قضية فلسطين اليوم على رأس القضايا السياسية في العالم الإسلامي ولدى الأمة الإسلامية. من واجب الجميع الدفاع عن فلسطين وتحرير فلسطين وإنقاذ الشعب الفلسطيني، وأن يجاهدوا ويعملوا من أجل ذلك. وبالطبع فالعدو يعاني من العجز والتورط في هذا المجال، فاعلموا ذلك. وأنْ يزعموا الآن أنهم يريدون إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني فهذا بسبب عجزهم وضعفهم. أيديهم مغلولة في قضية فلسطين، وسوف يتلقون بأعمالهم هذه ضربةً أكبر وأشد، وسيقف العالم الإسلامي بوجههم. لا شكَّ في أنَّ العدو لا يستطيع تحقيق النجاح الذي يصبو إليه في قضية فلسطين، وفلسطين ستتحرَّر. لا شكَّ في أنَّ فلسطين ستتحرَّر. قد يتأخر ذلك قليلاً أو يتقدم قليلاً، ولكنَّه سيحصل بالتأكيد وسوف يصل كفاح الأمة الإسلامية من أجل إنقاذ فلسطين إلى نتيجته إن شاء الله.
وجهة نظرنا تجاه قضايا فلسطين جليّة وواضحة. نحن نعتبر أن سبيل حلّ القضية الفلسطينية هو زوال الكيان الإسرائيلي. لا يقل أحد أنّ ذلك محال؛ ليس هناك محال في العالم. بالإمكان تحقيق كلّ شيء. يمكن إزالة كافة الجبال الشاهقة التي تمنع حركة البشرية. مرّت أربعون عاماً؛ ولو مرّت أربعون عام أخرى فإنّ عاقبة الكيان الصهيوني هي الزوال ومن الواجب إزالته. لم يكن أحدٌ يصدّق في الآونة الأخيرة انهيار قوّة الشرق العظمى بهذا النّحو. لو أنّ أحداً تحدّث قبل عامين حول زوال قوّة الشرق العظمى، لفتل البعض شعر شاربه وتحدّث بلهجة فلسفية قائلاً: كم أنكم بسطاء! في ذلك اليوم الذي بعث فيه الإمام الخميني رسالة إلى غورباتشوف بأنّه يجب علينا أن نبحث بعد اليوم عن الماركسية في المتاحف، سخر البعض! لم يمض عامين أو ثلاثة وتحققت تلك النبوءة. بعد رحيل الإمام الخميني، لم يمض عام وتغيّر كلّ شيء؛ كيف يمكن لذلك أن يحدث؟
ستزول قوّة أمريكا الاستكبارية أيضاً، ستنهار هي أيضاً، لا بقاء لهذه القوّة الجهنميّة، لا بقاء لإسرائيل أيضاً. هذا هو اعتقاد حكومة وشعب إيران ونظام الجمهورية الإسلامية، وهذا ما سيحدث. سينفّذ هذا الأمر على أرض الواقع في ظل يقظتكم أنتم ويقظة الشعوب المسلمة. علينا أن نسعى. مهمّتنا هي السعي والمثابرة.
~الإمام الخامنئي ١٩٩١/٨/١٩
أقولها لكم: انتصار الشعب الفلسطيني في استعادة حقه ليس أصعب من الانتصار الذي حققه الشعب الإيراني في تأسيس الجمهورية الإسلامية. يومذاك - يوم كان الطاغوت يحكم هذا البلد - لو نظر شخص إلی المسرح العالمي وإلی المشهد في المنطقة لوجد أن تغيير النظام الطاغوتي هنا من المحالات الأكيدة، وخصوصاً تبديله إلی نظام إسلامي. كان هذا يبدو من المحالات حسب الموازين الطبيعية، ولم يكن ممكناً أو مقدوراً وفق المعايير العادية. القوة الأكيدة لأمريكا في هذه المنطقة والدعم غير المشروط لنظام الشاه وعدم توفر المجاهدين و المناضلين هنا علی أية إمكانيات وفرص - أي إن إمكاناتنا في ذلك الوقت كانت أقل بكثير مما لدی أهاليكم في غزة أو الضفة الغربية اليوم - ومع ذلك وقع هذا الحدث وحصل ذلك المحال. وذلك بفضل مواصلة الكفاح والنضال وببركة التوكل علی الله و القيادة صاحبة العزيمة والحسم لإمامنا الجليل. وأقول إن هذا الحدث يمكن أن يقع لفلسطين أيضاً. البعض ينظرون للمشهد ولما تمتلكه أمريكا من قدرة ولدعم الغرب للصهاينة ولقدرات الشبكة المالية للصهاينة في أمريكا وسائر أنحاء العالم ولقدراتهم الإعلامية والدعائية، فيلوح لهم أن إعادة فلسطين للفلسطينيين أمر مستحيل. لكنني أقول: لا، فهذا الأمر غير الممكن سيحدث بشرط الصمود و الاستقامة.