى سوح القتال حين استدعى الأمر!

قال الإمام [الخميني] إنّ إيمان شعبنا أفضل من إيمان الناس في مرحلة صدر الإسلام.[11]  هذا ما عبّر عنه الإمام بنحو قاطع. بعضهم يستغربون، فلتقارنوا أنتم. إنّ الرسول الأكرم (ص) هو الفرد الأوّل لعالم الوجود، فمن تمكن مقارنته معه بالقول: [الرسول أسمى] بألف ضعف؟ وما ألف ضعف، [ولا حتّى] مليار. أيّ شخصية عظيمة نعرفها مثل الإمام [الخميني] (رض) الذي كان شخصيّة عظيمة، أَوَتمكن مقارنة شخصية هؤلاء مع الرسول (ص)؟ كان لأولئك الناس في المدينة مثل هذه الشخصية كالرسول بين ظهرانيهم، وقد كان أيضاً أول الثورة – العام الثاني مثلاً للثورة وفيه غزوة بدر – ويأخذهم الرسول صوب الميدان. يقول القرآن: {وَتَوَدّونَ أَنَّ غَيرَ ذاتِ الشَّوكَةِ تَكونُ لَكُم} (الأنفال، 7). كانوا تَنظِيمَين ومجموعتين: مجموعة مقاتلة من جهة الكفار الذين كانوا يهمّون بالمجيء، ومجموعة هي التجارية. يقول [القرآن:] وددتم أن تمضوا خلف تلك التجارية؛ {وَتَوَدّونَ أَنَّ غَيرَ ذاتِ الشَّوكَةِ تَكونُ لَكُم}. بالطبع، مضى هؤلاء وقاتلوا وانتصروا أيضاً - بحمد الله - وكان [الأمر] جيداً للغاية أيضاً، غير أنّ تلك كانت رغبة قلوبهم. قارنوا هذا مع ذلك الشاب الذي له في مرحلة «الدفاع المقدّس» زوجة عزيزة وولد صغير وأبٌّ وأمٌّ مُحبَّان وبيت مريح. وجّه الإمام رسالة – لا رأى الإمام ولا سمعه عن قُرب [إنما] أُذيعت رسالة الإمام في الراديو – فيترك هؤلاء وينهض من أجل رسالة الإمام ويمضي داخل الجبهة ويعكف على القتال. كذلك في الدفاع عن الحرم، والآن ثمة فاصل ثلاثين عاماً بين هاتين الحركتين العُظمَيين!

هكذا هم أناسنا، هؤلاء المؤمنون والمحبّون والأوفياء والأذكياء. يجب أن نعرف قيمة هؤلاء وأن يُشملوا بالمحبّة بالمعنى الحقيقي للكلمة. لم يبخل الناس في تضحيتهم من أجل الإسلام والبلاد والنظام الإسلامي، وقد فعلوا كلّ ما ينبغي وكان مقدوراً عمله. هذه أيضاً نقطة وهي أنّه ينبغي أن نحبّ الناس. إذا أحببنا الناس، فإنّ المحبّة متبادلة. عندما تحبّه، يبادلك الحبّ أيضاً ويُعرب عن محبّته لك، وحينئذ يؤثّر كلامك في أعماقه. المحبّة إكسير، وعندما تكون العلاقة ممزوجة بالودّ والمحبّة، يترك كلامكم أثراً فيه، ويتحرّك ضمن المسار نفسه الذي حدّثتموه عنه ونقلتموه إليه عن الله المتعالي.

النقطة الأخرى – هذه أيضاً شبيهة بتلك المرتبطة بالموعظة – قضيّة التقوى. تكرّرت الدّعوة إلى التقوى أيضاً في الروايات وفتاوى العلماء وأمثال هؤلاء، [وجاء] أن على إمام الجمعة أن يدعو النّاس إلى التقوى. تبدو التقوى في النظرة الأولى شأناً فرديّاً – التقوى هي «الورع» وشأنٌ فردي – لكن التقوى شأنٌ اجتماعي أيضاً، أي إنّها مرتبطة بالفرد وأيضاً بالقلب والعمل، كما أنّها مرتبطة بالمجتمع ككلّ لأنّ الله المتعالي يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (المائدة، 2). إذاً، التقوى أمرٌ يحدث عبر التشارك والتعاون. {تَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}؛ إنّ الأمور التي يؤثّر فيها تعاون النّاس ومشاركتهم من مصاديق التقوى.

لدينا في التقوى النوع السياسيّ، ويعني اجتناب الذنوب السياسيّة. ميدان السياسة ميدانٌ زلق. [طبعاً] على الجميع أن يكونوا سياسيّين، أي لا توجد في العالم الإسلامي منطقة غير سياسيّة، والإسلامُ دينٌ سياسيّ. استناداً إلى الكلام السابق على الجميع أن يخوضوا السياسة، لكنّها ميدانٌ زلق، والإنسان يُخطئ ويزلّ إن لم تكن التقوى حاضرة. يُمكن للإنسان أن يجتنب هذه العثرات بالتقوى والورع وأن تكون عينه مفتوحة في مسار الحياة السياسيّة.

عند امتلاك التقوى السياسيّة، لن يكون في مقدور الحرب النفسيّة للعدوّ أن تترك أثراً. من نماذج الحرب النفسيّة للعدوّ «لَومَةَ لائِم» هذه. يعمل أحدهم عملاً حسناً فينازعه ويشاجره أربعة فاسدين ويسألونه: لماذا أقدمت على الخطوة الفلانيّة. يقول كلاماً حسناً فيهدّده الآخرون: لماذا قلت هذا الكلام الحسن! الميدانُ من هذا القبيل. عندما تكون التقوى حاضرة، {لَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} (المائدة، 54)، وهذه الآية الشريفة {لَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} عندما جاءت في القرآن الكريم، أشار الرّسول الأكرم (ص) إلى جناب سلمان وقال إنّ [المقصود بـ] {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (المائدة، 54) حتى آخر الآية هم قوم هذا [الرجل]. إنّ التصدّي لحرب العدوّ النفسيّة على هذا النحو، وهذه من نماذج الحرب الناعمة التي ينبغي ألا نخشى منها، وألا نخاف من «لَومَةَ لائِم».

ثمة نقطة أخرى مرتبطة بصلاة الجمعة والخطبتين – هذه نهاية كلمتي – هي تشجيع آحاد الناس ومخاطبيكم على الحضور في الميادين شتّى. خذوا على سبيل المثال الحضور في الميادين والخدمات الاجتماعيّة، كأن يتقرّر أن يبنوا مدرسة في مدينة معيّنة ويُحثُّ الناس على المشاركة كلٌّ وفق قدرته وبالأسلوب الذي يقدر عليه. افترضوا مثلاً أنّ يقرّر الخيّرون في مدينةٍ معيّنة بناء مستشفى – دوماً كانت أعمال الخير من هذا القبيل وهي حاضرة الآن ويُقدمون عليها – أو أداء الديّة عن المساجين القابعين في السجون بسبب الديّة وأن يحرّروهم. أعمال الخير هي من هذا القبيل. فليجرِ تشجيع الناس على المشاركة في هذه القضايا. هذا ميدانٌ، وهو القضايا الاجتماعيّة.

[كذلك] ميدان القضايا السياسيّة من قبيل الانتخابات. الانتخابات مصداقٌ تامّ لأيّ ميدانٍ سياسي. لقد كرّرتُ – أنا العبدَ – في ما يرتبط بالانتخابات أنها ميدانٌ سياسي، ومشاركة الناس فيه ضروريّة بالمعنى الحقيقي للكلمة، إذ إنّها مسؤولية على النّاس وكذلك حقٌّ لهم. ليست الانتخابات مجرّد تكليف على الناس، بل المشاركة فيها حقٌّ؛ إنها حقكم وحق للناس. فلينتخبوا مَن يرغبون أن يكتبوا لهم القانون أو ينفّذوه، وليشاركوا، أو مَن سيبدون رأيهم في القائد أو ينتخبونه، فـ«مجلس خبراء القيادة» حقّ للناس، ويجب أن يخوضوا [الميدان] ويستفيدوا من حقّهم.

طبعاً قلتُ إنّ هذا الأمر لا يتحقّق باستخدام اللسان فحسب. طبعاً، اللسان مؤثّر، واللسان والتبيين جهاد بحدّ ذاتهما، والتبيين للناس والتحدّث إليهم وقول الأمور لهم جهادٌ حقّاً وبالمعنى الحقيقي للكلمة، لكن لا يقتصر الأمر على استخدام [اللسان]، [بل] كما أشرنا، لا بدّ أن يترافق ذلك مع العمل. يجب إنجاز هذا العمل بوجه بشوش ولسان يجيب عن الأسئلة، وعبر الحضور بين مختلف التجمّعات الشعبيّة وخصوصاً الشبابيّة. حسناً، كانت هذه بضع نقاط عن إمامة الجمعة، وقد قلت إنّ هذه الإمامة عملٌ صعبٌ حقّاً. إنّها من الأعمال الشاقّة، وأجرها – إن شاء الله – كبيرٌ عند الله المتعالي بمدى صعوبتها.

إنّ قضيّتنا الدوليّة والإسلاميّة اليوم هي قضيّة غزّة. يرى المرء يد الله في قضيّة غزّة. هؤلاء النّاس المظلومون والمقتدرون استطاعوا جعل العالم متأثّراً بهم، فالعالم اليوم متأثّرٌ بنضالات الناس في غزّة وفلسطين. ينظر العالم إلى هؤلاء أنّهم أبطال، وهو ينظر إلى الناس ونضالاتهم وحركات المقاومة لديهم أنّهم أبطال. هؤلاء أبطال! اللافت أنّ الناس في العالم مقتنعون بأمرين معاً بشأن أهالي غزّة وفلسطين: الأوّل أنّهم مظلومون والآخر أنّهم منتصرون. العالم أجمع مقتنعون بهذا الأمر. إنّهم مظلومون وقد أدرك العالم مظلوميّتهم. إنهم مظلومون ومنتصرون في آن. لا يوجد شخصٌ في العالم اليوم يتخيل انتصار الكيان الصهيوني الخبيث والغاصب في حرب غزّة، فالجميع يقولون إنه مهزوم. في النقطة المقابلة، يظهر الكيان الغاصب في أنظار شعوب العالم وسياسيّيه والناس كلهم من مسلمين وغير مسلمين أنّه ظالمٌ وذئبٌ متعطش للدماء وعديم الرحمة، وكذلك مغلوبٌ ومهزومٌ ويائسٌ ومنهارٌ. 

هذه هي خصوصيّة الصّبر والتوكّل. لقد روّج أهالي غزّة الإسلام بصمودهم. في أرجاء العالم وأكنافه، يسعى الباحثون للعثور على هذا العامل الذي يجعل المناضل الفلسطينيّ يصمد كذلك في الميدان: ما هذا الإسلام؟ لقد عرّفوا الإسلام وقدّموه، وجعلوا القرآن محبوباً في أنظار كثيرين. إلهي، بحقّ محمّد وآل محمّد، زِد يوماً بعد يوم رفعة المناضلين في «جبهة المقاومة» وعزّتهم، وخاصّة أهالي غزّة المظلومين ومناضليهم.

لقد أنجز الشعب اليمني وحكومة «أنصار الله» أيضاً عملاً عظيماً، للحقّ والإنصاف. إنّ ما أقدموا عليه دعماً لأهالي غزّة يستحقّ الإشادة والثناء، للحقّ والإنصاف. لقد وجّه هؤلاء ضربة إلى الشرايين الحيوية للكيان الصهيوني. هدّدتهم أمريكا ولم يخشوها. هكذا هم! [لم يخشوا] أمريكا. عندما يخشى الإنسان الله، لا يخشى أحداً غير الله. حقّاً وإنصافاً كان عملهم مصداقاً للجهاد في سبيل الله. نأمل أن تستمرّ – إن شاء الله – هذه المجاهدات والمقاومات والخطوات حتى النّصر، بإذن الله تعالى.

أسأل الله أن يوفّق وينصر الذين يتحرّكون في سبيله وعلى خطى مرضاته كافة، إن شاء الله. أسأل الله أن يحفظكم ويوفّقكم أيضاً في هذا الطريق بالمعنى الحقيقي للكلمة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 


[1] في بداية هذا اللقاء، قدّم تقريراً حجة الإسلام محمد جواد حاج علي أكبري (رئيس «هيئة وضع السياسات لأئمة الجمعة»).

[2] الصحيفة السجادية، الدعاء 3.

[3] استخدم سماحته مصطلحين رائجين في العرفان الفارسي: «يلي الربي» و«يلي الخلقي».

[4] نهج البلاغة، الخطبة 3.

[5] نهج البلاغة، الخطبة 216.

[6] وسائل الشيعة، ج. 7، ص. 344.

[7] كلمة في لقاء حشد من أهالي بجنورد، 10/10/2012.

[8] تحرير الوسيلة.

[9] الكافي، ج. 4، ص. 561.

[10] نهج البلاغة، الحكمة 417.

[11] من جملتها صحيفة الإمام (النسخة الفارسيّة)، ج. 17، ص. 151، وكلمته في جمع من قادة «حرس الثورة الإسلامية» وقوات التعبئة، 19/12/1982.