بعد أن رحّب الإمام الخامنئي بالمشاركين في الدورة الرابعة والثلاثين لمسابقات القرآن الكريم الدولية قال سماحته: يجب أن تستمرّ هذه الحركة القرآنية في بلادنا. نحن بعيدون عن القرآن، لا نألفه، بعيدون عن مفاهيمه. علينا أن نسعى لأن تكون المفاهيم القرآنية في عداد مفاهيم شعوبنا الرائجة وخطاباتها العامّة.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى كون تقابل هويّتي الإيمان والكفر من سلسلة المفاهيم القرآنيّة الأساسيّة قائلاً: إحدى المفاهيم القرآنية التي تُعدّ أساساً هي الكفر بالطاغوت. أي أنّنا نقسّم عالم الوجود بأسره إلى قسمين. قسم يحتوي على ساحة نفوذ الطاغوت ويجب الكفر بها وقسم يحتوي على ساحة نفوذ الله ويجب الإيمان بها. الهويّة الإيمانيّة مقابل هويّة الكفر. هذا لا يعني أنّه من الواجب علينا الصراع الدائم معه. هذا لا يعني أيضاً القتال وعدم التواصل وعدم تبادل المعلومات. هذا يعني استقلال الهويّة الإيمانية ورسم حدودها حتّى تتمكّن من الحفاظ على نفسها مقابل هويّة الطاغوت والكفر وتتقدّم. معضلة الأمّة الإسلاميّة الراهنة هي سيطرة الاقتصاد والسياسة الغربية عليها والكثير من البلدان الإسلامية اليوم مجردة من الهوية الإسلامية رغم التزام شعوبها بالصوم والصلاة لكن وبسبب فقدانها للهويّة الجماعيّة والإسلاميّة فإنّ العدو قادرٌ على التدخّل في ثقافتها، معتقداتها، اقتصادها، سياستها وعلاقاتها الاجتماعيّة بحيث يقومون بخلق النزاعات والنّفور ما بين المسلمين.
وفي معرض حديثه تحدّث الإمام الخامنئي عن الفترة التي سبقت انتصار الثورة الإسلامية في إيران قائلاً: كان القرآن مهجوراً بشكل كلّي في فترة حكم الطاغوت (الحكم الشاهنشاهي).  لم يكن هناك أي حضور للقرآن في المدارس والثانويّات والجامعات. كان هناك جلسات قرآنيّة لكنّها كانت مهجورة. لم يكن هناك حفظ وأنس وتلاوة مستمرّة ونشر مستمر للقرآن. لقد عرّفتنا الثورة الإسلامية على القرآن.. ففي أي بقعة من بقاع بلدنا إذا ما تم اليوم الإعلان عن جلسة قرآنية، هبّ الشباب للمشاركة فيها. هذه الأحداث حدثت كلّها ببركة الإسلام والثورة.
وقدّم سماحته توصية للقائمين على شؤون القرآن الكريم: فليتابع أولئك الذين تولّوا متابعة الشؤون القرآنية وعلى علاقة بها أعمالهم ولا يتخلّوا عن هذا الطريق. العمل من أجل القرآن سبيل لا ينتهي أمده وعلى الجميع السعي والعمل ويجب أن يأنس شعبنا بالقرآن. 
كما لفت الإمام الخامنئي إلى أن دور الفنانين، الشعراء والكتّاب في ترويج المفاهيم القرآنية دور بارز. 
واعتبر الإمام الخامنئي أنّ المعارف القرآنيّة سبيل خلاص الأمّة الإسلاميّة والسبب في بناء حياة مقتدرة وعزيزة لهذه الأمة، وأضاف سماحته القول بأنّ العمل على ترويج وفهم القرآن من أعظم الحسنات وأكّد على ضرورة استمرار الحركة القرآنيّة في البلاد. 
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى أنّ الابتعاد عن القرآن الكريم يؤدي إلى أن يسيء الاعداء استغلال هذا الأمر ويحقنوا النّاس بحُقن تؤدّي إلى انعدام إيمانهم ولامبالاتهم وقال: إنّ الوضع الرّاهن للدول والحكومات الإسلامية في مقابل أمريكا والصهيونية منشؤه الابتعاد عن القرآن ولو أنّنا اقتربنا من القرآن والهويّة الإسلامية ستزول كل هذه المشاكل.