في منطقتنا اليوم، في منطقة غرب آسيا، تُعدّ المقاومة الكلمة المشتركة بين الشعوب، الجميع يقبلون بالمقاومة ويؤيّدونها. حتماً البعض يتجرأون ويدخلون ساحة المقاومة والبعض لا يتجرّأون، لكن الذين يتجرّأون ليسوا بقلّة. والهزائم التي مُني بها الأمريكان في العراق وسورية ولبنان وفلسطين وغيرها هي ثمرة مقاومة الجماعات والأحزاب المقاومة. جبهة المقاومة اليوم جبهة قوية. 

بالتأكيد، نحن لا ننكر أنّنا نحن الشعب الإيراني، لأننا تمسّكنا بالمقاومة بشدّة ومضينا قدماً ووُفّقنا في ذلك، تشجّع الآخرون على المقاومة. وهذا ما قاله حتّى الخبراء والمحلّلون السياسيون الدوليون غير الإيرانيين وصرّحوا به.  يقول محلّل عالميّ معروف ـ وهو أمريكي، يعرفه الجميع وسمعوا باسمه ـ إنّ من أهمّ أسباب عداء أمريكا للجمهورية الاسلاميّة أنّ الجمهورية الإسلامية سارت في طريق المقاومة وحقّقت النجاحات واستطاعت التغلب على العقبات في هذا الطريق، هذا من أسباب العداء. إنّهم يريدون لنا أن ننهزم وننكسر ونتراجع ونرفع أيدينا بالاستسلام، ولأنّنا لا نفعل ذلك يعادوننا...

... المقاومة تؤدّي إلى تراجع العدوّ، بخلاف الاستسلام. فإن تراجعتم خطوة إلى الوراء حين يمارس العدوّ ظلمه وأعماله التعسّفيّة بحقّكم، سوف يتقدّم هو بلا شك. والسبيل إلى أن لا يتقدّم هو أن تقاوموا وتثبتوا. الصمود والمقاومة مقابل أطماع العدوّ وتعسّفه وابتزازه هو السبيل للحؤول دون تقدّمه. إذاً، فالفائدة في المقاومة. وهذا ما نقوم به نحن أيضاً، وتجربتنا في الجمهورية الإسلامية تدلّ على ذلك. ولديّ الآن أمثلة ونماذج عديدة في ذهني ولا أريد الخوض فيها وذكر الأمثلة، إنّما أقول على وجه العموم: أينما قاومنا وثبتنا استطعنا التقدّم وأينما استسلمنا وعملنا طبقاً لرغبة الطرف المقابل تلقّينا الضربات. هناك أمثلة واضحة، والأذكياء والمطّلعون يستطيعون العثور بسهولة على أمثلة لهذا الأمر من حياة الجمهورية الإسلامية الممتدّة لأربعين عاماً. هذا أيضاً جانب من هذا المنطق. 

...  للمقاومة تكاليفها على كلّ حال، وهي ليست عديمة التكاليف، لكنّ تكاليف الاستسلام مقابل العدوّ أكبر من تكاليف مقاومته. عندما تستسلمون أمام العدوّ عليكم أن تتحمّلوا التكاليف. النظام البهلوي كان مستسلماً أمام أمريكا ـ وكانوا منزعجين في كثير من الأحيان وغير راضين لكنّهم كانوا مستسلمين ويخافون ـ كان يعطي النفط والمال ويخضع للابتزاز ويتلقّى منهم الصفعات في الوقت نفسه! والحكومة السعودية في الوقت الحاضر على المنوال نفسه، فهي تقدّم الأموال والدولارات وتتّخذ المواقف وفقاً لإرادة أمريكا ومع ذلك تسمع الإهانات ويسمّونها بـ «البقرة الحلوب»! تكاليف الاستسلام والرضوخ وعدم المقاومة أكثر بكثير من تكاليف المقاومة.
~الإمام الخامنئي ٢٠١٩/٦/٤

 

في القضايا الدولية، تحتلّ قضية فلسطين هذه الأيام المرتبة الأولى بين قضايا العالم الإسلامي. خيانة بعض حكّام الدول الإسلامية أدّت إلى اتّخاذ خطوات خيانية صريحة في خصوص قضية فلسطين. هذا المؤتمر المقرّر عقده في البحرين هو مؤتمر الأمريكيين، لكنّ حكام البحرين بضعفهم، وعجزهم في أمور مختلفة، وبروحيّتهم المعادية للشعب والمعادية للإسلام بشدّة، قد مهّدوا الأرضية لهذا العمل وتعهّدوا بإقامة هذا المؤتمر. والهدف من هذا المؤتمر هو تنفيذ الخطة الأمريكيّة الخيانيّة الخاطئة الخبيثة بشأن فلسطين والتي اسموها «صفقة القرن». بالتأكيد، هذا الشيء لن يحدث، ولن تقوم لصفقة القرن قائمة أبداً، إن شاء الله وبتوفيق من الله. ونحن نشكر تلك البلدان المسلمة أو البلدان العربية التي عارضت هذه الصفقة وكذلك الفصائل الفلسطينية التي عارضت هذه الخطة.  هذه خيانة كبرى للعالم الإسلامي. نتمنى أن يفهم حكّام البحرين وحكّام السعودية في أيّ مستنقع يضعون أقدامهم وأيّ أضرار ستلحق بمستقبلهم.
~الإمام الخامنئي في خطبتي صلاة عيد الفطر ٢٠١٩/٦/٥

 

إنّ قضية فلسطين اليوم من أهمّ القضايا في العالم الإسلامي بل هي قضية العالم الإسلامي الأولى، وإذا بهم يقيمون في البحرين مؤتمراً بأمر من أمريكا يتآمرون فيه على قضية فلسطين، وللقضاء عليها! ليعلم حكام البحرين أنّهم يقطعون الغصن الذي يجلسون عليه، فلا ينخدعوا بالسعوديين. هم والسعوديون يقطعون الغصن الذي يجلسون عليه، وسينتهي الأمر بضررهم: «فَسَينفِقونَها ثُمَّ تَكونُ عَلَيهِم حَسرَة». ينفقون الأموال، ويبذلون المساعي والجهود لكنّ نتائجها ستكون معاكسة وخلافاً لرغبتهم. هذا ما يقوله القرآن بنحو قاطع. وهؤلاء أيضاً سينتهي المطاف ضدّ مصالحهم وبضررهم، لكنّهم لا يفهمون، للأسف لا يفهمون. إن يعودوا إلى رشدهم فطريق العودة مفتوح. وإن تابوا فطريق التوبة مفتوح: «إلَّا الَّذينَ تابوا وَأصلَحوا» إذا أصلحوا تلك المفاسد التي أوجدوها. هذا ما يحتاجه العالم الإسلامي اليوم. مشكلات العالم الإسلامي سوف تعالج وتحلّ بتعاون المسلمين واتّحادهم فيما بينهم. ينبغي السعي في هذا السبيل وفي هذا الخصوص، وهناك واجب يقع على عاتق المثقّفين والعلماء في العالم الإسلامي.

لقد تعهّدنا في الجمهورية الإسلامية تكاليف الدفاع عن فلسطين. قلنا سندافع عن فلسطين فوقف العالم الاستكباري بوجهنا ووجّه ضرباته إلينا، لكنّنا قاومنا وصمدنا وثبتنا وسوف نواصل الصمود، ونعلم يقيناً بأنّ النصر النهائي سيكون حليف الشعب الفلسطيني.
~الإمام الخامنئي في لقائه مسؤولي النظام وسفراء البلدان الإسلامية بمناسبة عيد الفطر ٢٠١٩/٦/٥