نفّذ سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية أصوات الشعب الإيراني بانتخابه حجة الإسلام الدكتور الشيخ حسن روحاني للدورة الحادية عشرة من رئاسة الجمهورية.
و في ما يلي الترجمة العربية لنصّ حكم تنفيذ رئاسة الجمهورية:
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد الحمد و الثناء لله الحكيم القدير، و السلام على رسوله العزيز و آله الكرام، أبارك للشعب الإيراني الكبير بدء دورة جديدة من سلسلة الخدمة و المسؤولية التنفيذية الجسيمة في البلاد، و أمرّغ جبهة الخشوع و الشكر على الأرض أمام الألطاف الإلهية الكريمة، حيث منح سبحانه و تعالى بعونه و هدايته العزيمة ‌و القدرة ‌و الظفر لهذا الشعب كي يصنع ملحمة أخرى.
الشعب الإيراني يفخر بأنه سار في درب الديمقراطية الإسلامية خلال دورات متتابعة و بتحفّز و نشاط، و زاد في كل دورة من تجذّر و شموخ هذه الشجرة الخضراء المثمرة. و في هذه المرة أيضاً زيّن الشعب الإيراني الساحة بتواجده المبارك الناجم عن وعيه و بصيرته، و ردّ على الأعداء الذين لم يدّخروا جهداً سياسياً و إعلامياً لتثبيط الشعب، رداً حاسماً زاخراً بالمعاني. المشاركة الواسعة للشعب، و انتخاب شخص لائق يحمل في ملفّه أكثر من ثلاثة ‌عقود من خدمة نظام الجمهورية‌ الإسلامية‌، و قد رابط منذ فترة الكفاح الثوري إلى عقود ما بعد انتصار الثورة في خندق رجال الدين مقاوماً أمام أعداء الثورة، أوصلا رسائل واضحة للجميع.. إنها رسالة الوفاء الذي لا يتزلزل للثورة، و رسالة الثقة و الأمل بنظام الجمهورية الإسلامية، و رسالة الثقة برجال الدين الشجعان الروّاد، و الثقة بالخدمة الذين يعتزمون بهممهم و إبداعاتهم مضاعفة النجاحات و تقليل المشكلات.
ما اكتسبه الشعب الإيراني دوماً و في الوقت الحاضر من مشاركته الانتخابية الملحمية الخالية من التوترات ليس مجرد ممارسة دوره في إدارة البلاد و انتخاب خدمة جدد لدورة جديدة، بل هو فوق ذلك، مؤشر نضج و بلوغ سياسي يمزج بين اقتداره الوطني و الحكمة و العقلانية، و يضعه لدى الرأي العام العالمي في مرتبة سامية من العزة و العظمة. الذين أرادوا بوساوسهم فرض الاضطراب و التوتر على سعة الصدر المثيرة للثناء و الإعجاب هذه، و رفض مرجعية صناديق الاقتراع و دورتها القانونية، اصطدموا كل مرة و بشكل من الأشكال بصخرة العزيمة الوطنية الراسخة.
الآن حيث اختارت الأصوات القاطعة للشعب الإيراني شخصية عالمة ذات خبرة في الميادين المختلفة، و ذات سوابق جهادية متعددة، و فخورة بتوليها مسؤوليات دينية ‌و سياسية، اختارتها لإدارة البلاد التنفيذية، فإنني تبعاً لهم و بتقديم التبريكات لهم، أنفّذ أصوات الشعب و أنصب حجة الإسلام السيد الدكتور حسن روحاني لرئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، و أسأل الله تعالى التوفيقات الكبرى له في هذه المسؤولية الخطيرة القيّمة. و من البديهي بأنّ تلك الأصوات و هذا التنفيذ سار ما دام ملتزماً بتعهداته في السير على الصراط المستقيم الذي انتهجه لحد الآن، أي مبادئ و أهداف النظام الإسلامي، و الدفاع عن حقوق الشعب، و الوقوف بوجه العتاة و المستكبرين، و هذا ما سيكون إن شاء الله تعالى و بعون منه سبحانه.
أوصي رئيس الجمهورية المحترم بالاستعانة بالله الواحد، و الالتزام بالتقوى، و الخشوع و التوسل بالله القادر المتعال، و الانتفاع من الإمكانيات العظيمة و المكاسب و التجارب المتراكمة في البلاد، و أتمنى له الهداية من الله، و الدعم من عموم الشعب.
و السلام على جميع عباد الله ‌الصّالحين.
السيد علي الخامنئي
۱۲ مرداد ۱۳۹۲