كل من يدعم الصهيونية اليوم، سواء من مسؤولي البلدان المستكبرة مثل أمريكا وبريطانيا وسواهما أو الأوساط العامة مثل منظمة الأمم المتحدة ممن يدعمونهم بشكل من الأشكال، ربما بصمتهم، أو بتصريحاتهم وكلماتهم غير المنصفة، هم أيضاً شركاء في الجريمة. من واجب العالم الإسلامي كله وجميع الحكومات الإسلامية وكل أبناء الشعوب المسملة أن تعارضهم وتواجههم وتعلن البراءة و النفور منهم وتلومهم على مواقفهم هذه. هذا واجب عام. يجب فرض العزلة عليهم، وإذا استطاعوا فليتصدوا لهم اقتصادياً وسياسياً. هذا هو واجب الأمة الإسلامية.

~الإمام الخامنئي ٢٠١٤/٧/٢٩

 

قضية غزة ليست قضية قطعة من الأرض وقضية فلسطين ليست قضية جغرافية. إنها قضية الإنسانية. قضية فلسطين اليوم مؤشر يميّز بين الالتزام بالمبادئ الإنسانية ومعاداة هذه المبادئ. القضية مهمة إلی هذا الحدّ. أمريكا أيضاً ستتضرر من هذه المعاملة بلا شك. هذه الأمور التاريخية التي تستمر عشرة أعوام أو عشرين عاماً أو ثلاثين عاماً تعدّ كلحظة واحدة في التحولات التاريخية وستمضي سريعاً. لا مراء أن أمريكا ومستقبل أمريكا سينهزم بسبب التعامل الذي انتهجه الأمريكان طوال الخمسين أو الستين سنة الأخيرة فيما يتعلق بقضية فلسطين. القضية الفلسطينية ستبقی وصمة عار وخزي لأمريكا طوال القرون المتمادية في المستقبل. فلسطين سوف تتحرّر، ولا يخالجكم أي شك أو شبهة في هذا الخصوص. فلسطين ستتحرر حتماً وستعود لأهاليها وستتشكل فيها حكومة فلسطينية. هذا مما لا ريب فيه، لكن السمعة السيئة لأمريكا والغرب سوف لن تزول. سوف يبقی سوء السمعة يلاحقهم. لا شك أن الشرق الأوسط الجديد سيتشكل وفقاً للحقائق التي قدرها الله تعالی. وسيكون هذا الشرق الأوسط الجديد شرق أوسط الإسلام. كما أن قضية فلسطين قضية إسلامية. جميع الشعوب مسؤولة حيال فلسطين. كافة‌ الحكومات مسؤولة قبال فلسطين سواء الحكومات المسلمة أو الحكومات غير المسلمة. أية حكومة تدعي مناصرة الإنسانية مسؤولة لكن واجب المسلمين أثقل وأكبر. الحكومات الإسلامية مسؤولة وعليها أن تعمل بمسؤولياتها وأية حكومة لا تعمل بواجبها ومسؤوليتها إزاء القضية الفلسطينية سوف تواجه عواقب ذلك لأن الشعوب استيقظت وتطالب الحكومات، و الحكومات مضطرة لتحمل مسؤولياتها أمام هذه القضية. 

~الإمام الخامنئي ٢٠١٠/٢/٢٧

 

بعد مرور 65 عاماً على إقامة الكيان الصهيونيّ الغاصب، والمنعطفات المختلفة التي مرّت على هذه القضيّة الهامّة والحسّاسة، وخاصّة الحوادث الدامية في السنوات الأخيرة، فإنّ حقيقتين قد اتّضحتا للجميع.
الحقيقة الأولى أنّ الكيان الصهيونيّ وحماته المجرمين لا يعرفون حدّاً لفظاظتهم وقسوتهم ووحشيّتهم وسحقهم لكلّ المعايير الإنسانيّة والأخلاقيّة. يبيحون لأنفسهم كلّ جريمة وإبادة جماعيّة وتدمير وقتلٍ للأطفال والنساء والأبرياء العزّل، بل كلّ اعتداء وظلم بمقدورهم ارتكابه، ثم هم يفخرون بما ارتكبوه. والمشاهد المبكية في حرب الخمسين يوماً على غزّة هي آخر نموذج من هذه الجرائم التاريخيّة التي تكرّرت مراراً في نصف القرن الأخير.
الحقيقة الثانية هي إنّ هذه المجازر والمآسي لم تستطع أن تحقّق هدف قادة الكيان الغاصب وحماته. وخلافاً لما كان يجول في ذهن لاعبي الساحة السياسيّة الخبثاء من آمال حمقاء بشأن سطوة النظام الصهيونيّ ومنعته فإنّ هذا الكيان يقترب يوماً بعد يوم من الاضمحلال والفناء. إنّ مقاومة غزّة المحاصرة والوحيدة لمدّة 50 يوماً أمام كلّ ما أجلبه الكيان الصهيونيّ من قوّة إلى الساحة، وما حدث في النهاية من فشل وتراجع لهذا الكيان واستسلامه أمام شروط المقاومة، لهو مشهد واضح لهذا الضعف والهزال والانهيار. إنّ هذا يعني أنّ الشعب الفلسطيني يجب أن يزداد فيه الأمل أكثر من أي وقت مضى.

~الإمام الخامنئي ٢٠١٤/٩/٣٠