و تضمن المعرض إنجازات في مجالات تصميم و صناعة أنواع الأنظمة و التجهيزات الصاروخية و الرادارية و البحرية و الضوئية و المدرعة و الطائرات المسيّرة و مراكز الاتصالات.
كان القسم الأول من المعرض خاصاً بقدرات و نتاجات المضادات الصاروخية على المديات القصيرة و المتوسطة و الطويلة.
و اختص القسم الثاني بأنواع السونارات المتطورة للقطع البحرية السطحية، و التي تم تصميمها و صنعها من قبل متخصصين في وزارة الدفاع.
و كان القسم الثالث من المعرض الذي زاره الإمام الخامنئي خاصاً بأنظمة الرادار من أنواع المراقبة و الرصد الهجومي و مراقبة النيران الألكتروضوئية. و قدم المسؤولون في وزارة الدفاع في هذا القسم إيضاحات حول منظومة «باور 373 » للدفاع الجوي و الصاروخي المنتجة محلياً. يذكر أن لهذه المنظومة قدرات أعلى من نظيراتها الخارجية.
و من الإنجازات الأخرى التي تضمّنها المعرض و قدّم الخبراء الإيرانيون إيضاحاتهم حولها لقائد الثورة الإسلامية «نظام محلي للقوات المسلحة»، و «حاسوب وطني آمن و مضاد للفايروسات البرمجية»، و «اتصالات مدى بعيد و ديجيتالي آمنة»، و «إنجازات أقمار صناعية»، و «معدات حرب ألكترونية متطورة»، و «منظومات صواريخ محمولة».
و ضمّ جناح آخر من المعرض إنجازات تقنية للمتخصصين الإيرانيين في مجال «زيادة دقة و تهديف الصواريخ البالستية».
بعد ذلك ألقى قائد الثورة الإسلامية كلمة أمام وزير الدفاع و المسؤولين و الباحثين و المتخصصين في وزارة الدفاع اعتبر فيها زيادة القدرات الدفاعية و الهجومية حقاً أكيداً و حاسماً من حقوق إيران، و أكد على ضرورة مواصلة مسيرة زيادة القدرات الدفاعية قائلاً: في العالم الذي تحكمه قوى عاتية متغطرسة و بأدنى درجات الأخلاق و الضمير و الإنسانية، و التي لا تتورع إطلاقاً عن الاعتداء على البلدان و قتل البشر الأبرياء، فإن تطوير الصناعات الدفاعية و الهجومية عملية طبيعية تماماً، فما لم تشعر تلك القوى بقوة بلادنا سوف لن يتوفر الأمن لبلادنا.
و اعتبر سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي زيارته لمعرض إنجازات الصناعات الدفاعية باعثة على الارتياح و الرضا، مردفاً: سبب هذا الارتياح، فضلاً عن الاطلاع على القدرات الدفاعية التي لها دور كبير في رفع مستوى اقتدار البلاد، هو مشاهدة الطاقات و الكوادر العالمة و الباحثة و المحققة و المفكرة و العاملة و المؤمنة، و هو أمر يدعو إلى شديد الفرح و المسرّة.
و لفت سماحته قائلاً: وجود مثل هذه الطاقات و العناصر في مجموعة الصناعات الدفاعية في البلاد أشبه بجواهر ثمينة جداً لا يمكن تثمينها.
ثم قال قائد الثورة الإسلامية في معرض بيانه لسبب تأكيده على ضرورة رفع مستوى القدرات و تطوير الصناعات الدفاعية، موضحاً: في الظروف التي تمد القوى العاتية في العالم مظلة هيمنتها، و لا يلاحظ أي أثر للرحمة في أعينهم، و يقصفون علناً مجالس الأعراس و المستشفيات بذريعة محاربة الإرهاب، و يضرجون مئات الأبرياء بدمائهم، و لا يتحملون مسؤولية تجاه أية منظمة أو مؤسسة، يجب رفع مستوى القدرات الدفاعية، حتى تشعر القوى العاتية بالخطر.
و أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: نحن طبعاً نقرر حدوداً و قيوداً لتطوير الصناعات الدفاعية، و نعتبر أسلحة الدمار الشامل كالأسلحة الكيمياوية و الأسلحة النووية ممنوعة طبقاً لمرتكزاتنا العقيدية و الدينية.
و أكد سماحته: منع الأسلحة الكيمياوية يتعلق بالجانب الهجومي، لكن زيادة القدرات في الجانب الدفاعي إزاء الهجمات الكيمياوية لا إشكال فيه.
و قال قائد الثورة الإسلامية: ما عدا هذه الحدود و القيود، لا توجد أية قيود في سائر المجالات لزيادة القدرات الدفاعية و العسكرية، و التقدم في هذه المجالات واجب.
و ألمح الإمام الخامنئي إلى الموقع الاستراتيجي للجمهورية الإسلامية الإيرانية و كذلك حساسية منطقة غرب آسيا و الطمع الدائمي لقوى الهيمنة قائلاً: من أجل تأمين أمن الشعب و البلاد و المستقبل يجب زيادة القدرات الهجومية فضلاً عن القدرات الدفاعية.
و أشار سماحته إلى انزعاج القوى المهيمنة من شراء إيران لمعدات دفاعية من بعض البلدان مردفاً: هذه القوى التي تزعم العقل و الإنصاف و تتحدث عن الأهلية الأخلاقية للبلدان من حيث امتلاكها أو عدم امتلاكها لبعض المعدات الدفاعية، لا تلتزم هي نفسها بأيّ من المبادئ الأخلاقية.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية الحكومة الأمريكية مفتقرة للأهلية الأخلاقية للتصريح حول الجمهورية الإسلامية الإيرانية مضيفاً: سواء الحزب الذي تتولى حكومته دفّة الأمور في أمريكا اليوم، أو الحزب المنافس الذي كان يتولى الحكومة السابقة، لا يمتلك أيّ منهما الأهلية الأخلاقية، لأن كلا الحزبين ارتكب جرائم و فجائع مختلفة.
و عدّ آية الله العظمى السيد الخامنئي أكبر خطيئة ارتكبها الحزب الذي يدعم الحكومة الحالية في أمريكا إيجاد شبكات إرهابية خطيرة، مؤكداً: الحكومة الأمريكية الحالية تهاجم في الظاهر جماعة إرهابية، و تستثني جماعة إرهابية أخرى، و معنى هذا تسويد السياسة على الأخلاق.
و تابع سماحته قائلاً: الحكومة الأمريكية السابقة مسؤولة هي الأخرى عن فجائع و جرائم في العراق و أفغانستان، حيث قتل ملايين الناس الأبرياء، بل و تم تشخيص و اغتيال آلاف العلماء العراقيين من قبل جماعة «بلاك ووتر» القاتلة.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: إذن، ليس أيّ من الحزبين المعروفين في أمريكا مرجّحاً على الآخر من حيث الأهلية الأخلاقية.
و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي: إننا أمام مثل هذه الحكومات في أمريكا، و من الخطأ التصور أن بالإمكان التوصل إلى تفاهم و نقاط مشتركة عن طريق المفاوضات.
و أكد سماحته: لهذا السبب أصرّ على عدم التفاوض مع أمريكا، و قد أثبتت التجربة أن الأمريكان يسعون في المفاوضات، بدل التفاهم، إلى فرض إراداتهم، و النموذج البارز لذلك ما حصل في الأحداث الأخيرة.
و أثنى القائد العام للقوات المسلحة في جانب آخر من حديثه على وزارة الدفاع و الباحثين و المتخصصين في مختلف مؤسسات القوات المسلحة، مردفاً: من العوامل المميزة في تقدم الصناعات الدفاعية للبلاد تواصل قسم الدفاع مع الجامعات و الشركات العلمية المحور.
و أشار الإمام السيد علي الخامنئي إلى توصياته المكررة للحكومات الإيرانية بضرورة التعاون بين الصناعة و الجامعة ملفتاً: هذا التعاون نافع لكلا الجانبين، و قد شاهدنا نموذجه البارز لحد الآن في وزارة الدفاع.
و اعتبر سماحته هذا التقدم نتيجة المسيرة العلمية العظيمة للبلاد على مدى الأعوام الإثني عشر الماضية مؤكداً: النهضة البرمجية و الحركة العلمية التي تحولت الآن إلى خطاب عام و سائد، حيث استطاع علماؤنا الشباب تحطيم الخطوط الأمامية للعلم، يجب أن تستمر بكل قوة، لأن التقدم في أي مجال ممهد لحالات جديدة من التقدم في مجالات أخرى.
قبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية تحدث في هذا اللقاء الآمر اللواء دهقان وزير الدفاع مقدماً تقريراً قصيراً عن الخطوات المتخذة في صناعات الدفاع و إيجاد شبكة تعاون لوزارة الدفاع و التواصل المنسجم بين الصناعات الدفاعية و الجامعات و الشركات العلمية المحور، و قال: تستطيع الصناعات الدفاعية للبلاد حالياً و بالاستفادة من البنى التحتية الصناعية و العلمية المحور، تأمين احتياجات القوات المسلحة.