1ـ نظرًا إلى انّ الحج أحد أعظم الأرضيّات لتضافر الأمّة الإسلاميّة وتآزرها وتعاطفها، كيف يمكن الاستفادة من هذه الإمكانيّة العظيمة [للحج] من أجل حلّ مشكلات العالم الإسلاميّ بأفضل نحو ممكن؟

أولًا، من خلال تأكيد الثوابت والمشتركات، وما ينسجم ويتوافق عليه جموع المسلمين دون استثناء، وفي مقدّمها (القدس، ونصرة غزة وفلسطين، ونبذ الشيطان الإسرائيلي).

ثانيًا، يتّفق الحجّاج المسلمون على الغالبية العظمى من الامور، الحياتية والثقافية والاجتماعية والقيمية والأخلاقية، والنظرة للإنسان ولقيمته، كل هذه مشتركات تُشكّل منهم نموذجًا غير موجود في أي من دول العالم وشعوبه.

وأخيرًا، إن الحوار بين الحجاج المسلمين، والتقارب بينهم، هو خير سبيل لهم، وإن الفرقة تضر بهم جميعًا، وإنهم اليوم في موقف قوي، وفرصة كبيرة يمكنهم استثمارها إذا أحسنوا الإفادة من الظرف الإقليمي والدولي. وإن السلام والأمن الذي يريده الله بين المسلمين، وبينهم وبين البشرية، محوره العبودية لله، والتواصل المباشر، والبناء على المشترك الديني العظيم، وليس الرجوع إلى الخارج، والاستنجاد به تجاه ما يسمى معضلة الأمن.

2ـ يُكوّن الحجّ فرصة مميّزة من أجل التعبير عن دعم الأمّة الإسلاميّة عامةً، والحجّاج خاصّةً، لأهالي غزّة. ما هي برأيكم الخطوات التي يمكن القيام بها في هذا الصّدد ضمن إطار الحج؟

العالم اليوم ينظر إلى الأمة الكبرى، ويتطلع إلى موقفها من المذبحة الجارية في غزة، تلك المذبحة التي تدمي قلوب الأحرار والشرفاء في العالم، فإذا وَجَدَنا مشتتين حتى أثناء وجودنا في مكة، وعند بيت الله في هذه الأيام، عندها سيطمئن إلى أننا لن ننجح في الاتفاق على مشروع، وسيأخذنا بالمفرّق.

3ـ لو كنتم مشاركين بشكل شخصي في حجّ هذا العام، هل كنتم - بصفتكم أحد الحجاج - ستُقدمون على خطوة ضمن إطار دعم قطاع غزة، واستنكار الإبادة الجماعية التي تمارسها أمريكا والكيان الصهيوني؟

اليوم، النداء الوحيد المطلوب هو نداء التقوى، والخروج من المهانة التي يعيشها بعض أنظمتنا، ومَن باع ضميره للحاكم، او اشترى الحاكم كلمته ببضع  دنانير .لو هتف المسلمون اليوم بصوت واحد : (النصر لفلسطين والخزي والعار لإسرائيل)، لسقطت إسرائيل وهي ترتعد من الخوف والذعر.

4ـ ما هي مكانة «البراءة من أعداء العالم الإسلامي» في الحج؟ بعبارة أفضل، إلى أيّ مدى تنطوي البراءة من أعداء الأمّة الإسلامية - وعلى رأسهم أمريكا والكيان الصهيوني - على الأهميّة، خاصّة في حجّ هذا العام الذي يتزامن مع إبادة المسلمين في قطاع غزّة؟

لو رفع الحجاج بأجمعهم علم فلسطين؛ لتَغَيّرَ المشهد (تخيّلْ مليوني حاج يرفعون علم فلسطين ويرتدون الأكفان)، وإذا كانت حكوماتهم تمنعهم من التظاهر؛ فليبادروا إلى التظاهر نصرة لغزة، وبراءة من الصهيونية، حتى لو أدى ذلك إلى قتلهم، فليكونوا شهداء على طريق القدس من مكة، ويُعرف المنافقون في أمتنا، ويُكشف من يحمي إسرائيل وأميركا، ولتكون رسالة للتاريخ، وليَعرف العالم مظلومية فلسطين من العرب قبل الغرب حينها. ولا أظن أن العائلة الحاكمة في السعودية ستخوض مواجهة مع ملايين المسلمين، فالحج لله، ومكّة ملك الأمة، وليست ملك عائلة ولا دولة لتقرّر وتتدخّل بأمرٍ من خصائصه أنه يجمع ويوحّد الكلمة "فلسطين".