وفقًا للتعاليم التي جاءنا بها النبيّ إبراهيم (عليه السلام)؛ فإنّ الحجّ هذا العام هو حج البراءة؛ البراءة من الوجه المتعطشّ للدماء، المنبثق من الحضارة الغربيّة، الذي سطّر الجرائم في غزة. البراءة في الحجّ هذا العام أكثر بروزاً من أيّ زمن مضى. يتوجّب على الحجّاج المؤمنين – سواء كانوا إيرانيّين أو غير إيرانيّين أو من أيّ بلدٍ – أن ينقلوا هذا المنطق القرآنيّ للعالم الإسلاميّ أجمع. هذا أمرٌ واجب.

لو لم تكن مساعدة أمريكا، هل كان الكيان الصّهيوني يجرؤ على معاملة المسلمين والنساء والرجال والأطفال بهذه الوحشيّة في غزة؟! لا يمكن مدّ يد الصّداقة إلى القاتل المُنفّذ أو المُساند له؛ مَن يمدّ يد الصداقة إلى هؤلاء فهو ظالم.

يرى النبيّ إبراهيم (عليه السلام) وجوب الإحسان إلى الكفّار غير المعادين، لكن حينما يتعلّق الأمر بالذين يقتلون الناس ويخرجونهم من بيوتهم وديارهم، يقف بثبات ليعلن البراءة منهم. من الذي يشكّل اليوم مصداقًا لهؤلاء؟ هم الكيان الصهيونيّ وأمريكا وداعموهم.

إنّ كلّ واحد من الأحداث التي تقع اليوم في غزّة وفلسطين مؤشّرٌ عظيم سيُخلّد في التاريخ، وهذه سترسم الطريق لمستقبل البشريّة. ما يحدث الآن في جامعات أمريكا وبعض الدول الأخرى غير مسبوق ولم يكن ليصدّق أحدٌ لو ادّعى شخصٌ إمكانيّة وقوع أمرٍ من هذا القبيل يوماً ما.

فلسطين اليوم بحاجة إلى مساندة العالم الإسلاميّ لها. صحيح أن الجمهوريّة الإسلاميّة لم تنتظر هذا وذاك ولن تنتظر، لكن لو أنّ السواعد القويّة للشعوب والحكومات المسلمة توافدت من سائر الجهات وقدّمت المؤازرة، فإنّ تأثير ذلك سيكون أكبر بكثير وستنتهي هذه الحالة المأساويّة للشعب الفلسطيني. هذا واجبٌ.

وفقاً للتعاليم التي جاءنا بها النبيّ إبراهيم؛ فإنّ الحجّ هذا العام هو حجّ البراءة.