إنّ قول الرئيس الأمريكي: «نحن مستعدّون للتفاوض مع إيران»، ودعوته للتفاوض والادّعاء أنّه أرسل رسالة، وهي لم تصلنا طبعًا، هذا برأيي تضليل للرأي العام العالمي.
ما الذي يجعل إيران غير مستعدّة للتفاوض؟ عودوا إلى أنفسكم. لقد جلسنا وتفاوضنا لسنوات عدة، وهذا الشخص نفسه [ترامب]، رمى المفاوضات المبرمة والمكتملة والموقعة من على الطاولة ومزّقها. كيف يمكن التفاوض مع مثل هذا الإنسان؟
أمريكا تُهدّد بالعمل العسكري. وفي رأيي هذا التهديد غير عقلاني، أي إنّ شنّ الحرب وتوجيه الضربات لن يكون من طرف واحد، فإيران قادرة على الردّ بضربة مضادّة، وسوف تنفّذها حتمًا.
نحن لا نسعى إلى الحرب، لكن إذا أقدم أحد على ذلك، فسيكون ردنا حاسمًا وحتميًّا.
إنّ أملي معقودٌ عليكم أنتم الشباب فقط. [أنا العبد] أؤمن بالاعتماد على الشباب، لكن هناك شروط كثيرة، وذاك الشرط الأساسي هو أن تتمسّكوا بمواقفكم، وتستقيموا عليها. لا يكوننّ الأمر على هذا النحو بأن تخلصوا إلى تحليل معيّن، ويكون لكم موقفٌ ثوريّ وصحيح ومقبول، ثمّ تتراجعوا عن ذاك المبدأ بسبب عائق صغير أو تردّد معيّن، وتتحوّلوا إلى إنسان غير مبالٍ.
في العام الثالث للهجرة، فقد النبي الأكرم (ص) شخصًا مثل حمزة. في العام الرابع والخامس للهجرة، كان النبي (ص) أقوى بكثير من العام الثالث للهجرة. أي إنّ فقدان الشخصيّات البارزة لا يعني أبدًا التراجع أو التأخّر أو الضعف. متى ما حضر عاملان في أمّة ما، أحدهما هو الهدف الغائي، والآخر هو السعي، فإنّ فقد الشخصيّات وغيابها يمثّل خسارة، ولكنه لا يوجّه ضربة إلى الحركة العامّة.
ما يُقال بشأن السلاح النووي أنه «لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي»، فإنّنا لو قرّرنا امتلاك السلاح النووي وتصنيعه، ما كانت أمريكا لتقدر على منعنا. السبب في أننا لا نمتلك السلاح النووي - ونحن لا نسعى لامتلاكه أيضًا- هو لأنّنا نحن أنفسنا لا نرغب في امتلاكه لأسباب معيّنة.
أمريكا اليوم لا تملك قوّة أمريكا قبل عشرين وثلاثين عام، ولن تملكها ولا تستطيع امتلاكها.
أمريكا اليوم تتجه نحو الضعف، لا نحو القوة.