من جملة المسائل التي تُطرح، مسألة عمل السيدات. إنّ عمل السيدات هو من جملة الأشياء التي نوافق عليها. إنّني موافق على أنواع المشاركة سواء كان من نوع العمل الاقتصادي أو من نوع العمل السياسي والاجتماعي والأنشطة الخيرية وأمثالها؛ فهي جيدة أيضاً. النساء نصف المجتمع وأمر جيد جداً أن نتمكّن من الاستفادة من نصف المجتمع هذا في المجالات المتنوّعة. ولكن خلاصة القول: إنّ هناك أصلين أو ثلاثة ينبغي رعايتها وعدم تجاهلها.

1-الأول: أن لا يلقي هذا العمل بظلاله على العمل الأساسي - و الذي هو عمل الأسرة والزوجية والأمومة والتدبير المنزلي - وهذا أمر ممكن. أعتقد أن لدينا نماذجَ من سيدات كنّ يقمن بهذا ولا شكّ بأنهنّ واجهن بعض الصعوبات؛ درسن وكذلك درَّسن، أنجزن أعمال البيت، أنجبن أطفالاً، قمنَ بتربيتهم والاهتمام بهم. فإذاً نحن موافقون على العمل والمشاركة، على ألاّ تؤثّر وتضرّ بهذه المسألة الأصلية؛ لأنّه لا بديل عنهنّ فيها. فإن لم تقمن بأنفسكن بتربية أبنائكن في المنزل أو لم تقمن بفكّ عقد خيوط عواطف الطفل الظريفة جداً- والتي هي أنعم من خيوط الحرير - حتى لا يتعقّد عاطفياً، فلا يمكن لأي أحد آخر أن يقوم بهذا العمل؛ لا أبوه، ولا غيره بطريق أولى؛ إنّه عمل الأم فقط. أمّا ذلك العمل الذي لديكن في الخارج، فإن لم تقمن به أنتن فإنّ هناك عشرات الأشخاص الآخرين سيقومون بهذا العمل. بناءً على هذا، فإنّ الأولوية هي للعمل الذي لا بديل عنكن فيه، هذا هو المطلوب والمتعيّن.