أبدى قائد الثورة الإسلامية في كلمة له خلال زيارته الأخيرة إلى جامعة الإمام علي (عليه السلام) للضباط ردّة فعل تجاه تصريحات وخطوات قادة الدول الغربية بغية ممارسة الضغوط على الجمهورية الإسلامية بشأن قدراتها الدفاعية ونفوذ إيران في المنطقة. كان تأكيد سماحته أنّ هذا الموضوع غير مطروح للتفاوض بتاتاً. في هذا الشأن يجب التمعّن والتدقيق في نقطة مفصليّة: ما تبغيه البلدان بإجرائها للمفاوضات يخبّئ في طياته تفاسير عديدة. فيما يخصّ القدرات الدفاعية للبلاد هناك اجماع شامل بين مسؤولي البلاد، النخب السياسية والشعب الإيراني على أنّ المفاوضات إن كانت تعني "المقايضة" أي منح ميّزات محدّدة واكتساب ميّزات أخرى بشأن قضية معيّنة ولو كانت "إتماماً للحجّة" فهي دون جدوى في هذا المورد. 
خاصّة إذا تمّ الأخذ بعين الاعتبار ظروف المنطقة، تهديدات الأعداء المستمرّة للجمهوريّة الإسلامية والتجارب المتوفّرة على مدى عشرات الأعوام المنصرمة، فإنّ أيّ تنازل في هذا المجال سيعتبر تقليصاً لقدرات البلاد الدفاعية وتجريدها من سلاحها في مواجهة تعدّيات الآخرين وسحب يد إيران المتفوّقة من المنطقة.
ما صرّح به الإمام الخامنئي في جامعة الإمام علي (عليه السلام) للضباط يُظهر أنّ سماحته يرفض التفاوض بشأن قدرات البلاد الدفاعية على أي مستوى ومع أية دولة. ما أشار إليه رئيس الجمهورية المحترم اليوم حول عدم جدوائية التفاوض مجدّداً مع أمريكا الناكثة للعهود يمكن تقييمه في هذا المسار. من الواضح أنّ الجمهورية الإسلامية وبغض النظر عن الطرف الذي تفاوضه لا ترى أنّ قدرتها الدفاعية قابلة للتفاوض. هذا أيضاً نفس الموقف الذي أشار إليه مراراً وزير خارجيتنا الدكتور جواد ظريف معتبراً أنّ موضوع القدرات الصاروخية وسائر القضايا المتعلقة بقدرات البلاد الدفاعية غير قابلة للتفاوض.