دعوني أروي خاطرة عن الإمام الخميني. في إحدى الليالي كنّا في محضر الإمام. سألته ما رأي سماحتكم بالشخص الفلاني - لا أريد ذكر اسمه؛ إحدى الشخصيات الشهيرة في العالم الإسلامي المعاصر، والجميع يعرفونه وقد سمعوا باسمه- تريّث الإمام قليلاً، ثم قال: لا أعرف. ثم أردف قوله بجملة تذم أو تقدح بذاك الشخص. انتهى الموضوع هنا. بعد يوم أو يومين من هذا اللقاء -لست أذكر بدقّة- كنت على موعد مع الإمام في الصباح، توجّهت إلى منزله. بمجرّد أن دخلت الغرفة وجلست، وقبل أن أطرح العمل الذي جئت لأجله، قال سماحته أن الشخص الذي سألت عنه البارحة أو منذ يومين، اكتف بجملة “لا أعرف”. أي أنّ سماحته حذف تلك الجملة الذّامّة التي كان قد قالها بعد “لا أعرف”. لاحظوا، هذا أمر في غاية الأهميّة. تلك الجملة الذّامّة لم تكن سباباً ولا لعناً ولا اتهام؛ لحسن الحظ فقد نسيتها أنا بشكل كامل أيضاً. لاحظوا، هذه أسوة؛ “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة”.
خطبتي صلاة الجمعة في حرم الإمام الخميني (قدّس سرّه)
4/6/2010