خلال كلمته التي ألقاها بمناسبة عيد الغدير أشار سماحة الإمام الخامنئي إلى أهمية عيد الغدير، وكون الغدير مناسبة تجمع المسلمين ولا تفرقهم. ويشير الإمام الخامنئي في خطابه إلى مقالة الشهيد العلامة مطهري (الغدير والوحدة الإسلامية) والتي أثبت خلالها أن كتاب "الغدير" الشهير الذي ألفه العلامة الأميني، هو عاملٌ مهمٌ من عوامل الوحدة والتآلف فيما بين المسلمين وليس عامل فرقة وخلاف كما يروج الأعداء والمغرضين.

 

يقول الإمام الخامنئي في كلمته:

إنّ من الضروري لأتباع أهل البيت (عليهم السلام) ولكافة المسلمين فضلاً عن ذلك ألاّ نتخذ من حادثة الغدير أداة لإضعاف الإسلام, وهي التي تدلّ على عظمة الإسلام وجامعيته. إنّ من واجبي شخصياً في هذه الأيام أن أُلفت انتباه مواطنينا الأعزاء وجميع المسلمين في كافة أصقاع العالم إلى أنّ الأعداء يفتّشون اليوم عن مثل هذه القضايا, والتي تمثّل منشأ عظمة الإسلام؛

من الضروري لكافة المسلمين ألاّ نتخذ من حادثة الغدير أداة لإضعاف الإسلام

بغية استغلالها لضرب الإسلام, أي مسألة الشيعة والسنة, والقبول بالغدير أو إنكاره. إنّ الأعداء يأملون في أن تكون قضية الغدير سبباً في تناحر الأشقّاء وإشعال فتيل الحرب والخصومة فيما بينهم، في حين أنّ الغدير يمكن أن يكون وسيلة للتآلف والتآخي بين المسلمين. لقد كتب المرحوم الشهيد المطهري (رضوان الله عليه) مقالاً مطوّلاً ومعمّقاً قبل قيام الثورة حول كتاب (الغدير) للعلاّمة الأميني، وأثبت أنّ هذا الكتاب وسيلة لوحدة المسلمين. إنّ بعضهم كان يتخيّل أنّ كتاب الغدير يمكن أن يكون سبباً في الفرقة، ولكن الشهيد المطهري يقول: إننا لو فكّرنا جيداً وسلكنا المسلك الصحيح والمتوازن لوجدنا أنّ كتاب الغدير وسيلة لوحدة العالم الإسلامي. وبمقدور الأخوة من أهل السنة أن يراجعوا مصادر الغدير بعقلية حيادية وبلا أحكام مسبقة، وحينئذ لهم حق القبول أو الرفض.

الشهيد المطهري يقول: إننا لو فكّرنا جيداً وسلكنا المسلك الصحيح والمتوازن لوجدنا أنّ كتاب الغدير وسيلة لوحدة العالم الإسلامي

وفي كلتا الحالتين، القبول أو الرفض، فمن المسلّم به أنّ قضية الغدير لن تؤدي إلى احتراب أو خصومة أو خلاف على الإطلاق بين من يقبلون ومن يرفضون. وهكذا هو الأمر بالنسبة للشيعة، فعليهم أن يحمدوا الله تعالى على أن منّ عليهم بنعمة معرفة الحقيقة والاعتقاد بأصل الغدير. وأما الأخوة الذين لم يقبلوا بهذه الحقيقة, أو لم يراجعوا مصادرها, أو لم يطّلعوا عليها, أو لم يستطيعوا إقناع أنفسهم بها، فلا بأس من عدم اعتقادهم؛ وهذا ليس من شأنه أن يسبّب الفرقة والاختلاف. إنّ الاستكبار يبذل جهوداً حثيثة اليوم, ويعمل بكل جد وإصرار من أجل إيجاد الفرقة في العالم الإسلامي. لقد ذهب مذاهب شتّى فلم يحصد سوى الفشل الذريع.

9/1/2007م