تمثل قضيّة فلسطين إحدى المصائب الكبيرة للمجتمع البشري الحالي. وكل شخص يمتلك الإحساس حول الإنسان وحقوقه ويدعي الدفاع عن الأناس المظلومين، يجب أن يكون معنياً بهذه القضية، ويعتبرها قضيته. ويمكن القول إنّ قضيّة فلسطين و مصیبتها، هما من قضایا التاریخ التي لا مثيل لها. وعلى حد علمنا ومعرفتنا، فإن مثل هذه الحادثة وبهذه العظمة، لم يشهد لها شعب مثيلاً على مدى التاریخ.

إن كلّ ما تفترضونه من مصائب الإنسانيّة تجتمع في مصيبة فلسطين وقضيتها من قتل للنفوس البريئة، وتشريد الناس، وتعذيب وسجن ونفي وما إلى ذلك، من إهانة للكرامة الإنسانيّة، والقضاء على الموارد البشرية لعدد من أبناء البشر، وضغوط و ظلم و إرهاب وعدم السماح لأناس بممارسة نشاطهم. كلّ هذه المصائب لو حدثت في زاوية من العالم لمجموعة من الناس، فإنها تهز المشاعر البشرية، ولقد حدثت هذه المصائب في قضيّة فلسطين طيلة السنوات الخمس والأربعين الأخيرة.

إنّ أولئك الذين يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان، عليهم أن يتحدثوا عن حقوق الشعب الفلسطيني إن كانوا صادقين. أيّ شعب تعرض للتعذيب طيلة السنوات الخس والأربعين الأخيرة بقدر ما تعرض له الشعب الفلسطيني، وتحمل من مصائب، وفقد أعزاءه، وتم تجاهل حقوقه؟ وكیف يظهر لنا أشخاص يدعون إنّهم مشفقون على حقوق الإنسان وحريصون عليها، ویجعلون من صدورهم دروع، ويتحدثون ويقدمون إذا ما حدثت إحدى هذه المصائب لعدد من البشر في زاوية من العالم؛ لكنهم يتجاهلون كلّ هذه المصائب بحق الشعب الفلسطيني؟!